المانيا
دراسات في التاريخ الألماني الحديث ق14-ق18

عبدالوهاب سنان النواري في السبت ٢٩ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الفهرس:

1-  تأخر ظهور المانيا كدولة قومية خلال القرنين الرابع والخامس عشر.

2-  الدويلات الالماني في القرن السادس عشر الميلادي.

3-  التطور السياسي للدويلات الالمانية خلال القرن السابع عشر الميلادي.

4-  التطورات السياسية في المانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1- تأخر ظهور المانيا كدولة قومية خلال القرنين الرابع والخامس عشر:

   سميت المانيا بهذا الاسم نسبة إلى العنصر الالماني وهو احد العناصر أو القبائل الجرمانية التي هاجمت الإمبراطورية الرومانية في القرون الأولى والتي استوطنت المانيا منذ بدء العصور الوسطى.([1]) وقد ظهر من هذا العنصر الملك شارلمان charlemane(771-814م) الذي نجح في تكوين إمبراطورية مترامية الأطراف وذلك بمباركة البابا الذي توّجه عام (800م) وذلك لما سميت بالإمبراطورية الرومانية المقدسة ولكن هذه الإمبراطورية تم تقسيمها بين أبناء شارلمان بعد موته بمقتضى معاهدة فردان عام 843م.([2]) وحسب الأعراف الحالية يعتبر يوم 2 / فبراير من كل عام يوما وطنيا كونه موافقا لميلاد المانيا ففي هذا اليوم من عام 962م تم تتويج الملك أوتو الأول قيصرا على البلاد وجرت مراسيم التتويج في الفاتيكان بمدينة روما كما كان الحال مع شارلمان.([3])

    والواقع أن الارتباط الذي تم منذ سنة 962م بين وظيفتي الملكية الالمانية والإمبراطورية الرومانية المقدسة عاد بأوخم العواقب على كل منهما لان وظيفة الإمبراطورية أضحت سطحية وغير واقعية في حين أدت مظاهر الإمبراطورية ومطالبها إلى انصراف الأباطرة عن شئون المانيا نفسها إلى غيرها من الشئون الخارجية وخاصة في ايطاليا مما اضعف نفوذ الملكية الالمانية وحسبنا ما أدت إليه السياسة الإمبراطورية من صدام بين البابوية وحكام المانيا وهو الصدام الذي زعزع الأباطرة وبدد جهودهم وأموالهم بل أدى إلى تغييبهم عن المانيا نفسها وقضاء معظم سنوات حكمها في حروب لا طائل من ورائها في ايطاليا حتى ألفى أمراء المانيا أنفسهم وقد تحرروا من كل اثر لسيطرة الأباطرة ورقابتهم فانصرفوا إلى توطيد نفوذهم وسلطانهم الإقطاعي على حساب الإمبراطورية المتداعية.

   يتصف تاريخ المانيا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر بتداخل الأحداث والتعقيد بعد أن اختفت أماراتها الكبرى التي قامت على أساس قبلي عنصري وظهر على المسرح عدد كبير من صغار الأمراء الذين اشتبكوا بعضهم مع بعض في منازعات لا حصر لها بدافع من الأغراض الشخصية البحتة هذا في الوقت الذي أخذت فيه المدن تتحرر من سيطرة أمراء الإقطاع لتعزيز نفوذها وامتيازاتها في ضوء مصالحها الخاصة أما الأباطرة فقد صار نفوذهم اسميا ولا هم لهم إلا استغلال جلال وظيفتهم من اجل تحقيق مصالح شخصية خاصة لأفراد البيت الإمبراطوري.([4])

   والملاحظ أن الفوضى ظلت ضاربة أطنابها في المانيا على الرغم من وحدة اللغة والتقاليد. حقيقة انه كان هناك بلاط في المانيا إمبراطوري ولكنه استمر عديم النفوذ والسلطان.([5]) وهكذا وجد بالمانيا في أواخر العصور الوسطى أكثر من ثلاثمائة إمارة منفصلة لا هم لأمرائها سوى إشعال الحروب والمنازعات المحلية فيما بينهم والإغارة على المناطق المجاورة وسلب المسافرين.([6])

ومن الواضح أن هذه العوامل اجتمعت لتجعل من المتعذر إقرار الأمن والنظام في البلاد الالمانية لان كبار الأساقفة من جهة والمدن من جهة ثانية وكبار الأمراء من جهة ثالثة اجتمعوا على التمسك بنفوذهم وعدم التخلي عن سلطانهم من اجل قيام سلطة مركزية قوية. هذا في الوقت الذي تمسك فيه صغار الفرسان بحياة القتال والسلب والنهب مفضلين إياها على حياة السكينة والفقر. وهكذا أمسى تاريخ المانيا في ذلك الجزء الأخير من العصور الوسطى عبارة عن سلسلة من المنازعات والحروب بين الأمراء وهي حروب كان محورها الأساس لبحث والحصول على المال.([7])

   من هذا يتضح انه من العسير معالجة تاريخ المانيا في تلك الحقبة على أساس تسلسل الحوادث التاريخية أو على أساس تسلسل الحكام لأنه لا توجد حادثة واحدة أو سلسلة متكاملة من الحوادث التاريخية يتبلور حولها التاريخ الالماني في هذا الجزء الأخير من العصور الوسطى, كما انه لا توجد أسرة بعينها يدور حولها التاريخ الالماني في ذلك العصر.([8])

   وفي عام 1415م منحت أسرة الهوهنزلرن Hohenzollern, حكم إمارة براندنبرج والتي أسست لنفسها ملكية قوية في بروسيا ظلت تحكم المانيا بعد حركة توحيد المانيا عام 1871م حتى انهيارها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.([9])

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2- الدويلات الالماني في القرن السادس عشر الميلادي:

   كانت تقوم في عالمي الصناعة والتجارة في المدن الالمانية ثورة أملاها الأمر الواقع, كانت معظم الصناعات لا تزال يدوية وان تزايدت عليها سيطرة رجال الأعمال الذين يقدمون لها المواد الخام ويمولونها ويشترون الإنتاج النهائي ويبيعونه وكانت صناعة التعدين تتقدم بسرعة وجنيت أرباح عظيمة جراء استخراج الفضة والنحاس والذهب, وسكت نقود فضية يعتمد عليها وتضاعف عدد النقد, وتم أو كاد التوصل إلى اقتصاد يرتكز على النقد, واستبدل بمقرضي النقود من اليهود مؤسسات تديرها عائلات مسيحية من الولزيين والهوخستستر والفوجر, وجميعهم من مدينة اوجسبورج التي كانت تعتبر عاصمة المال في العالم المسيحي وذلك منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.([10])

   وهكذا أصبح الممولون قوة سياسية عظيمة واستطاعوا أن يرتقوا بالمؤسسات التجارية إلى مكان الصدارة بتقديم المال إلى الأمراء في المانيا, ويمكننا القول أنهم قد افتتحوا عصر الرأسمالية ونمو الاحتكار الخاص وأنهم قد سيطروا بأموالهم على السادة الإقطاعيين الذين يملكون الأرض فبعض التجار الرأسماليين في اوجسبرج ونورمبرج امتلكوا ثروات طائلة واشترى الكثيرون مكانة عالية بين الارستقراطية صاحبة الأرض وارتدوا دروعا عليها شعارهم الخاص وكان الأباطرة والملوك والأمراء والبطاركة يبعثوا لهم بالرسل ويخاطبونهم كأنهم حكام.

   حتى أن مجلس الريخستاج في كولون طالب كل السلطات المدنية بان تتخذ الإجراءات الحازمة والشديدة ضد كل الشركات الرأسمالية التي تتوسل بالاحتكار والربا, إلا انه وبالرغم من تكرر صدور مثل هذه القوانين م مجالس نيابية أخرى فان السلطات المدنية لم تفعل شيء فقد كان بعض المشرعين أنفسهم يستثمرون أموالهم في العديد من المحلات التجارية الكبرى في حين هدأت ثورة غضب حماة القانون بمنحهم أسهما في هذه الشركات والمحلات.

   لقد ازدهرت الكثير من المدن بنمو التجارة الحرة فكانت ( ستراسبورج, وكولمار, وميتز, واوجسبورج, ونورمرج, واولم, وفيينا, وراتيسبون (رجنزبورج), ومايبز, وسبييار, زفورمز, وكولون, وترير, وبريمين, ودورتموند, وهامبورج, وماجديبرج, ولوبيك, وبرسلاو) مراكز نشاط اقتصادي مزدهر بالصناعة والتجارة والآداب والفنون وكانت هذه المدن وسبعة وسبعون مدينة أخرى ( مدناً حرة ) إي مدنا تسن قوانينها الخاصة وترسل ممثلين لها للمجالس النيابية الإقليمية والإمبراطورية ولا تخضع سياسيا إلا لإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة, الذي كان بدوره مدينا لها بالعون المالي أو العسكري إلى حد لا يستطيع معه أن يقيد حرياتها وعلى الرغم من أن هذه المدن كانت تحكمها طوائف حرفية يسيطر عليها رجال الأعمال فان كل واحدة منها تقريبا كانت بمثابة حكومة تستهدف الصالح العام, طبقا للطريقة التي تراعي مصلحة الجماعة وذلك إلى الحد الذي كانت فيه تنظم الإنتاج والتوزيع والأجور والأسعار وصفة السلعة بقصد حماية الضعيف من القوي وتوفير احتياجات المعيشة للجميع.

   كانت الثروة التجارية ترفع الأسعار والنفقات وتتفوق على ملكية الأرض باعتبارها مصدر للسلطان وكانت المدن توطد استقلالها والأمراء يركزون في أيديهم السلطة والقانون, لقد كانت المانيا مسرحا للفوضى الاجتماعية والسياسية.([11]) في هذه الأثناء وتحديدا في عام 1519م توفي الإمبراطور مكسمليان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفتح باب الترشيح لمن يخلفه على العرش فقرر الملك الفرنسي فرانسوا الأول (1515-1547م) أن يتقدم لترشيح نفسه منافسا بذلك شارل حفيد الإمبراطور مكسمليان, اعتلى شارل عرش اسبانيا سنة 1519م وكان من أقوى ملوك أوربا في ذلك الحين, وقد بذل المتنافسان في سبيل الترشيح جهودا مضنية وأموالا طائلة ولكن شارل كان اقوي المرشحين فأصبح بذلك إمبراطورا وبدا يحكم الإمبراطورية الواسعة الأرجاء باسم الإمبراطور شارل الخامس.

   وكان من المتوقع أن تشتد المنافسة وتستمر بين فرانسوا وشارل مما يؤدي إلى قيام الحرب بين العاهلين وفعلا قامت سلسلة من الحروب بينهما منذ عام 1522م تمكن الإمبراطور شارل من أحرز انتصارات متلاحقة على فرنسا وذلك بفضل المساعدات الالمانية خاصة العسكرية إلا أن تطور الأحداث في بلاده وقيام حركة الإصلاح الديني وما كانت تتطلبه من تفرغ ومجابهة اضعف قدرته على الاستمرار فعقد صلحا مع فرنسا في كامبريه عام 1529م وغادر شارل الخامس ايطاليا في ابريل 1530م إلى المانيا وقضى هناك عامين ( 1530-1532م) انشغل أثناءهما بالمشكلات الداخلية والخارجية فهادن البروتستانت وقاد جيشا كبيرا استطاع أن يهزم به العثمانيين ويجبرهم على التقهقر.

   وفي عام 1547م تخلص الإمبراطور شارل الخامس من أهم مشكلة داخلية صادفته بانتصاره على حكام الولايات الالمانية من الأمراء البروتستانت وإحكام قبضته على المانيا ولكن الملك هنري الثاني (1547-1559م) ملك فرنسا عمل على إثارة الأمراء البروتستانت ليعاودوا السعي في مقاومة الإمبراطور فاتصل بهم في الخفاء وقدم لهم المعونات المالية وعقد معهم معاهدة يقدم لهم بموجبها نفقات الحرب في مقابل موافقتهم على أن يستولي على ( تول, ومتز, وفردان ) وهي مدن على الحدود يتكلم معظم سكانها الفرنسية, وبذلك يمتد نفوذه إلى نهري الالزاس واللورين.

   وفي فبراير سنة 1552م قام هنري الثاني بالهجوم على الحدود الالمانية فعبرت قواته نهر الميز واستولت على فردان وتول ومتز واشتركت جيوش الأمراء الالمان المتحالفين معه في الحرب ضد الإمبراطور شارل الخامس الذي لم يستطع استردادها رغم محاصرته لها بقوات جمعها من المانيا واسبانيا فكانت كارثة لم يستطع احتمالها فقرر أن يتنازل عن عرش الإمبراطورية الرومانية التي تشمل المانيا والنمسا لأخيه فرديناند, وعن عرش اسبانيا الذي كانت تتبعه الأراضي المنخفضة والممتلكات الاسبانية في العالم الجديد لابنه فيليب وذلك في أكتوبر سنة 1555م.([12])

   والجدير بالذكر أن النواة الأولى لظهور بروسيا التي أصبحت قوة لها مكانتها في أوربا منذ منتصف القرن الثامن عشر ترتبط بها كثير من السياسات الأوربية في قلب القارة بالموقف الذي يتخذه ملك بروسيا. والنواة التي بدأت منها بروسيا هي مقاطعة براندنبورج الواقعة بين نهري الميز والألب وهي واحدة من المقاطعات التي انحدرت من العصور الوسطى وكانت قد أنشئت مقاطعة براندنبرج كمركز متقدم ضد هجمات السلاف بين نهر الألب وبولندا, وكان هذا المركز يسند إلى موظف كبير يلقب ( ماركراف ) بواسطة إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة, ولم يلبث هذا الماركراف أن حصل - بسبب نمو قوته خلال القرن الرابع عشر - على منصب الناخب ولقب بلقب ناخب للإمبراطورية.

   وقد عانت هذه المقاطعة من كثرة الاضرابات الداخلية حتى اسند الإمبراطور ( سجموند ) حكمها إلى ( فريدريك هوهنزلرن ) عام 1714م وقد كان لأسرة هوهنزلرن دورا كبيرا في تطور براندنبورج وهو تطور كان يعتمد باستمرار على قوة عسكرية اكبر من المألوف فقد حرصت هذه الأسرة بان يكون لديها من الأسلحة النارية ما يمكنها من أن تلعب دورا رئيسيا في منطقتها.

   كان حكام مقاطعة براندنبورج من بيت هوهنزلرن في خضم مضطرب خلال أزمة الحروب الدينية التي اجتاحت المانيا خلال النصف الأول من القرن السادس عشر وخلال هذه الأزمة وجد ناخب براندنبرج أن مصلحته تتركز في أن يقف إلى جانب الأمراء الالمان اللوثريين ضد الإمبراطور بل وتحويل الناخب نفسه إلى اللوثرية.([13])

   وعلى الرغم من الخراب والدمار الذي حل بمقاطعات أسرة الهوهنزلرن نتيجة للحروب الدينية إلا أن انضمام ناخب براندنبورج إلى جانب الأمراء اللوثريين قد اكسبه موقعا مهما بين الأمراء الالمان, ومنذ ذلك الوقت اخذ حكام براندنبورج - التي أصبحت تعرف فيما بعد بـ بروسيا – يمارسون دورا أساسيا في توجيه الأحداث الأوربية معتمدين على موارد وخيرات المقاطعات وعلى حنكتهم السياسية ودبلوماسيتهم في تشكيل التحالفات العسكرية وعدم تعريض مقاطعاتهم للنزاع مع الدول الكبرى.([14])

 

 

 

 

 

 

3- التطور السياسي للدويلات الالمانية خلال القرن السابع عشر الميلادي:

   ظلت المانيا طوال القرن السابع عشر مقاطعات ودوقيات وممالك متناثرة ومتناحرة غير أن مقاطعة براندنبرج أصبحت في أوائل القرن السابع عشر تضم مقاطعات واسعة حصل على أكثرها عن طريق الوراثة.([15]) ظل حكام مقاطعة براندنبرج على هامش الأحداث الكبرى حتى إذا ما امتدت سيطرتهم إلى بروسيا برز دورهم في المجال الدولي إذ أن امتداد حكمهم إليها والى بوميرانيا الشرقية يعتبر من أهم تطورات أوربا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.([16])

   تعتبر براندنبرج النواة الحية لقيام بروسيا الحديثة والتي تمثل جميع البلاد الالمانية الواقعة شرقي نهر الألب, بامتداد براندنبرج وبوميرانا إلى الشرق تمتد بقعة عرفت بعدئذ ببلاد بروسيا وهي تسمية لشعب كان يسكنها منذ أقدم الأزمان يعرف باسم البروسيين أما بروسيا الغربية فإنها جزء من بولندا وتفصل براندنبرج وبوميرانا عن بروسيا الشرقية.

   ظهرت بروسيا الحديثة في القرن السابع عشر حين تجمع في أيدي آل هوهنزلرن حكام براندنبرج عدد من الأقاليم ففي سنة 1618م ورث ناخب براندنبرج دوقية بروسيا الشرقية فكان ذلك أول خطوة مميزة للنمو الإقليمي لمملكة براندنبرج وقبلها في سنة 1614م ورثوا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة دوقية كليفس الواقعة على نهر الراين عند الحدود الهولندية كما ورثوا أيضا مقاطعات صغيرة أخرى في غربي المانيا وفي صلح وستفاليا سنة 1648م تسلم ناخب براندنبرج كلا من: بوميرانيا الشرقية بما فيها ميناء استيتن كما تسلم أبرشية هلبرشتات الواسعة واسقفية مكدبورج على الشاطئ الغربي من نهر الألب.

   وقد كانت هذه الممتلكات مفصولة عن البلاد الالمانية التي تشكل كتلة رئيسية حول حكومة براندنبرج بعدد كبير من الإمارات الالمانية المتوسطة المساحة والتي كانت أما مستقلة أو تابعة لآل هابسبرج وهكذا أصبحت ممتلكات آل هوهنزلرن تتكون من ثلاث مجموعات غير متصلة ببعض جغرافيا:([17])

1-  بروسيا الشرقية وتفصلها عن براندنبرج أراضي بروسيا الغربية البولندية وبوميرانيا.

2-  براندنبرج.

3-  ممتلكات الهوهنزلرن على الراين وهي الدوقيات الصغيرة: ( كليفس, مارك , رافنزبرج ).

وعلى هذا النحو كان الهوهنزلرن مسئولين عن الدفاع عن ممتلكاتهم المتناثرة في وجه قوى كبيرة تقع على مقربة منها: من الشرق بولندا ومن الجنوب الإمبراطورية النمساوية ومن الشمال السويد ومن الغرب فرنسا.

   أن مثل هذه الأوضاع الإستراتيجية والسياسية التي كانت تفرض نفسها على الهوهنزلرن حثتهم على إتباع سياسة خاصة سواء نحو الدول الكبرى المجاورة أو نحو الأقاليم الواقعة تحت حكمهم كما كانت تحث على أن يصبح توحيد هذه الوحدات السياسية وترابطها جغرافيا هدفا سياسيا من أهداف أسرة الهوهنزلرن وبالتالي كان هذا يتطلب الاستيلاء على المقاطعات الفاصلة أو القوى المتعددة سواء المالكة لتلك المقاطعات الفاصلة أو القوى التي كانت تكره نمو قوة الهوهنزلرن.([18])

   في سنة 1640م تسلم عرش هذه الممتلكات شاب في العشرين من عمره اسمه فريدريك وليم الذي عرف فيما بعد بالناخب العظيم وكان أول الرجال الذين شيدوا بروسيا الحديثة وقد ترعرع في معمعة الظروف التي مرت بها البلاد وكانت براندنبرج أكثر المناطق الالمانية التي قاست من ويلات حرب الثلاثين عاما فقد جعل منها موقعها الجغرافي ميدانا للجيوش المتصارعة وكانت وضعية فريدريك وليم خاتمة المطاف لهذه الحالة البائسة فقد كان يحكم إقليما صغيرا مكشوفا ليس له حدود طبيعية وليس فيه مجال للدفاع - عمقا إقليميا - وكان محاطا بجيران أقوى منه جدا يشددون عليه الخناق وما كان عليه إلا أن يضع كل اعتماده على جيش قوي يستطيع به أن يكره الدول على أن تحسب له ألف حساب وبذلك يستطيع أن يدخل سياسات توازن القوى يحدوه الأمل بالحصول على بعض المنافع وقد بقيت الخطة الإستراتيجية التي سار عليها ملوك براندنبرج لزمن طويل هي أن يكون لهم جيش لا يستعملونه إلا للطوارئ وإنما يحافظون عليه بكل غال ونفيس لكي يظل لهم جيش قائم يبلغون به أهدافهم بالمناورات الدبلوماسية وعليه أنشاء جيشا قوامه ثمانين ألف رجل يشرف عليه بنفسه فاستطاع أن تكون له كلمة مسموعة في صلح ويستفاليا.([19])

   وكان فريدريك نفسه في حاجة إلى اعتراف بعض الدول الأوربية به وخاصة الدول الطامعة في بروسيا الشرقية مثل السويد كما كان في حاجة لان يصفي كافة الارتباطات الإقطاعية التي كانت ترتبط بملك بولندا ولهذا تحالف مع السويد ضد بولندا فحصل على اعتراف ملك السويد به دوقا على بروسيا الشرقية ولم يلب ثان انتصر على السويديين في سنة 1675م وذلك في معركة فهربلن.([20]) وبالرغم من ذلك كله كانت دولة براندنبرج-بروسيا بوضعيتها الحالية ما تزال قوة صغيرة وواحدة من ست دول أوربية في دور التكوين.([21])

 

 

 

 

4- التطورات السياسية في المانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي:

   تابع فريدريك الثالث (1688-1713م) سياسة أبيه الرامية إلى الحصول على مكانة سامية في أوربا مكانة تليق بهذا الاتساع الذي بلغته ممتلكات الهوهنزلرن فاخذ يحث إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة على إعلانه ملكا على بروسيا وقد ظل الإمبراطور نفسه في حاجة إلى مساعدة فريدريك الثالث في حرب الوراثة الاسبانية فوافق فريدريك الثالث على أن يقدم المساعدة العسكرية المطلوبة في مقابل الحصول على لقب ( ملك بروسيا ) وقد كان هذا صعبا على الإمبراطور إذ انه بذلك كان يخلق مملكة قوية - إلى حداً ما - بجواره مباشرة.([22]) أما فريدريك الثالث فقد توج نفسه سنة 1701م ملكا تحت اسم ( فريدريك الأول ملك بروسيا ).([23])

   وقد اظهر فريدريك الأول اهتماما بالغا بالمؤسسة العسكرية فغدت بروسيا في عهده دولة عسكرية مرهوبة الجانب يقود جيشها المؤلف من ( 80,000 ) جندي ضباط مدربين أحسن تدريب من طبقة النبلاء الذين كانوا يؤدون يمين الولاء للدولة والملك وقد أطلق على هؤلاء اسم طبقة اليونكرز مما جعل الكثيرين يقولون: ليس بروسيا بالدولة التي تملك جيشا وإنما هي جيش يملك دولة.([24]) وإضافة إلى اهتمامه بالجيش والإدارة اهتم بالثقافة والفكر وسرعان ما أصبحت برلين عاصمة الثقافة الالمانية وقد أسس أكاديمية برلين للعلوم وكانت هذه القترة من أكثر الفترات إنتاجا في العمارة الالمانية.

   وقد تابع ابنه فريدريك وليم الأول ( 1713-1740م) سياسة والده في بناء دولة بروسيا القوية الحديثة واشتهر بجهوده الكبيرة في تأسيس مملكة بروسيا على أساس اقتصادي وعسكري وكانت سياسته تتميز بالاقتصاد فقد قضى على النفقات التي لا فائدة منها مثل نفقات المآتم والجنائز مرتفعة التكاليف كما ألغى الإفراط في استخدام العربات والخيول وقد شهد عهده جيشا كبيرا مدربا أحسن تدريب كما شهدت بروسيا إدارة مركزية ونظاما جيدا للتعليم ونظاما دقيقا لجباية الضرائب وإعداد الميزانية وخزانة عامرة وقد وضع اغلب دخل المملكة في خدمة الجيش وفي عهده ازدهرت الصناعات التي تخدم الأغراض العسكرية وتحولت برلين إلى مدينة صناعية أولى واتخذ المجتمع نفسه طابعا عسكريا.([25])

   لقد عمل على استقطاب الصناع البروتستانت إلى بلاده مستغلا عملية الاضطهاد الديني التي حدثت في أوربا ضدهم وكان يستدعي الرجال العظام من أنحاء أوربا ويستخدمهم في تنظيم الجيش وإدارة البلاد من حيث الشئون الداخلية والإدارية والمالية وقد استخدم حرسا كبيرا له اعتمد فيه على ضخام الرجال وسمي هذا الحرس باسم ( حرس يتسدام ) وفتح باب التطوع في الجيش لجميع الصالحين من الرجال في أنحاء البلاد الأوربية ليستفيد بذلك من خبراتهم ونشاطهم. والمشهور عنه انه كان مولعا بالرجال الضخام وقيل أن هولندا طلبت منه علماء بروتستانت ليدرسوا في جامعاها إلا انه رد عليهم بالعبارة التالية:( إذا لم تعطونا رجالا ضخاما فنحن على غير استعداد لنعطيكم علماء من عندنا ).

   هذا وقد اهتم بالعلوم كالطب والاقتصاد والتعليم الإداري والفنون الخاصة بالأمور الحربية ولم يهتم بالفلسفة والآداب والفنون الجميلة وكان يقول: ( ذرة من العلم خير من جامعة زاخرة بأنواع العلوم الأدبية والفلسفية والإنسانية والمعارف الأخرى ).([26]) ولكنه قلما كان يغامر بجيشه في المعارك بل كان يترك غيره يقاتل بدلا عنه ففي سنة 1720م مثلا حصل على مدينة شتتين وعلى قسم من غربي بوميرانيا ولكن الذي تحمل معظم أعباء العمليات العسكرية في الحقيقة كان بطرس الأكبر ملك روسيا والقوات الروسية فقد جنا الملك البروسي ثمرة هذه الخدمة من القيصر بالحيلة السياسية إذ اقتصد كثيرا في استعمال القوات البروسية في ساحات القتال.([27])

   وفي عهد فريدريك الثاني (1740-1786م) الذي عرف أيضا بفريدريك الأكبر أو العظيم سرعان ما أصبحت بروسيا دولة ذات شأن مهم في السياسة الأوربية فقد حولها هذا الملك من دولة من الدرجة الثانية إلى دولة من الدرجة الأولى وأقام سلطة مطلقة استبدادية أدت إلى تحويل رجال وموظفي الدولة إلى مجرد أداة لتنفيذ سياسته ورغباته وفي الوقت عينه اهتم بالتنظيم الإداري للبلاد والإشراف المباشر على الشئون المالية والاقتصادية للدولة وبفضل خزانته العامرة وجيشه القوي وشعبه المطيع كان صاحب الكلمة العلياء في البلاد وقد اتبع في مجال السياسة الخارجية سياسة واقعية تتسم بالتعقل والمرونة وكان مستعدا لدخول الحرب أحيانا في هذا الجانب وأحيانا أخرى في الجانب الآخر وذلك وفقا لما تتطلبه مصلحة بروسيا وكان يملك موهبة القيادة في السلم والحرب لدرجة تكاد تكون منعدمة النظير.([28])

 

* حروب فريدريك الأكبر:

قام فريدريك الأكبر بحروب منها: انقضاضه على سيليزيا التي كانت ولاية نمساوية والمعروف أن هذه الولاية غنية جدا بخيراتها وقد استطاعت قواته من اكتساح سيليزيا سنة 1741م بعد هزيمة الجيش النمساوي في موقعة ( ملوتز ) ونتج عن الحرب البروسية النمساوية ما يلي:

1-  انتصر فريدريك الأكبر على النمسا حرك أطماع الدول الأوربية الأخرى في أملاك ماريا تريزا ملكة النمسا ومن ثم تنافست الدول الأوربية حول تقسيم أملاك ماريا تريزا.

2-  ظهر تحالف ( فرنسي - بروسي - اسباني - بافاري - سكسوني ) ضد ماريا تريزا.

3-  قامت حرب أوربية جديدة عندما زحف جيوش فرنسا على المانيا وساعدتها قوات بافاريا ثم زحف السكسونيون على بوهيميا وكانت من أهم النتائج التي تركتها الحرب الجديدة هي استيلاء ارشيدوق: بافاريا على بوهيميا وتتويجه ملكا عليها في عاصمتها براج سنة 1743م وكذلك فقد انتخب هذا الارشيدوق إمبراطورا للدولة الرومانية المقدسة وتسمى بالإمبراطور شارل السابع.

والجدير بالذكر أن هذه الحروب الأوربية التي أشعلها فريدريك بزحفه على سيليزيا عرفت بـ( حرب الوراثة النمساوية ) وعرف العمل الذي قام به فريدريك هذا بالحرب السيليزية الأولى والثانية. وقد انتهى عهد الحروب السيليزية الأولى بتوقيع صلح ( برزلو ) سنة 1742م بعد هزيمة الجيوش النمساوية أمام فريدريك الأكبر في موقعة ( ستوزتنز ) سنة 1742م عندما اعترفت ماريا تريزا لفريدريك الأكبر بالسلطة على سيليزيا.

   أما في الحرب السيليزية الثانية التي دامت فترة من سنة  (1744-1745م) فقد انتصر فريدريك على النمسا وسكسونيا في ثلاث مواقع فاصلة وهي:( هوهنفريدبرج , صر , كسلزدورف ) ما حدى بالملكة ماريا تريزا إلى عقد صلح ( درزون ) في ديسمبر 1745م, وقد أنهى هذا الصلح الحرب السيليزية الثانية, باعتراف النمسا بنفوذ فريدريك المطلق في سيليزيا, وضمان فريدريك لأملاك النمسا في المانيا.

 

* فريدريك الأكبر وحرب السنين السبع ( 1756-1763م):

   لقد تحالفت ماريا تريزا مع فرنسا ضد فريدريك الأكبر من اجل استرجاع سيلسزيا وبهذا عقدة بين النمسا وفرنسا معاهدة فرساي الأولى سنة 1756م بدأ فريدريك هذه الحرب بهجومه على سكسونيا بعد أن رفضت الانضمام إليه لتكون قاعدة لحروبه وقد استطاع أن يكتسح سكسونيا بعد أن تقهقر جيشها سنة 1756م وقد هبت النمسا لمساعدة سكسونيا إلا أن جيشها انكسر أما الجيش البروسي. لقد أثارت هذه الحرب حفيظة أوربا ضد فريدريك لأنه دخل الحرب ضد ولاية سكسونيا الصغيرة دون سابق إنذار. وشكلت أوربا حلفاً ضد فريدريك. فعقدت القيصرية الروسية معاهدة بطرسبرج سنة 1757م مع النمسا ثم عززت معاهدة فرساي مع النمسا مرة أخرى في العام نفسه وانضمت السويد إلى النمسا وأعداء فريدريك, ولم يبقى لفريدريك صديق غير بريطانيا.

   أسرع فريدريك بعد هذا التحالف فاجتاز ( بوهيميا ) وباغت النمساويين قرب براغ سنة 1757م ورغم أن جيوش أعدائه هاجمته من كل الجهات إلا انه خرج منتصرا على أعدائه فقد استطاع أن يكسر القوات المتحالفة في موقعة ( رسباخ ) من العام ذاته ثم تابع هذا الانتصار بانتصار آخر ضد النمسا في موقعة ( لوبن ) بـ( سيليزيا ) وفي سنة 1758م انتصر على الجيش الروسي عند ( دورندورف ) واستطاع أن يدحرهم إلى بولندا ثم تابع هجومه على سكسونيا وأرغم النمساويين على الجلاء عنها.([29])

   في سنة 1760م أخذت الهزائم تتولى على فريدريك بعد أن تضافرت جهود أعدائه وبعد أن قرروا الفتك به. فهزم في موقعة ( كونرزدورف ) في ( برندنبرج ) أمام القوات الروسية, واستولى النمساويون على مدينة ( درزدن ) ولكن الخلاف دب بين صفوف أعدائه ولولا هذا الخلاف لكان باستطاعة هذه الدول القضاء عليه في هذه السنة.

   وفي سنة 1761م تغير الأمر فكان الوضع الحربي بجانب فريدريك فقهر النمساويين في موقعة ( لجنتز ) ثم هزمهم مرة ثانية في موقعة ( ترجو ) في سكسونيا واستطاع بعد ذلك استرجاع سكسونيا بكاملها ما عدا ( درزدن).

   وفي سنة 1763م اضطرت ماريا تريزا أن تعقد صلح ( هيوبرتسبرج ) مع فريدريك على أن تعود الأمور السياسية والعسكرية كما كانت عليه قبل حرب السبع سنوات وهكذا انتهت حرب السبع سنوات دون طائل غير أن بروسيا استفادت سياسيا فارتفعت سمعة ملكها وجيشها في نظر جميع البلاد الأوربية وغيرها وغدت زعيمة الإمارات الالمانية وأقواها.

وأخيرا فان فريدريك الأكبر توفي سنة 1786م بعد حياة طويلة كلها كفاح ونضال استطاع  خلالها أن يؤمن سلامة بلاده وتوسيع رقعة دولته بعد أن ضم لها المنطقة الحيوية سيليزيا وكانت أعماله هي البداية لظهور دولة المانيا المتحدة. وبعد وفاته خلفه ابنه فريدريك وليم الثاني الذي اتصف بالضعف الشديد.([30])



[1]
- صادق ياسين الحلو: محاضرة في تاريخ أوربا الحديث, يوم الأحد, 12/12/2010م

[2]- عمر عبدالعزيز عمر: محاضرات في التاريخ الأوربي الأمريكي الحديث, دار المعرفة الجامعية, الاسكندرية, 1998, ص53

[3]- ألمانيا, www.wikipedia.org

[4]- سعيد عبدالفتاح عاشور: أوربا العصور الوسطى, ج1, مكتبة الانجلو المصرية, ط8, القاهرة, 1997, ص577

[5]- نورالدين حاطوم: تاريخ العصر الوسيط في أوربة, دار الفكر, دمشق, 1993, ص601

[6]- جان بيرنجيه وآخرين: أوروبا منذ بداية القرن الرابع عشر وحتى نهاية القرن الثامن عشر - جان بيرنجيه وآخرين: أوروبا منذ بداية القرن الرابع عشر وحتى نهاية القرن الثامن عشر 2, ترجمة: وجيه البعيني, بيروت, 1995, ص139

[7]- سعيد عبدالفتاح عاشور, مرجع سابق, ص595

[8]- نفس المرجع, ص578

[9]- عمر عبدالعزيز عمر, مرجع سابق, ص54

[10]- ول وايريل ديورانت: قصة الحضارة – الإصلاح الديني – (23-24) الجزء الثاني من المجلد السادس, ترجمة: عبدالحميد يونس, بيروت, دار الجيل, 1998, ص208-209

[11]- ول ديورانت, مرجع سابق, ص221-227

[12]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار: التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة إلى أواخر القرن الثامن عشر, القاهرة, دار الفكر العربي, 1997, ص69-77

[13]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار, مرجع سابق, ص237-238

[14]- محمد مخزوم: مدخل لدراسة التاريخ الأوروبي (عصر النهضة), دار الكتاب اللبناني, برقيا : كتاليان, 1983, ص238

[15]- محمد مخزوم, مرجع سابق, ص238

[16]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار, مرجع سابق, ص238

[17]- روبرت ر. بالمر: تاريخ العالم الحديث – الجزء الأول ( أوربا من القرون الأولى حتى سنة 1740 ميلادية), ترجمة: محمود حسين الأمين, الموصل, مكتبة الوفاء, 1964, ص339-340

[18]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار, مرجع سابق, ص240

[19]- بالمر, مرجع سابق, ص341-342

[20]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار, مرجع سابق, ص243

[21]- بالمر, مرجع سابق, ص342

[22]- عبدالحميد البطريق وعبدالعزيز نوار, مرجع سابق, ص243

[23]- ميلاد المقرحي: تاريخ أوروبا الحديث (1453-1848), دار الكتب الوطنية, بنغازي, 1996, ص251

[24]- محمد مخزوم, مرجع سابق, ص239

[25]- ميلاد المقرحي, مرجع سابق, ص252-253

[26]- عبدالفتاح أبو علية وإسماعيل أحمد ياغي: تاريخ أوربا الحديث والمعاصر, دار المريخ, ط3, الرياض, 2004, ص196

[27]- روبرت بالمر, مرجع سابق, ص346

[28]- ميلاد المقرحي, مرجع سابق, 254-255

[29]- عبد الفتاح أبو علية وإسماعيل أحمد ياغي, مرجع سابق, ص199-203

[30]- عبدالفتاح أبو علية وإسماعيل أحمد ياغي, مرجع سابق, ص204-205

اجمالي القراءات 10805