رسائل القران الكريم التي تحتاج الى تدبر وتخدم مسيرتنا الانسانية

سيد رضا الموسوي في الخميس ٠١ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

            بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف : 3]

نبدأ بهذه الاية الكريمة التي توضح لنا ان المولى عز وجل ومن فضله ورحمته ومنه علينا ان أن انزل على رسولنا الكريم (ص) هذا القران العظيم لكي نهتدي بهديه الى يوم الدين وضرب لنا رب العزة من خلاله الامثلة وقص علينا القصص التي وصفها (أحسن القصص) لما فيها من العبر والرسائل والاارات التي تخدمنا في حياتنا الدنيا من اجل الفوز برضا الله والجنة في الأخرة والحقيقة  هذه الاشارات والرسائل كثيرة في كتاب الله ونسأل الله تعالى ان يهدينا اليها وسنستعرض رسالة مهمة من المولى عز وجل لنا ارسلها لنا لنعتبر ونتدبر ونتفكر فيها  ولنترك الايات الكريمة التالية تفصح عن محتواها.

قال تعالى((فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37]

ولو قارنا الاية اعلاه بالأية الكريمة التالية:

فال تعالىL(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً [مريم : 25]

لبرز لنا السؤال التالي:

الايتين تتحدثان عن السيدة مريم (عليها السلام) ولكن نتسائل لماذا في الاية الاولى نجد انها عليها السلام وهي في محرابها يأتيها رزقا من الله وبدون جهد يذكر  وهي في حالة نفسية وجسمية جيدة وفي مكان جيد ؟

اما في الاية الاخرى نجد ان المولى عز وجل يطلب منها ان(( تهز)) جذع النخلة (وهل يمكن هز جذع النخلة من قبل الرجل القوي)فما بالك بالسيدة مريم الضعيفة والتي هي في حالة نفسية سيئة حتى انها قالت ((فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً [مريم : 23]

وفي حالة جسمية متعبة وهي التي تمر بحالة الولادة المتعبة وفي مكان صحراوي مقفر غير امن كما كانت في محراب صلاتها ؟

ولو تأملنا جيدا لوجدنا الرسالة التالية التي تخدمنا جميعا في مسيرتنا الدنيوية تمهيدا لرضا الله علينا في الدنيا والاخرة يمكن ايجازها بما يلي:

1)في الاية الاولى يعلمنا المولى عز وجل انه هو من يرزقنا فعلا ولا رازق سواه وليدعونا للتوكل عليه أما في الاية الثانية يطلب منها الاخذ بالاسباب الطبيعية لنحصل على رزقنا و ليعلمنا الصبر والسعي  والتوكل عليه .

2) الرسالة الاقوى لنا في الاية الثانية انه مهما بلغت منا الشدائد والضعف والمخاطر وان كنا نمر بحالة نفسية سيئة فعلينا ان لانستسلم وان نفعل كل ما في وسعاجل ان ننقذ انفسننا من الهلاك حتى ان اضطررنا الى ان نفعل المستحيل في ان (نهز جذع النخلة ) الذي هو طبعا  تعبير مجازي وان علينا ان نقوم بكل الاعمال التي تنقذنا حتى لو كانت شاقة ومستحيلة وانه تعالى موجود وسيدعمنا لكنه تعالى يريد منا ان نبدأ الخطوة الاولى وهو يتكفل بالباقي وييسره لنا .

3) في الاية الثانية رسالة الى الاباء والامهات في القيام بواجباتهم تجاه ابنائهم .

فسبحانه عز من قال((الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود : 1]

ودمتم بخير وسلام .

اجمالي القراءات 10635