القاموس القرآنى : ( وَيْلٌ )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٣ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

جاء مصطلح الويل ومشتقاته ومعانيه فى السياقات القرآنية الآتية :

( وَيْلٌ ) فى التعجب الممزوج بالهلع

المرأة المصرية ( الريفية ) إذا فوجئت بأمر غريب عجيب يخصّها دقت صدرها وصرخت ( يا لهوى ..! ) ( يا خرابى .!!) ، ولاشك أن كل إمرأة تفعل ذلك عند مفاجأة الدهشة والعجب بمختلف الألسنة . زوجة ابراهيم عليه السلام كانت عجوزا عقيما فجاءتها البشرى بأنها ستلد ولدا هو إسحاق ، لطمت وجهها من المفاجأة : (فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات ) ، فى دهشتها المفاجئة قالت نفس ما تقوله المرأة المصرية ، ولكن باسلوب ( الويل ) : ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) هود) . هى المرة الوحيدة التى جاء بها مصطلح ( الويل ) بمعنى التعجب الممزوج بالهلع ، قالت : ياويلتا ...

( وَيْلٌ ) فى الوعظ : ( ويلكم ) ( ويلك )

 1 ـ قالها موسى عليه السلام لفرعون وقومه : (  فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى الله كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى (61) طه ) . قال لهم موسى يعظهم : ويلكم ..

2 ـ وقالها أهل العلم للذين يريدون الحياة الدنيا الذين بهرهم قارون بموكبه وزينته ، يقول جل وعلا عن قارون : (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ (81) القصص ). قالوا لهم : ويلكم ..

3 ـ يقولها الوالدان للإبن العاق الضال : (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (17) الاحقاف ) . قالا له : ويلك آمن ..

( وَيْلٌ ) فى الندم فى الدنيا

1 ـ أول من نطق بها ــ حسب علمنا ـ كان ابن آدم الذى قتل شقيقه فى حياة ابيهما آدم ــ فى أول حرب عالمية فى تاريخ البشرية . فيها تحول القتيل الى أول جثة فى تاريخ البشرية ، ولم يعرف القاتل كيف يتصرف مع جثة شقيقه . يقول جل وعلا : ( فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة ). قال القاتل : يا ويلتا ..

2 ـ بخل بعضهم بالصدقة من ثمار بستانهم فدمره رب العزة ، فحاق بهم الندم فى الدنيا (  قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) القلم ) . قالوا : يا ويلنا ..

3 ــ ويأتى الندم هائلا بالويل عند الهلاك الدنيوى للمعاندين ، يقول جل وعلا : (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) الانبياء ). عند الهلاك قالوا : ياويلنا ..

4 ـ وطلبت قريش  الهلاك عنادا  فقال جل وعلا عنهم : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) الأنبياء)، أى سيقولون عنده : يا ويلنا ..

( وَيْلٌ ) بالندم عند قيام الساعة

 يأجوج ومأجوع صنف متقدم من المخلوقات كان موجودا  فى الأرض قبل البشر . وحتى لا يقطعوا دابر البشر فى بداية التطور البشرى كان لا بد من إقامة فصل بين يأجوج ومأجوج المفسدين فى الأرض وبين بنى آدم . وقام بهذه المهمة ذو القرنين الذى آتاه الله جل وعلا قدرة هائلة ، وهو الذى جعل يأجوج ومأجوج يعيشون فى باطن الأرض وجعل فوقهم سدا وردما . هم يأجوج ومأجوج الذين حكى رب العزة عنهم فى سورة الكهف ، وختم قصتهم بقوله جل وعلا : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98) الكهف )

يأجوج ومأجوج هم في باطن الأرض  حتى الآن . وهم بُناة الحضارات الهائلة المندثرة التى تسبق وجود البشر فوق هذا الكوكب والتى لم يصل البشر حتى الآن الى تفسير غموضها ـ كالأهرامات فى مصر. ومنهم تنطلق الأطباق الطائرة بسرعات رهيبة ، هذا يتم تسجيله ويملأ الانترنت ، وهم المسئولون عن إختفاءات السفن والطائرات بلا اثر ، وهذا الاختفاء  مسجّل ومعترف به، سواء فى مثلث برمودة أو جنوب اليابان ، وغيرها . لا إختلاف فى هذه الظواهر التى تم ويتم تسجيلها ولا سبيل لانكارها . ولكن الاختلاف هو فى التفسير . هناك من ينسبها لحضارات متقدمة فى الفضاء الخارجى ، ومنها التفسير الصحيح وهو وجود جنس متقدم جدا يعيش فى باطن الأرض تاركا سطحها لنا  ويراقب ما نفعل . هذا هو الذى يتفق مع ما أخبر به رب العزة فى القرآن الكريم عن يأجوج ومأجوج الذين سيظلون فى باطن الأرض الى قبيل زلزلة الساعة ، وعندها سيكونون بتقدمهم الهائل أول من يحسّ بقدوم تلك الزلزلة ، وعندها سيخرجون من باطن الأرض كما لو كانت الأرض حُبلى بهم ، يتناسلون منها من كل حدب. خروجهم من باطن الأرض هو أهم علامات الساعة أو إقتراب الوعد الحق ، وعند خروجهم سيختلطون ببنى آدم ، قالها ذو القرنين: (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98) ) يقول جل وعلا بعدها عن إختلاط البشر ويأجوج ومأجوج : ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) ) الكهف )، ويقول جل وعلا  عن خروجهم من باطن الأرض قبيل الوعد الحق أو قيام الساعة : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)الانبياء). الكافرون الغافلون الذين سيدركون هذا الوقت سيقولون عند الندم : يا ويلنا ..!!

الندم فى الآخرة

1 ــ الندم من الكافرين عند البعث :

 يقول جل وعلا : (  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) يس ) . عند البعث سيقولون نادمين : ياويلنا ..

ويقول جل وعلا عنهم (  فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) الصافات ) عند البعث سيقولون نادمين : ياويلنا ..

وسيظلون ينطقون الندم وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ الله حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) الانعام ). عند البعث سيقولون نادمين : ياويلنا ..

2 ــ الندم من الكافرين عند رؤية كتاب الأعمال الجماعى ، يقول جل وعلا عنهم  (  وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49) الكهف )، سيقولون نادمين : ياويلتنا ..

3 ـ الندم من الكافرين عندما يتسلم كل منهم كتاب عمله الفردى ، يقول جل وعلا : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11) وَيَصْلَى سَعِيراً (12) الانشقاق ). الثبور هو الهلاك ، والويل يعنى الهلاك . أى يدعو ثبورا أى يقول : ياويلتى .!!

4 ـ الندم من الكافرين يوم الحساب : وسيكون الندم بالحركة ( عض اليدين ) والقول .. يقول جل وعلا :  (  وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) الفرقان ) .. سيقول الكافر نادما : ياويلتى ليتنى ..

5 ـ وأخيرا عند رؤيتهم جهنم : سيرونها تتلهف على حرقهم تلاحقهم بلهيبها ، ثم يتم سلسلتهم وتكبيلهم مقرنين بالأصفاد ، ثم يتم إلقاؤهم فى جهنم وهم يصرخون بالثبور ، اى الهلاك والويل ، يقول جل وعلا يتوعدهم : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14) الفرقان )

( وَيْلٌ ) بالوعيد الالهى بالعذاب :

الله جل وعلا يوجّه خطابا مباشرا بالتهديد والويل والهلاك للكافرين :

1 ــ الذين لا يؤمنون بالقرآن وحده حديثا ، أى يؤمنون بحديث آخر مع حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم ، وهذا فى حد ذاته تكذيب بالقرآن الكريم . وقد تكرر عشر مرات فى سورة المرسلات قوله جل وعلا لهم بالويل :  (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )، وفى النهاية : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ).

2 ـ الذين لا يؤمنون بالقرآن وحده حديثا ، أى يؤمنون بحديث آخر مع حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم والذين يتخذون آيات القرآن الكريم هزوا ، بتحويله الى أغنية ولهو ولعب ، يقول جل وعلا : (  تِلْكَ آيَاتُ الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ الله تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) الجاثية )

  3 ـ هم الذين لا يؤمنون بالكتاب الذى لا ريب فيه ، ولا يؤمنون بيوم الدين الذى ريب فيه . هؤلاء يتوعدهم رب العزة بالويل : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) المطففين). هم الذين يظنون أن الله جل وعلا خلقنا وخلق السماوات والأرض عبثا دون أن يحاسبنا فى اليوم الآخر ، يقول جل وعلا ردا على هؤلاء الغافلين الذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها  : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء )

4 ــ  وهم الموصوفون بالهُمزة اللُمزة الذى يجمع أحدهم مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده . وسيتحقق الويل والهلاك له بالخلود فى جهنم :  (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ الله الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الهمزة  ).

أخيرا

1 ــ لك ايها الانسان أن تختار : بين الويل أو البشرى . بين أن تكون ممن قال عنهم رب العزة :( وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ الله تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9))  أو ممن قال عنهم رب العزة : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)  الحديد   ) . لك أن تختار بين العذاب المهين .. والفوز العظيم . أنت الذى تحدد  ــ من الآن ــ مصيرك يوم القيامة .

 2 ــ وسبحان من لا يظلم أحدا .. جل وعلا .

اجمالي القراءات 7786