تصلنا التعازي والمواساة
في مقتل صديقي العزيز صلاح فارع

عبدالوهاب سنان النواري في الأحد ١٦ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

     صلاح فارع, كان بالنسبة لي أكثر من أخ ولكنه كان شيعيا أكثر منه قرآنياً, كان يحب علي بن ابى طالب وبنيه كحب الله جل وعلا أو أشد حبا, لا أنكر أنني في يوم من الأيام عززت هذا الشرك في صدره, وأنني كنت أكثر منه شركاً, ولكنني تبت إلى الله تعالى واصلحت وبينت واعتصمت بالله تعالى وحده لا شريك له واخلصت له ديني, امتثالا لقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة : 160] ولقوله جل وعلا: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 146]. 

     لقد أخبرته بأن مسيرة الحوثيين (أنصار إيران) مسيرة خاسرة, مسيرة تهتف بالموت لأمريكا وإسرائيل وهي في الحقيقة تخدم المشروع الصهيوني الهادف إلى تمزيق المنطقة الممزقة أصلاً, مسيرة عرقية طائفية مذهبية, ظالمة لله جل وعلا أولاً من خلال الشرك العقيدي, وظالمة لأبنائها ثانياً من خلال تجهيلهم واستغلالهم, وظالمة للآخرين من خلال الاعتداء عليهم بالحديد والنار. 

     وهكذا وصلت معه إلى مفترق طرق: إما الله وحده لا شريك له من خلال الاعتصام بكتابه العظيم (القرآن وكفى) وإما الله وشركاء من خلال تكييف وفهم القرآن حسب مذهب (يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي), بالنسبة لي كان اختياري حازما جازما قاطعا إنه الله وحده لا شريك له من خلال الاعتصام بكتابه العزيز وحده, أما صديق الجاهلية فقد اختار الشرك, اختار الأنداد, اختار الهادوية مع مراوغة بائسة في أنه يتمسك بروح القرآن الكريم الذي يحث على التمسك بالعترة الطاهرة حسب زعمه. 

     على العموم اعذرني أيها الصديق العزيز, لا استطيع أن استغفر لك من الله جل وعلا, لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة : 113] ولكنني اعفيك مما في ذمتك لي من المال, عفى الله جل وعلا عنك من حقي الشخصي. 

     كان مقتل صديقي في كمين تكتيكي على يد أنصار السعودية (القاعدة) قيل ثلاثة أيام, وذلك خلال المعارك الدائرة في مدينة رداع محافظة البيضاء.. وهنا استغل الفرصة لأبعث رسالة لهولاكو العصر/ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أسأله فيها: لماذا يا سيدي الكريم كل هذا الانتقام ؟ لماذا تنتقم من أنصارك ؟ إنهم يحبونك وبإخلاص, ويعتقدون أن الله اصطفاك, هم يستحقون أن تنظر إليهم بعين الرحمة, عليك أن تحافظ عليهم لا أن ترمهم في المهالك وبكل سرور.. أنت تخاف أن يصيروا إلى ما صرنا إليه, فتفقد قداستك وجبروتك.. أليس كذلك.. أُقسم أنه ذلك..  

اجمالي القراءات 4206