القرءآن يتكلم ... فهل من آذآن صاغية أم هى لاهية ( 3)

محمد صادق في الإثنين ٢٠ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

القرءآن يتكلم ... فهل من آذآن صاغية أم هى لاهية  ( 3)

"يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا"

يقول الله سبحانه وتعالى : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ " (سورة العنْكبوت 2

مقدمة:

هذه الآية الكريمة بالرغم من قلة عدد كلماتها، إلا أنها توصف بدقة رحلة العمر فى هذه الدنيا وفى هذه الأرض، فلا بد من أن يمتحن ويبتلى الإنسان خلال رحلة عمره طال أم قصر. خلال هذه الرحلة رحلة الإبتلاء والإمتحان يقابل كل منا أناس من الصعب حصر عددهم . أناس يدخلون فى حياتنا اليومية وأخر ينتقلون إلى حياة أخرى ولا نراهم قد إختفوا من حياتنا لأجل مسمى.

خلال رحلة  العمر نتعرف على كثير من الناس والذى نسميهم أصدقاء وأقارب وزملاء العمل وأهل الزوج وأهل الزوجة، أعداد مهولة من البشر نتعرف عليهم كل يوم . من بين هؤلاء نقول أن فلان بعينه هو الصديق الحميم الصديق الخليل الذى يصاحبنى فى هذه الرحلة . لقد إخترت هذا الفلان ليكون هو صديق حميم دون كل هذا الكم الهائل من البشر خلال هذه الرحلة، وهنا يأتى السؤال الذى قلما واجهنا به انفسنا طوال رحلة الإبتلاء ولم نتوقف عند السؤال " ما هى المبادئ والأسس والمواصفات التى بناءا عليها قررت أن هذا الإنسان هو الصديق الحميم الخليل دون غيره؟  .

هنا اقول أنه قد تم الإختيار على مقاييس دنيوية، فاقول الإختيار تم لأنى وجدت هذا الفلان أنه صادق وأنه أمين وأنه لا يكذب وأنه لديه شيئ من الحكمة ومخلص لى ويحب مساعدة غيره ... الخ.

موقف إفتراضى:

فى وقت ما وفى ظروف خاصة تغير الأمر، فوجدت أن هذا الفلان الصديق الحميم الخليل إنقلب عليك فجأة فاصبح ليس بالحميم ولا الخليل فتصبح فى حيرة من الأمر فلماذا حدث هذا، كنت أظن انى أعرف كل شيئ عن هذا الصديق وألآن ظهرت لى الحقيقة إنى لم أعرفه حقا . هل وقفت وتبصرت لتعرف ما الذى حدث لهذا الفلان، هل توصلت إلى الإجابة على السؤال، وهل توصلت لمعرفة الخلل والخطأ فى هذه العلاقة بعد طول السنين؟ الإجابة من خلال القرءآن الكريم وتجد النتيجة فى نهاية هذا الحوار.

 الله سبحانه أعطانا أمثلة ونحن للأسف لم نعيرها أى أهمية فإستمع إلى قول المولى عز وجل:

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) } (سورة الفرقان 25 - 29

يوم يعض على يديه من الندم والأسف بعد فوات الأوان ولا عودة ولا رجعة قد فاتك القطار بلا عودة وأسفه على إختيار هذا الفلان خليلا ، ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا، لماذا ؟ لأنه ضلنى عن الذكر بعد إذ جائنى... هنا الإختيار كان خاطئا ولم يتعرف على خطؤه إلا بعد فوات الأوان.

القرءآن الكريم ينطق علينا بمثال أعتبره شخصيا أهم ما فى القرءآن الكريم لأنه تحديد مصير لنهاية هذه الرحلة رحلة الإختبار والإبتلاء. فلنترك القرءآن الكريم يتكلم وينطق لمن اراد أن يستمع ويتعظ ويصحح مسار إختياراته خلال هذه الرحلة التى إذا إنتهت فلا عودة والندم لن يفيد .

وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا" (سورة النساء 125"

هنا نسأل نفس السؤال " ما هى الصفات التى أهلت إبراهيم أن يكون خليل الله ؟ فلنترك القرءآن الكريم يجيب:

* وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) } (سورة الأنبياء 51 - 54

تبييت إبراهيم الشر للأصنام

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ (86)فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) (سورة الصافات 85 - 89

فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ..... ما قدروا الله حق قدره.

   * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) (سورة الأنبياء 55 - 58  

المحاكمة

* قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) (سورة الأنبياء 59 - 66

بداية حجة إبراهيم

قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) (سورة الأنبياء 66 - 67)

* قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) } (سورة الأنبياء 68 - 69)

حجة إبراهيم على سبيل التدرج فى العقيدة

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) (سورة الأَنعام 74 - 79

حجة إبراهم واضحة 

  إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) (سورة الشعراء 70 - 76

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) } (سورة الصافات 91 - 96

مواجهة عبدة الملوك

إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن. وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن إبراهيم أقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ  (سورة البقرة 258

قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت..

لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. فقال إبراهيم: (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ).)

استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي... "  فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" 2:258

إستخدام الحكمة فى عرض الحجة

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) } (سورة مريم 41 - 48)

دعاء إبراهيم

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ " لم يقل هو الذى يميتنى ثم يحيين" (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) (سورة الشعراء 77 - 89

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) } (سورة البقرة 127 - 129

بعد هذا السرد المختصر ، نجد أن الله سبحانه ركز على ملة إبراهيم ومنها تقودنا الآيات إلى الإجابة على السؤال ما هى المقومات التى تمتع بها إبراهيم وتؤهله ليكون إماما للناس وخليل الله:

التركيز على ملة إبراهيم فقال سبحانه:

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًاوَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا  (سورة النساء - 125

وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ... (سورة الحج 78

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواقُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (سورة البقرة 135

وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130البقرة)

قُلْ ( يا محمد ) إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (الأَنعام 161

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)النحل

شخصية النبى إبراهيم الذى أهلته أن يستحق يكون خليل الله:

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)البقرة.....

قَالَ أَسْلَمْتُ.... بدون نقاش ولا سؤال ولا جدال ولا تردد  ... إسلام القول والفعل

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ   أَوَّاهٌ    مُنِيبٌ ﴾ هود: 75

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا " مريم: 41

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾  النجم: 37

إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " (سورة الصافات 84

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًامِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا  (سورة النساء - 125

هل تأملتم فى قولَه تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى

إنها تزكيةٌ عظيمةٌ من خالقِ السماواتِ والأرضِ .. وشهادةُ تقديرٍ من العليمِ الخبيرِ لإبراهيمَ عليه السلامُ بأنه وفىّ جميعَ ما أُمرَ به من التكاليفِ الكبيرةِ .. وقامَ بجميعِ خصالِ الإيمانِ على أتمِ الوجوهِ، لذلك جعلَه اللهُ تعالى إماماً للناسِ يقتدون به ويأتمون بهديه كما قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً).

ملخص شخصية إبراهيم الذى تم بناءا عليها إتخاذه خليلا ...

أَوَّاهٌ

قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ

 

مُنِيبٌ

 

وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ

 

شَاكِرًا

 

تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

 

صِدِّيقًا

 

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً

 

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى

 

قَانِتًا

 

وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

 

حَنِيفًا

 

جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

حَلِيمٌ

 

 

فى الختام :

مما تقدم أرى أن إختيارنا للصديق الحميم والصديق الخليل كان خاطئا فعلينا أن نصحح أولوياتنا خلال رحلة الإبتلاء والإمتحان وأن لا ننسى أن الله سبحانه خلق الإنسان ضعيف وجهولا وقنوتا وأكثر شيئا جدلا ... الخ

قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) } (سورة البقرة 136)

صدق الله العظيم .... والحمد لله رب العالمين.

 

 

اجمالي القراءات 14465