زيارة القبور
الأضرحة و'الفقيه'الزمزمي

عبد الغاني بوشوار في الأربعاء ١٢ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الأضرحة و'الفقيه'الزمزمي

 

كلام المتفيقه  و'العالم الجليل' السيد الزمزمي حول الأضرحة في "هيسبرس"، مردود عليه وعلى المتفقين معه حيث لم يتأكدوا كما لم يتأكد هو ولم يتبينوا  معنى المساجد والقبور،أما صحة الحديث الذي بنيت عليه حججهم، فلو سلمنا جدلا صحته(وهذا مشكوك فيه)، فالمساجد لم تبن قط على القبور ولا عجب أن توجد المساجد جنب مدافن المسلمين التي يخصصون لها أرضا يشترك في ملكيتها أهلها. فما دخل المساجد والقبور في حياة المتفيقهين؟ كل الذين يرتادون المساجد ويزورون القبور، بما فيها قبر الرسول، لا يشركون بالله شيئا ولا يوجد في النصوص الدينية وفي روح الإسلام ما يجرم  وما يكفر ويستوجب لعنتهم، واللعنة المذكورة في القرآن هي لعنة الله على الظالمين وعلى الذين يفتون بما لم ينزله الله. ألا يستحي المتفيقهون في رميهم ملايين المغاربة بالشرك؟ السيد عبد السلام بن مشيش يزار إلى اليوم ولو أحصينا كل من زاره منذ القدم فالعدد لا يعد ولا يحصى وكلهم مشركين وبالتالي كفار تجب محاربة الأحياء ونبش قبور الموتى حسب الداعشية والزمزمية ومن تعاطف وظن الصواب في أقاويلهم الكاذبة.

توجد ألاف الأضرحة في المغرب وعشرات الآلاف من المساجد وكثير منها بجانب المدافن. حتى القبور في نظر الداعشية والزمزمية وغيرهم من المفتين يجب محوها من الوجود وطمسها حتى لا يقوم أحد منا بزيارة والديه بحكم أن الزيارة شرك حسب وحيهم. إن تقول الفقيه الزمزمي وغيره عن الأضرحة والقبور والمساجد بهتان وجريمة ويخالف التعاليم الإلهية وحرية العباد في تدبير شئونهم ويعبر عن تجاوز حدود الاحترام للمغاربة وللمسلمين. إضافة إلى التجرء على قوانين البلاد والدعوة إلى زرع التطرف والفتنة واستلاب عقول البشر. إن دعوة الفقيه الزمزمي ولعنته للمغاربة واتهامهم بالشرك جريمة لا بد للدولة من التدخل لوضع حد لمثل هكذا جرائم ضد الأمن الروحي للمغاربة وضد تاريخ المغرب الحافل بالإبداعات التي تدهش العالم وتعبر عن عبقرية المغاربة.

الدولة المغربية التي دعوتها للتدخل هي كل المغاربة عبر المؤسسات التي بنيناها لتقوم مقامنا للجم كل من سولت له نفسه الاستهتار بقيمنا وتكفيرنا ورجمنا بالشرك وهي من الكبائر التي لا حق لأحد غير الله أن يفتي أو يحكم على مرتكبيها,أليست حماية الدين والملة من صلاحيات رئيس الدولة؟ الحرص على الدين وحمايته مضمون بالدستور وعبر مؤسساتنا الرسمية التي يؤطرها ذوي الكفاءات العالية في شتى العلوم وهم مما لا شك فيه لا يجتمعون على نبذ تراثنا وتاريخنا ولا يجتمعون على تكفير المغاربة والدعوة عليهم باللعنة ورميهم بالشرك.

 لا أحد يجبر فقيهنا وغيره من زيارة أي معلم من معالم تاريخ المغرب ولا ضريح ولا زاوية، فأحرى بهكذا عقليات ألا تبرح بيتها وتشوه مزاراتنا بتواجدها، فقد تلوثها وسنحاسب على تطفلهم  على تاريخنا المجيد الذي يفتخر به كل مغربي ومغربية ومحبي المغرب المميز عن سائر البلدان. إلى متى ستستمر 'هيسبرس' في فتح منبرها للدواعش والمتفيقهين لقذفنا باللعنة والكفر والشرك الذي لا يغفر؟

ملاحظة: للمزيد من الإيضاح حول هذا الموضوع، الرجاء التلطف بقراءة مقالتي المعنونة "مسألة الأضرحة والزوايا والمواسم".

الدكتور عبد الغاني بوشوار-باحث وأستاذ العلوم الاجتماعية- اكادير.

اجمالي القراءات 5739