أسماء سميتموها..

حافظ الوافي في الخميس ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

ما صار جزء من الدين ولم ينزل الله به سلطانا فهو شرك، فإذا ما شككت بأمر تعتقد انه محدث بالدين وتريد أن تعرف ما اذا كان شركا بالله أم لا.. فما عليك الا أن ترجع الى كتاب الله وملة ابراهيم –عليه السلام- وهي لا تتناقض مع العقل والمنطق وهي اتباع لما انزل الله به سلطانا – أي حكما وبرهانا من العلم- والله جلا وعلا يأمرنا باتباع القرآن وملة أبونا ابراهيم: "اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء.. ان اتبع الا ما يوحى إلي.. ثم أوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم.. بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين.. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه"..

وملة ابراهيم في التفكر في خلق الله وعبادته وحده وفي حنفيته وبعده عن الشرك وحججه العقلية والمنطقية.

قال نبي الله ابراهيم- عليه السلام- لقومه كما جاء في الآية: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن ان كنتم تعملون"..

الشاهد هنا "مالم ينزل به سلطانا"...

-         قال تعالى:" وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله مالا تعلمون"

-         قال تعالى :"ويعبدون من دون الله مالم ينزل به سلطانا"

-         قال تعالى: " أتجادلونني في اسماء سميتموها انتم وآبائكم ما انزل الله به سلطانا فانتظروا انا منتظرين"

كثيرة هي الآيات التي تؤكد ان أي أمر لم ينزل الله بها سلطانا فهو شرك.. فحاول أن تعرض على القرآن: " تقبيل الحجر الأسود، رمي الجمرات، الايمان بالعترة، الروايات التاريخية عبر العنعنة، ما يسمى الشيعة والسنة، المذهبية".. هل أنزل الله بهذا سلطانا " حكما وبرهان علم في كتابه الكريم"..

فاذا كان الله قد أنزل سلطانا في المذهبية فقد أسماها الله سبل وتفرقة وحذر منها.. قال تعالى: " وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله".. والتمسك بالقرآن هو الصراط المستقيم.. قال تعالى:" فاستمسك بالذي أوحينا اليك وانك على صراط مستقيم".. وقال جلا وعلا:" ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون".. فالمشركين هم من فرقوا دينهم وكانوا شيعا والنبي محمد-عليه الصلاة والسلام- ليس من هؤلاء قال جل وعلا مخاطبا نبيه: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم"..

فاذا كنت عزيزي القارئ تتبع السبل المذهبية مستندا على حجة مفادها)" قالوا لنا انهم سمعوا قائلا قال، إن النبي قال:-...)، فأنت تعتقد ان هذه الروايات صحيحة لأن اغلب الظن أنها صحيحة، فقط غلبة الظن بصحتها... والله سبحانه وتعالى يقول :" ان يتبعون الا الظن انهم الا يخرصون.. أن يتبعون الا ظنا.. ان الظن لا يغني من الحق شيئا" والقرآن هو الحق ونزل بالحق.. قال سبحانه:" والذي أوحينا اليك هو الحق.. وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ".. والنبي لا يستطيع ان يقول وحيا خارج القرآن أو ان يدعي ان كلامه خارج القرآن وحيا.. قال تعالى" ولو تقول علينا بعض الأقاويل.." وقد تضمن القران اقوال النبي "ص" على قاعدة:  ) يسألونك.. قل، يستفتونك.. قل) وقد تكررت لفظة قل في القرآن نحو 33 مرة وهي الاقوال الوحيدة للنبي التي صارت وحيا يتلى وهي ما يسمونها السنة القولية للرسول أي "السنة الرسولية" وليس السنة النبوية، فالنبي في مقام النبوة  بشرا مثلنا ولكنه في مقام الرسالة يجب اتباعه وطاعته وقد جاءت كل الآيات الخاصة باتباع وطاعة الرسول نحو 17 مرة كلها بلفظة "الرسول" حصرا لارتباط ذلك بالرسالة فالنبي حين يقول الوحي يكون واجب الاتباع وحين يكون بمقام النبوة فلا يحق له ان يحرم امرا أو يحل آخر " يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك" .. عفا الله عنك لما أذنت لهم.. ويعاتبه ربه في " عبس وتولى"

والكتاب بعد موت النبي هو الرسول " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا" فكيف سوف يسئل عيسى وموسى هل سيقوم بنبش قبورهم ليسألهم ام المقصود أن يقرأ كتبهم وقد وردت آيات اخرى تحث الرسول على قراءة الكتب التي أنزلت من قبله..

ان كهنوت الأديان الأرضية جعل من القرآن كتابا تاريخيا مهجورا لا يقرأ إلا في العزاء وفي أيام رمضان بل إن هذا الكهنوت يحث على قراءة كتاب الله دون تدبر بذريعة أن القارئ ليس عالما ولا فقيها حتى يقرأ ويتدبر وانما عليه ان يقرأه بنظارة الأئمة ويتبع مذهب آباءه وما قالوا له في تفسيراتهم التي جاءت لترضي الحاكم والسلطان في عصر بائد وأن يكتفي بقراءة القرآن مجودا ويتغنى به وكأن الأمر للتسلية أو مجرد اسقاط واجب متناسيا الآيات التي وردت تحث على تدبر القرآن وتحذر من قراءته دون تدبر لأن ذلك معناه ببساطة، اتخاذ آيات الله هزوا، ففي الوقت التي وردت عدة  آيات تحث على التدبر لا توجد أية واحدة صريحة تحث على حفظ القرآن الذي تكفل الله بحفظه فكل آيات الكتاب تحثنا على التدبر فان كان هناك تخصص في الفيزياء وفي الكيمياء وفي الفلك وفي غيرها من العلوم فان كتاب الله لا يوجد به تخصص لتتدبره وليس حكرا على فئة معينة فهو كتاب للكيميائي والفيزيائي والفلكي.. فهو للناس كافة وكل سيجد فيه ضالته؛ فبقدر فهمك ستجد الهداية من خلاله فهو كتاب ميسر ومبين وكلما زاد تفقهك وتدبرك زادت معارفك لتبحث وتنشر ولسوف تستفيد من اخوانك السابقين في التدبر طالما كان القرآن هو مرجعهم.. ولا تعتمد على كتب التفسير اعتمادا كليا فكتب التفسير قد تجد فيها كل شيء الا التفسير للأسف.

·        عبدالحافظ الصمدي

اجمالي القراءات 11517