تعليقا على مقال الدكتور أحمد صبحي (الداعشيون أنت أنت إمامهم )
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

لطفية سعيد في الإثنين ٣٠ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

تعليقا على مقال الدكتور أحمد صبحي : (الداعشيون أنت أنت إمامهم )

الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء وبعد  ....

فموضوع الرزق من الموضوعات الحتمية التي تكفل بها المولى عز وجل، فالرزق  محدد سلفا من قبل الخالق عز وجل ، قليل الرزق وكثيره ، ولكن هذا لا يمنع أن يسعى الإنسان،  وقد حدد رب العزة المغيبات الخمس في : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُغَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)لقمان

إذن فموضوع الرزق من الحتميات أو المغيبات الخمس التي يختص بها الله سبحانه ، أو عند الله كما تقول الآية "‘إن الله عنده " إذا صدقنا وأيقنا انالله عنده الرزق  ..فلماذا يطلب الإنسان الرزق من غيره من البشر، وينسى ان الرزق بيد الله وحده ؟!

ونتذكر معا ما قاله قارون : "إنما أوتيته على علم عندي " كان قارون من قوم موسى لكن تبعية المصالح جعلته يتبع فرعون وبطانته: منهجا ،وأسلوب حياة واختيارا، تمنى بعض الناس أن يكونوا  مثل قارون عندما خرج عليهم في زينته ..لكنهم عند نهاية قارون ماذا قالوا يصف لنا القرآن هذا المشهد البديع :(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (القصص83)

 .

لكن كيف يكون الله سبحانه هو الخالق الرازق ، و تجد تبعية بعض الناس لغيره من البشر ، ومنطقهم يقول إن ما يقومون به من نفاق ومداهنة من أجل لقمة العيش ..فهم عمليا يقولون أن الرزق بيد الرؤساء أو الحكام ...  الخ بيد ان هذه التصرفات من رياء ونفاق لو جاءت من فرد عادي فهي مرفوضة.. لكن الموجع  لو قام بها شيخ أو إمام أو داعية وألبسها رداء الدين ..  !!  وأسبغ عليها من الأحاديث والرويات التي تجعل تصرفاته دينا منزلا!ولنضرب أمثلة : فمن حق ولي الأمر أن يقتل ثلث الرعية حفاظا على الثلثين ! وليس من حق الرعية الخروج على الحاكم إلا إذا لم يصل  ..حتى وإن ارتكب أبشع الجرائم !! ، هكذا يقول الدين الأرضي . هذه النوعية من الدعاة وشيوخ السلطة  في مخالفتهم لآيات  القرآن الواضحة بنصرة الحق والدفاع عن المظلوم هم  يجعلون رزقهم أنهم يكذبون بآيات الله !!  هو يكذب بالتوحيد بأن يجعل الرسول شريكا لله سبحانه يوم الدين بالشفاعة  ويتجاهل قوله تعالى" مالك يوم الدين " !  يحرض على القتل والفساد باسم الدين ! مع أن القرآن يدعو إلى السلام مع المخالف:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)النساء وهو في دفاعه عن الحديث أو الرويات التي تخالف القرآن يجعل رزقه ( وتكسبه من أقواله هذه) أنه يكذب بالآيات وصدق الله العظيم:(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82 الواقعة)

هل الداعية الحقيقي يطلب أجرا مقابل ما يقدمه من إصلاح ، بل وينافق من أجله .. يقول المولى عز وجل  :(وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ )(29)هود

 

وبعد ..ضع في اعتبارك إذا لم تكن تنصر الحق ، فأنت حتما تنصر الباطل ، فليس هناك منطقة وسط بين الحق والباطل :(فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32)يونس

.ودائما صدق الله العظيم..

.

اجمالي القراءات 11781