المستشار احمد عبده ماهر باحث اسلامي مصري وهو من الذين يؤمنون ببعض السنة ويكفرون ببعضها هالني ما كتب بصفحته على "الفيس بوك" فقد زعم ان السنيين والشيعة مشركين بالله لانهم يعملون بكل ما قاله الفقهاء ومرجعياتهم وأن القرآنيين مشركين ايضا وسبب اشراك القرآنيين لانهم يكتفون بالقرآن فقط مصدر وحيد للتشريع ولا يأخذون بالاحاديث التي يراها صحيحة كما يفعل هو..

الامر يثر التساؤل والغرابة فكيف نجزم بأن السنيين مشركين اذا ماكانوا لا يقدسون رواة الاحاديث ولا يعتبرون مرجعياتهم تضاهي كتاب الله خاصة وانهم مذاهب عدة وليس جميعهم يؤمنون بما يسمونه "الوحيين" وكيف يكون الشيعة مشركين اذا ماكان هناك منهم من لا يقدسون مرجعياتهم ولا ينزلونهم منزلة القداسة وكيف يشرك "أهل القرآن" طالما هم مكتفين بالله ربا وبالقرآن كتابا وهم أحرارا في عدم اختيارهم المراجع الاخرى.

وفقا لمفهوم "المستشار ماهر" ترى ما موقع النبي ابراهيم الخليل في مفهوم المستشار لأن الخليل ابراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما ولم تكن موجودة سنة قولية حتى يؤمن بالصحيح منها ام انها لا تعني النبي ابراهيم ومن تبعه لأن البخاري والشافعي ومالك وغيرهم لم يكونوا قد ولدوا بعد وماذا اذا لم يدون الفقهاء "الروايات" هل بماذا كنا سنؤمن أو سنرحب حتى لا نقع في الشرك؟! ..

يا سيادة المستشار قلت: انك ترحب بالحديث النبوي طالما هو صحيح وليس فوق أو مساوي لكلام الله.. هل أفهم من حديثك أن ترحيبك هذا أنقذك من الوقوع في الشرك وهل عدم ترحيب أحدنا به يعني الوقوع في الشرك.. وماذا لو لم تدون هذه الاحاديث بماذا كنا سنرحب حتى نتفادى الوقوع بالشرك؟ وهل اذا كان هناك قوانين وضعية لا تتناقض مع أحكام القرآن مثلا يجب الترحيب بها والا فالمصير هو الشرك؟..

وهل بات تفادي الوقوع بالشرك هو الايمان بالاحاديث التي يؤمن بها المستشار ماهر الى جانب القرآن بحيث لو امنت ببقية الاحاديث سأكون سنيا مشركا وان لم اعمل بجميعها فانا مشرك ايضا وفقا لنظرية المستشار وليس هناك من سبيل الا طريقة واحدة لا غيرها وتتمثل في الايمان بالقرآن والاحاديث التي يراها المستشار صحيحة.

نحن مأمورون من الله باتباع القرآن أما بقية المراجع الاخرى خاضعة لحرية الاختيار وإلا هل يعني عدم اعتماد مرجع تاريخي أو ديني معين يعتبر شركا.. ألست أنا حراً في اختيار مراجعي التاريخية وما استعين به في امور الدنيا.. مالكم كيف تحكمون..

ونختتم بقوله تعالى:" فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".. ودائما صدق الله العظيم..