أين يرحل الكافر وإلى أى مكان سيسافر .. ؟؟!!

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ٠٧ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 أين يرحل الكافر وإلى أى مكان سيسافر .. ؟؟!!


إن هذا العنوان مستوحى من حديث غير صحيح يقوله أهل السنة تبريرا للحكم على كل من يخالفهم الرأى او العقيدة أو حتى الكفار لاضطهادهم واخراجهم من أراضيهم التى يعتقدون انها ملكا للمسلمين فقط , وتناسوا أن المولى سبحانه وتعالى خلق الانسان وألهمه التقوى والفجور يقول تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا , فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) الشمس : 7 , 8 ـ وأعطاه حرية الكفر والايمان فى قوله تعالى (َقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) الكهف : 29, كما خاطب المولى سبحانه وتعالى نبيه محمدا ينفى عنه المسؤلية لاكراه الناس على الايمان يقول جل شأنه (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) يونس : 99ـ هذا هو كلام الله تعالى عن حرية الايمان والكفر لكل انسان فى الدنيا ..
وذلك قمة العدل من الله للناس أجمعين , العدل الغير موجود فى الدنيا , إن وجد يكون عدلا نسبيا , ولا يرتقى للعدل الالهى .. أى أن كل انسان هو الذى يبحث عن الكفر بنفسه , ويبحث عن الإيمان بنفسه أيضا ـ فالذى يبحث عن الايمان يزده الله ايمانا , والذى يبحث عن الكفر يزده الله كفرا , وحتى لا اخرج عن موضوع المقال ـ هناك بعض الاقاويل يفترى فيها الناس على الله ورسوله , منها على سبيل المثال وكما نوهت فى العنوان ـ يوجد أن أغلبية المسلمين من أهل السنة يؤمنون بحديث , ينسبوه للنبى ظلما _ يقول الحديث (من لم يرضى بقضاءى فليرحل من تحت سماءى وليعبد ربا غيرى ) ـ و هم يقصدون بذلك ان الله هوقائل هذا الكلام للرسول فى حديث قدسى , وهم بذلك يفترون على الله كذبا , وجعلوا ان الله يقول شيئا ويرجع فيه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ يقول تعالى فى دليل قاطع على أن كلام الله لا تبديل فيه (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) ق : 29 ـ , ومن خلال هذا الحديث يضربون بآيات الله عرض الحائط , بل ويتهمونه بأنه قال شيئا فى القرآن ورجع يصححه فى حديث قدسى ...!!!
كل ما سبق من آيات تكذب هذا الحديث وغيره من الاحاديث , كيف يقول الله من شاء فليؤمن , ثم يرجع فيقول فليرحل من تحت سماءى اذا كفر ..!!
هؤلاء الذين يكذبون على الله ورسوله هم من يقولون هذا الكلام فاين يرحل الكافر او من كفر فى اى زمان ومكان ـ والله تعالى له ملك السماوات والارض ـ وقد قال لنبيه من كفر فلا يحزنك كفره ـ إن الله تعالى يرزق الكافر والمؤمن , وهؤلاء المجادلون يقولون فليرحل من تحت سماءى .هل هناك سماء اخرى لا نعلمها ويعلمها هؤلاء الذين يفترون على الله الكذب , ولذلك يطالبون كل من كفر ومن لا يرضى بقضاء الله ان يغادر كوكب الارض ويرحل من تحت السماء . وكأن الارض جعلت فقط للمسلمين وحدهم ومتجاهلين قول الله انه خلق الجنة والنار . اذن سيكون هناك مؤمن وكافر يقول تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) النحل : 61 فلم يقل الله للذين كفروا اخرجوا من تحت سمائى , ولكن قال خسروا الدنيا والاخرة , ويوجد من الناس من يرضى بقضاء الله ويقول تعالى (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) البقرة : 156 ـ , ان الله سبحانه وتعالى يوضح لنا من خلال القرآن الكريم أنه لو كفر كل من فى الارض جميعا لن يضروا الله شيئا , والله هو الغنى , فيقول جل شأنه (َقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) إبراهيم : 8 , وما أردته من هذا المقال ان الفت نظر المسلمين الذين يقدسون كلام البشر على كلام الله وبسبب هذا التقديس لكلام البشر اصبح المسلمون ينظرون الى القرآن نظرة تعجيزية من كل الجوانب حيث اذا تحدثت مع اى انسان وكان القرآن هوالحكم , وقبل ان يقول لك صح او خطا وبدون تردد يقول لك هل هذا موجود فى الصحيح , ويقصد بذلك كلام البشر وهل هناك صحيح غير كلام الله واذا كان كلام البشر هم حريصون عليه بهذه الطريقة اليس من العار على الناس ان يتركوا كلام رب الناس ويتبعوا كلام الناس يا ناس ـ واعتقد لو ان المسملون متبعون لشرع الله الواحد ما وصل بهم الحال إلى هذه الخلافات التى أوصلتهم إلى أن يقتلوا بعضهم بعضا , وبسبب هذا الخلاف اصبح المسملون اكثر الديانات تشعبا وتمزقا ـ , كما احب ان اقول شيئا ان الخلاف فى حد ذاته بين المسمين هو مصيبة ـ لماذا .؟؟ لان الله هو الذى انزل هذا الدين فكيف نختلف فى دين لا نملك فيه حرفا ..؟؟ ولذلك يقول الله عز وجل يثبت تمام دينه صدقا وعدلا فى كتابه الذى أنزله على نبيه (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنعام : 115 ــ اى هذا الدين تام وعادل ولا تبديل فيه , وكل ما علينا نحن المسلمون ان نتدبر فى القران لكى نتعلم ونفهم دين الله , لأن التدبر أمر على جميع المسلمين يقول تعالى (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) النساء : 82 ـ , ولأن المولى سبحانه وتعالى تعهد بحفظ كتابه إلى يوم الدين فى قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحج : 9 ـ إذن نحن مطالبون بالتدبر أكثر من الحفظ ,لم ترد فى القرآن آية واحدة تقول (أفلا يحفظون ) , وكل ما جاء هو عن التدبر لنزداد معرفة بالله ونعرف قدرته جل وعلا , واتمنى من الله ان يرجع المسلمون الى كتاب الله الحق ونصبح على شرع واحد كما كان المسلمون فى عهد النبى ـ ولكن يبدو ان العصر الوحيد للقرآن الكريم , واتباعه وحده هو عصر النبى فقط , وبعد ذلك دخل المسلمون عصور السلطة والحرب من أجلها , وظهر ذلك يوم وفاة النبى , فبينما كان أبوبكر مشغولا بالبيعة والخلافة , كان على يجهز النبى للدفن , فهذا هو حال من عاشوا مع النبى فما بالنا بمن ولد بعده بقرنين من الزمان ..!!
وفى النهاية لا أستطيع إلا أن أذكر قوله الله عز وجل ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام : 153

اجمالي القراءات 14944