سر جمال المرأة

شادي طلعت في الخميس ٠١ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

ينبهر الرجال ببعض النساء، ولا يلتفتون إلى الأغلبية منهن، نظراً لأنهن أقل جمالاً، وأنا أتحدث هنا عن مصر والعالم العربي، بينما في الدول الغربية، ينبهر المواطن المصري أو العربي، بجميع النساء ! في حالة غريبة يلاحظها كل من يسافر إلى الغرب ! وأغلب العرب على قناعة بأن المرأة الغربية هي الأكثر جمالاً عن مثيلاتهن من نساء العالم، فهل حقاً أثنى الله على بعض النساء في الجمال، ولم يثني على بقيتهن ؟
 
في عشرينات القرن العشرين كتب الكاتب والأديب العالمي "برنارد شو" مسرحية "سيدتي الجميلة" أو "Pygmalion" ولم تكن تلك الرواية تقليدية أو عادية، وقصتها أعتقد أنها معروفة للكثيرين، فقد تمت معالجتها من قبل، بقلم الكاتب الراحل/ بهجت قمر، ومثلها الفنان الراحل/ فؤاد المهندس والفناة/ شويكار، والتي قامت بدور "صدفة بعضيشي" في المسرحية الشهيرة "سيدتي الجميلة" كما تم إقتباس الرواية في أعمال أخرى كثيرة منها ما هو محلي وما هو عالمي، ففي نهاية ثمانينات القرن العشرين، إنتج فيلم "إمرأة جميلة" بطولة ريتشارد جير والفنانة/ جوليا روبرتس، وعرض هذا الفيلم في العديد من دور العرض السينمائي بمصر.
 
المهم في تلك الرواية، أنها تحكي عن فتاة جاءت من بيئة غير راقية، لا تتمتع بالجمال، بل كانت تدعو كل من يشاهدها يشعر بالإشمئزاز، ولكنها في نهاية الرواية تحولت إلى سيدة مجتمع، راقية وجميلة وأنيقة، إلا أننا علينا أن نعلم الظروف المحيطة بالكاتب "برناردشو" وقت أن كتب الروايه التي كانت في مطلع عشرينات القرن العشرين، فلم تكن ظرف الدول الغربية كما هي عليه الآن سواء في أوربا أو أمريكا، فقد كان العالم خارج لتوه من الحرب العالمية الأولى، ولم حالة الشعوب جيدة، ولم تكن نساء الغرب بالجمال الذي قد يظنه البعض ! لذلك كان رواية سيدتي الجميلة أو Pygmalion"" تحاكي واقعاً ظالماً ضد النساء، وخفة الظل التي كانت بالرواية أراها كوميديا سوداء، إلا أنها خرجت بنتيجة، وهي أن المرأة يمكن أن تكون جميلة ويمكن أن تكون قبيحة، لذلك إستحقت رواية "برنارد شو" جائزة نوبل عام 1925م.
 
وعلى جانب آخر نرى في المجتمع الأمريكي أن الأمريكيون يؤمنون بأنهم كأفراد متميزون عن بعضهم البعض، كما يؤمنون بأن غيرهم من الناس في الأرض متميزون عنهم كأفراد أيضاً، بمعنى أن الفرد الأمريكي يؤمن بأن له بصمة أصابع تختلف عن غيره من سكان العالم، ويؤمن أن له بصمة عين تختلف هي الأخرى عن غيره من سكان العالم، بإختصار شديد يؤمن الفرد الأمريكي أن أن له قدرات خاصة حباه الله بها، وبالتالي يزداد إيمانه بأن وجوده في الحياة ضرورة لإستمرار حياة الأرض كلها ! وتلك نظرية صحيحة وليست خاطئة، لذلك نجد أنه من النادر جداً، أن يقوم الفرد الأمريكي بعمل عمليات تجميل يغير بها شكل خلقته الأولى، فالأمريكيون يسعون دائماً إلى التميز والتفرد، عن غيرهم سواء أكانوا امريكين أم من أي مكان آخر بالعالم، والنساء الأمريكيات قد يراهم الجميع في غاية الجمال، مهما كان اللون أو العرق ! وقد يتعجب البعض من أن يرى فتاة أمريكية سوداء ولكنها جميلة، بينما يرى فتاة أخرى سوداء في المجتمعات الشرقية غير جميلة، فهل الفرق في إختلاف الجنسية، أم أنه في إختلاف خلق الله.
 
أين يكمن جمال النساء :
لقد خلق الله النساء جميعاً جميلات، وعندما نرى المرأة الجميلة، فهذا لأنها قد أظهرت جمالها، بينما المرأة الغير جميلة هي في واقع الأمر أيضاً جميلة، ولكنها لا تظهر جمالها، فلا تهتم بمظهرها أو رشاقتها أو لباقتها أو ملبسها، 
 
في النهاية إذاً أقول لكل إمرأة : إعلمي أنك تختلفين عن غيرك من نساء العالم، وإعلمي أن جمالك الخاص، لا يوجد له مثيل في الأرض، إلا أن الأمر في النهاية يعود لكِ، فإن أردتِ أن تكوني جميلة فسوف تكونين، وإن آثرتي الإهمال، فلا تلومين إلا نفسك.
 
وعلى الله قصد السبيل
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 18766