الجيش المصرى بين الجنة والنار

كمال غبريال في الأربعاء ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً


تفضل علينا أخيراً فضيلة الشيخ/ ياسر برهامي السلفي الكبير، بمعاودة حديثه أو فتواه المتكررة، بأن الجندي المصري المسيحي الذي يقتل دفاعاً عن وطنه ليس شهيداً. ورغم سعادتي واطمئناني كمسيحي لمصيري، بأنني لا يمكن بأي حال أن أذهب بعد وفاتي إلى موضع يجمعني بفضيلة الشيخ ياسر برهامي وأمثاله من المجاهدين في سبيل الله، إلا أن الأمر من الناحية الوطنية مفزع بحق. فمثل هذه الفتاوى في نظري، أخطر على الجيش المصري من القنابل التي يمكن أن تنهال على كتائبه من الطائرات أو المدفعية الثقيلة. ففي بيئة الجهل والتدين الأعمى المصرية، يمكن أن تفتك مثل هذه الفتاوى بوحدة وانضباط الجيش المصري. رغم هذا تترك القيادة السياسية والعسكرية المصرية فضيلته، يعيث في عقول وقلوب الناس فساداً وكراهية. أما لماذا يصبرون عليه ويتركون له حبل الفساد والإفساد على الغارب، فهذا أمر يقع حتى الآن في نطاق التخمين، وإن كان الغد أو بعده يمكن أن يكشف المستور!!
عزيزي فضيلة الشيخ ياسر برهامي: لدي ذخيرة لا بأس بها من آيات الدين المسيحي، أستطيع أن أشير بها إليك، تماماً كما تفعل أنت، فهلا أغلقت فمك الطاهر، على ما به من شنائع؟!!. . طبيعي ومنطقي وليس جديداً، أن جميع الأديان والطوائف تنكر وتزدري بعضها البعض. الجديد هو تمدد مساحة الرؤية الدينية للحياة، بحيث طمست جميع الرؤى والنوافذ الأخرى، فصار الإنسان لا يرى نفسه إلا أداة يوجهها تجار الدين إلى حيث يشاء لهم الهوى. المشكلة إذن ليست في الدين ولا في رجاله. هي في الشعوب التي تحولت من بشر إلى غوغاء لا يجمعها غير مزمار الدين.
اليوم السابع| وكيل الأوقاف: الجندى المسيحى فى الجنة.. وهو مرابط فى سبيل الله. . هذا الكلام تضليل وتضييع للمواقف والمعاني. هذا الجندي لم يكن "مرابطاً في سبيل الله"، ولكنه كان "يقف يحرس حدود الوطن" الذي ليس لنا سواه!!
مخادع من يقول لك أن الدفاع عن الوطن هو جهاد في سبيل الله. هو كفاح من أجل الحفاظ على الوطن، وعلى مقومات حياتنا، فقط لا غير!!. . أنا شخصياً وفي هذا العمر، مستعد بل وأتوق لأن أبذل روحي لحماية مصر الوطن مما يتهددها من إرهاب وظلام. ولا أكترث إن كنت بعد وفاتي سأذهب لجنة أو لنار، أو سيأكل التراب جسدي، الذي تشكل في الأساس من عناصره. سحقاً للتنطع والمتنطعين!!
الخناقة على من سيذهب للجنة ومن سيذهب للنار، أشبه بالقصة الطريفة عن معركة بين مسطولين، تخيل أحدهما أن لديه قطيع غنم، وتخيل الآخر أن لديه قطيع ذئاب، ثم تخيلا أن الذئاب أخذت في التهام الغنم. هي معركة طريفة على خيالات طريفة!!
لا تلوموا فضيلة الشيخ ياسر برهامي على ما يتقيأه من قاذورات، فلن أنسى جريدة الأهرام الغراء أيام حرب تحرير الكويت، حين أوردت عدد ضحايا الجيش المصري، مفرقة بين من أسمتهم "شهداء" ومن أسمتهم "قتلى". . هو تدني وتخلف وحقارة الثقافة المصرية!!
اجمالي القراءات 7322