الفصل الرابع : أثر التصوف في الذِكر فى مصر المملوكية
ج2 / ف 4 : جريمة التغنى بالقرآن الكريم فى مصر المملوكية

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٨ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

الجزء الثانى :  العبادات فى مصر المملوكية  بين الإسلام والتصوف 

الفصل الرابع : أثر التصوف في الذِكر فى مصر المملوكية

جريمة التغنى بالقرآن الكريم فى مصر المملوكية.

 مقدمة: 

1 ـ أضافت الفتوحات العربية ملايين الخصوم الى الاسلام من أبناء الأمم المفتوحة . وما لبث بها أن تأسست أديان أرضية للمسلمين أصبحوا بها محمديين يفترون أحاديث شيطانية ينسبونها للنبى على أنها أحاديث نبوية . ووجهوا سهامهم للقرآن الكريم فيما يعرف بعلوم القرآن ومزاعم النسخ والتأويل والتفسير. وتطور الإستهزاء بآيات الله من بساطة العرب المشركين حين كانوا"يتخذون آيات الله هزواً" إلى اختراع ما يسمى بعلم التجويد والتنغيم وتحويل القرآن إلى نص شعرى يمكن التغنى به والتراقص عليه سخرية وهزوا . وهذا هو مجال التصوف الأساسى..

2 ـ   ومنذ بدأ التصوف في القرن الثالث الهجرى راجت آحاديث تشرع التغنى بالقرآن لصرف ذهن السامع عن التدبر في الآيات وليركز على صوت القارىء وتلاحين صوته وطريقة آدائه. ووجدت طريقها مبكرا منذ القرن الثالث الهجرى الى كتب الدين السنى نفسه . وفي "صحيح البخاري" أكثر كتب الآحاديث تقديساً عند السنيين وردت طائفة من هذه الآحاديث .ومنها "ما أذن الله لشىء ما أذن لنبى حسن الصوت بالقرآن يجهر به" ، "سمعت النبى يقرأ في العشاء والتين والزيتون فما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه" ،" رأيت رسول الله يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح فرجًع فيها وقال الراوى: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجًع قيل له كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات " ثم حديث : " ليس منا من لم يتغنى بالقرآن.."[1].

3 ــ وإذا كان أولئك قد افتروا أن الرسول نفى عن الإسلام من لم يحوله إلى أغنية فإن القرآن الكريم ــ وهو الكتاب الوحيد الواجب اتباعه- نفى عن الإسلام من لم يتلو القرآن حق تلاوته، يقول سبحانه تعالى(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121) البقرة ) .  وتلاوة القرآن حق تلاوته هى الخشوع عند تلاوته : (  أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) الحديد ) . ولكن أبناء أهل الكتاب الذين أسلموا هم الذين واصلوا مسيرة الآباء مع الكتب السماوية ، فحولوا الخشوع إلى لهو وغناء وسخرية بآيات الله. والخشوع عند الاستماع الى القرآن يكون بالانصات الخاشع ليتدبر السامع كلام رب جل وعلا ويفوز برحمته جل وعلا : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)  الأعراف )

   لقد نزل القرآن بلاغاً للناس وإنذارا للناس : (هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (52)ابراهيم 52) (  إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)  الأنبياء) . والبلاغ الذى فيه إنذار ينبغى أن يقرأ بخشوع وتدبر لا بلهو ومجون وغناء . وتخيل أن حاكماً أرسل لك بلاغاً وبياناً هل ستجعله أغنية؟ لو فعلت لاعتبرك مستهزئاً به . فكيف بالله جبار السماوات والأرض؟

إن طريقة التعامل مع قراءة القرآن الكريم والاستماع اليه تُحدّد إيمان الشخص أو كفره . المؤمن يزداد به إيمانا والكافرا يزداد به طغيانا وكفرا ( الانفال 2 ، التوبة 124 : 125 ، المائدة 64 ، 68 ). المؤمن يزداد به خشوعا والكافر يتخذه لهوا ولعبا وسخرية وإستهزاءا، ينطبق على الصوفية قول الله جل وعلا : ( وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57) الكهف ) (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف ) .

4 ــ وندخل على تشريع الصوفية إتخاذ القرآن الكريم لهوا وغناءا ووجدا وهزوا :

الغزالى وتشريع الوجد بالقرآن:

1 ــ يربط الغزالى بين قراءة القرآن والوجد الصوفى على أساس أن الوجد الحق هو ما ينشأ من فرط حب الله تعالى والشوق إليه وذلك يهيج بسماع القرآن، ويرى الغزالى أن الوجل والخشوع وجد" من قبيل الأحوال، واستشهد بآحاديث مثل "زينوا القرآن بأصواتكم" كما لو كان القرآن المعجز في فصاحته للبشر محتاجاً للبشر لكى يزينوه.ومثل "شيبتنى "هود"واخواتها" وأنه (ص) كان يصلى ولصدره أزيز كالمرجل،وتلك الأقاويل اتخذ منها دليلاً على الوجد الصوفى الذى أورد عليه أخباراً صوفية ، منها أن الشبلى صرخ وهو يصلى حين قرأ الإمام "ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا إليك " وإن رجلاً غشى عليه عند السرى السقطى فاقترح الجنيد أن تقرأ عليه نفس الآية التى أغمى عليه عند سماعها، وتليت عليه فأفاق، وإن بعضهم ردد آية "كل نفس ذائقة الموت " فسمع هاتفاً يقول له أنه قتل أربعة من الجن حين سمعوه ، وأن بعضهم غشى عليه عند سماع"وأنذرهم يوم الآزفة " وإن ابراهيم بن أدهم  اضطربت أوصاله وارتعدت حين سمع " إذا السماء انشقت ". وأن آخر مات حين مر عليه رجل يقرأ" وامتازوا اليوم أيها المجرمون.."

2 ــ   وتفضيل الصوفية واضح بين تلك الأساطير على النبى عليه السلام والمؤمنين الصادقين معه ، فقد كانوا أكثرحباً للقرآن وتدبراً له وخشوعاً عند قراءته،ومع ذلك فلم يحدث أن صعق أحدهم إذا قرأ عليه القرآن .مما يشير إلى أن أولئك الصوفية – لو حدث منهم ذلك الصراخ والإغماء- كانوا مرائين أو مستهزئين.

3 ــ ويكتفى الغزالى بتشريع الوجد ويجعل السماع بالألحان مكروهاً يقول "وقراءة القرآن مع التمديد والألحان على وجه يغير نظم القرآن ويجاوز حدّ التنزيل منكر مكروه شديد الكراهية "[2]. ويجعل من آداب التلاوة "تحسين القراءة وترتيلها بترديد الصوت من غير تمطيط مفرط يغير النظم " ومعناه أنه يجيز ترديد الصوت وتمطيطه بغير إفراط .خصوصاً وأنه يعيد الإستشهاد بأحاديث"زينوا القرآن بأصواتكم" "ما أذن الله لشىء أذنه لحسن الصوت..إلخ"..وغيرها..

وواضح أنه يقف موقفاً متوسطاً في موضوع التغنى بالقرآن. ويبدو هنا تساؤل لماذاحرص إذن على ربط قراءة القرآن بالوجد الصوفى المشهور بالغناء والموسيقى؟.

الوجد بالقرآن وعقيدة الاتحاد الصوفية :

1 ــ   إن هدف الغزالى هو ربط الوجد الصوفى بعقيدة الصوفية في الإتحاد، وقد عبر عن ذلك صراحة، يقول: ( أن يُرى في الكلام المتكلم( أى الله جل وعلا بزعمه )، وفي الكلمات الصفات( أى أسماء الله جل وعلا بزعم الغزالى ) ، فلا ينظر إلى نفسه، ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الأنغام به من حيث أنه منغم عليه، بل يكون مقصوراً لهم على المتكلم، موقوف الفكر عليه، كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره، وهذه درجة المقربين، وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين".

 و ذلك التقسيم يذكرنا بالتقسيم السابق للغزالى في درجات العقيدة الصوفية حيث وضع على قمتها الصوفية الذين يرون الله في كل الوجود،وهو هنا يضع رؤية الله في أحرف القرآن وألفاظه قراءة المقربين. ويستشهد بمقالة أحدهم "والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون" وقول بعضهم أنه أصبح يقرأ القرآن حتى يسمعه من الله المتكلم به، ويقول ثابت البنانى "كابدت القرآن عشرين سنة وتنغمت به عشرين سنة". ثم يصل الغزالي إلى هدفه في تقريرعقيدة وحدة الوجود. فيقول لعنه الله : ( ومشاهدة المتكلم دون ما سواه يكون العبد متمثلاً لقوله عز وجل: ففروا إلى الله ، ولقوله تعالى :"ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر ، فمن لم يره في كل شىء فقد رأى غيره . وكل ما التفت إليه العبد سوى الله تعالى تضمن التفاته شيئاً من الشرك الخفى، بل التوحيد الخالص أن لايرى في كل شئ إلا الله عز وجل .. فإذا جاوز حد الإلتفات إلى نفسه ولم يشاهد إلا الله تعالى في قراءته كشف له سر  الملكوت ) "[3]،

هذا هو هدف الغزالي إلا أن العصر المملوكي إهتم أساساً بتحويل القرآن والأذان لأغنية ولهو..                              اللهو والغناء في الآذان والصلاة والقرآن في العصر المملوكى

1 ـ  يقول ابن الحاج العبدرى فى كتابه ( المدخل ) : ( وكان الغالب فى صفة الإمام في قيام رمضان أن يكون حسن الصوت) "[4]. وعن طريق الصوت الحسن تتحول الصلاة في رمضان إلى لهو.

2 ــ وعكست وثائق الوقف ذلك فكانت تشترط في قراء القرآن في المؤسسات الصوفية أن يكونوا حسنى الصوت . ففي وثيقة وقف برسباي: ( ويُصرف لأربعة نفر حسنى الأصوات يجلسون مع الصوفية ويقرءون ما شرط على كل من الصوفية . ) ، ووصفتهم بالجوقة :( ويُصرف لخمس جوق كل جوقة ثلاث نفرمن حفاظ القرآن العظيم تقرأ كل جوقة بعد كل صلاة جزبين من القرآن العظيم على العادة ألف درهم "[5]. فوصف القُرّاء بأنهم ( جوقة ) تعنى الفرقة الموسيقية من مطربين وتابعيهم. وفي وثيقة وقف قراقجا الحسني: ( يُصرف لخمسة عشر نفراً من حملة  كتاب  الله العزيز عن ظهر قلب بالسوية بينهم ..على أن يكونوا خمسة جُوق لكل جوقة منهم  مائتا درهم ،على أن تقرأ جوقه منهم بعد صلاة الصبح بالجامع المذكور حزباً واحداً من تجزئة ستين حزباً من القرآن العظيم .. ويجتمعون قراءتهم بالصلاة على النبى (ص) ويدعوا أحسنهم صوتاً) "[6].

  وفي وثيقة وقف الغورى "تصرف لرجل من أهل العلم الشريف حافظاً لكتاب الله.. مشهور بالخير والدين حسن الصوت"واشترطت ذلك للخطيب والمؤذن " وعند القراءة والدعاء للواقف يتولى ذلك "من يكون أحسنهم صوتاً وأطربهم نغمة"[7].  ولاحظ ابن بطوطة في رحلته أن المصريين في القرافة "يرتبون القرآن ،يقرءون القرآن ليلاً ونهاراً بالأصوات الحسان"[8].

 3 ــ   ونفس الشرط اشترطته حجج الوقوف للمؤذن والإمام في الصلاة . ففي وثيقة قراقجا الحسنى ( يُصرف لتسعة نفر من المؤذنين حسان الأصوات على أن يكونوا ثلاث جوق) "[9]. وفي حجة قايتباى ( ويُصرف لتسعة نفر رجالاً مؤذنين.. يكون كل منهم حسن الصوت وفي ليلة الجمعة ينشد أحسنهم صوتاً ما تيسر له من مدح النبى عند آذان الفجر ) "[10]. وفي حجة برسباى: ( ..فيصرف لستة مؤذنين حسنى الأصوات مبلغ ألف درهم.) ."[11].. وفي حجة مغلطاى الجمالى: ( ويرتب معه قارئ ميعاد حسن الصوت من حملة الفقرا العشرة المذكورين .. ويرتب بها أيضاً مؤذنين حسنى الصوت عارفين بالمواقيت. )"[12]. 4 ــ وكان المؤذنون ينشدون القصائد والمواعظ والسحريات والفجريات . وتكاد تجمع وثائق الوقف على اشتراط كون المؤذن حسن الصوت [13].

5 ــ وبعضهم كان( أمرد ) أى شابا مطلوبا في عصر انتشر فيه الشذوذ الجنسى. وقد احتج على هذا الوضع الفقيه ابن الحاج يقول: ( ما أحدثوه من صعود الشبان على المنابر للآذان  ولهم أصوات حسنة  ونغمات تشبه الغناء) ("فيرفعون عقيرتهم بذلك ، فكل من له غرض خسيس يصدر منه في وقت سماعه مالا ينبغى ،. وقد يكون ذلك سبباً إلى تعلق قلب من لا خير فيه بالشاب الذى يسمعونه ، ويترتب على ذلك من الفتن أشياء لا تنحصر) "[14]. أى صار النداء الإسلامى للصلاة " الله أكبر" نداء للفتنة والشذوذ الجنسى.

مؤذنون مطربون:

  واشتهر بعض المؤذنين في مجال الغناء والطرب .منهم نجم الدين الصوفي ت731 رئيس المؤذنين بجامع الحاكم "وكان بارعاً في فنه له أوضاع عجيبة وآلات غريبة"[15]. وكان المازونى ت 862  "أحد الأفراد في إنشاد القصيد وعمل السماع،وكان من عجائب الدنيا في فنونه، كان صوته كاملاً.. مع شجاوة ونداوة وحلاوة،وكان رأساً في إنشاء القصيد على الضروب والممدود.. وكان له تسبيح هائل على المآذن.. وكان يشارك فى الموسيقى ويعظ في عقود الأنكحة"[16].    وكان البدر الفيشى ت879 "أمام المؤيدية " "أتقن القراءات،وازدحم العامة علي سماعه ،خصوصاً في ليالى رمضان"[17]. وكان المحلاوى مؤذن السلطان الغورى"وكان حسن الصوت مطبوعاً في فنه"[18].

 الصوفية وتلحين القرآن

1 ــ يقول ابن خلدون في ذلك : ( وكثير من القُرّاء بهذه المثابة يقرأون القرآن فيجيدون في تلاحين أصواتهم كأنها المزامير فيطربون بحسن مساقهم وتناسب نغماتهم.. وهذا هو التلحين الذي يتكفل به علم الموسيقى..والظاهر تنزيه القرآن عن هذا كله..لأن القرآن يحل الخشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات " [19].

2 ــ أما ابن الحاج فيجعل من البدع المخالفة للشرع في الجنازات ما يفعله القراء للقرآن في قراءتهم: ( من شبه الهنوك والترجيعات كترجيع الغناء،حتى أنك إذا لم تكن حاضراً معهم في موضع وتسمعهم لا تفرق بينهم وبين الأغانى ، وهذا مُشاهد منهم مرئىُّ من فعلهم . )، أى كانوا يتغنون بالقرآن حتى في مناسبة الجنازات.  ويقول عن قراءتهم للقرآن في حفلات السماع: ( والقارئ يقرأ القرآن فيزيدون فيه بحسب تلك النغمات والترجيعات التى تشبه الغناء والهنوك التى اصطلحوا عليها ، وقد يبتدئ القارئ بقراءة القرآن فينشد الآخر شعراً أو يتهيأ لإنشاده فيسكتون القارئ،أو يهمون بذلك،أو يتركون المنشد في شعره، والقارئ في قراءته لأجل تشوق بعضهم لسماع الشعر وتلك النغمات الموضوعة أكثر. ). وفي الموالد : ( يبدأ المولد بقراءة القرآن وينظرون إلى من هو أكثر معرفة بالهنوك والطرق المهيجة لطرب النفوس فيقرأ عشراً بما في قراءته من ترجيع كترجيع الغناء"،والهنوك هو التطريب.)

  وفى ختم القرآن في شهر رمضان : ( تُقرأ القصائد والكلام المسجع بما يشبه الغناء لما فيه من التطريب) "[20]. وواضح من تلك النصوص أنهم عاملوا القرآن كقصيدة شعر بل فضلوا الشعر عليه أحياناً في الغناء.

3 ــ  وللصوفية راى آخر يعبر عنه الشعرانى بقوله: ( أُخذ علينا العهد العام من رسول الله(ص) أن نتعاهد القرآن بالتلاوة ولنحسن به أصواتنا جهدنا طلباً لميل الناس إلى سماعه) "[21]. وكان من عادة الحنفى في ليلة ميعاده أن يحضر عنده جماعة من المقرئين يقرأون القرآن: (  وكانوا جوقتين لكل جوقة رجل معين.. وكان كل من سمعها غاب عن حسه .. من حسن أصواتهما ) "[22]. وروى الشعرانى كرامات لصوت الشيخ شهاب الدين القسطلانى والشيخ امين الدين الصوفى الامام بجامع الغمرى [23]. وذكروا أن جد الشعرانى شهاب الدين الشعرانى كان مقرئا له صوت شجى فى قراءة القرآن " [24].

 4 ــ  وذكرت المصادر التاريخية إشتهار بعضهم بتلحين القرآن في القراءة ، فالأمير قطلوا بغا الكركى ( حفظ القرآن وكان يحسن القراءة بالألحان )"[25]. وكان الإمام فخر الدين التركى: ( تالياً للقرآن حسن النغمة به) "[26]. ولإرتباط القرآن عنده بالموسيقى فإن جمال الدين الأذرعى: ( قرأ القرآن وبرع في الموسيقى" )  [27].

التغنى بالقرآن بالفرقة الموسيقية ( الجوقة ) :  قُرّاء القرآن أصحاب الأجواق:

1 ــ  الجوقة هم الفرقة الموسيقية . وقد سبق أن الحجج في الوقف كانت تعين جوقات للتغنى بالقرآن.

وقد تكاثر عدد قراء الجوق في العصر المملوكى ، واشتهر الكثيرين منهم فذكرتهم المصادر التاريخية، ومنهم سويدان ت832 الذى": (  حفظ القرآن وقرأ مع الأجواق فأعجب الظاهر برقوق صوته فجعله أحد أئمته ، وولاه الناصر فرج حسبة القاهرة ، ثم عزله فعاد كما كان يقرأ الأجواق عند الناس ، ويأخذ الأجرة على ذلك، وصار رئيس جوقة". )  ويقول عنه المؤرخ أبو المحاسن : ( واستقرأته أنا كثيراً") [28].

وكان أحمد اليمنى ت825 أحد القراء بالجوق تلميذ الشيخ شمس الدين بن الطباخ، ( وقرأ معه وحاكاه فى الغناء ، وكان للناس في سماعه رغبة زائدة ولم يخلف بعده من يقرأعلى طريقته)  "[29].

وكان ابن المحب "أحد قراء الجوق وكان تلميذ الشيخ شمس الدين الرزازى رفيق ابن الطباخ"[30]. وكان أحمد الخواص "أحد رؤساء الأجواق ويعمل الموالد ويتكسب بذلك"[31].

2 ــ  واشتهر قراء الأجواق بزيادة التغنى بالقرآن أكثر من القراء العاديين ليطربوا الناس ، فقصدهم الجمهور ويقال في ترجمة الشهاب الحجازى ( أنه تدرب بوالده في قراءة الجوق ومعرفة الأنغام، بحيث كان يُقصد لسماع قراءته في حال صغره من الأماكن النائية ) "[32]. وأصبح الفارق شاسعاً بين تغنى المقرئين العاديين والتغنى المفرط لقراء الجوقة الذين أصبحت طريقتهم معروفة، فالشيخ النحاس وصف بأنه: ( يحفظ القرآن على طريقة قراء الأجواق ) "[33]. وفي موضع آخر يقال عنه : ( أنه كان يحفظ القرآن على طريقة قراء الأجواق لا على طريقة القراء) "[34].

3 ـ وحاز قُرّاء الجوق شهرة زادت على شهرة القُرّاء العاديين ، وهددتهم فى رزقهم ، فكان من المنتظر أن ينقم القراء على أولئك الجوقية،وكان أشهر القراء في عصر برقوق هو خليل المشبب الذى تمتع بالخطوة عند السلطان برقوق ، ويقال عنه": ( كان يرتل الفاتحة ويرسل في السورة ومن تلامذته المشهورين بحسن القراءة الرزازى وابن الطباخ وغيرهما ،وكانت طريقته في القراءة معروفة ، وكان ينكر على قراء الأجواق بحيث أنه كان إذا مر بهم وهم يقرءون يسد أذنيه) "[35].  وبتأثيره أصدر برقوق أومره سنة790 بمنع قراء الأجواق من التهتك ،ويقول المؤرخ  الصيرفى : ( والعجب ثم العجب أنهم أبطلوا قراءة القرآن بالأجواق لأجل التهتيك، وعملوا في المولد في ليلة الأربعاء السماع بإبراهيم بن جمال وأخيه شبيب وأعوانه بالدف) "[36].

   وكان الشعرانى باعتباره فقيهاً صوفياً ينكر على قراء الأجواق، يقول أنه أخذت عليه العهود ألا يمكن أحد من إخوانه المنقادين له "من القراءة بالأنغام الخارجة عن قواعد السلف ومثل القراءة في ذلك الآذان والتبليغ خلف الإمام والصوت الحلو إنما هو أمر خلقى، وأما التلحينات التى يفعلها قراء الأجواق ويمططون الحرف ويمدونه في غير المد فذلك حرام كما أفتى به بعضهم"[37].

   ومع ذلك فقد كان الناس مشدودين لقراء الجوق وامتلأت بهم المؤسسات الصوفية إذ كان عصر التصوف عصرهم،وكانت عبادتهم في ذكر الله هى في الغناء والرقص والوجد والتغنى بالقرآن الكريم.. وهذا تأثير التصوف في عبادة الذًكر .

أخيرا :  لعنة التجويد

يقولون إن تجويد القرآن الكريم هو تحسين صوت القراءة به. وهذا يشمل التنوين والادغام و الاظهار و تحديد مخارج الأصوات وما يستتبعه من أشياء أقرب الى علم الموسيقى. وهذا ما كنا ندرسه فى الاعدادى الأزهرى فى مادة التجويد ، والتى كان شعارها الحديث الكاذب القائل ( حسنوا القرآن بأصواتكم ).التجويد يتعامل مع القرآن كأغنية أو قطعة أدبية تحتاج الى فن فى التمثيل و الغناء أو الانشاد ، ولذلك كان مدرس التجويد يصاحب شرحه لنا بعصا معه يدق بها على النغمة التى يقرأ بها القرآن الكريم ، و مثل علم العروض الذى يقيس بحور الشعر ويحسب نغماته و قوافيه كان علم التجويد يتعامل مع القرآن الكريم.
القرآن الكريم ليس أغنية مطلوب تلحينها و التغنى بها لاطراب الجمهور. القرآن الكريم كتاب انذار وبيان من الله تعالى للناس يحذرهم من اقتراب الساعة ، ومن السخرية بهذا الانذار الالهى أن نتعامل معه بهذا الاستخفاف ونحن نحسب أننا نحسن صنعا
يقول تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( الأنفال 2 ) ان المؤمن الحق اذا تذكر اسم الله تعالى ارتعش قلبه وجلا ـ لا أن تترقص أردافه طربا ـ واذا تليت عليه آيات القرآن ازداد ايمانا.، ولم يزدد بها ظلما وعدوانا. المشركون اللاهون فقط هم الذين يكذبون بآيات الرحمن و ما فيها من انذار وتبشير ويتخذونها هزوا (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ) الكهف 56) 
هؤلاء المشركون اليوم يغضب أحدهم أشد الغضب اذا تغنيت بالبخارى وباحاديثة الكاذبة المنسوبة كذبا للرسول محمد عليه السلام. ادخل عليهم واقرأ عليهم حديثا للبخارى ـ بطريقة غنائية وانت تتطوح وتتمايل كما يفعل المغنون بالقرآن ، لن يطربوا ولن يفرحوا بل سيثورون لأنك سخرت بدينهم الحقيقى . هذا طبعا إذا عرفوا انك تقرأ لهم من البخارى لأنهم يعبدون ما يجهلون كالأنعام وأضل سبيلا
ان قراءة القرآن عبادة والاستماع اليه عبادة ، وتدبره ودراسته عبادة. وليس فى العبادة هزل أو طرب . إن الله تعالى المهيمن الجبار يقسم بالسماء والأرض أن القرآن الكريم لا مجال فيه للهزل ، بل هو القول الفصل : ( وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ )( الطارق 11 )
ولكن المشركين كما يقول الرحمن جل وعلا يتخذون دائما دينهم لهوا ولعبا. مطلوب من المؤمن الاعراض عنهم فى الدنيا (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) ( الأنعام 70 ) وهم فى الأخرة كافرون فى عذاب الجحيم (الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) (الأعراف 51
المؤمن يتلو القرآن ويرتل القرآن
والتلاوة والترتيل معناهما واحد فى اللغة العربية. وهو القراءة المتتالية أو الأحداث التى يتلو بعضها بعضا. كلمة ( تلا ) تفيد القراءة المتتابعة لكلام متتابع ، كما تفيد مجىء شىء تلو او بعد شىء سابق. وهكذا كلمة( رتل ) تقول : جاء رتل السيارات ، اى سيارات متتابعة يتلو بعضها بعضا
التلاوة فى القرآن لا تعنى مجرد التتابع اللفظى فقط فى آيات القرآن الكريم التى يتلو بالفعل بعضها بعضا ، ولكن التلاوة والترتيل فى القرآن الكريم يعنى أن تكون طريقة القراءة موضحة للمعنى القرآنى. وهذا معنى قول الله سبحانه وتعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)( البقرة 121 ) فهناك من يتلو الكتاب ( حق تلاوته ) وهذا هو المؤمن بالكتاب ، ومنهم من تتحول عنده القراءة و التلاوة والترتيل الى أغنية و لهو ولعب وطرب ، وهذا هو الكافر به والخاسر بتلاوته. وتعجب هنا من اثنين كلاهما يقرأ القرآن ولكن أحدهما كافر بقراءته والآخر مؤمن بقراءته. أى إن قراءة القرآن من المفاصل الهامة التى يتحدد بها الايمان أو الكفر فى الحساب الالهى
ولأنها قضية خطيرة فهى تستحق مزيدا من الايضاح
ان فى القرآن الكريم أنواعا مختلفة من الخطاب ؛ فيه الخطاب التشريعى باسلوب علمى تقريرى قانونى و فيه القصص بالحوار والأقوال و الأفعال والعظة والعبرة ، وفيه الحوار من رب العزة للبشر، وفيه الانذاروالتخويف،وفيهالتبشير.  وفي هذا كله تنوع من الاسلوب التقريرى العلمى الى الاسلوب العاطفى والاسلوب العقلى المنطقى الجدلى ، وفيه التكفير من الله تعالى و اللعن لمن يستحق ذلك ، وفيه الدعوة للتفكير وفيه وصف نعيم الجنة و فيه عذاب النار ، وفيه السخرية

.هل نتعامل مع كل هذه الأنواع المختلفة بطريقة قراءة واحدة ـ حتى على فرض اننا نقرأ القرآن دون غناء ودون اتخاذه لهوا ولعبا كما يفعل الغافلون ؟ 
بالطبع لا بد أن تختلف القراءة حسب المعنى الذى تتضمنه الآية وكل آية. فاذا كان فى الآية سؤال فلا بد أن تقرأها بصيغة السؤال ، واذا كان فيها تعجب فلا بد ان يظهر التعجب فى طريقة قراءتك للآية ، وهكذا فى السخرية وفى الترهيب وفى الوعيد. بهذه الطريقة تتلو القرآن حق تلاوته. لآن تلاوتك هذه تسمح لبيان القرآن و معناه الواضح ان يظهر ويتضح أكثر طالما تلوت القرآن حق تلاوته
اما تحويل القرآن الكريم الى أغنية و لها نوتة موسيقية تسمى التجويد فهى تغييب كامل لبيان القرآن الكريم لأن الذى يستاثر بالانتباه هو صوت المغنى أو ( المقرىء ) أما المحتوى القرآنى للصوت فقد ضاع بين آهات المقرىء و تهليل المستمعين ، و يتحول كلام العزيز الجبار فى الوعيد والانذار و التشريع الى جلسات أنس وفرفشة و انبساط ومزاج عال العال.. 
فيما مضى من زمان ـ أرجو من الله تعالى غفرانه ـ كنت أضطر لحضور مناسبات عزاء وأضطر لسماع ذلك اللهو والمجون بالقرآن الكريم ، وأعجب من تخلف المستمعين العقلى و الحجاب الموضوع على قلوبهم وهم يهيجون بالصراخ والاعجاب من صوت القارىء وهو يتغنى بآية فيها الوعد والوعيد ، معظمها ينطبق عليهم وهم لا يشعرون ولا يعقلون ولكن فقط يرقصون و يتماجنون . وكنت أحيانا أبتسم من الغيظ حين يقرأ المقرىء بطريقته الغنائية حوارا دار بين الله تعالى ورسوله موسى عليه السلام فى سورة طه ،، وأسأل نفسى هل كان الله تعالى يخاطب موسى عليه السلام بهذه الطريقة الغنائية فيرد عليه موسى بنفس اللحن ؟ وهل هو كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه و قول فصل وما هو بالهزل أم هو أوبريت غنائى وعرض مسرحى ؟؟ 
لا عجب أن اتخذنا القرآن الكريم مهجورا
لم نهجره بالفعل بحيث تم نسيانه نهائيا ، ولكن اتخذناه مهجورا ، بمعنى أنه أصبح موجودا وغائبا فى نفس الوقت. غيبنا القرآن فى مجتمع المتعلمين بأن وضعنا فوقه أطنانا مما يسمى بالتفسير والحديث و التاويل والنسخ ، وغيبنا القرآن الكريم فى حياتنا العامة حين حولناه الى أغنية دينية فى مواسم العزاء وفى ساحات المقابر. وبهذا الهجر والتغييب للقرآن أصبحنا أعداء النبى محمد. ويوم القيامة سيتبرأ النبى محمد منا باعتبارنا أعداءه المجرمين
إقرأ الآيات الآتية وتدبرها بعقلك وقلبك، دون ان تحولها لأغنية : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) ( الفرقان 30 ـ )

ودائما : صدق الله العظيم .!! 




[1]
البخارى جـ9 /173 ، 192 ،193 ،194 .

[2] الإحياء جـ2/261 :262 ، 295 .

[3] الحياء جـ1/ 251 ،258 :259 .

[4] المدخل جـ / 86 .

[5] حجة وقف برسباى نشر أحمد دراج ص3

[6] وثيقة قراقجا الحسنى . ص 210 . نشر عبداللطيف ابراهيم ، سطر 126 ، 131 . دوريات جامعة القاهرة

[7] وثيقة وقف الغورى : 43 ، 44 نشر عبداللطيف ابراهيم .

[8]  رحلة ابن بطوطه جـ 1 / 21 .

[9] وثيقة قراقجا الحسنى . ص 208 سطر 114 .نشر عبداللطيف ابراهيم .  دوريات جامعة القاهرة .

[10]  حجة قايتباى ص65 .

[11]  حجة برسباى 2 .

[12] حجة مغلطاى الجمالى .

[13] محمد أمين : الأوقاف 234 ، عبداللطيف ابراهيم دوريات القاهرة 241 .

[14]  المدخل جـ 2 / 67 .

[15] تاريخ ابن الوردى جـ 2 / 295 .

[16] النجوم الزاهرة جـ 16 / 192 : 193 .

[17] الضوء اللامع جـ 3 / 117 .

[18]  تاريخ ابن اياس جـ 4 / 218 .

[19] مقدمة ابن خلدون 425 ، 426 .

[20] المدخل جـ 3 / 13 ، جـ 1 / 145 ، 154 .

[21] لواقح الأنوار 110 .

[22]  مناقب الحنفى 164 : 165 .

[23] الطبقات الصغرى للشعرانى 75 ، 59 ، 60 .

[24] شذرات الذهب جـ 8 / 34 .

[25] انباء الغمر جـ 2 / 372 .

[26] المنهل الصافى جـ 5 / 279 .

[27] التبر المسبوك 53 .

[28] النجوم الزاهرة جـ 15 / 154 .

[29] انباء الغمر جـ 3 / 285 ، 295 .

[30] انباء الغمر جـ 3 / 285 ، 295

[31] الضوء اللامع جـ 2 / 262

[32]  الضوء اللامع جـ 2 / 148 .

[33]  النجوم الزاهرة جـ 16 / 211 .

[34]  حوادث الدهور جـ 2 / 192 .

[35] الضوء اللامع جـ 3 / 200 .

[36]  نزهة النفوس جـ 1 / 168 .

[37]  البحر المورود 156 .

اجمالي القراءات 11433