أول المنبهين لخطر الدواعش
أول من أوجع الدواعش ، فتخلصوا منه

لطفية سعيد في الأحد ١١ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

إهداء إلى كل من ثبت على درب الجهاد بالكلمة وكله تصميم لتغيير واقع الأمة ، إلى كل العقول المستنيرة التي تحاول أن تقف ضد التيار،  وضد الإرهاب وتنير طريقا دامس الظلمات ، إلى كل من يدافع عن الإسلام الحقيقي الذي يراه مكتوبا عنده في قرآننا العظيم ، ويثبت تناقضه مع التراث المدسوس . إلى كل هؤلاء ، وإلى من يحاول ان يتلمس الطريق مقارنا ومحاججا ، ولم يحسم أمره بعد ..  لديكم جميعا  مثل صارخ على ضحية فارقنا بجسده فقط  مع حضوره بينا ووجوده الفكري .. لم يقو الإرهاب على التصدي له فلجأ إلى تصفيته جسديا ، بعد أن أحرج قادتهم وبين ضعف موقفهم بأسلوبه السهل وكلماته المعبرة والساخرة أيضا .  لم يجدوا بدا من التخلص منه وطرحه أرضا ، لكن ولأن الفكر لا يموت ولأن صاحب الفكر يبقى زمانا بعد صاحبه ، فقد بقي رغما عنهم ، وازداد قوة وانتشارا ، بل زادوا هم بكل قوتهم وعنفوانهم فرارا ..إنه الدكتور فرج فودة من مواليد 20 أغسطس 1945 قرية الزرقا. شبين محافظة دمياط... حامل لواء التنوير في الوطن العربي بشجاعة منقطعة النظير. فكان ضحية حرية الفكر والاعتقاد... مصري مسلم العقيدة... دكتوراه في الاقتصاد الزراعي جامعة عين شمس سنة 1981... دكتوراه في الحاصلات الزراعية من أمريكا صاحب مجموعة فوده الاستشارية. خبير اقتصادي في منظمة الزراعة العربية وبيوت الخبرة العالمية ـ عضو مجلس إدارة الفرع المصري لمنظمة حقوق الإنسان العالمية. عضو مؤازر لمنتدى الفكر العربي بعمان ـ الأردن. عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي  والإحصاء والتشريع. كان ضمن 33 شخصية قيادية فكرية شابه تمثل ألمع القيادات الفكرية في 31 دولة وكان الوحيد الممثل لمصر. عضو الجمعية العربية للعلوم الاقتصادية والاجتماعية الزراعية... أذيعت أحاديثه في شبكات التليفزيون  العالمية وفي الولايات المتحدة 

 ،وفي السويد وألمانيا وهولندا وفنلندا وفي تونس. اهتم بالعمل العام السياسي والاجتماعي وفي عام 1983 أصدر كتابه "الوفد والمستقبل" لبحث جذور الأحزاب ثم صدر له في عام 1984 كتاب "قبل السقوط" في مواجهة التطرف وقوى الظلام  ثم كتاب "حوار حول العلمانية" عام 1986 وكتاب "الحقيقة الغائبة" عام 1987 أيضاً في مواجهة التطرف والإنحراف الفكري والديني وكتاب "النزير والملعوب" عام 1988 في نقد لشركات توظيف الأموال واستخدام اسم الدين ، وكتاب "نكون أو لا نكون" وكتاب "حتى لا يكون كلاماً في الهواء.. والطائفية إلى أين؟" وزواج المتعة .

كتب  أكثر من ألفي مقالة ناقش فيها موضوعات متعددة تعد من روائع المقالات العربية ثقافة وعلما وتمكنا قل وجوده فيما عداه ...   ولعل أبرز ما يميز فرج فودة هو اسلوبه المرح  والفكاهي ، مع ثقافة متنوعة يشعر بها القارئ بوضوح.وببساطة

. دخل انتخابات مجلس الشعب عام 87 .... أقام ندوات مع اتحاد الطلبة السودانيين في مصر،  واقام في تونس أكثر من 10 حلقات تليفزيونية على الهواء مباشرة غيرت مفاهيم التونسيين تماماً. وكان صاحب الفضل فيما آلت إليه تونس اليوم من حرية الرأي والاعتقاد والحوار، أسس حزب المستقبل الذي ما زال تحت التأسيس، أسس الجمعية المصرية للتنوير، وكان فارس معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7/1/1992 وفي 27/1/1992 .

دُعي لمناظرة بالإسكندرية في نقابة المهندسين برشدي وكان غالبية الحضور  من الجماعات الإسلامية المختلفة على مستوى الجمهورية و من كل التيارات الإسلامية  وقد  حضر المناظرة أعدادا كبيرة  لا تحصى  ولا تعد  وكعادة فرج فودة : حاضر الذهن قوي الحجة ، مفحم  في الرد والاستدلال ... لم يتمكن مناظروه من  الصد  أو الرد  إلا بالتسليم أو التسليم ... فكانت تنزل عليهم عباراته كالصواعق ... فكان هناك رد واحد وحيد على المناظرة  ، وهو رد إجرامي إرهابي  .. لا تستطيع وصفه الكلمات .. مات فرج فودة ، لكنه  مازال حيا في كل حركة تنويرية ، في كل كلمة جريئة في كل كلمة صادقة ، في كل غقل مبتكر ....  

 تلقى  فرج فودة  ضربة الغدر في:

8/6/1992 الساعة 6.45 وهو خارج من مكتبه ليلفظ أنفاسه  الأخيرة يوم 9/6 وتم تشييع جثمانه يوم 11/6/1992

رحم الله فرج فودة . نترحم عليه الآن بعد مرور كل تلك الآعوام ... وخاصة ونحن الآن في مواجهة فكر الدواعش، الذي نبه إليه وحذر منه مرارا وتكرارا ، دون فائدة ..  فقد كان ، ومعه رواد حركة التنوير ، ومنهم الدكتور أحمد صبحي منصور ، يحذرون وينادون ولا مجيب .. فقد نظر الجميع إلى موضع الأقدام فجاءتهم الهجمات الداعشية من كل مكان ..   إن ما يحدث الآن في معظم الدول الإسلامية وعدد ليس بقليل من الدول الأجنبية ، وآخرها فرنسا ، والهجوم على الصحيفة الفرنسية ، لهو النتيجة الطبيعية لحالة الصمم التي أصيب بها ولاة الأمر .. للأسف هم لا يدفعون الثمن وحدهم ، بل ويدفع معهم أيضا  أبرياء سلموا عقولهم لهم مع كامل الولاء .. حتى أصبحت الشعوب العربية والإسلامية تمثل حزبا لكنبة كبيرة جدا تشبه التكية  بأوصاف خاصة  ... قد صنعها لهم الرؤساء والحكام  . إنها تكية فكرية ،  ودليل نجاح المواطن فيها  ، يتلخص في سلامه الوطني الذي يقول : أنا لا أرى، لا أسمع  ،وبالتالي لا ولن أتكلم ... هذا ملخص حالنا كأمة قد ضحكت من جهلها الأمم ...  

اجمالي القراءات 10414