طائفة من ( الأحاديث) الصوفية فى العصر المملوكي

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣١ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب : أثر التصوف  المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الثانى  :( أثر التصوف الثقافى فى مصر المملوكية )

 اثر التصوف فى العلوم : فى تزييف الحديث 

 طائفة من ( الأحاديث) الصوفية فى العصر المملوكي  :

الصوفية يضعون ( يفترون ) الأحاديث

1 ـ وقد صنف أبو شامة كتاب ( الباعث..) ذكر فيه الأحاديث النبوية الموضوعة في صلاة ليلة النصف من شعبان وقال عن الوضّاعين ( حمّلوا عباد الله بالأحاديث فوق طاقتهم )[1]  وهناك فقيه مجهول كتب رسالة فى الأحاديث الموضوعة فى العصر المملوكى ـ لا تزال محطوطة لم يتم نشرها بعد ـ وقد كتبها بدون أن يكتب إسمهه عليها ، والسبب معروف ، وهو خوف الاضطهاد . وقد قال فى رسالته أن هناك أحاديث وضعوها في فضائل شهر رجب وليلة الرغائب [2] ، وأورد الأبشيهي فى كتابه ( المستظرف  ..) احاديث في فضل سور القرآن  [3] ، وعدها المؤلف المجهول لرسالة الأحاديث الموضوعة ضمن الأحاديث الموضوعات  [4]. ويذكر أن صوفيا كان يروي حديثا في قراءة سورة يس صيغته طويلة مهلهلة مختلفة عن الصيغ الأخرى [5] ، مما يدل على أنه وُضع في وقته . ومع ذلك قيل في أحدهم انه كان (يداوم على قراءة سورة يس في كل حال ويسند فيها حديثا موضوعا )[6] ...

2 ـ ووضع الصوفية احاديث نبوية في فضل الصوفية مثل صلة ابن أشيم الذي يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا ) [7] واويس القرني الذي يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ،) [8]. وهذه الشفاعات ميزة للصوفية حرموا منها الصحابة انفسهم حتى في الموضوع من الحديث.

3 ــ ومن خلال كتاب السيوطي (اللأليء المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ) نجد اغلبها في المناقب ثم الزهد والمواعظ والذكر والدعاء ،وتلك موضوعات التصوف . وأغلب الاحاديث الضعيفة في الجامع الكبير للسيوطي  ـــ وهو سجل للأحاديث المتداولة في العصر المملوكي ــ ترتب الثواب الجزيل على الأعمال السهلة ولاسيما الذكر باللسان . ويوجد فى (الجامع الكبير) للسيوطى حوالى مائة ألف حديث، منهما تسعون ألفا من الأحاديث الموضوعة فى العصر المملوكى فقط .

4 ــ وبعض الأحاديث النبوية السائدة فى العصر المملوكى تصرخ بأن واضعيها صوفية ،  حيث وضعت في أمور تعبر عنهم كأفضلية السراج والقناديل في المسجد [9] ، وحديث (من خرج من بيته قاصدا الحج ومات قبل ان يخرج فان الله جل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام الى يوم القيامة ) [10] ، ومثله في وضوح وضع الانتحال حديث رواه فخر الدين الفارسي أحد أصحاب المنامات يقول فيها بإسناده( من ادعى مناما ليضحك الناس ويل له ويله ويل له )[11]  وأظنه انتحل هذا ليبعد الشبهة عن نفسه كأشهر الناس في ادعاء المنامات فى عصره.

5 ــ ونمثل بأحاديث وضعها الصوفية تعبر عنهم ونشروها فى العصر المملوكى :ـــ

العزلة:  روى اليحمودي شيخ التصوف بسنده هو (يأتي على الناس زمان لو سمعت باسم رجل خير لك من ان تلقاه ، ولو لقيته خير لك من أن تجربه، ولو جربته لابغضته وبصقت عليه ) [12]

العلم اللدني : إفتروا هذا الحديث ونشروه وشهروه ، وهو :( من اخلص لله أربعين صباحا فجر الله ينابيع الحكمة من قبله على لسانه ) [13]

الزهد (حب الدنيا رأس كل خطيئة الدنيا جيفة وطالبيها كلاب) (الدنيا قنطرة فاعتبروا ولا تعمروها) ( ومن تكلم بكلام الدنيا في المساجد أحبط الله اعماله أربعين سنة) (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (الفقر فخرى وبه افتخر) (صاحب القميصين لا يجد حلاوة الايمان) ( خير الناس بعد المائتين ـ أي بعد ظهور التصوف ــ الخفيف الذي لا أهل له ولا ولد ) [14]

واحاديث الصلاة على النبي والحقيقة المحمدية كثيرة .ومنها (من صلى علىّ مرة لم يبقى من ذنوبه ذرة)( من شم الورد الأحمر ولم يصلّ علىّ فقد جفاني) (الورد الأحمر من عرق النبي) (أنا أكرم على الله من أن يتركني في التراب الف عام )  ، (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك ) [15] .

وأقيمت لهم الولائم قبل وفى العصر المملوكى فصنعوا لها أحاديث مثل : ( الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر ويصحح البصر) (الأرز منى وأنا من الأرز) (خلقت الأرز من بقية نفس ) ( لو كان الأرز حيوانا لكان آدميا ولو كان رجلا لكان صالحا ولو كان صالحا لكان نبيا ولو كان نبيا لكان مرسلا ولو كان مرسلا لكان إماما) (من أكل الأرز أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه )  ( عليكم بالعدس فإنه مبارك، فقد بارك فيه سبعون نبيا في اخرهم عيسى ابن مريم) ، (لا تقطعوا الخبز واللحم بالسكين كما تقطع الأعاجم ولكن انهشوه نهشا)

ومنها الأحاديث الموضوعة في تفضيل البطيخ والباذنجان والكرفس والثوم والبصل وقولهم (الباذنجان لا آكل له ) (ولقد سئل عبد الله ابن مبارك عن من قدّس العدس من الأنبياء قال ولا نصف نبي )

وفى تنفيرهم من الاعتراض إخترعوا حديث(من عيّر اخاه بذنب لم يمت حتى يُصاب به ).

الحشيش ) [16] (ان في بلاد الهند أوراق مثل آذان الخيل فكلوا منها فإن فيها منفعة) واقاويل أخرى تروي في أكل الحشيش لم يثبت منها شيء  [17]

الزعم بعلم الغيب أو الكشف: ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )

ومارس بعضهم التسول فقالوا حديث : (الحياء يمنع الرزق ).

وأظهر التصوف العقائد الفرعونية ، ومنها تقديس القطة ، فصاغوا حديث (حب الهرة من الإيمان).

وعن الشذوذ ، صاغوا حديث : (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه)  [18]

ونشروا الاعتقاد فى جدوى التفاؤل والتشاؤم، فانتشرت أحاديث تعبر عن هذا مثل :  (من بشرني بخروج صفر بشرته بدخول الجنة)  [19]، (البلاء موكل بالمنطق).

السياحة الصوفية : (سافروا تصحوا) .

ولم ينس الأشياخ خدامهم فوضعوا لهم الأحاديث (خادم الفقراء يحشر مع الأولياء).

 ومن الموضوع قولهم بمسخ ستة عشر حيوانا كالقرود والدب والعقرب والضبع والسلحفاة والخنزير وغير ذلك . وهذا المسخ او التشكل بين الحيوانات والجان والآلهة القديمة عقيدة فرعونية وضعت فيها الأحاديث، ونشر الصوفية هذا ضمن كراماتهم التى أسموها بالتطور .وقد ذكر بعضها في ( آكام الجان ) [20]   و( حياة الحيوان )[21] .

الفقهاء الحنابلة يرفضون الأحاديث الصوفية المشهورة فى العصر المملوكى

1 ـ ابن قيم الجوزيه:

 صنف (المنار المنيف في الصحيح والضعيف) وضع فيه قواعد يعرف بها الحديث الموضوع من وجهة نظره ، منها : مناقضة الحديث للسنة الصريحة مناقضة بينة كاشتماله على فساد او ظلم او مدح باطل او ذم حق ، ومنها كل حديث ذكر فيه حسان الوجوه او الثناء عليهم او الأمر بالنظر إليهم او ان النار لا تمسهم.الخ ...

ومنها اشتماله على مجازفات مثل من فعل كذا أعطى في الجنة كذا وكذا ، ومنها تكذيب الحس مثل الباذنجان منه شفاء لكل داء وحديث اذا عطس الرجل فهو دليل صدقه ، ومنها سماجة الحديث وكونه ما يسخر منه مثل (لو كان الأرز رجلا لكان حليما.و لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا  ، بئست البقلة الجرجير ، وفضل الكرات على  سائر البقول كفضل البر على الحبوب ،و ان للقلب فرحة عند أكل اللحم، وربيع امتى العنب والبطيخ ، ومن اتخذ ديكا ابيض لم يغوه شيطان ولا سحر.. ومنها الأحاديث في مقدار الدنيا ، والأحاديث التي يذكر فيها الفقر ، وكل الأحاديث فى حياة الخضر كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد . ومنها مخالفة الحديث صريح القرآن كمقدار الدنيا وأنها كذا فلا يعلم الساعة إلا الله ، والحديث الذي يروي في صخرة بيت المقدس وأنها عرش الله الأدنى ، ومنها صلوات الأيام والليالي كصلاة يوم الأحد وليلة الأحد يوم الاثنين ويوم الاثنين ليلة الثلاثاء وليالي الأسبوع،  كل احاديثها كذب، كمثل من صلى ليلة الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة كذا ... وكذلك في الرغائب ليلة اول الجمعة من رجب كلها كذب ، وقد وضع ابن جهضم  [22] حديثا يقول فيه (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي ) وكل حديث في ذكر شهر رجب وصومه وفضائل الأعمال فيه موضوع قال ابن حجر في كتابه( تبيين العجب بما ورد في فضل رجب) ، ومنها احاديث صلاة النصف من شعبان، وحديث يمدح العدس والأرز والباقلاء والباذنجان والرمان والزبيب والهندياء والكرات والجزر والجبن والهريسة والبطيخ والأزهار ،ومنها احاديث اللحوم كالنهي عن قطع اللحوم بالسكين وانه من صنع الاعاجم  ،والنهى عن الأكل من السوق ، ومنها أحاديث الابدال والاقطاب والاغنياث والنقياء والنجياء والاوتاد (طبقات الصوفية) وكلها باطلة ، وأحاديث المهدى المنتظر ) [23] .

ابن تيمية

وابن قيم الجوزيه يتابع استاذه ابن تيمية الذى كان أكثر جرأة من تلميذه في تحليله للأحاديث ، ويتضح ذلك فى كتابه ( أحاديث القُصّاص) الذي أورد فيه احاديث موضوعة في خدمة التصوف ، وبعضها مشهور ومتداول حتى في عصرنا هذا.ومنها : ( ما وسعنى سمائي وأرضي بل وسعني قلب عبدي المؤمن) يقول ابن تيمية فيه (هذا مذكور في اسرائيليات وليس له سند معروف .. والا فمن قال ان ذات الله تحل في قلوب الناس فهو اكفر من النصارى الذي خصوا ذلك بالمسيح وحده) يشير بذلك الى الصوفية .( كنت كنزا لا يعرف فاحببت أن اعرف فخلقت  خلقا فعرفتهم بي فبي عرفوني) يقول فيه ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم و يعرف له اسناد صحيح ولا ضعيف) والحديث يعبّر عن الأولياء الصوفيين العارفين .(الدنيا خطوة مؤمن) يقول فيه (هذا لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن سلف الأمة ولا خلفها ولا أئمتها) وطى الأرض بخطوة واحدة من أشهر كرامات الصوفية في زعمهم. (اتخذوا مع الفقراء ايادي فان لهم دولة )وقد ذكر ابن قيم الجوزية هذا الحديث في المكذوبات صـــ 140 تحت صيغة (اتخذوا مع الفقراء ايادي فان لهم في غد دولة وأي دولة)،والفقر والفقراء من صفات المتصوفة .(الفقر فخرى وبه افتخر) يقول عنه ابن تيمية وعن سابقه : كلاهما كذب لا يعرف له لأي من كتب للمسلمين المعروفة . حديث: ( إن أبا محذورة انشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم :

قد لسعت جمرة الهوى كبدى       فلا طيب لها ولا راقي ... الى اخرها

وتواجد النبي صلى الله عليه وسلم ووقعت البردة من كتفه فتقاسمها فقراء الصفة وجعلوها رقعا في ثيابهم . يقول ابن تيمية : هذا كذب باتفاق اهل الحديث لكن قد رواه بعضهم لكنه من الأحاديث الموضوعة) .ويتضح فى الحديث الجو الصوفي من الانشاد والوجد والحب الإلهي  والتبرك بالمرقعات على نحو ما كان في العصر المملوكي ..( ان عمر ابن الخطاب قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تكلم مع ابي بكر كنت بينهما كالزنجي الذي لا يفهم) هذا كذب ظاهر لم ينقله احد من أهل العلم بالحديث ولا يرويه إلا رجل جاهل او ملحد ) . ومن وجهة النظر الصوفية يعني الحديث أن الرسول عليه السلام يحدث ابي بكر حديث العارفين الذي لا يعرفه الأغيار كعمر مثلا . ( ان الله (تعالى عن ذلك) يعتذر الى الفقراء (الصوفية) ويقول : وعزتى وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علىّ ولكن اردت ان ارفع قدركم في هذا اليوم . انطلقوا الى الموقف فمن احسن لكم بكسرة او سقاكم شربة من ماء أو كساكم خرقة انطلقوا به الى الجنة) يقول ابن تيمية (هذا الثاني كذب لم يروه احد من أهل العلم بالحديث فهو باطل مخالف الكتاب والسنة والاجماع ). وهو حديث يسند الى ان الصوفية يشفعون في الاخرة وهذا باطل. ( من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة) هذا حديث كذب موضوع ولم يروه أحد من اهل العلم بالحديث )   (فقراؤكم حسناكم) يقول ابن تيمية : هذا ليس مأثورا ولكن معناه صحيح (الشيخ في قومة كالنبي في أُمّته) يقول فيه (ليس من كلام النبي حتى في أصله ) . وحديث (كنت نبيا وأدم بين الماء والطين وكنت نبيا وآدم لا ماء ولا طين) ويقول (هذا اللفظ كذب باطل) .وهذا الحديث يعبر عن المذهب الصوفي فى الحقيقة المحمدية . ( من اخلص لله عز وجل أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) يقول ( رواه يوسف الصفار وهو ضعيف لا يجوز الاجتماع بحديثه) وهو يعبر عن العلم اللدني الصوفي . ( من اكل مع مغفور له غفر له) يقول (هذا ليس له اسناد عند اهل العلم ولا هو في سنن ..المسلمين وليس معناه صحيحا على الاطلاق فقد يأكل المسلم مع الكفار والمنافقين....)  وهذا الحديث خلقته حاجةالصوفية للمآدب والولائم.. وقد ذكره ابن القيم الجوزيه في كتابه السابق صـــ 14  (من اشبع جوعة أو ستر عورة ضمنت له على الله الجنة) يقول (هذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم )،(اللهم احييني مسكيناوامتنى مسكينا واحشرني في زمرة المساكين) يقول فيه : يروى لكنه ضعيف لا يثبت .... ) وذلك حديث مشهور حتى وقتنا مع انه تعارض مع القرآن الكريم الذي يصف اليهود المعتدين بالذلة والمسكنة(البقرة 61) ويصف المؤمنين بالعزة ( المنافقون :8)   (حسنات الأبرار سيئات المقربين) يقول ( هذا من كلام الناس ليس من كلام الرسول عليه السلام  ) [24] وأقول لا يمكن للحسنة ان تكون سيئة، والأبرار والمقربون ليسوا طوائف دينية ، والإسلام لا يعرف التمايز بين الناس الا في الايمان والعمل الصالح ولا يعلم هذا إلا من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . ويتضح التشابه بين كتاب ( حديث القثصّاص ) لابن تيمية وكتاب ( المنار المنيف ) لتلميذه ابن القيم . إلا إن ابن القيم حافظ على هدوئه أغلب الوقت فى نقده لتلك الأحاديث وواضعيها من الصوفية ، ولكنه كان أحيانا يهيج غضبا كشيخه ، فحين عرض في كتابه (المنار المنيف) لحديث( حضر رسول الله مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه )  فقال : ( فلعن الله واضعه ما أجرأه على الكذب... السمج ) [25] ، وقال في حديث( لو احسن احدكم ظنه بحجر لنفعه) : ( وهو من وضع المشركين عباد الأصنام ) [26]...

(الوضع في التاريخ )

هذا موضوع يستحق بحثا مكتملا ، يخرج عن موضوعنا . وبسرعة نقول أن التاريخ عرف الكذب مع بدايته . كما أن الأحاديث السنية والصوفية والشيعية المخالفة للقرآن الكريم تعتبر تزييفا في التاريخ النبوي . على أن المناقب او سير الصوفية كانت المثل الحي على تزييف التاريخ .

وعن التصوف بالذات فإن كتب المناقب والكرامات أكبر مثل على التزييف فى تاريخ الأولياء ، وإن كانت صادقة فى التعبير عن عقائد عصرها وقائليها . وقيل في ترجمة نور  الدين الشطنوفي ت 713 انه (جمع أخبار مناقب عبد القادر الجيلي في نحو ثلاث مجلدات وكتب فيها عمن اقبل وأدبر فراج عليه حكايات كثيرة مكذوبة ) [27] واسهمت كتب المزارات بدورها في تزييف التاريخ حين ذكرت عنه الكثير من المشاهد المزورة  لصحابة وتابعين لم يأتوا لمصر  [28] . ومن المؤسف ان كتب التاريخ قد نقلت بعض مفتريات كتب المناقب : كأسطورة ابن اللبان الذي اعترض على البدوي فسلبه العلم والقرآن ، وقد نقل ابن العماد الحنبلي تلك الأسطورة عن الجواهر السنية مع ان ابن اللبان كان صوفيا ملحدا من أصحاب الدعوات المتطرفة ولم يكن فقيها  [29]

ومن الطبيعي أن يكون المؤرخ متأخرا عن زمن مؤلف المناقب فينقل المؤرح عنه معتقدا صحة ما كتب مؤلف المناقب .ويختلف الحال بالنسبة للمؤرخ المعاصر للولي صاحب المناقب فبينما يتحدث المؤرخ عن ذلك الولى باعتدال يتطرف مؤلف المناقب في تقديس شيخه ، وعلى سبيل المثال اعتدال العيني وأبو المحاسن وابن حجر في وصف علاقة الحنفي بالسلطان الظاهر ططر  [30] وبالغ المتصوفة في سبك روايات تؤكد خضوع ططر للحنفي ) [31] وما سبق مجرد امثلة تفتح شهية من أراد التعمق فى هذا البحث .



[1]
ــ التفاصيل في الباعث على إنكار الحوادث 9 : 29

[2]ــ مؤلف مجهول : رسالة في الاحاديث الموضوعة 430 : 432 مخطوط 

[3]ــ المستظرف 1 / 19

[4]ــ رسالة في الأحاديث الموضوعة 425

[5]ــ نص الحديث في الكواكب السيارة 159

[6]ــ روض الرياحين 86 جوهرة الدسوقى 94

[7]ــ الكواكب السيارة 118  ، انباء الغمر 2 / 272

[8]ــ المستظرف 2 / 237 : 238

[9]ــ رسالة في الأحاديث الموضوعة 727

[10]ــ تعطير الأنفاس مخطوط 215 : 216

[11]ــ الكواكب السيارة 109

[12]ــ الكواكب السيارة 345

[13]ــ الإلمام  للنويرى السكندرى : مخطوط 1 / 133 ،  رسالة الأحاديث الموضوعة 430  ،  المستظرف 2 / 297 : 301

[14]ــ رسالة الأحاديث 428 : 429 ، رسالة الأحاديث 430

[15]ــ تكسير الأحجار مخطوط 146

[16]ــ اكتشفه الصوفية ونشروه اقرأه في خطط المويزي ط

[17]ــ ألف الزركشي رسالة في الرد على من نادى بحل الحشيش اعتمادا على الأحاديث الموضوعة في ذلك من أدعياء الصوفية

[18]ــ رسالة في الأحاديث الموضوعة 427 : 520

[19]ــ  رسالة في الأحاديث الموضوعة 427 : 520

[20]ــ مخطوط 18 ، 19 ، 20 ، 24 ، 25 ، 53 ، 64 ، 110 ، 130

[22]ــ هو صوفي كتب مناقب للصوفية بعنوان بهجة الأسرار

[23]ــ ابن القيم الجوزيه : المنار المنيف في الصحيح والضعيف تحقيق عبد الفتاح أبو غده .. متفرقات من صفحات 47 ، 52 ، 56 ، 61 ، 63 ، 50 ، 64 ، 66 ، 67 ، 76 ، 80 ، 95 ، 99 ، ــ 10 ، 106 ، 110 ، 112 ، 116 ، 117 ، 119 ، 128 ، 129 ، 130 ، 133 ، 134 ، 139 ... إلخ

[24]ــ ابن تيمية : أحاديث القصاص تحقيق الصباغ من ص 67 وما بعدها 1 ..

[25]ــ ابن القيم الجوزية المنار المنيف ــ 136 ، 139

[26]ــ ابن القيم الجوزية المنار المنيف ــ 136 ، 139

[27]ــ تحفة الأحباب 216

[28]ــ راجع الاستراحة المزورة في الأثر المعمارى

[29]ــ شذرات الذهب 5 / 347 والجواهر السنية لعبد الصمد 71 ــ 73 وانظر ما قبيل عن الحنبلي في تاريخ ابن كثير 14 / 7  والسلوك 2 / 2 / 48

[30]ــ أبناء الغمر : مخطوط 1226 ، 1227 ، عقد الجان وفيات 847 ، النجوم الزاهرة 11 ، 209 ، 15 ، 500 ، راجع مناقب الحنفى 356 وما بعدها

[31]ــ راجع مناقب الحنفى 352 وما بعدها ، 37 ، وارشاد المغفلين للشعراني 231 ، 232 

اجمالي القراءات 15518