دواعش الأزهر المتبلبلون المرتابون فى القرآن وفى اليوم الآخر ( 4 / 5 )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٤ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ــ المشركون لا يوقنون باليوم الآخر ، يقول جل وعلا عن ريبهم فى اليوم الآخر : ( بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66) النمل ). أغلبية البشر وأكثرية الناس لا يؤمنون باليوم الآخر الذى ( لا ريب فيه ) ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) غافر ) . هذا بالرغم من التأكيد الالهى الذى تكرر فى القرآن الآخر بأن يوم القيامة ( لا ريب فيه ) ورد هذا فى ( آل عمران 25 ، النساء 87 ، الأنعام 12 ، الشورى 7 ، الجاثية 26 ، الكهف 21 ،) ، و الاستدلال عليها فى سورة الحج :( 5: 10 ) . أما المتقون فإيمانهم باليوم الآخر ( لا ريب فيه ) ، هم يدعون الله جل وعلا قائلين : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران ).

2 ـ القرآن الكريم موصوف أيضا بأنّه : ( لا ريب فيه ) . جاء هذا ردا على المرتابين فى القرآن المتشككين فيه المتبلبلين بشأنه ، يقول جل وعلا ردا على ريب مشركى قريش يتحداهم بإتيان سورة من مثله : ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة ). ويقول جل وعلا فى خطاب عام يؤكد أن القرآن كتاب لا ريب فيه : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) يونس ).

3 ـ وللتأكيد على أن القرآن لا ريب فيه يأتى إفتتاح بعض السور بالحروف المقطعة الى كانت لُغزا للسابقين ، يقول جل وعلا :(  الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) ) السجدة ). بدأ هنا الخطاب بالحروف ( ألم ) في  إشارة الى الاعجاز العددى الرقمى فى القرآن والذى بدأت جهود فى الكشف عن معالمه . تلك الحروف المقطعة تؤكد أن القرآن لا ريب فيه .

4 ـ ويجتمع الايمان بالكتاب الذى لا ريب فيه وباليقين باليوم الآخر الذى لا ريب فيه فى وصف المتقين ، وجاء هذا بنفس الاعجاز الرقمى فى بداية سورة البقرة فى قوله جل وعلا : (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) ) البقرة ). الخطاب هنا يؤكد أن المتقين هم الذين يجمعون بين اليقين باليوم الآخر واليقين بالقرآن الذى لا ريب فيه . كلاهما ( لاريب فيه ).

وبعد وصف المتقين الموقنين بالقرآن وباليوم الآخر جاءت الآيات التالية فى سورة البقرة تتحدث عن الكافرين الصُرحاء فى آيتين فقط ( البقرة 6 ، 7 ) بينما تحدث فى الآيات من ( 8 : 20 ) عن المنافقين الذين يزعمون الايمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، بل هم متآمرون وبالقرآن مستهزئون . الكفر الصريح والنفاق المُخادع والتقوى حالات تعترى البشر ، وتستمر فيهم ، أى أن الحديث الالهى عن البلبلة والريب والشك فى القرآن الكريم واليوم الآخر مستمرة بعد عصر النبوة ، ويمثلها من يكررون نفس الأفعال ويتصفون بنفس الصفات فى كل زمان ومكان الى أن تأتى الساعة التى ( لا ريب فيها ) والتى أفاض فى وصفها و الدعوة الى الايمان بها القرآن الكريم الذى ( لا يب فيه ) .

5 ــ وقد يقول قائل إن المحمديين يؤمنون بالقرآن ولا يكفرون به . ونقول إنهم ( يؤمنون بالمصحف ) بالورق والغلاف ، أى بالشكل الخارجى المادى الملموس ، يتبركون به ويقسمون عليه ، ويتخذونه تميمة ضد الحسد والعين ، ويضعونه زينة على الحائط وفى السيارة وعلى المكتب تظاهرا بالتقوى ، وهذا كله يدخل فى مظاهر التدين السطحى والاحتراف الدينى الذى يُصاب به أى مجتمع إذا سيطر عليه ( دين أرضى ) له كهنوته وأربابه ومؤسساته وشيوخه ، كما هو الحال فى معظم دول ومجتمعات المحمديين على إختلاف أديانهم الأرضية .

المحكُّ أو الفيصل فى إيمانهم أو كفرهم بالقرآن يتجلى ويتأكد حين تطلب منهم الاحتكام الى القرآن فى أى مظهر من مظاهر دينهم الأرضى . إن الاحتكام الى القرآن فريضة منصوص عليها ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً )(114) الأنعام ) والهدف منها تنقية القلوب من أى زيغ . والمؤمن الباحث عن الهداية إذا إحتكم للقرآن أو جىء له بآية قرآنية سارع بالسجود القلبى مذعنا لله جل وعلا . أما الكافر بالقرآن فمهما أعلن إيمانه فإنه يرفض الآية القرآنية ويُولى مستكبرا ، متخذا شتى الحجج ( التراثية ) ، ويُصاب بالبلبلة ، والظن و الريب ، والشك والاسهال العقلى . وإذا كان صاحب جاه إستخدم جاهه فى الصّد عن القرآن سبيل الله جل وعلا ن يريدها عوجا . وهكذا يفعل دواعش الأزهر .

6 ـ فى ( البخارى ) يجتمع الكفر بالقرآن ( الذى لا ريب فيه ) والكفر باليوم الآخر ( الذى لا ريب فيه ) . المؤمنون بالبخارى المجاهدون فى سبيله يكفرون بتأكيد رب العزة بأن الايمان يكون بحديث واحد وحيد هو القرآن الكريم . المؤمنون بالبخارى المجاهدون فى سبيله ينحازون الى البخارى لو تعارض القرآن الكريم مع البخارى ، هذا لأنهم فى ريب وإرتياب وشك فى القرآن الكريم . البخارى نشر فى كتابه ( أكاذيب ) الشفاعة التى تتناقض مع القرآن الكريم ، والتى تحمل كُفرا بحقيقة اليوم الآخر الذى يتحكم فيه رب العزة وحده والذى يتأسس على العدل المطلق بلا محاباة أو ذرة من ظلم . كفر البخارى بالقرآن الكريم وباليوم الآخر يجد له مؤيدين متحمسين فى شتى بقاع المحمديين ، وأبرزهم دواعش الأزهر .

7 ـ نعيد التأكيد بأن الايمان باليوم الآخر الذى لا ريب فيه وبالقرآن الذى لا ريب فيه ـ هو موقف عملى سلوكى ، وليس مجرد شعار يرفعه المنافقون من الناس الذين وصفهم رب العزة فقال جل وعلا : (  وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) ) البقرة )، ويتجلى فى موقفهم منا . ولقد ظللنا من عام 1977 وحتى الآن ندعو شيوخ الأزهر الى الاحتكام الى القرآن الكريم فاستخدموا ضدنا نفوذهم ، ولا يزالون . هنا لنا موقف ، ولهم موقف . وبهذا يتحدد مدى الايمان أو الريب بالقرآن الكريم وباليوم الآخر بيننا وبينهم . وهى مواقف مسجلة بالكتابة وفى الاعلام وفى أخبار الاعتقالات والتعذيب . وفى النهاية أنتج جهل الشيوخ وكفرهم بالقرآن وباليوم الآخر تنظيم داعش الذى يطبّق عمليا مناهج التدريس التراثية فى الأزهر ، ولهذا نكتب هذه السلسلة عن داعش نعيد فيها التأكيد على خطورة الدين السًنى الحنبلى التيمى الوهابى الداعشى على هذا العصر ، ونحتكم بشأنه الى القرآن الكريم ، ويرد شيوخ داعش المتحكمين فى الأزهر ببيان يصدرونه باسم الأزهر يصف جهادنا بأنه يصيبهم بالبلبلة . ألا فى البلبلة سقطوا .!!

8 ـ شيوخ البلبلة عاصروا ثلاث مراحل بالنسبة للبخارى : عصر تقديس البخارى ( من العصر المملوكى وحتى عصر قريب ) ثم ظهر اهل القرآن ينتقدون البخارى ويحتكمون فيه وفى كل الأحاديث والتراث ـ للقرآن الكريم . فدخل شيوخ البلبلة وإلاههم البخارى فى مرحلة جديدة وهى ( عصر الدفاع عن البخارى ) ، وفى هذا العصر إستخدموا كل إمكاناتهم فى الاعلام ونفوذهم فى الأمن ، وسطوتهم فى المصادرة وفى الاعتقال والتعذيب . ثم جاء الانترنت فأتاح لكل الآراء ان تنتشر بعيدا عن قبضة الشيوخ ، فأُتيح لصوتنا أن يصل ، وأصبح إنتقاد البخارى رائجا ، فدخلنا الآن فى تباشير عصر جديد هو ( الطعن فى البخارى ) . ومنتظر أن يستمر عصر الطعن فى البخارى لأن الخوف منه قد زالت ، ولأن الكثيرين تشجعوا على قراءته ونقده ، ولأن الانترنت يتيح لمن يشاء أن يكتب ما يشاء .

أما السبب الأهم فهم ( طُلّاب الشهرة ) . أولئك صمتوا ودخلوا فى الجحور حين كنا نتلقى الاضطهاد ، ونواجه بصدورنا العارية حملات التشهير والتكفير والتخوين ، فلما مهّدنا لهم الطريق خرجوا من جحورهم يزعمون البطولات ويختلقون الأقاصيص والحكايات ، لا يكتفون بمزاعم بطولات وهمية ، بل يتطرفون فى الزعم بأنهم القادة والزعماء والمنظّرون ، وان فلانا كان من مريدهم وتعلم على أيديهم .

9 ــ هذا لصيق بموضوعنا عن الايمان باليوم الآخر وبالقرآن الكريم وحده حديثا  . الباحث عن الحق لا يعنيه أن يكون زعيما أو قائدا ، خصوصا وأن من يُطلق عليهم القرآنيون ليسوا جماعة ولا فئة ولا تنظيما بل هم إتجاه فكرى ينتشر على الانترنت ، وبمستويات مختلفة . الباحث عن الحق  يطلبه وينصاع اليه سواء وصل اليه بنفسه أم قاله غيره ، وهو الأسرع فى قبول الحق وفى قبول النقد وفى التعلم من الغير ، طالما هو الحق . الباحث عن الحق يريد ان يصل الحق وينتشر ، سواء قاله هو أو قاله غيره . الباحث عن الحق يٌسعده أن تنتشر آراؤه حتى لو إنتحلها غيره ونسبها لنفسه . الباحث عن الحق يقدم كتبه مجانا للنشر لمن يريد . الباحث عن الحق يعبّر عمليا بموقفه هذا بالايمان باليوم الآخر .

10 ــ الايمان باليوم الاخر هنا يعنى الزهد فى حٌطام الدنيا وغرورها ، وأن الأجر الذى ينبغى السعى له هو الجنة والنجاة من النار . لو سرق الجميع أفكاره وإجتهاداته ونسبوها لأنفسهم فهو يعلم علم اليقين أن أجره محفوظ عند رب العزة الذى لا يُضيع أجر من احسن عملا . الباحث عن الحق المؤمن باليوم الآخر يجد الراحة فى قوله جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)آل عمران ) فى الآية الكريمة اربع حقائق  يُنكرها بسلوكهم الكافرون ـ : كل نفس ذائقة الموت ، الأجر الحقيقى بالثواب أو العقاب ليس فى هذه الدنيا بل يوم القيامة ، وأن الفوز الحقيقى هو فى أن تُزحزح عن النار وأن تدخل الجنة ، وفى النهاية فإن متاع هذه الدنيا هو غرور فى غرور . الباحث عن الحق المؤمن باليوم الآخر ، يجد العزاء فى الآية التالية ، يقول فيها جل وعلا للمؤمنين المتقين الموقنين : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) )آل عمران ). وفعلا فإن الخصوم ( ما قصّروا ) فى إيذائنا وإسماعنا ما نكره ، ونرجو أن نتمسك بالصبر والتقوى لنحظى بالفوز فى الآخرة .

11 ـ أما الصنف المنافق المتلون صريع الدنيا وغرورها فقد قال عنه جل وعلا بوجوده فى كل زمان ومكان : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11) ) العنكبوت ).

ودائما : صدق الله العظيم .. ولو كره الداعشيون . !!

اجمالي القراءات 11259