خطورة الفكر السلفي
الفكر السلفي و ظاهرة الإلحاد

جلال الدين في الخميس ١١ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الفكر السلفي وظاهرة الإلحاد في الدول الإسلاميه

السلفيه: في لسان العرب: مادة سلف، السالف: المتقدم، والسلفية الجماعة المتقدمون. والسلف عند الرازي في مختار الصحاح: الماضي والمتقدم.وأما على الصعيد الاسلامي،و هناك عدة تفاسير لمصطلح «السلفية» و«السلفيين». وإن كان التفسير الاكثر انتشارا هو  «بأنه الاتجاه الذي يدعو الى الاقتداء بالسلف الصالح واتخاذهم قدوة ونموذجاً في الحاضر»و أيضا ً: «السلفية طريق في المعتقد والفقه، مفادهما: الرجوع الى ما كان عليه الجيل الأول – السلف الصالح – من العقيدة (فهم النصوص) وفي والعبادة

ويتفق معظم الباحثين على ان بدايات الفكر السلفي  تعود الى الامام أحمد بن محمد بن حنبل (توفي سنة 241هـ)، ثم اعاد تجديد الفكر السلفي, الشيخ احمد بن تيمية (توفي 1328م)، وقد ألّف كتاباً صار مرجعاً لكل السلفيين، «هدفه تنقية الرسالة المحمدية من كل شائبة»ـ حسب توصيفه ـ وحمل عنوان " السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعيّة»

الأسس الفكرية والنظرية للسلفية هي : حاكمية الله والعودة للماضي وتكفير المخالف .

 الخطوره في هذا الفكر أنه نشأ منه كل الجماعات المتطرفه التي (الفكر السلفي الوهابي), سواء تطرّف فكري(الجماعه السلفيه) أو تطرّف عملي ( الجماعه السلفيه الجهاديه.......و كل الجماعات التي ظهرت علي الساحه في الشام في الآونه الأخيره مثل "داعش") ..... الكل أساسه هو الفكر السلفي و التي تم نباءه علي أساس ما شرحه السلف و إجتمعوا عليه. و سمعنا أن شيخ الأزهر يرفض تكفير تنظيم داعش لهذه الأسباب 11-12-2014.

الأزهر و الفكر السلفي:

و إذا نظرنا إلي مؤسسات دينيه عريقه لها تأثيرها في الإتجاه الديني في الدول الإسلاميه مثل الأزهر الشريف, نلاحظ أن الفكر الطاغي فيه ,إن لم يكن الأساسي, هو الفكر السلفي. و كل من يريد التجديد يقومون بالهجوم عليه و تكفيره. و ذلك كما حدث مع الدكتور أحمد صبحي منصور عندما تم فصله و مقاضاته.

الأزهر أصبح أداة في يد الحكّام للسيطره علي الشعب. فأصبح يتم تعينه من الرئاسه و عليه لا تتوفر فيه الحياديه الإسلاميه. و أيضا بقي الأزهر مكانه و لم يتجدد و لم يستطيع أن يقدم حوارا تجديديا يسمع إليه الجيل الجديد مما أدي إلي عزوف الشباب عنه و الوقوع في براثن الإلحاد بالفكر المتجمد الغير معاصر الذي يصدره الفكر السلفي.

نحن هنا لا نريد التقليل من شأن السلف أو التشكيك في نواياهم أو إظهار و فضح تيار تشدّد منهم و الذي أصاب الإسلام بكثير من الأمراض الدينيه مثل (الفكر الوهّابي) الذي بني علي القضاء علي أي فكر لا يخضع له و لفكره المتشدد

. و لكن نحن نريد أن نوضح مدي الخطوره الكائنه في ذلك الفكر السلفي علي الإسلام و علي (ظاهرة الإلحاد التي تفشّت في الدول الإسلاميه) .

و أيضا  نريد أن ننوه إلي أن هذا الفكر السلفي هو من أكبر الأسباب في الإلحاد علي الساحه الإسلاميه للأسباب التاليه:

-الفكر السلفي عمل علي تجميد العقل الإسلاميه ووضعها في فريزر و أصّل فكر الإتباع و الحفظ و تدمير الفكر و الإبداع و التجديد.

عجز الفكر السلفي علي مسايرة التطور البشري و الفكري الحديث مما جعل هناك فجوه كبيره بين الفكر السلفي و الفكر المعاصر و عليه:

-عجز الفكر السلفي علي إعطاء شرح عصري لكثير من الظواهر الحديثه التي أثبتها العلم الحديث

عجز الفكر السلفي علي الرد و بموضوعيه بحثيه علي أسألة الشباب المعاصر و بذلك لجأ هؤلاء الشباب إلي العزوف عن الإسلام معتقدين أن الفكر السلفي هو الإسلام( و هذا ما يسوقه السلفيين)

-عجز الفكر السلفي علي إعطاء أجوبه علي أسألة كثيره للشباب في القرآن  و منها ( كيفيّة الخلق الأول و كيف يتعارض تناسل آدم و حواء و أولادهم مع مدي تعارض هذا مع طبيعة خلق الله التشريعيه و التناسليه)

-عجز الفكر السلفي عن إعطاء شرح و تفسير عن أخطاء النبي محمد(ص) و عتاب الله له في القرآن(لما تحرّم ما أحل الله)

-عدم تطرّق الفكر السلفي إلي الإكتشافات العلميه الحديثه( التي يطلق عليها الإعجاز العلمي للقرآن الكريم)

-عجز الفكر السلفي عن إعطاء شرح وافي لما يطلقون عليه (الشريعه) علي الرغم من مناداتهم برغبتهم في تطبيقه ليل  نهار. و هنا نقصد عدم قدرتهم علي كتابة قانون(الشريعه) متكامل يجتمع عليه كل الفكر الإسلامي يمكن إستخدامه كقانون يحكم الحياه اليوميه مجمله!

-عجز الفكر السلفي في تقديم نموذج معاصر يقنع التيارات الفكريه المتحرره مع العلم أن القرآن محيط بالكل.

-تأثير الفكر السلفي الذي نتج عنه مسلمين يتبعون و لايفكرون وهم في ذلك يعطّلون سنة الله في خلفه و هي إستعمال و إحكام العقل في آياته!!!!!

-عجز الفكر السلفي في تطوير سلوك التابعين و دفع بهم إلي منهج الهجوم علي المخالف لهم في الفكر لأنهم مدربون فقط علي تعطيل العقل  

-عجز الفكر السلفي في تفسير مقصود ألفاظ القرآن مثل ( الأميه) و هل الرسول كان أمي أي لايعرف القراءه و لا الكتابه قبل الرساله. و عليه و بسبب هذا العجز تزداد الفروقات بين العقليه(الفكر) السلفيه و الفكر العصري السوي.

في وسائل الإعلام اليوميه نشاهد تزايد أعداد المسلمين الذين يلحدون و ماذا نسمع من المؤسسه الإسلاميه(الأزهر) أنهم درسوا هذا الظاهره فقط و يبقي الوضع كما هو عليه من تحجر الفكر و عدم تقديم دراسه علميه محايده( مستقله عن الفكر السلفي) لهذه الظاهره.

هذا ما نشاهده مننتاج الفكر السلفي و الذي يعتبر هو مفرخة الأفكار المخالفه لسنة الله" لا إكراه في الدين"

الحل

من ناحية أخري نلاحظ ظهور تيار إسلامي جديد ( الفكر المجدّد) و الذي بدأ يتزايد بين صفوف المسلمين. هذا الفكر يعتمد علي الدراسات الحديثه للقرآن و علم المقارنه بين القرآن و الحديث. وقام هذا التيار التجديدي بسن نظريات جديده لدراسة القرأن منها: القرآن و كفي, ربط العلم بالقرآن, ليس هناك مرادفات في القرآن, فصل القرآن عن التراث و الروايات, قصدية الألفاظ القرآنيه..........و غيرها من النظريات التي أثبتت صحتها و نجاحها في تفسير الكثير النصوص القرآنيه, الذي عجزت عليه السلفيه

المجددين في الفكر الإسلامي:

جمال الدين الأفغاني: (1838-1897) مؤسّس التيار العقلي التجديدي  و الذي يعتبرالأب الروحي للفكر التجديديي و كان صاحب نظرية" عقلنة الدين" و هي إحكام العقل في فهم النصوص القرآنيه و تطهير الفكر من الرواسب التراثيه الموروثه" و هو كان منارة إستنار منها الإمام محمد عبده.(كتاب التغير الإجتماعي في الفكر الإسلامي الحديث - حنان  محمد عبد المجيد)

الشيخ محمدعبده : (1266هـ - 1323هـ) (1849م - 1905م) عالم دين و فقيه و مجدّد إسلامي مصري ، يعد أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي و من دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر. وهو صاحب فكرة لاناسخ و لا منسوخ في القرآن. .

الشيخ عاشورالتونسي: ((1296 - 1393 هـ = 1879 - 1973 م)  )محمد الطاهر بن عاشور: رئيس المفتين المالكيين بتونس.عٌين (عام 1932) شيخا للإسلام مالكيا. ومن ضمن مؤلفاته التجديديه(التحرير والتنوير) في تفسير القرآن الذي يدعو فيه إلي التحرّر من القيود الموروثه  لفهم النص القرآني و يدعو فيه إلي الفكر التنويري.

الدكتور أحمد صبحي منصور:  هو مفكر إسلامي مصري. كان يعمل مدرساً بجامعة الأزهر ثم فصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية القولية، وتأسيس المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن كمصدر وحيد للتشريع الإسلامي. صاحب نظرية " القرآن و كفي" التي تعتمد أن الأساس في التشريع هو القرآن و أن الحديث تعرض لكثير من الأخطاء التراثيه بالدرجه التي تتنافي مع القيمه المصدريه للتشريع.

الدكتور عبد الرزاق نوفل: كاتب إسلامي ولد في حي عابدين في القاهرة 8 فبراير 1917م. حصل على بكالوريوس الزراعة، وكانت له مساهمات فكرية ودعوية إسلامية . و هو صاحب نظرية ربط القرآن بالعلم الحديث و هو في ذلك كان أول و مؤسس نظرية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. من أول كتبه "الله والعلم الحديث" صدرت طبعته الأولى في غرة رمضان والذي وافق أو إبريل 1957م، وظل يكتبه وينقحه 18 عامًا، وهو أول كتاب يصدر للربط بين الدين والعلم الحديث، أول من بحث في القرآن بفكر حديث حيث توصل إلي نظريه جديديه لم يتكلم و لم يشير إليها أي فرد من السلف و هي:( الإعجاز العددى فى القرآن الكريم)

الدكتور نصر أبو زيد:و هو صاحب نظرية " إعادة قراءة معانى القرآن قراءة مستقلة عن التفسير التقليدي" .

 الدكتور المهندس محمد شحرور:أساتذ الهندسة المدنية في جامعة دمشق ومؤلف ومنّظر لما أطلق عليه القراءة المعاصرة للقرآن ليس هناك مرادفات في القرآن.  

الدكتور المهندس عالم سبيط النيلي: باحث ومفكر عراقي مهتم بالدراسات القرآنية، من مواليد عام 1956 م بابل, و هو صاحب النظريه الهندسيه لألحروف و ألفاظ القرآن, والنظريه " قصديه الدلاله للقرآن" التي تعتمد أنه ليس هناك مجاز أو ترادف في القرآن,و هي نظرية جديدة في علم اللغة العام تقوم على مبدأ قصدية الإشارة اللغوية وهذه النظرية هي بمثابة الجزء الأساس من مشروع ( الحل القصدي للغة ) ، و هي تكشف عن الدلالة ( الحركية ) الكامنة في الأصوات وبالتالي عن الدلالة العامة في الفاظ  القرآن.و هو أيضا صاحب نظام المجموعات. يصنف فيه المجاميع القرانية قصديا (كالمؤمنون و الذين امنوا و الكافرون و الكفار و الكفرة وغيرهم)

المهندس عدنان الرفاعي: صاحب فكرة تنقية الروايات(الأحاديث) ( عند جميع الطوائف ) على معيار القرآن الكريم. وصاحب نظريه القيمه الرقميه في القرآن والتي تعتمد علي ترتيب الحروف الهجائيه(ا ب  ت ث ج ح خ ) تنازليا علي حسب عدد  ورودها في القرآن و تلك الحروف تأخذ القيمه العدديه لعدد ترتيبهه(من 28 -   1).و هذا علي خلاف الإعجاز العددي لعبد الرزاق نوفل التي تعتمد علي الحروف الأبجديه(أبجد هوز) التي تقابله الأرقام من 1- 10 ثم من 10- 100 ثم من 100 – 800) .

كل هؤلاء المجدّدين الذين أخذوا علي عاتقهم فكرة التجديد في الحوار الديني  وفهم القرآن من منظور  علمي حديث .ونحن هنا لا نريد تاليه هؤلاء المجددين ولكن ننوه فقط الي فكرهم التجديدي الذي البديل له للقضاء علي الاٍرهاب السلفي للفكر المعاكس لهم،

و في المقابل لانجد رد من الجانب السلفي سوي العصبيه ة  و التكفير والإستنكار و التشهير المباشر و الخبيث و  إستغلال الحكام في إستصدار أحكام قضائيه ضد هؤلاء المجددين مثل ماحدث للدكتور أحمد صبحي منصور و الدكتور نصر أبو زيد و غيرهم.

و المحصله نشاهد أن السلفيين قامعين في مكانهم لا يرغبون في فهم القرآن من منظور جديد معاصر و يكتفون بطمس العقول و إلغاءها و التقوقع في قوقعة العنف و التشدد. و سعيهم في الوصول إلي سدة الحكم في البلاد الإسلاميه حتي يقومون بإكراه الناس علي إتباع الفكر السلفي. و تغيير سنة الله في الأرض التي بناها الله علي أساس:” لا إكراه في الدين".

أتمني أن أكون قدمت لك عزيزي القارئ جانب بسيط من الفكر السلفي و تأثيره علي الدعوه و الإلحاد و مشاكل العصر التي تقابل شباب اليوم و أسألة المستشرقين التي لا يقوم الفكر السلفي بالرد الفكري و البحثي عليها و لكن يكتفي   بتعبئة المسلمين ضد من يسأل و يعتبرون أي سؤال خارج عن أفكارهم مت هو إلاّ تجريح في الذات المحمديه أو الذات الإلهيه و المحصله هي ؟؟؟؟؟

الفكر السلفي هو مفرخة التطرف الفكري و الجسدي و العلاج في الفكر التجديدي

اجمالي القراءات 18746