.
السحر في القران الكريم (يعلمون الناس السحر)

عبدالله أمين في الخميس ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

لكي نفهم معنى السحر من خلال الاية رقم 101 و 102 و103 من سورة البقرة والسلفيون بالمناسبة يقتطعون الاية 102 من سياقها حتى يقنعونا بأن السحر حق ويستدلون دائما بهذه الاية دون ذكر الاية التي قبلها والتي تبعدها التي تجلي معنى السحر كما تؤكد ايات اخرى في القران الكريم نفس المعنى القراني

قال تعالى (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (103) سورة البقرة

من سياق الايات المتتابعة التي تتحدث عن عدم ايمان بعض اهل الكتاب بالقران الكريم المصدق لما انزل اليهم  وهم يعرفون انه الحق وكأنهم لا يعلمون واتبعوا الوحي الشيطاني المخالف له والذي افتراه شياطين الانس والجن على ملك سليمان وينفي المولى عز وجل ان يكون هذا الكلام من قول سليمان اذا يقول المولى عز وجل وماكفر سليمان بمعنى انه برئ مما يتقولونه عليه ولكن الشياطين الذين افتروا على النبي سليمان كما افتروا على كل الانبياء بمافيهم النبي محمد و الشياطين هنا يعلمون الناس السحر بمعنى التشريعات والأقوال المنسوبة كذبا كما توضح الاية للنبي سليمان وهي مناقضة بالطبع للقران الكريم والكتب السماوية المنزله من الله عز وجل الذي لم يؤمنوا بها على الرغم من علمهم بأنها الحق لانهم كما وصفهم القران غرتهم الاماني وانهم يؤمنون بأنهم شعب الله المختار وانهم سيدخلون الجنة مهما فعلوا وهي نفس الاماني التي يؤمن بها السنيون والشيعة والصوفية وهم من يسمون بالمسلمين هناك شعب الله المختار وهنا الفرقة الناجية وكلها تؤدي نفس المعنى وهو دخول الجنة مهما كان العمل ونفس المعتقدات يتشابة فيها كل اصحاب الديانات الارضية لان المصدر واحد وهو الشيطان الذي ينزل على اوليائه الوحي الشيطاني المخالف لشرع الله في الكتب الحق المنزلة من عنده عز وجل والتي ما ارسل الانبياء الى لكي يصححوا عقائد الناس ويخلصوهم مما افتراه هؤلاء الشياطين على الله ورسله الى كانت الرساله الخاتمه وحفظ الله القران الكريم ليكون حجة على الناس يوم القيامة . وهذا الوحي الشيطاني قد نزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وهو كفر مناقض للحق القراني وتشريعاته حيث انهم مايعلمان من احد حنى يقولا له لاتكفر بمعنى انه تشريعات باطلة يرضاها اصحاب الاديان الارضية القائمة على الباطل ومن خلال هذه التشريعات الباطلة التي يحتكم لها الناس الذين يعتقدون انه الحق الالهي فيكون الاثر السلبي لانهم من خلال هذه التشريعات التي ما انزل الله بها من سلطان يكون على سبيل المثال كما ذكر المولى عز وجل يفرقون بين المرء وزوجه كما يحدث من تعدي على تشريعات الطلاق في القران الكريم بحيث يفتي احدهم بأنه من قال كلمة طالق او ارسلها عبر رساله نصية فقد وقعت وعدم تشديدهم على ضرورة بقاء الزوجة في البيت اثناء العدة وبالتالي فالاحصائيات تشير الى ارتفاع نسب الطلاق عبر هذا التشريع الباطل تصل في بعض البلدان الاسلامية الى 80% , ومن  تعلم هذا السحر ( الكذب على الله ورسوله ) يعلم انه كفر وهم من يدعون انهم العلماء كما هم بعض علماء بني اسرائيل الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا وهم الذين نبذوا الحق القراني وراء ظهورهم مع علمهم انه الحق حتى يحصلون من خلاله على مكاسب دنيوية لذلك كانوا يتعلمون هذا السحر او الوحي الشيطاني الذي يقنعون الناس من اتباعهم بأنه هو الوحي الالهي وبذلك حتى يحصلون على هذا المتاع الزائل رغم انهم يعلمون انه فتنه وكفر ولكنهم كما تؤكد ايات اخرى كانوا يؤمنون بأنهم ابناء الله واحبائه وبعضهم كان يعتقد انه لن تمسه النار الا اياما معدوده وكما يعتقد اهل السنة اليوم بأن من كان في قلبة مثقال ذرة من ايمان دخل الجنة وكذلك الاحاديث المكذوبة التي تجعل من يحج ولم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته امه رغم الجرائم التي ارتكبها وكذلك احاديث من قال كذا افعل كذا غقر له سنه قبل وبعد ومثل هذه الاعتقادات تجعل هؤلاء المفترون لايتورعون عن ارتكاب جرائم الكذب على الله والتكسب بالدين  وسياق الايات الثلاث تتحدث عن هذا الموضوع وتؤكده ايات اخرى

كالآيات التالية من سورة الفرقان قال تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31))

وفي سورة الشعراء هناك بيان من الخالق عز وجل على من تنزل الشياطين بوحيهم الشيطاني وادع الايات تتكلم

قال تعالى (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)) سورة الشعراء

وفي سورة الحج قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿52﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿53﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿54﴾

وفي سورة الانعام يتكرر نفس البيان قال تعالى (وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴿112﴾ وَلِتَصغى إِلَيهِ أَفئِدَةُ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرضَوهُ وَلِيَقتَرِفوا ما هُم مُقتَرِفونَ ﴿113﴾ أَفَغَيرَ اللَّـهِ أَبتَغي حَكَمًا وَهُوَ الَّذي أَنزَلَ إِلَيكُمُ الكِتابَ مُفَصَّلًا وَالَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعلَمونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ فَلا تَكونَنَّ مِنَ المُمتَرينَ ﴿114﴾ وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ﴿115﴾ وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ ﴿116﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ ﴿117﴾

ولكن من هم الملكين ببابل هاروت وماروت هل هم من الملائكة وهل الملائكة تسكن الارض وهل الملائكة تعلم الناس الكفر وماذا تنزل عليهم وبما انه كفر وفتنه فهو إذا وحي شيطاني  

وعندما كان يطالب المشركون خاتم الانبياء عليه وعليهم السلام بأن ينزل المولى عز وجل ملك فكان يأتي الرد من المولى عز وجل بأن الملك لا ينزل إلا بأمر الهي عقابي لهم اذا ان الملائكة لاتنزل الى الارض الا لتنفيذ امر الهي قد يكون عقابي كما حدث مع قوم لوط او بالوحي الالهي كما حدث مع الانبياء عليهم السلام او بالمعجزات كما حدث لمريم عندما وهب لها غلاما زكيا من دون ان يمسسها بشر

 قال تعالى(وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ﴿8﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴿9﴾) سورة الانعام

وفي الاية التالية نفي من المولى عز وجل ان يكون هناك ملائكة على الارض

قال تعالى (وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إِلّا أَن قالوا أَبَعَثَ اللَّـهُ بَشَرًا رَسولًا ﴿94﴾قُل لَو كانَ فِي الأَرضِ مَلائِكَةٌ يَمشونَ مُطمَئِنّينَ لَنَزَّلنا عَلَيهِم مِنَ السَّماءِ مَلَكًا رَسولًا ﴿95﴾) سورة الاسراء

اما الملكين هاروت وماروت فواضح من الاية موضوع بحثنا انهم يسكنون بابل وتنزل عليهم وحي شيطاني يعلمانه لمن اراد ان يشتري الدنيا بلاخرة مع تحذيرهم للمتعلم ومع ذلك لايأبه بالتحذير ويتعلم التشريع المضاد للحق الالهي والذي يؤدي بمن تعلمه وآمن به سواء من الذين اتبعوا او الذين اتبعوا الى النار وبئس القرار

وواضح ان هاروت وماروت ليسوا ملائكة لان الملائكة كما وصفهم الخالق لايعصون الله عز وجل ويفعلون مايؤمرون وقد يكون للفظ ملكين معنى اخر غير انهم ملائكة او قد يكون ملكين بمعنى ملوك والله اعلم

قال تعالى (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (103) سورة البقرة

المهم ان سياق الايات الثلاث يدل بوضوح شديد على المعنى لمصطلح السحر هنا هو المضاد للكتب السماوية او للوحي الالهي الحق من المولى عز وجل والذي من خلاله يفتن الناس ويختارون بكل حرية اما الهدى او الضلال وبناء على هذا الاختيار سيحاسبون يوم القيامة

مصداقا لقوله تعالى (الم ﴿1﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴿3﴾) سورة العنكبوت

اجمالي القراءات 66825