إدفع 100 جنيه نضمن لك العربدة فى الدنيا والجنة فى الآخرة .

عثمان محمد علي في الإثنين ١٠ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

إدفع 100 جنيه نضمن لك العربدة فى الدنيا والجنة فى الآخرة .

من طبيعة النفس الأمارة بالسوء التحلل من الإلتزامات ومحاولة وجود ثغرات تتكىء عليها كمُبررات للفكاك والهروب منها .فالبلطجية والنصابون ما أن يجدوا فريسة وقعت تحت أيديهم إلا ساوموها بطريقة توافق هواها فى إتباع الشهوات ، فإن لم تُجدى معها  طريقة العرض  بمعسول الكلام ،فرضوها عليها بالقوة ،فإن لم تستجب كان القتل مصيرها المحتوم، لتكون عبرة لمن تراوده نفسه ويُفكر فى عصيانهم ورفض عرضهم.

ولتتخيل أنك فوجئت بثلاث رجال اقوياء البنيان  ، مفتولى العضلات ،شاهرين سلاحهم  ،إعترضوا طريقك أو دخلواعليك بيتك  ،وهددوك بإغتصاب أهل بيتك ،وترويع اطفالك وأخذهم منك ،وقالوا لك ما رأيك نستطيع أن نتوقف عن هذا كُله و رفع  المسئولية عنك  فى الدنيا والآخرة .إفعل ما تريد، وقل ما تشاء. أكفر بالإله واعبد الأصنام (بشر ،حجر، ورق) ،اولا تعبد انت حُر – إسرق –أقتل –إزنى –إشرب خمر –سب الناس وإقذفهم  بأقذع الألفاظ  فليس عليك فى ذلك من سبيل  –عش حياتك بالطول والعرض ،إقض ليلك ونهارك فى الحانات ،وبين احضان الغوانى والساقطات كيف تشاء .

كل ذلك(نجاة اهلك وأولادك ،وحياة الفسق والمجون ) فى الدنيا ودخول الجنة فى الآخرة  بغير حساب يا جميل  مقابل أن تدفع لنا رغما عنك ،وغصب عن عينك 100  جنيه (15 دولار ) سنويا فقط .

. فبماذا ستفسر قولهم و فعلهم فى قلبك وعقلك  ،وما هى الصورة التى تكونت فى ذهنك عنهم ،و ماذا انت فاعل معهم  وبماذا ستُجيبهم ؟؟؟؟

 أعتقد العاقل سيقول لنفسه هؤلاء  محموعة بلطجية ،سفاحون   مُعتدون ،نصابون ،مُحتالون ،إخترعوا حيلا وطرقا جديدة للبلطجة والنصب على الناس  الآمنين المُسالمين .وإن إطعتهم فسأكون ( مخدوعا مُغفلا) ويجب علىّ مقاومتهم وقتالهم  لحماية أهلى وعائلتى  منهم حتى لو كانت نهايتى القتل على أيديهم .

وهناك من سيؤثر السلامة لنفسه وعائلته ويدفع المعلوم بخضوع تام  .ويعيش  ذليلا تحت سطوتهم طول العمركمواطن من الدرجة الثانية والثالثة حتى الموت .

وهناك من سترتعد فرائسة خوفا ورُعبا ،وسيعرض عليهم  خدماته  مجانا ويقول هل تقبلونى معكم خادما وجنديا مُطيعا لكم على أن  تعفونى من ال100جنيه ؟؟

فسيقبلوه إلى حين، ثم يفرضون على ذلك المسكين  الإتاوة مرة أخرى تحت  دعاوى ومبررات أخرى فضلا عن كونه  اصبح بالنسبة لهم مواطنا  من الدرجة الثانية والثالثة ،واهله واولاده  وأحفاده خدما لهم أبد الدهر.

فما رأيك أيها القارىء الكريم في شخوص ونفوس وتصرفات تلك العصابة والنصابين؟؟

سيقول بعض الكرام ،وهل  حدث  هذا بالفعل ؟؟؟

للاسف نعم   ،ومن فعل هذاهم  من الجيل الأول والثانى والثالث من المسلمين القرشيين بعد وفاة النبى عليه السلام مع اهل البلاد التى هاجموها واعتدوا عليها طمعا لما فيها من ثروات مخالفين بذلك ما جاء فى رسالته من أمن وسلام  ورحمة للعالمين   !!!!!!!

-فهل كان من حقهم أن يفعلوا هذا بالناس  ،وهل كان الدين من ممتلكاتهم الشخصية ليأخذوا بديلا عنه ثمنا بخس دراهم معدودات  تحت إسم الجزية ؟؟؟؟

وهل ما دفعه المُستضعفون للبلطجية من دراهم ودنانير بديلاعن الدين ستغنى عن  حسابهم امام رب العالمين يوم الدين ؟؟؟

وهل يستطيع ابو بكر وعمر وعثمان وعلى  ومعاوية ويزيد وهارون الرشيد وابو جعفر المنصور وووو. أن يأتوا يوم القيامة ويقفوا حائلا بين اولئك المُستضعفين وبين  المولى عزّوجل ويقولون له يا رب العالمين لا تُحاسب هؤلاء القوم لأننا أخذنا منهم  دراهم ودنانير صرفناها على أنفسنا واهلنا وكروشنا بديلاعن دينك ورسالتك للعالمين ؟؟؟؟

بهدوء وبموضوعية ،وبدون أن تلمسوا ايها المخالفون سلك كهرباء عريان ، ما هو التوصيف اللائق بمن فعلواهذامع المُستضعفين ؟؟؟

فى رأى لا يختلفون فى خستهم ونذالتهم عمن كانوا قبلهم أو فى زمانهم ممن كانوا يبيعون صكوك الغفران ،وقراريط  من الجنة لقوم آخرين ،وان تصرفهم هذا هوأحقر تصرف شهدته البشرية كمُتاجرة بدين رب العالمين .

لماذا اقول هذا الآن؟؟

  لأن احفادهم فى عالمنا العربى والإسلامى ينتهجون نفس النهج  الآن،ويرتكبون نفس الإثم ،ويفعلون نفس الخسيس من  الفعل  مرة أخرى (ظُلما لله )بإسم الإسلام على يد الدواعش ،وبوكو حرام ،وجبهة النصرة والجهاد ،والشباب الصومالى ، وغيرها وغيرها  فى العراق وسوريا وليبيا والصومال ونيجيريا وووووو. ويؤمنون به على أنه (جهاد فى سبيل الله )وأنه صُلب  وركن الدين المتين  .

لعنة الله على كل البلطجية والنصابين والمخادعين والذين يقولون للناس أن هذه الإفتراءات على الله هى  الدين .

اجمالي القراءات 12307