كان المشير طنطاوى ينتمى الى نظام مبارك ولكنه كان السبب الاهم ان يرحل مبارك ..
ماذا فعل الكاهن الاكبر المشير طنطاوى لحماية مصر 2

محمد صادق في الثلاثاء ٢٩ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

ماذا فعل الكاهن الاكبر المشير طنطاوى لحماية مصر 2

من الصندوق الأسود لعمر سليمان الجزء الثانى من الملخص

من أجل مصرنا الحبيبة، ومن أجل شباب ثورة 25 يناير، ومن أجل التاريخ ....

عندما سأل المذيع (طونى خليفة) المستشارة المحترمة (تهانى الجبالى)

هل ترين أن الجيش (يقصد المشير طنطاوى) قد سلم مصر إلى الإخوان ؟

قالت له : بل سلم الإخوان إلى الشعب المصرى.

ملخص الحلقتين الاولى والثانية:

كان المشير طنطاوى ينتمى الى نظام مبارك ولكنه كان السبب الاهم ان يرحل مبارك .. لم يطمع ابدا فى رئاسة مصر فكان دائما يقول لكل من حوله "ذلك المقعد ملعون بشكل أو بآخر.

حين نزلت دباباته إلى الشارع قال كلمته الشهيرة "مبارك هو آخر رئيس دولة في مصر بالمعني المتعارف عليه منذ سبعة آلاف عام وأن من يثورون في الميادين لا يعرفون من يحركهم لكنهم يستحقون الحماية” وقال ايضا "مبارك لن يعود والنظام الذي يريد معتصمي التحرير إسقاطه هو الدولة بكل ما فيها من مزايا وعيوب ولكن المزيد من التمسك بالحكم قد يدخل البلاد في نفق مظلم لا مخرج منه".

قال أثناء إحدي الإجتماعات المغلقة عقب تسليم الحكم للإخوان ” أن من يحكم تلك الدولة هم الموظفون وليس الرئيس ولا رئيس الوزراء …طبقة الموظفين هي التي تحكم منذ أيام الفراعنة وانا واثق أن هؤلاء لن يمكنوا الإخوان من الحكم فتلك الطبقة لم تتغير من أيام الملكية وحتى الآن".

بعد ان استلم المجلس العسكرى السلطة قامت المؤامرات ضد الجيش فى ماسبيرو ومحمد محمود وبورسعيد ومجلس الوزراء و .... و ... فقرر الرجل تطبيق الخطة التى اشترك فى وضعها من قبل … كانت اول خطوة ان يتراجع الجيش عن المشهد بعض الشئ ليلملم الجراح التى لحقت به خصوصا أن الشرطة فقدت الجانب الأعظم من قدراتها … وحتما سيتم استدعاء الجيش للشارع مجددا (سيكون جيشا وشرطة في آن واحد) وسيكون عليه أن يدخل في مواجهات ساخنة في عدة أماكن معا… ولكنه كان قلقا بسبب نوعية تدريب الجيش والتى تعده لمسرح عمليات صحراوي مفتوح ضمن عمليات حشد قوات وتجهيز إحتياطي إستراتيجي وإبرار وإنزال وغير ذلك ... بالقطع هذا التدريب ليس هو المناسب.... وكانت نقطة ضعفه هو رئيس أركانه الذي فرض عليه بإرادة سياسية وكان يراه غير صالح لأسباب كثيرة لن اذكرها، كان المشير يعرف أن ظروفه الصحية (فهو مريض بالكبد من سنوات طويلة ويعانى من مضاعفاته) لن تسمح له بتغيير نمط التدريب.

الطريف أن إقالته حملت له الحل الذي ظل كثيرا يبحث عنه … هنا اصر واشترط ان يقال معاه سامى عنان (وكان مخطط الامريكان ان يتولى عنان حسب العرف ان يتولى رئيس الاركان منصب وزير الدفاع عند خلوه) واصر ان يكون وزير الدفاع الجديد هو السيسى فهو رجل مخابراتي من الطراز الأول ويمسك بكنز من المعلومات (ودائما كان يقال فى الجيش ان السيسى ابن طنطاوى) واتفق معه ان يتم اولا وفورا تغيير نمط التدريب من مناورات بشكلها التقليدي مثل النجم الساطع الى التركيز على حرب المدن والتحرك بجماعات صغيرة ذات كفاءة عالية إلى جانب إعطاء دور أكبر للمروحيات وكثير وكثير من أشكال التغيير التى طالت نظم القيادة والسيطرة والتى تجعل القادة الصغار قادرين على تنسيق وطلب تنسيق بين وحداتهم صغيرة الحجم على الأرض وبين المروحيات لتحقيق شكل آخر من أشكال المواجهة لم يكن هناك تدريب سابق عليها لكن ما الذي حدث منذ ليلة التنحي إلى لحظة نزول عميل المخابرات الامريكية للتحرير ليحلف يمين الرئاسة بين أنصاره من الإرهابيين والعملاء.

فى ديسمبر 2010 قدم كل من قسم الحرب الإلكترونية وجهاز المخابرات الحربية عدة تقارير الى المشير طنطاوى … شملت التقارير تحليل كامل للمعلومات المتاحة وقدمت تصورا كاملا لما سيحدث يوم 25 يناير 2011 .. فكان المشير على علم بكافة خيوط المؤامرة كما يتضح فى هذا لقاءه مع ضباط الجيش يوم 11 يناير 2011

http://www.youtube.com/watch?v=y9oFK4iyt5Q

لم يكتف المشير طنطاوى بمعلومات المخابرات الحربية بل كثف اتصالاته بالسيد/ عمر سليمان (الذى رصد المؤامرة منذ 2005 كما وضحنا فى حلقات سابقة) كانا يجمعها شيئين مشتركين اولها رفضهما لخطة التوريث التى كانت تسير بسرعة جنونية وثانيها عدم ارتياحهما الى سامي عنان فكلاهما يعلم انه رجل امريكا فى الجيش وان مبارك قد ارغم على تعيينه فى هذا المنصب ليتفادى الصدام مع امريكا .. فسامى عنان شبق للسلطة … (ففى يوم 29 يناير 2011 اقترح عنان على المشير طنطاوى الانقلاب على مبارك … وكرر ذلك فور عزل مرسي للمشير طنطاوى وعنان حثه على الانقلاب على مرسي الا ان المشير ادرك ان الإخوان نجحوا فى عمل جفوة بين الجيش والاخوان وان غرض عنان تحويل مصر الى حمام دم).)

يعرف كل من انتسب للجيش ان المشير حاسم فى الميرى (بيعاقب اى عسكرى يمشى على الاسفلت) ولكنه غير مضر بينما عنان عنيف بل دموى. لا اقول ان المشير طنطاوى مثالى فهو منضبط اكثر من اللازم .. ولم يجدد معلوماته منذ عشرون عاما .. وانطبع ذلك على الجيش الذى تحول لمؤسسة بطيئة بسبب القيادات العواجيز التى أصر عليها طنطاوى. ولكنه وطنى حتى النخاع.

تتذكرون الاجتماع الشهير بتاع القرية الذكية (برئاسة احمد نظيف وحضور حبيب العادلى والمشير والسيد عمر سليمان ووزير الاتصالات) تندر يومها حبيب العادلي على قيادات الجيش المصري قائلا ان جهاز الاستخبارات الحربية لا يضارع مباحث امن الدولة! وانه يعرف عنهم أكثر مما يعرفه وزير الدفاع! وفى حديث بين حبيب العادلي وجمال مبارك قبل الاجتماع بيومين قال العادلي "حتى لو كان طنطاوي غير راضيا والجيش يريد الإنقلاب فإن الجيش غير قادر على ذلك فالجيش بقى تشريفة وأن من يملك القدرة على الحركة داخل المدن والمعلومات هي الشرطة فقط" … تم نقل هذا الحوار بالنص الى المشير طنطاوي فادرك كيف يفكر وزير الداخلية.

في إجتماع القرية الذكية ظل المشير صامتا تاركا الأمر تماما للعادلي بل قدم للعادلي ما لديه من معلومات (قدمها بإعتبارها تقدير موقف لمبارك وليس للعادلي مباشرة) .. ولكن مبارك (بعد وفاة حفيده وتقدمه بالسن) كان ترك الكثير من إختصاصاته لنجله فلم يطلع على الأمر بل تركه لنجله.. تصور العادلي أن هذه المعلومات لإحراجه وإظهاره بمظهر الجاهل.. فاترق وقال "أنا شخصيا لدي موعد عائلي مساء 25 يناير ولن اغير الموعد عشان شوية شباب سيس".

ادرك طنطاوي خطورة ما سيحدث ولكنه كان مكبلا فاى تحريك للقوات سيفسر بأنه إنقلاب .. فقرر فى ديسمبر 2010 الا يتحرك الجيش ضد اى متظاهرين. تأكد المشير طبقا للمعلومات ان الشرطة ستسقط (لانها اصبحت تعتمد على الهيبة أكثر من التدريب والكفاء القتالية حسب تعبيره) خصوصا بعد مطالعته لإحصائية عن أمراض صغار ضباط الشرطة تبين أنهم لا يتلقون تدريبات قتالية بعد تخرجهم من كلية الشرطة ما عدا الأمن المركزي فقط وان أقسام الشرطة لن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بسبب طول الإسترخاء وفقدان تعاطف الأهالي.

كانت خطة مؤامرة 25 يناير معروفة ضمن ما يعرف بحروب الجيل الرابع فهى منشورة حتى على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن الإدارة السياسية للبلاد كانت مشلولة التفكير بينما الداخلية منتفخة بالصلف وغرور القوة.

في ذلك الوقت قرر المشير تحويل وزارة الدفاع الى خلية نحل لدراسة الخطط والسيناريوهات بعد سقوط الشرطة .. وكان النموذج الأول للدراسة ما سماه السادات بإنتفاضة الحرامية (احداث 18 و 19 يناير) .. فقد توقع كل قادة الجيش أن الشرطة ستنهار كما إنهارت وقتها و عليهم أن يكونوا مستعدين لحماية البلاد وهو ما حدث بالفعل … واستغرب المصريين من انتشار الجيش فى كل الجمهورية فور انهيار الشرطة وحمايتهم لكل المنشاءات الحيوية.

اسئلة كثيرة مهمة ساحاول ان ارد عليها فى الحلقات القادمة ومنها …. لماذا صمت الجيش عن حقيقة الجاسوس مرسي وإتصالاته وحقيقة تجنيده بامريكا؟ ولماذا صمت الجيش عن تزوير نتائج الإنتخابات الرئاسية فى جولتيها الاولى والثانية؟ .. ولماذا صمت الجيش عند العبث بتوكيلات المواطنين التى قدمها السيد/ عمر سليمان ضمن أوراق ترشحه للرئاسة؟ … لماذا صمت الجيش عن حقيقة الرشاوي بالملايين التى تم دفعها لبعض المسؤولين عن حملة عمرو موسي في اللحظات الأخيرة قبل نهاية المرحلة الأولي من الإنتخابات وأخرجته من السباق الرئاسي عن غير حق؟!! ولماذا صمت الجيش عن حقائب الأموال المهولة التى تسلمها الاخوان من سفارات تركيا وقطر والمانيا قبل وأثناء الإنتخابات.؟ ….لماذا صمت الجيش عن الاقالة المهينة للمشير طنطاوى وعنان … والاهم من ذلك كله ما دور الكاهن الاكبر سيادة المشير طنطاوى فى انقاذ مصر مرتين.

من أجل مصرنا الحبيبة، ومن أجل شباب ثورة 25 يناير، ومن أجل التاريخ ....

نكتفى بهذا الجزء من الملخص ونلتقى قريبا بإذن الله تعالى مع الجزء الثالث من هذا الملخص...

اجمالي القراءات 14916