الصراط المستقيم
* المــذاهب ، على محــكّ القرآن *

عبد الرحمان حواش في الأحد ٢٥ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

*   المــذاهب  ،  على  محــكّ  القرآن   *

 

ــ لولا  قول  الله  تعالى  في ءاية  البقرة 159 - 160 : ( إن الذين يكتمون  ما أنزلنا مـن  البينات  والهدى  من بعد  ما  بيّــناه  للناس  في  الكتاب  أولئك  يلعنهم اللهويلعنهم اللاعنون  إلا  الذين  تابوا  وأصلحوا وبيّــنوا  فأولئك  أتوب  عليهم  وأنا  التواب  الرحيم ) جعلني  الله وإياكم  من التوّابين ، وتاب  علينا جميعا ، إنه هو التواب   الرحيم . ءامين.

ــ من هم الـلاعنون ؟: ( أولئـــك جزاؤهم أن عليهم لعنة الــله والملائكة والناس  أجمعين ). ءال عمران 87  والبقرة 161.

ــ ثم ، طلباً ، لرحمة الله، والفلاح  في الدنيا، وفي الآخرة، يجب علينا وجوباً ، أن نكون من الآمرين بالمعروف، ومن الناهين عن المنكر، -  خاصة - وإلا كنا  من  حزب  الشيطان  الرجيم - لعنه الله- والذي سوف يقودنا إلى  جهنّـم ، وبئس المهاد - لا غير -  والعياذ  بالله.

ــ ما  جاء  -  على الأقل -  في الآيات  التالية :

ــ ( والمؤمنون  والمؤمنات  بعضهم  أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ... أولئك سيرحمهم  الله  إن الله عزيز  حكيم ). التوبة 71.

ــ ( ولتكن منكم أمة  يدعون إلى الخير  ويأمرون  بالمعروف  وينهون عن المنكر و أولئك  هم  المفلحون ) . ءال عمران 104.

ــ ( ... الآمرون بالمعروف  والناهون  عن  المنكر... وبشر  المؤمنين )التوبة 112.

إلى غير ذلك، من الآيات  البينات  في كتاب الله  المبين.

ــ عكس ذلك هو : إتباع  خطوات  الشيطان.

ــ نهانا الله ، سبحانه  وتعالى ،  عن اتباع  خطوات الشيطان، في ءايات  بيّـنات ، منها : ( يأيها الذين ءامنوا  لا  تـتبعوا  خطوات  الشيطان ... فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر  ولولا  فضل الله عليكم  ورحمته ما  زكى  منكم  من أحد  ابداً... ) النور 21.

ــ نلاحــظ : التعبير ، بـ : إتباع  خطوات  الشيطان : حذو  النعل  بالنعل،  واقتفــــاء أثره ...

( ... إنه لكم  عـدوّ  مبين ).

ــ ومن الغريب !أن الله، سبحانه  وتعالى،  لعن  من لا ينهى  عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف ولعن  من يفعل ذلك !سواء أكان شيطاناً، أم  إنسـاً.

ــ (لـُعـن  الذين  كفروا من بني إسراءيل ... ذلك  بما  عصوا  وكانوا  يعتدون  كانوا  لا  يتناهون عن منكر  فعلوه لبيس  ما  كانوا  يفعلون).المائدة 78-79.

ــ لولا ما جاء في تلكم الآيات البينات، من كتاب الله المبين،  لما  تصديت لاستخــلاص ، ولتدبّــر ما جاء  في كتاب الله  المبين،  في  شأن المذاهب !ذلك لأن الموضوع شائك وحسّـاس.

ــ وبخاصة :ما يؤلمنا -  جمبعا – ويؤسفنا !ما يجري، وما  يُـخطـّـط  - ليل نهار-  ومنذ  سنوات وسنوات، باسم دين الله  " الإسلام " في كثير، من بقع  العالم  الإسلامي ، وغير الإسلامي، من فساد، وظلم ، ومناكر !باسم الإسلام !الإسلام المفترى عليه- من قبل  المذاهب ... وما وضعوا  من  سنة وحديث !( كل حزب  بما  لديهم  فرحون ).

ــ إننا نشهد في كل يوم - بل وفي كل لحظة- تردّي  الإسلام،والمسلمين  إلى  الحضيض !وإلى  أسفل  سافلين !ولا  يزالون  كذلك !!...ولـن  يزالوا...

ــ وما الذي وصل إليه العالم الإسلامي، والعالم  المادي، إلا سبـّـبه المسلمون !باسم  دين الله القويم، الذي أنزله، هدى ورحمة للناس كافة، والذي افتري عليه، من قِــبل المذاهب ، وما افتروا من حديث وسنة !على دين الله، وعلى كتابه المبين.

ــ نـرى  تألـّـب المسلمينبعضُـهم على بعض !في بلادهم،  ما  نشهد  من موت ودمار !وفساد، ومنكر !ولا  يزال !بدءًا بتونس ، ومصر ، وليبـيا، واليمن،والسودان، ومالي ، ولبنان، وسوريا،والعراق ، وأفغانستان و... و... وذلك  منذ  سنين !وخاصــة، ما يفعله الفلسطينيون،  بعضهم  للبعض من تقاتـل وتناحر.  فــتـــح ،  وحــماس ( ...بأسهم  بينهم  شديد تحسبهم  جميعا  وقلوبهم  شــتّى...).

ــ فيـــا ليتـــهم !بقي الفساد والظلم، والمنكر، في أوطانهم !وفي دائرتهم !بـــــل نــــقلوه -  بـــغـــياً -  إلى أروبا وءاسيا، وأمريكا، و... و... وحتى إلى إفريقيا !حيث أن بعض الدويلات، عزمت على إبادة المسلمين !وفعلاً  بدأوا  بقتلهم !وتصفيتهم، وبغلق مساجدهم بل وبهدمها، -  خاصة -  إن  كانوا  أقلية -   تلكم الأوطان التي ءاوتهم،  واستضافتهم، وأعطتهم الإقامة، إلى درجة،  أن الإسلام  صـار - جرّاء ذلكم الإيواء- مُــرادفاً للفساد  وللإرهاب ( ...أتهلكنا  بما  فعل  السفهاء  منا...) ??( واتقوا  فتنة  لا  تصيبنّ  الذين  ظلموا  منكم  خاصة واعلموا  أن اللهشديد العقاب  ).الأنفال 25.

ــ عزمَـت تلكم  الدول، على طرد أكثر ما يمكن من المسلمين، من أراضيهم، وقد  بدأت  بعض منها، بغلق مساجدهم، بل وبهدمها -  كما ذكرت - .

ــ وما قضية " الحجاب "إلا إنذارٌ لهم !ووسيلة !إلى درجة، أن ثلث سكان فرنسا  عازمون على إجراءات خاصة، ضدهم ، إلى درجة إلغاء الإقامة لهم، وغلق أبواب العمل  في  وجوههم !Le  Pen )"  اليمين  المتطرف ".

ـ إذن !فسبب  كل  ما  يجري  اليوم !وما جرى  بالأمس !وحتى ما سيجري غـداً !في  بلاد  المسلمين،  وأي  إسلام؟ !وفي أوطان غيرهم ... إنما  سبـبُـه، دين الله"  الإــــلام "المزعوم !والمفترىعليه !وهو الحقيقة !ويا  للأسف !إسلام مشوّه !ومحرّف !ومزيّـف !و... ، من قِيل  أئمة المذاهب ، وما افتروه، وما أضافوا  لدين الله القويم ( ... ملة  إبراهيم  حنيفا ...) ( ... كل  حزب  بما  لديهم  فرحون ). من حديث ، وسنـة   وأباطيل !...

ــ قسّمتُ الموضوع ، إلى عدة أبواب، حتى لا يجد القارئ الكريم،المؤمن  بالله  وبرسوله ( الكتاب المبين، صراط  الله المستقيم ) حتى لا  يجد  تردّداً،  ولا  لبساً !لأن كل ذلك من كتاب اللهالمبين ( ... ونزلنا  عليك الكتاب تبيانا  لكل  شئ  وهدى  ورحمة  وبشرى  للمسلمين ). النحل 89.  ( ... ما فرطنا في  الكتاب من شئ ...).

ــ أسأل الله، الرحمان الرحيم، -  أولاً ، وأخيرا -  لي  ولكم، جميعاً، المغفرة والثواب،  إنه غفور رحيم . ( ... وتحسبونه هيّـناً  وهو عند الله عظيم ).

ــ كما أسألهأن يفتح علـيّ، وعليكم  جميعا  أبواب علمه،ويفتح  قلوبنا  لتدبر كتابه المبين  إنه  سميع  مجيب ءامـــين !. ( أفـلا  يتدبرون القرءان  أم  على  قلوب  أقفالها ). محمد 24.

*  الصــراط  المستقيــــم  *

ــ سمى الله، سبحانه  وتعالى،  دينه  القويم، وكتابه المبين بـ : " الصراط  المستقيم "

ــ ( قل  إنني  هداني  ربي  إلى  صراط  مستقيم دينا  قيّـماً  ملـة  إبراهيم  حنيفا وما  كان  من المشركين ).الأنعام  161.

ــ وجاء  الأمر  صريحاً، باتباع  أبينا إبراهيم ( عليه السلام ) الحنيف، المسلم، في ءايــات كثيرة، منها : النحل 120 و123:

ــ ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك  من المشركين ... وهداه  إلى  صراط مستقيم... ثم أوحينا  إليك  أن  اتبع  ملة  إبراهيم  حنيفا  وما  كان  من المشركين).

ــ سبق أن بيّـنت في موقع : " أهل القرءان " لـ  عبد الرحمان حواش، وفي ثلاثة عشر حلقة تحت عنوان " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه  ليبـيّـن لهم " والموضوع خِضمّ سوف  تنضمّ  إليه، العشرات من الحلقات، إن أطال الله  العمر.

ــ بينت فيها  أن الرسول محمد ( الصلاة  والسلام عليه ) إنما جاء  بلسان قومه، وقومه، هم كل العالم، وكل الآلسنة، وكل الأقوام. وبينت  فيها أن الصراط  المستقيم  نجده،  في بعض تلكم  الألسنة، التي نعرفها أو نسمـع عنهـا -  على الأقل -  بنفس المعنى  وبنفـس الجرس  الصوتي:  Phonétique  .

ــ نجد ، مثلا  في الإنجليزية :  street  بمعنى طريق.

ــ ونجد فيها : straightبمعنى : مستقيم.

ــ ونجد :بالفرنسية  strate  -  يمعنى  طبقة  من  طبقات الأرض. ( جيولوجيا ).

ــ ونجد : في الألمانية : strass  = طريق.

ــ ونجد:في كل من الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية ،  والإسبانية ، والإيطالية:  stratégie  بمعنى  تخطيط ،  تنظيم ، طريقة ...

ــ وفي الإيطالية  strada: طريق.

ــ ونجد: في الأمازيغية :  "  تيصرَطـّ " بمعنى  المنهج،  والسيرة  القويمة.

ــ سمى الله،ذلكم  الصراط  المستقيم ، ووصفه بـ : "  السويّ "( ... فستعلمون من أصحاب الصراط السـويّ ومن اهتدى).طـه 135. (... فاتبعني أهـدك صراطا سويّـا).مريم 43.

ــ كما نعـتـه الله، بـ : "  النـور " في  سورة  إبراهيم 1 : (... لتخرج  الناس من الظلمات إلى النور ... إلى  صراط  العزيز  الحميد ).

ــ وأكثر من ذلكم !أنه سبحانه وتعالى، نعت، وبين بأحسن مثال، الفرق الفارق بين الإستواءعلى الصراط المستقيم، وبين عدمه !وهو الإنكباب على الوجه، كالحمار، وغيره...

( أفمن يمشي مكبّـاً على وجهه  أهدى  أمن يمشي سوياً  على  صراط  مستقيم ).الملك 22.

ــ وضرب الله  لنا مثلا، بين  اتباع  الصراط  السوي وعدم  اتباعه،  في قوله تعالى، العليم  الخبير، في سورة  النحل 76 : ( وضرب  الله  مثلا  رجلين أحدهما أبكم  لا يقدر على  شـــئ 

وهو  كـلّ على  مولاه  أينما  يوجّـهه لا يأت  بخير  هل يستوي هو  من  يأمر  بالعدل  وهو  على صراط  مستقيم ).  

ــ ( ولقد ضربنا  للناس  في  هذا  القرءان  من كل  مثل  لعلهم  يتذكرون ).الزمر 27.

ــ ( ألا  يعلم  من  خلق  وهو  اللطيف  الخبير ).

ــ سمى الله عبادته  بـ: "  الصراط  المستقيم " ( وأن أعبدوني  هذا  صـــراط  مستقيم ).

61 يـس. وما جاء  في  سورة ءال عمران 101 : (... ومن يعتصم بالله  فقد  هدي إلى صراط  مستقيم ).

ــ كما سمى الله " القرءان " كتابه المبين  بالصراط  المستقيم في ءايات  كثيرة  منها:

( وهذا  صراط  ربك  مستقيما  قد  فصلنا  الآيات  لقوم  يذكّرون )126 الأنعام. وما جاء في الآية 153 منها  : ( وأن هذا صراطي  مستقيما  فاتبعوه  ولا تتبعوا  السبل  فتــفرق  بكم  عن سبيله  ذلكم  وصاكم  به  لعلكم  تتقون ).

ــ وجاء عكس اتباع  الصراط  المستقيم  بـ : " الضلال ". ما جاء  في  سورة الأنعام 39  - على الأقل -  ( ... من  يشأ الله  يضلله  ومن يشأ  يجعله على  صراط  مستقيم  ).

ــ جاء طلب الهدايةوالإهتداء  إلى الصراط  المستقيم، في ءايات  كثيرة: منها -  خاصة –

بالنسبة لـلأنبياء  والمرسلين . جاء بالنسبة  لمحمد ( الصلاة  والسلام عليه ) وبالنسبة : لكل  الأنبياء

(عليهم  السلام )، مع  ذكر  بعض منهم :

ــ إبراهيم ( عليه السلام )، سبق ذكره أعلاه في الآيات: 102 إلى 123  من سورة  النحل .

ــ كل الأنبياء: (عليهم السلام ) ( وتلك حجتنا ...  ووهبنا له ... وهديناهم  إلى صراط  مستقيم ) 83 -87 . الأنعام ، إلى  غير  ذلك ...

ــ محمد ( الصلاة والسلام عليه ) ( ... وإنك  لتهدي  إلى  صراط  مستقيم ).الشـورى 52.

( إنك لمن المرسلين على صراط  مستقيم ) يس4.(... فاستمسك  بالذي  أوحي  إليك إنك على صراط  مستقيم )الزخرف 43. ( ... ويهديك  صراطا  مستقيما ).الفتح 2  إلى غير ذلك .

ــ موسى وهارون ( عليهما  السلام ) : ( وهديناهما الصراط  المستقيم ).الصافات 118.

ــ عيسـى (عليه السلام ): ( إن الله  ربـي  وربكم  فاعبدوه  هذا  صراط  مستقيم ) ءال عمران 51. وما جاء  في سورة الزخرف 64 ، وفي سورة مريم 36، إلى  غير ذلك ...

ــ الصــراط  المستقيم : يؤدّي -  حتما -  إلى الله  في  ءايات  كثيرة ، منها :

ــ (... ويهديهم  إليه  صراطا  مستقيما ).النساء  175.

ــ صراط  الحميد : الآية 24  من سورة  الحج . ( ... وهدوا  إلى  صراط  الحميد ).

ــ  صراط  العزيز  الحميد :  الآية 1 من سورة  إبراهيم . وما جاء  في  سورة  سبأ 6. 

ــ جاء تأسيا  بالله : ( ... إن ربـّي  على  صراط  مستقيم ).  هود 56.

ــ ( صراط  اللهالذي ...) الشورى 53.

ــ وأخيرا ، بعد  سرد، وتذكير، لِما  أمر الله  سبحانه وتعالى ، عباده  المخلصين،  وجميع  الأنبياء  والرسل، بالإهتداء  إلى  صراط  الله  المستقيم، الذي يؤدي - لا محالة

إليه، سبحانه  وتعالى.

ــ نبّـهنا، وذكـّـرنا، العليم  الخبير، أن الشيطان الملعون ءال على اللهأنه:سيقعد  لهم،  ذلكم الصــــــراط  المستقيم.  ( قال  فيما  أغويتني  لأقعدن  لهم  صراطك  المستقيم ). وأكثر من           ذلك : ( ثم  لأتيــنّــهم من بين أيديهم  ومن  خلفهم  وعن  أيمانهم  وعن  شمائلهم  ولا  تجد  أكثرهم  شاكرين ).16-17  الأعراف .

ــ ( قال  فبعزتك  لأغوينّـّهم  أجمعين  إلا  عبادك  منهم المخلصين ...) 82-85 ص. 

ــ فالله سبحانه وتعالى العزيز الحكيم،هـــو الـــذي يهــــدي إلى الصراط  المـــستقيم : ( ...يهدي  من  يشاء  إلى  صراط  مستقيم ) البقرة 142.  وما جاء  في  سورة  النور46ويونس 25. وفي غيرذلك...

ــ ملاحــظة : سبق  أن ذكرتها وهي أن قوله : " ... مـن  يشاء... " هنا، وفي  كثير من الآيات غيرها، يقصد الله  سبحانه  وتعالى:  مشيئة  العبد (الإنسان) إن شاء هـو، الهداية  أو  شــاءالضـلال  فإن اللهيهديه ،  وإن  تعنـّــت  وشاء  الضلالة !  فإن الله  يُـضلـّـه. ( إن  الله  لا يظلم  الناس شيئا  ولكن  الناس  أنفسهم  يظلمون).

ــ جاء  بيان ذلك  في  ءايات  كثيرة  منها :

ــ ( قل  يأيها  الناس  قد  جاءكم  الحق  من ربكم  فمن  اهتدى  فإنما  يهتدي  لنفسه  ومن  ضـل  فإنما  يضل  عليها  وما  أنا  عليكم  بوكيل )يونس 108.

 

*  ديــنا  قــيّــمــاً   *

ــ وصف الله، دينه الذي ارتضى لعباده، بـ :  " القــيّــم " الدين السديد، الذي لم تُشِبه  أيدي، ولا أحلام المفترين على الله، وعلى رسوله، محمد (الصلاة  والسلام  عليه ) والكتاب  المنزّل من لدنـه :

ــ الدين القيّـم  الذي لا عوج  فيه: الصراط  المستقيم .

ــ ما جاءعلى لسان رسوله  محمد (  الصلاة  والسلام  عليه ) ءاخر النبيئين،  وما  جاء  - قبلا -  على لسان الأنبياء ( عليهم  السلام ) إلى أقوامهم .

ــ جاء  التعبير  بـ : قيّـم ، وقويــم ، وقيّـماً ... جاء ذلك ، في ءايات  كثيرة ، منها :

ــ ( فأقم وجهك  للدين  القيم  من قبل  أن  يأتي  يوم ...  يومئذ يصدّعـون ).الروم 43.

ــ نلاحــظ: -  يومئذ  يصـدّعون -  يوم  ينفصِـم المتبوع من التابع، يوم ينفكّـون،  وتنقطع  صلاتهم  ( ... ورأوا  العذاب  وتقطعت  بهم  الأسباب )... ( ... فاعتبروا  يا  أولي  الأبصار ).  ( إن هذا القرءان  يهدي  للتي  هي  أقوم ...)الإسراء 9.

ــ خاصة ــ  ما  جاء  من  نسبة  هذا الدين، إلى  إبراهيم ( عليه السلام ) حنيفا مسلما، ولم  يك من المشركين. ( إن إبراهيم  كان أمـة  قانتا لله حنيفا ولم  يك  من  المشركين ...  وهداه  إلى  صراك  مستقيم ). النحل 120-121.

ــ جاء في كتاب الله: أن إبراهيم  كان  حنيفا  ولم  يك من المشركين !جاء ذلك  تأكيــداً  - في الكتــــــاب المبين- حوالي ست مرات !وهذا الشرك بينه اللهفي ءاية 30-32من سورة الروم، حذرنا اللهفيها  أن  نكون من المشركين، كما سيأتينا . ( ولا  تكونوا من المشركين من الذينفرقوا  دينهم  وكانوا  شيعاً  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون ).

ــ أمرنا أن نكون  حنفاء  لله  غير  مشركين به  بـ : (  أئمــة  المذاهب ) . وما جاء  في  سورة  الحج 31 : (  حنفاء  لله غير  مشركين  به ...) .

ــ ( وأن أقم  وجهك  للدين  حنيفاً  ولا  تكونــن من المشركين ).يونس 105.

ــ الحنفــية : مـلة  إبراهيم  (... ذلكالدين القـيم ...) . جاء ذلك  في  ءايات  كثيرة،  من كتاب اللهالمبينمنها : الأنعام 161 -  التوبة 36-  يونس 105- يوسف 40 – الروم 30 و40.

ــ وجاء  الكتاب   قيـّماً ، لا عوج  فيه .

ــ ( ... أنزل  على  عبده  الكتاب  ولم  يجعل  له  عوجاً  قيّــماً ...).الكهف 1-2.

ــ وجاء  في  سورة  البـيّـنة : ( ... فيها  كتب  قيمة ...وذلك  دين  القـيّــمة).3-5.

 

*  التفـــرقــة في الديــن   *

ــ نهانا الله في ءايات بيّــنات، كثيرة، من كتابه  المبين، أن لا  نتفرق  في  الدين.

ــ بدأت التفرقة في دين الله، وفي عهد  رسوله ( الصلاة والسلام عليه) في المسجد  الذي بُــني حول المدينة ( ... مسجداً  ضرارا وكفراً  وتفريقا  بين  المؤمنين ...).التوبة 107-110.

ــ أمره الله سبحانه وتعالى ، أن  لا يقوم  فيه أبداً ( ...لمسجــدٌ  أسس  على  التقوى من أول يوم  أحق  أن  تقوم  فيه ...) . ( أفمن أسّس  بنيانه على تقوى من الله ورضوان  خير  أمـن  أسس بنيانه  على  شفا  جرف  هار  فانهار  به  في  نار  جهنم ...).

ــ أمرنا الله  سبحانه  وتعالى  بالإعتصام  بدينه، وعدم  التفرقة فيه، وذلك  في الآية البيّــنة، من سورة ءال عمران 102، 103. ( يأيها  الذين ءامنوا اتقوا  الله  حق  تقاته... واعتصموا بحبل الله  جميعاً  ولا  تفرّقوا ...).

ــ ثم ينذرنا - بعد ذلك -  أن لا نختلفوأن لا نتفــرّق !( ولتكن منكم  أمة ... ولا  تكونوا كالذين  تفرقوا واختلفوا  من  بعد  ما جاءهم  البينات  وأولئك  لهم  عذاب  عظيم ).

والعياذ  بالله  من  ذلك !

ــ ( إن الذين  فرقوا  دينهم  وكانوا  شيعا  لست  منهم  في  شئ ...) .الأنعام 15

ــ والأهم في  كل  ذلك، أن الله  العليم  الخبير نعتهم  بالمشركين  في  ســورة الروم 30-32. ونهانا أن نكون منهم : ( فأقم وجهك  للدّين حنيفا ... ذلك  الدين القيم ...ولا  تكونوا  من المشركين من الذين  فرقوا  دينهم  وكانوا  شيعا  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون ).

ــ حقيقـة !إن كل حزب  ( مذهب ) يدّعي على أنه:  الحــق !وأنه "  الفرقة  الناجيـــة !

وأكبر من ذلك !أنه  يلعن، ويكفّـر  غيره من الأحزاب ( من المذاهب ) ويحكم  باستباحة،  دم، ومال الآخر( من المذاهب ) ولا تجوز  الصلاة  وراءه !بل  ويستبيح  نساءه !ويحكم  حتى بهدم مسجده !إلى غير ذلك ... باسم  الدين " القـيم "  الخالص، وذلك ما  يجري  اليوم  في  " البلاد الخراب!ويا  لـلأسف !!

ــ (يخربون  بيوتهم  بأيديهم  وأيدي المؤمنين فاعتبروا  يا أولي  الأبصار ).

ــ( فمـــن أظلم ممن كذب على الله وكـذ ّّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى  للكافرين ).الزمر 32.

ــ ( وما  تفرقوا  إلا من بعد ما  جاءهم  العلم  بغيا  بينهم  ولولا  كلمة  سبقت  من ربك إلى أجل مسمى لقضي  بينهم ...).الشورى 14.

ــ الخلاصــة : أنه لا  تقوى، ولا  دين،  إلا  باتباع  ما  أنزل  الله  الحكيم  العليم:  رحمة ً( لا  خرباً ) بين  المؤمنين .  ما جاء  في  سورة  الأنعام 153:

ــ ( وأن هذا  صراطي  مستقيما  فاتبعوه ولا  تتبعـوا  السبل  فتفــرق  بكم  عن  سبيلــه  ذلكم وصاكم  به لعلكم  تـتقون ).

ــ الصراط  المستقيم :  الديـن  الخالص .

ــ السّــبل : المذاهب. ( أم  لهم  شركاء  شرعوا لهم  من الدين  ما  لم  يأذن  بـه  الله ...).

الشورى 21.

ــ سبيــلـَه : ( شرع لكم من الدّين ما وصى به  نوحاً والذي  أوحينا  إليكأن أقيموا  الدين ولا  تـتفرقوا  فيه... وماتفرقوا إلا  من  بعد  ما جاءهم  العلم  بغياً  بينهم ...)الشورى 13-14.

 

* الذيــن  اتّـُـبـِـعوا   *

ــ فيوم القيامة  يتبرأ الذين اتُّــبِعوا من الذين  اتـّـبـَعوا. ( ... ورأوا العذاب  وتقطعت  بهم  الأسباب ).

ــ الذين اتـّـُـبعوا، هم  أئمة  المذاهب ، ومن يفتي  بغير ما أنزل الله من أتباعهم.

ــ والذين  اتـّـبعواهم  المتمذهبون بهم ، من أتباعهم .

ــ يقول لنا اللهسبحانه  وتعالى، في هذا الشأن ، أنهما  في  النار جميعا. ( إذ  تبرأ  الذين اتـّـبعوا من الذين اتـّـبعوا  ورأوا  العذاب  وتقطـّــعت  بهم  الأسباب). 166 البقرة.

ــ ( يا  ويلتى  ليتني  لم  أتخذ  فلانا  خليلا  لقد  أضلـّـني عن الذكر  بعد  إذ  جاءني وكان الشيطان  للإنسان  خذولا ). الفرقان 28-29.

ــ ( ... من قبل أن يأتي يوم  لا  بيع  فيه ولا  خلـة ولا  شفاعة ...).البقرة 254. وما جاء  في  سورة  الزخرف : 67،  وغيرها من الآيات  البيّــنات.

ــ ومعنى  "  الخليـل "في كتاب الله  المبين يبينه  بالنسبة  لأئمة  المذاهب  ما  جاء  في  سورة الإسراء 73: ( وإن كادوا ليـُـفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتـفتري  علينا  غيره  وإذاً  لاتخذوك  خليــلا ).

ــ ألا يكفينا  مـــا  جاء  في  الموضوع، في كتاب الله المبين،في  سورة  الأعراف 37-39: ( ... حتى  إذا  جاءتهم  رسلنا  يتوفونهم  قالوا  أين ما  كنتم  تدعون  من دون الله  قالوا  ضلوا عنا ... قال  ادخلوا...  في  النار  كلما دخلت أمة  لعنت  أختها ختى  إذا ادّاركوا فيها جميعاً قالت  أخراهم  لأوليـهم  ربّـنا هؤلاء  أضلونا  فـئاتهم  عذاباً  ضعفاً  من  النار  قال  لــكل  ضعف  ولكن  لا  تعلمون ...). لــنـتـبصّــر !: (... لكل ضعف ...).

ــ في الإتباع ، جاءت  ءايات  كثيرة ،  في  أن  ما  جاء به  أئمة  المذاهب، هو ما  أسخط  الله، وهو الباطل ونعتهم  بالكفــار. وأن ما  جاء  به  كتاب الله المبين: هو الحق  من  لدن العليم  الخبير.         ــ ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعواالباطل وأن الذين ءامنوا اتبعوا الحــق  من ربهم كذلك يضرب  الله  للناس  أمثالهم ).محمد 3.

ــ ( ذلك بأنهم  اتبعوا ما أسخط  الله  وكرهوا  رضوانه  فأحبط  أعمالهم ).محمد 28.

ــ ( ...  قل  إنما أتبع  ما يوحى  إلـيّ  من ربي  هذا  بصائر من ربكم  وهدى  ورحمة  لقوم  يومنون ).الأعراف 203. ( ...إن  أتبع  إلا ما  يوحي  إلــيّ ربـي... ).يونس15. وما جاء  في  سورة الأنعام 50.

ــ يجب اتباع هدى الله. أما غير هداه،  فضــلالة. (... فمن اتبع  هداي  فلا  خوف  عليهم  ولا  هـــم  يحــــزنون ).البقرة 38. ( ... فمن اتبع  هـداي  فلا  يضل  ولا  يشقى ).123 طـه.

( وهذا كتاب أنزلناه  مبارك فاتبعوه  واتقوا  لعلكم  ترحمون ).155 الأنعام.

ــ ( أفمن كان على بيّــنة من ربه كمن  زيـّــن  له  سوء عمله واتبعوا أهواءهم ).محمد 14.

ــ (... أولئك  الذين  طبع  الله  على  قلوبهم  واتبعوا  أهواءهم  والذين اهتدوا زادهم  هدى  وءاتاهم  تقواهم ). 16-17 محمد.

ــ وأخيــراً: نهانا  الله  العليم  الخبير،أن  نتبع خطوات  الشيطان، في ءايات  كثيرة، منهــا:

( يأيها الذين ءامنوا  لا  تتبعوا  خطوات  الشيطان  ومن يتبع  خطوات  الشيطان  فإنه  يأمر بالفحشاء  والمنكر ...).النور 21. (... لمـن تبعـك  منهم  لأملأن  جهنم منكم أجمعين ).

الأعراف 18 . وما جاء في سورة الإسراء 63 ( ... فمنتبعك  منهم فإن جهنم  جزاؤكم  جزاء  موفوراً). وما جاء  في  سورة ص 85. التابع  والمتبوع  في  النار، سيان !

( ... وإن  يدعون  إلا  شيطاناً  مريداً  لعنه  الله  وقال ...  ولأضلنهم ... ومن يتخذ  الشيطان وليّـا من دون الله  فقد  خسر  خسرانا مبينا يعدُهم  ويمنّـيهم ...  أولئك  مأواهم  جهنم ...)117-121- النساء .

ــ وصدق الله العظيم :( ولقد  صدق عليهم  إبليس  ظنـّـه  فاتبعوه  إلا  فريقا  من  المؤمنين ).سبأ 20.

ــ والخلاصــة، أخيرًا هي :  اتباع  الذكر -  لا غير -  ( إنما تنذر من  اتبع  الذكر  وخشي  الرحمان  بالغيب  فبشره  بمغفرة  وأجر كريم ).يس 11.

 

* الأحـــزاب *

ــ سمى الله ، العليم  الخبير ،  المذاهب  "  بالحزب "  وبــ: " الأحزاب ".

ــ بعد أن نعتهم  بــ: "  الشرك "  " سماهم  " بــ: "  حــزب  " . جاء  ذلك -  صراحة -  في قوله تعالى، في سورة الروم 30-32.  ( فأقم وجهك للدين حنيفا ... ذلك الدين القيّــم... ولا  تكونوا من المشركين من الذين  فـرّقــوا  دينهم  وكانوا شيعاً  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون ).

ــ هذه  حقيقة  كلـّــنا  يعلمها، حقّ  العلم ، فكلنا نعتبر أن الحزب  ( المذهب ) الذي نحن عليه، ونقول به، ونتبعه، هو الأصــحّ  في  تعاليمه  ونســبُّ  غيره، بل  ونلعنـُهم  ونكفّرهم. !

ولا  نصلي -  أبــــدا -  ً  وراءهم !  

ــ ( وأن هذه أمتكم أمـة واحدة  وأنا ربكم  فاتقون  فتقطعوا  أمرهم  بينهم  زُبـُــراً كل حزب  بما  لديهم  فرحون  فذرهم  في  غمرتهم  حتى  حيـن ).المؤمنون 52-54.

ــ سمـى  الله الدين بــ:  القيّـم، وبــ : الدين الخالـص   وبــ : حزب  الله ، نسبة ً  إليه.

ــ جاء  ذلك في ءايات  كثيرة  منها : ( ومن يتولّ  الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله

هـم  الغالبون ).المائدة 56.

ــ (... أولئك حزب الله ألا إن حزب الله  هـم  المفلحون ). المجادلة 22.

ــ نلاحــظ : أنه وصفهم -  سبحانه وتعالى -  بأنهم (... هم الغالبون ) ، وأنهم  ( ...هم  المفلحون ).

ــ كما سمـىالأحزاب التي  أشركت بالله وتفرقت ،  باسم  الدين الحنيف ،  سماها اللهالعليم الخبير بــ:  حزب  الشيطان !لأنه هو الذي أضلهم وأغواهم  وأملـى لهم  ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم  وأملى  لهم ).محمد 25.

ــ ( استحوذ  عليهم  الشيطان  فأنساهم  ذكر الله أولئك حزب الشيطان  ألا  إن حزب  الشيطان هم الخاسرون ).المجادلة 19.

ــ ( إن الشيطان  لكم عدو  فاتخذوه عـدوًا  إنما  يدعو  حزبه  ليكونوا  من أصحــاب  السعير ) .فاطر 6.

ــ أخبرنا الله  العلي  الحكيم-  في  كتابه  المبين -  أن أهل الكتاب كانوا -  كذلك -  أحزابا ولا يزالون !

ــ ( والذين ءاتيناهم الكتاب يفرحون  بما أنزل  إليك  ومن الأحزاب من ينكر بعضه ...).

ــ ( ... هذا صراط  مستقيم  فاختلفالأحزاب  من بينهم  فويل للذين  ظلموا من عذاب  يوم  أليم).الزخرف 64-65. وما جاء  في  سورة  مريم37.

 

* الإختـــــلاف  في  الدين *

ــ أوحى لنا الشيطان (... الشيطان سـوّل لهم  وأملــى  لهم )، أن الإختلاف  في  الدين رحمة، في قولهم : " اختلاف العلماء  رحمة ". وأي رحــمــة ؟ بل هو نـــقمــة  على الدّيـن، وعلى الذين اختلفوا  فيه. هل وجد هؤلاء،  وأولئك،  في كتاب الله  المبين  اختلافاً ؟  أو وجدوا في  دين  الله الخالصاختلافاً ؟ حتى يختلفوا  في  أمره  وحكمه ؟ !  ويختلفوا  في  ما  شرع  الله  لهم ؟

ــ ( أفلا  يتدبرون القرءان ولو كان من غند غير الله لوجدوا  فيه اختلافا  كثيراً)النساء 82.

ــ بيّــن الله لنا، في كتابه المبين، أن هذا الإختلاف (اختلاف المذاهب  بعضها عن بعــض)

إنما هو: بغــيٌ  بينهم !-  لا  رحمـةً !                                                               

ــ جاء ذلك ،  في مواضيع  كثيرة، منها ما جاء في سورة البقرة 213:

ــ ( كان الناس أمة واحدة  فبعث  الله  البيئين  مبشرين  ومنذرين  وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم  بين الناس فيما  اختلفوا  فيه وما اختلف  فيه  إلا  الذين  أوتوه  من بعد  ما  جاءتهم  البينات  بغيا بينهم... والله يهدي من يشاء  إلى  صراط  مستقيم ).

ــ ( ... والله  يهدي  من يشاء ...) من يشاء  الهداية من عباده ؟ وسعى لها سعيها، يهديه  الله،  ويُــتمّ  نعمته  عليه.  جعلني اللهوإياكم ،- الرءوف  الرحيم -  منهم  ءامين !. وما جاء في سورة الجاثية 17:

ــ ( وءاتيناهم  بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم  بغيا بينهم  إن  ربـك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا  فيه يختلفون). وكذا أهل الكتاب إنما كان اختلافهم في دين الله  بغيا  بينهم : (... وما اختلف الذين أوتوا  الكتاب  إلا  من  بعد  ما  جاءهم  العلم  بغيا  بينهم ...) 19 ءال عمران.

ــ وهــذا  الإختلاف ،  من سنة اللهومن إرادته  ومشيئتـه، العليم  الخبير، في  عــــبـــاده.

ــ ( ولو شاء ربك  لجعل  الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين... ولذلك  خلقهم وتمت كلمة ربكلأملأن جهنم من الجِـنة والناس أجمعين)هود 119.  وما جاء في سورة يونس 19.

ــ نهانا الله،تبارك وتعالى، العليم الخبير،عن الإختلاف في دينه القويم، والتفرقة  فيـــــه،

-  على الأقل -  بقوله : ( ولا  تكونوا كالذينتفرقوا  واختلفوا من بعد ما جاءهم  البيّــنات  وأولئك لهم  عذاب  عظيم ).ءال عمران 105.

ــ ( ذلك بأن الله  نزّل الكتاب بالحق وإنالذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ).176 البقرة.

ــ وما جاء  في  القرءانبالنسبة لإختلاف  بني إسراءيل،  وموسى (عليه السلام ).

ــ ( ... فما  اختلفوا  حتى  جاءهم  العلم ...).يونس 93.

ــ ( ولقد ءاتينا موسى الكتاب  فاخـتـُلف  فيه ...) هود 110. وما جاء في سورةفصلت 45.

ــ أرشدالله العليم الخبير،  بني  إسراءيل أن القرءان، فيه تصحيح لما كانوا  فيه  يختلفون:( إن هذا القرءان  يقص على بني  إسرائيل  أكثر الذي هـم  فيه  يختلفون )النمل 76.

ــ وأخيرا،ً فإن الله  يحكم بينهم  يوم  القيامة،  فيما  كانوا  فيه  يختلفون. جاء ذلك في ءايات كثيرة، نشير إلى  بعض  منها :

ــ جاء، ( ... فإلى الله مرجعكم جميعا فينبّــئكم  بما  كنتم  فيه  تختلفونإلى غير ذلك  من التعابير ( يقضي – يحكم – يبيـن – يفصل ... ) جاء ذلك  حوالي 15 مرة في كتاب الله  المبين.

 

* السبــل  والطرائــق *  

ــ أمرنا الله العليم الخبير،أن لا نتبع في دينه، سُـبُــلاً، وطرائق، غيرسبيله،  وطريقه المستقيم. إنما أمرنا أن نتّــبع الدين الخالص، الذي فرضه على عباده، حتى لا يضلــّـــــوا،ولا يحيدوا عن النهج القويم، وعن الطريق المستقيم.

ــ ( قل  هذه  سبيلي  أدعوا  إلى الله  على بصيرة  أنا  ومــن  إتبعني  وسبحان الله وما أنا من  المشركين ).108 يوسف.

ــ (وأن  هذه  صراطي  مستقيما فاتبعوه  ولا  تتبعوا السبل  فتفرق  بكم عن سبيلــه ذلكم  وصاكم  به  لعلكم  تتقون ).الأنعام 153.

ــ هــذه الآيةالتي هي من أمّهات الكتاب  المبين،  وأس الهـُـدَى، تكفي لأن نتجنّـب  التفرقة، واتباع  الســبل ( المذاهب )  ( ...فتفــرق  بكم  عن  سبيله ...).

ــ والأدهــى والأمـرأن الله،  سبحانه  وتعـــالى، بـيّــــن  لنـــا،  فـــي  هــذه  الآية  أن: لا  تقوى-  ولا إيمان، ولا طاعة  لله العلي العظيم ، إلا  باتباع  الصراط  المستقيم  الذي بيّــنه  لنا،  في  كتابه  المبين، وذلك بقوله : ( ... ذلكم  وصاكم  به لعلكم  تتقون ).

ــ مفهوم  المخالفة،في هذه الآية  البينـة:  أن  لا  تــــقوىأبـــداً -  عن  طريق  السبل  وما  هي  إلا  المذاهب  ( ... ذلكم  وصاكم  به  لعلكم  تتقون).

ــ نهى الله أهل الكتاب  من قبلنا، أن لا  يغلوا  في  دينهم، وأن لا  يتبعوا  مــــن  ضل  عن سبيله .

( قل يا أهل الكتاب لا  تغلوا في  دينكم غير الحق ولا  تتبعوا  أهواء  قوم  قد  ضلـوا من  قبل  وأضلوا كثيراً  وضلوا  عن  سواء السبيل ).المائدة 77.

ــ وأنذرنا ، سبحانه  وتعالى ،أن لا نتبع  غير سبيل  المؤمنين وهو ( الصراط  المستقيم ) ذلك الذي جعله الله  قواماً،  لدينه  القيّــم،  والقويم.  فــي  قوله،  في  سورة  النساء 115:  ( ومن يشاقـق  الرسول من بعد ما  تبيّــن له  الهدى  ويتّــبع  غير سبيل  المؤمنين  نولـّــه ما  تولى  ونصله  جهنم  وساءت  مصيراً).

ــ وجاء  السبيل  في القرءان بالجمع  " السّبُــل " لأن  السبل : (  المذاهب ) كثيرة، وكثيرة ... - كما نعلم – .

ــ جاء  ذلك -  على  الأقل -  في  ءاية  الأنعام 153 التي تقدم  ذكرها.

ــ وجاء  السبيل : بنعت ءاخر وهو:  الطريق، والطريقة، والطرائق، في قوله  سبحانه  وتعالى :  ( ... إنا سمعنا  كتاباُ ... يهدي  إلى  الحـق  وإلى  طريق  مستقيم ).الأحقاف 30. ( وأن  لو  استقاموا  على  الطريقة  لأسقيناهم  ماء  غدقا ). الجن 16.

ــ وجاء التعبير بـ :" الطريق  المستقيم  " وبـ :  "  الطرائــق "في دين الله  القويم  على لسان الجن ، حين حضروا لإستماع  القرءان الذي ( ... يهدي  إلى الحق وإلىطريق  مستقيم ).الأحقاف 30.  فقالــوا :

ــ ( وإنا  منا الصالحون ومنا  دون ذلك  كنا  طرائق قــدداً ).الجن 11.

ــ إن الله الرؤوف الرحيم، والعليم الخبير،  ما  كان ليهدينا ،  إلا  لطريقته  المثلى،

وإلا  لطريقه المستقيم . إلا  إذا  تعنتنا  -  نحن -  واهتدينا  إلى طريق جهنم (التـّورية). 

جاء ذلك في قوله تعالى، في سورة النساء 169. ( ... لم يكن الله ليغفر  لهم  ولا  ليهديهم طريقا إلا طريق  جهنم  خالدين فيها أبداُ... ) ( الله يستهزئ  بهم  ويمدّهم  في  طغيانهم  يعمهون  أولئك  الذين  اشتروا  الضلا لة  بالهدى...).البقرة 15-16.

ــ نعت الله،العليم الخبير، السبيل القويم،  والطريق المستقيم، بــ : "غير ذي عوج "

في ءايات كثيرة، منها :

ــ ( الحمد  لله  الذي  أنـــزل على  عبده  الكتاب  ولم  يجعل  له  عوجا  قيّـما  لينذر ...)

الكهف 2. ــ وما جاء  في  سورة  الأعراف 45 : ( الذين  يصدون  عن سبيل  الله  ويبغونها عوجاً). وإبراهيم 3.

ــ ( الذين  يصدّون عن سبيل الله  ويبغونها عوجًا  وهم يالآخرة  هم  كافرون).هود 19.

ــ جاء  ذلكم  التعبير  بـ: ( ... يبغونها  عوجا ...). يبغونها  تعنـّـتا،  وبصفة إراديـــة.

ــ ( الذين يصدون عن سبيل الله  ويبغونها  عوجا  وهم  بالآخرة  كافرون ). جاء هذا التعبير في كتاب الله  المبين،  مرات  عــدّة.

ــ كما  نعت  السبيل بــ : " الغــيّ " ونعت  الذين  يضلون المؤمنين بـ : الغاوين  :

( ... وإن  يروا سبيل  الرشد  لا  يتخذوه  سبيلا  وإن  يرواسبيل  الغــيّ  يتخذوه سبيلا  ذلك  بأنهم كذبوا  بئاياتنا  وكانوا  عنها  غافلين). الأعراف 146. وغيرها  من الآيات ...

 

* الآباء ،  والسادة ،  والكبــراء . *

ــ إن الذي غـرّنا في ديننا، وفي عدم اتباع الدّين القويم، وصراط الله  المستقيم،إنما هو : ما ألفينا عليه ءاباءنا.

ــ جاء الأمر  صريحا،في القرءان بعدم  اتّـباعهم،  وذلك  -  على الأقل -  ما جاء  في سورة التوبة23:

ــ ( يـأيها الذين ءامنوا  لا  تتخذوا  ءاباءكم  وإخوانكم  أولياءإن استحبوا الكفر  على الإيمان ومن يتولـّـهم  منكم  فأولئك هم  الظالمون ). وجاء، أن  الشيطان  يدعوهم  إلى  عذاب  السعير !لقمان 21.

ــ ( وإذا قيل  لهم  إتبعوا ما أنزل الله  قالوا  بل  نتبع ما ألفينا  عليه ءاباءنا  أو لو  كان ءاباؤهملا  يعلمون شيئا  ولا  يهتدون ).ما جاء  في  سورة  البقرة .170

ــ ويقولون:إنا على ءاثارهم  مهتدون، ومقتدون : ( إنهم ألفــوا  ءاباءهم  ضالين  فهم على ءاثارهم  يُــهـرَعون ).الصافات 69. وما جاء  في  سورة لقمان21، والمائدة 104، والزخرف 22 و 23 : ( ... كذلك قال  الذين  من قبلهم مثل  قولهم  تشابهت  قلوبـــهم ...)البقرة 118.

ــ وكذلك ما جاء  بالنسبة  لطاعة  السادة  والكبراء ( وما هم  إلا  أئمة  المذاهــب

جاء  ذلك ، في قوله تعالى ، في سورة الأحزاب 65-68.

ــ ( ... خالدين فيها  ابداً ... يوم  تقلـّـبُ وجوههم  في  النار  يقولون  ياليتنا  أطعنا  الله  وأطعناالرسولا وقالوا  ربنا  إنا  أطعنا  سادتنا  وكبراءنا  فأضلونا  السبيلا  ربنا  ءاتهم  ضعفين من العذاب  وألعنهم  لعنا  كثيرا ) .

ــ وكذلك ما جاء  بالنسبة  لبــني  إسراءيل  في  اتباع  أحبارهم،  ورهبانهم ، في سورة التوبة31:( إتخذوا  أحبارهم  ورهبانهم  أربابًا من دون الله ... وما أمروا  إلا  ليعبدوا  إلاها  واحداً  لا  إله  إلا  هو  سبحانه  عمّـا  يشركون).

                                                                                              

* الأوليـــــاء *

ــ كذلك  سمّـى  الله، العليم الحكيم،الذين  اتـُّـبعوا( أئمة المذاهب ) بالأولياء من دون الله في ءايات كثيرة، من كتاب الله  المبين، نهانا فيها عن اتباعهم ، في عبادته.

ــ جاء الأمر صريحا،في كتابه المبين، وبـئاياته البينات ، بعدم  اتباع  الأولياء !وذلك في قوله تعالى ، في  سورة  الأعراف 3 :

ــ ( اتبعوا  ما  أنزل  إليكم من ر بكم ولا  تتبعوا  من دونه  أولياء  قليلا ما  تذكـّـرون ).

ــ ( يـأيها الذين ءامنوا لا  تتخذوا  ءاباءكم  وإخوانكم أولياء  إن استحبوا  الكفر  على الإيمان ومن يتولهــم  منكم  فأولئك  هم  الظالمون ).التوبة 23.

ــ ( ولو كانوا يؤمنون بالله  والنبئ وما أنزل إليه ما  اتخذوهم أولياء  ولكن  كثيرا  منهم  فاسقون ).المائدة 81. ( ... إنما  وليكم  الله ورسوله ...) . المائدة 55.

ــ ( أم اتخذوا  من  دونه  أولياء  فالله  هو  الولي ...).الشورى 9.

ــ ( ومن يتـولّ الله  ورسوله  والذين  ءامنوا  فإن  حزب الله  هم  الغالبون ).56 المائدة،

وما جاء في الآية 57بعدها.

ــ( ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءانتم أضللتم  عبادي  هؤلاء  أم  هم  ضلوا السبيلا ...).الفرقان 17-18.

ــ ( ... وإن الظالمين بعضهم  أولياء بعض  والله  ولي  المتقين ).الجاثية 19.

ــ ( من ورائهم  جهنم  ولا  يغني  عنهم ما  كسبوا  شيئا  ولا  ما  اتخذوا  من  دون الله  أولياء ولهم  عذاب عظيم ). الجاثية 10.  ( إنْ  أولياؤه  إلا  المتقون... ).الأنفال 34.

ــ الخلاصـــة:

ــ (أم لهم شركاء  شرعوا  لهم  من الدين ما  لم  يأذن  به الله  ولولا  كلمة  الفصل  لقضي بينهم  وإن الظالمين لهم عذاب  أليم ).الشورى 21.

ــ( ... إلا  إبليس ...  ففسق  عن  أمر  ربه أفتتخذونه  وذريته أولياء  من دوني  وهم لكم عدو  بئس  للظالمين  بدلاً ).50  الكهف.

ــ ( يا  بني ءادم  لا يفتنــنكم  الشيطان  كما أخرج  أبويكم من الجنة... إنا جعلنا الشياطين أولياء  للذين  لا  يومنون ).الأعراف 27.

ــ وخلاصــة الخلاصـــة :

ــ ( مثل  الذين  اتخذوا  من  دون  اللهأولياء  كمثل  العنكبوت  اتخذت  بيتاً وإن أوهن البيوت  لبيت  العنكبوت  لو  كانوا  يعلمون ).العنكبوت 41.

ــ حقـّـاً: كانوا لا  يعلمون !لا يعلمون، أن وهن البيت  عند  العنكبوت إنما  هو المعاش، والألفة،  داخل  البيت،  لا  خيوط  نسجِها  الواهنة؟ : ( ... لو كانوا  يعلمون ).

ــ إنما جعلهاالله تأكل الذكر ( زوجها الذي  لقـّحها ) بمجـرّد لقاحها !وإذا لم تجد ما تأكله، لجأت إلى أولادها لتأكلهم واحداً تلو الآخر !هذا إن لم يلجأوا  إلى ظهرها أو  يخرجوا من  بيتها !سبحان الله  العليم  الخبير.

ــ صدق الله  العظيم . ( ألا  يعلم  من  خلق وهو اللطيف  الخبير) .

ــ عـلــــــِمنا  نحن  اليوم ، أن المراد بوهــن  البيت  هو ( العـِشرة والألفة  الأسَِرية ،( البيت ).

  رأينا مما  سبق !أن لا  عشرة  بين ( الأب والأم) !ولا  عشرة  بين ( الأم  والأبناء) !. ( في بيت  العنكبوت ). المأوى.

ــ وكما عـلِمنا،  فإن كثافة خيط العنكبوت مقارناً  بخيوط  أخرى، بنفس السمك، من أي معدن، كالفلاذ، والذهب، مثلا،  نجده هو الأكثف .

                                                                                 

* شــرك  باللـــه *

ــ إتباع المذهب، -  أي مذهب كان !- ( أئمـة المذاهب) إنما هو: شـرك بالله، المشرّع الحكيم، - لا غير - وإحباط للعمل، كما سيتبـيـّــن لنا. جاء - ذلك -  بيـــّـّــن  في  كتاب الله  المبين. جاء  صريحاً لا يقبل اللـّــبس ولا  التاويل. ما جاء  في  سورة الروم 30-32. كما ذكرت.  - ( فأقم وجهك  للدين حنيفاً ...ذلك الدين القيم ... ولا  تكونوا من المشركين  من  الذين فرّقوا  دينهم  وكانوا  شيعا  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون ). وما جاء  في  سورة  يونس 105. وما جاء  في  سورة  يوسف 106 و 108.

ــ نهانا الله، وحذرنا،في هذه الآية البيّــنة، من كتاب اللهالمبين،أن نتـّـبع الأحـزاب  (المذاهب) كما سماهم اللهسبحانه وتعالى، العليم الخبير، وأنذرنا، بأن اتباعهم : شرك.   

ــ نلاحــظ ، مجئ  "  مــن " التبعيضية، مرتين !حتى لا نقول إنّ المقصود من الآية،  إنما هم :  اليهود  والنصارى !

ــ ( وأن هذه أمتكم أمة واحدة  وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا  أمرهم بينهم زبراً  كل حزب بما لديهم فرحون).المؤمنون 53.

ــ ( إنما وليكم  الله ورسوله... ومن يتول الله  ورسوله... فإن حزب الله هم الغالبون).

ــ ( إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب  الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون).المجادلة 19.

ــ (إن الشيطان لــكم عـدو فاتخذوه عـدواً إنمــا يدعو حزبـــه  ليكونوا مـــن أصحاب السعير).فاطر 6. جاء  في  سورة يوسف 106 و108 :

ــ ( وما يومن أكثرهم بالله إلا وهم  مشركون).

ــ( قل  هذه  سبيلي  أدعو  إلى الله على  بصيرة أنا ومن إ تبعني  وسبحان الله  وما  أنا من  المشركين ).

ــ ونعتهم الله  بالكفار في ءايات مريم،36-37.  -  على الأقل -

ــ ( وأن الله ربي وربكم  فاعبدوه هذا  صراط  مستقيم فاختلف  الأحزاب  من بينهم  فويلللذين كفروا  من  مشهد  يوم  عظيم ). وما جاء  في سورة الزخرف 64-65 على لسان نبياللهعيسى ( عليه  السلام ) .

ــ ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى  ليست اليهود على شئ... كذلك  قال  الذين  لا  يعلمون مثل  قولهم  فالله  يحكم  بينهم  يوم  القيامة  فيما كانوا فيه يختلفون).البقرة 112 -113. ( ... تشابهت  قلوبهم ...).

ــ  الشرك  بالله،  في  دينه ( اتباع  المذاهب )يحبط الأعمال  ويدخل  نار جهنم !

ــ ( ذلك هـدى الله  يهدي  به  من يشاء من عباده  ولو أشركوا لحبط  عنهم ما  كانوا  يعملون). الأنعام 88.

ــ ( يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول  ولا  تبطلوا  أعمالكم ). محمد 33.

ــ ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت  ليحبطـنّ  عملك ولتكونـنّ من الخاسرين).الزمر 65.

 

* وَاقـِـع ُ المسلمين  اليـــوم !*

ــ حالتهم  يُــرثى  لها !صرنا  والعياذ باللهحثالة  العالم ، ونفاية  البشرية،  سلط  الله بعضنا على البعض، باسم دينه القويم ، وصراطه المستقيم، لأننا  لم  نتّــبعهما،  بـل إتبعنا ما وجدنا عليه ءاباءنا !  واتـّـبعنا السبل ، فتفرقت بنا عن  سبيله !

ــ والمصيبة كل المصيبة، أنهم تسلـّــطوا باسم الدين الحنيف، على كل الدول التي  ءاوتهم  وحمتهم !( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُـخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُـقسطوا إليهم  إن الله  يحب  المقسطين). الممتحنة 8.

ــ عوض أن نـُعلي كلمة الله !فإذا بنا نـُـهبط بها وبدينه الخالص ، إلى أسفل سافليــن.

ــ فيا  ليتنا  تذكــّـرنا -  وعلى الأقل -  ما  جاء  في  ءاية  فصلت 33:( ومن أحسن قولاً  ممن  دعا إلى الله  وعمل  صالحا وقال إننــي  من المسلمين).

ــ يجب علينا  -  حسب الآية البيّــنة - ، أن نُـحسن  القول ، ونُــسدي  النصيحة ( أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر). في دعوتنا إلى الله  وإلى  الصراط المستقيم، لِبعضنا  البعض -  أولا -  وخاصة ، مع غيرنا  من المشركين والملاحدة، ونريهم  الإســـلام ،  في سلوكنا وشخصيتنا ( بَـصمة َ، وأثر  دين الله الحنيف عليـْـنا، إن كان معنا هـُـدى اللـه حــقـيـقــة - .( ... وأمرت  أن  أكون  من  المسلمين ) السـّــلم la  paixونعمل صالحا ، لا  طالحاً ، وفساداً  في الأرض ، كما  نحن عليه اليوم ،  حيثما  حللنا !وحيثما  إرتحلنا !  إفساداً  في  الأرض !

ــ  ( لـُــعن الذين كفروا ... ذلك بما عصوا وكانوا  يعتدون  كانوا لا  يتناهون  عن  منكر  فعلوه لبيس ما كانوا  يفعلون).المائدة 79.

ــ كما يجب علينا أن ندعو إلى الله، بسيرتنا المثلى، المستمـدّة من سيرة الأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً،  في  الجنة  -  إن شاء الله - .                                                                     ــ كما يجب علينا أن ندعو إلى اللهبأخلاقنا الفاضلة، الجديرة  بتعاليم القرءان  الحكيم ودينه القويم .

ــ كما يجب علينا أن ندعو إلى الله على بصيرة، ( قـل هذه سبيلي  أدعو  إلى الله على  بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).108 يوسف.

ــ كما يجب علينا أن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة : ــ ( ادع  إلى سبيل  ربـــك  بالحكمة  والموعظة  الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...) النحل 125.

ــ وكما  يجب  علينا ...  وكما  يجب  علينا ...

ــ تفرق المسلمون، طرائق قــدداً، كل بما لديهم فرحون.  تفرقنا إلى عشرات  الفرق، كلها ضالة، عن كتاب الله المبين،وعن صراطه المستقيم. كلها ضالة، الضلال  المبين، ولا واحدة منها ناجية !عند الله  ملك يوم الدين.

ــ ( ...فبأي  حديث بعد الله  وءاياته يومنون).

ــ المالكية،  الحنابلة ،  الشافعية ، الحنفية ، ( السنة ) ، الإباضية ، الشيعة ، (أهل البيت بما  فيهم  من انقسام !) ، الوهابية ، السلفية ،  الصوفية ، المعتزلة ، المرجئة ...  إلى غير ذلك،  من المذاهب  المشهورة !-  على  الأقل - .

ــ ( أم لهم شُـركاء شرعوا لهم  من الدين ما  لم  يأذن به الله  ولولا  كلمة الفصل لقضي بينهم  وإن الظالمين لهم عذاب  أليم ).الشورى 21.

ــ ( ما تعبدون من دونه إلاأسماء  سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إنالحكم إلا لله  أمر ألا  تعبدوا  إلا  إياه  ذلك الدين  القـيّــم ...).يوسف 40.

 

* الخلاصـــــة *

ــ من تلكم  المذاهب ( طرائق قِــدداً ...) تفرعت منها طرائق أخرى، ما أنزل اللهبها من سلطان !إنما غرضُـهم التربـّـع على سدّة الحكم !?-  لا غير -  باسم دين الله الخالص  وباسم الخلافة الإسلامية، وما الخلافة الإسلامية ؟؟؟ !!

ــ ولقد صدق الملائكة وأستغفر الله !-  حين اعترضوا، واجترأوا على الله  فقالوا له،  سبحانه وتعالى العليم  الخبير

ــ ( ... قالوا  اتجعل  فيها  منيُفسد فيها  ويَسفك الدماء ...) .البقرة 30.

ــ تفرعت من تلكم المذاهب، التي ما ذكرت، إلا  بعضا منها، وانضوت تحتها أسماء سميناها،  للإغرار بالمؤمنين، وللإشتراء  بها  ثمناً  قليلا.

ــ ( وإذ  أخذ  الله ميثاق  الذين أوتوا الكتاب لتبيّـنـنـه للناس ولا  تكتمونه فنبذوه  وراء ظهورهم  واشتروا به ثمناً قليلا  فبيس ما  يشترون).ءال عمران 187.                                              ــ ( ... ومن يعرض عن ذكر ربه  نسلكه عذاباً صعداً  وأن المساجد  لله  فلا تدعوا  مع الله  أحــداً ).17-18. الجن.

ــ في كل وطن  من أوطان المسلمين إلا ونشأ  فيه  وظهر  فيه  حزب من أولئك !كلهم  يدّعون وصل ليلى !  ويعيثون  في  الأرض  فساداً !.

ــ أذكر بعضاً منها : الإخوان المسلمون -  حزب الله - النهضة – أنصار الشريعة -  القاعدة- الطالبان –شباب  الثورة -  الجبهة  الإسلامية -  بوكو حرام – الحوتية – الجهاديون – الإسلاميون -  الدولة الإسلامية – أنصار الشريعة ... إلى غير ذلك من أسماء...ألقاب مملكة من غير سلطنة، كالهرّ يحكي - انتفاخاً -  صولة الأسد !حين أنّ : (... بأسهم  بينهم  شديد ...).

ــ في كل وطن من أوطان المسلمين ، إلا ونشأ  فيه، بل وترعرع  فيه ، حزب من أولئك  الذئاب  البشرية، في  صورة ءادمييـن  -  وخاصة – فـــــي  صورة  مؤمنيـــن يفسدونفي الأرض، ولا يصلحون، وذلك من أجل مصلحة شخصية،  دنيئة ، فانيــــــــة-  لا غير !-  إنما  تُوجهــهم، وتحركهم، كالدّمى !أياد أجنبية، خفية،  لتحقيق  مصالحها  المادية  " تروست "  trust.صانعو  الأسلحة... يُـروّجها عنهم الإسلاميون، بغياً  بينهم ، وعتـوّاً وفساداً  في الأرض.

ــ وأما نشرهم للمخدّرات، وتجارتهم  بها ( القـُــنّب " الكيف " وغيرها  ) لتموين شرّهم  ولتمويل أشرارهم، باسم الإسلام ( والدفاع عنه ؟ !) فحدّث، ولا حرج.

ــ والأدهى !أنهم إخططفوا أخيرا من مؤسسة حوالي 200 بنت مراهقة ليغتصبوهن وليتاجروا بأعراضهن، باسم الإســــلام !يـا لـه من منكر !وظلم !إنهم ، ولا، ولــن يزالوا يشوّهون الإســـلام ...

( ظهر الفساد في البــرّ والبحر بما  كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم

 يرجعون ).الروم 41.

ــ فــســاد الإســلام  والــمسلــمـيـن !

ــ (يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض  وتخــرّ  الجبال هــدّاً).

ــ ولنا في أولئك، بل وفي كلّ أولئك، نموذج من السلوك، والفساد، أكثر من ثلاث سنوات، يقتل بعضهم البعض !ويــبيدبعضهم البعض، بدءاً  بتونس، ومصر، وليبيا،  واليمن، والسودان، والصومال، وسوريا و... و... وأمـّـا  العراق  وإفغانستان، فمنذ عشر سنوات، إلى 15 سنة !وما جرى بين العراق وإيــران 8  سنوات حرب ضروس، وحوالي 3  ملايين موتى، ودمـار، وملايير  الملايير الملايير من الدولارات  في  خزائن  الأعداء.  فتنة ٌ مًـرجعها: الوهابيون  والسنة ،والشيعة !

ــ بل حتى في مساجد  بعضهم ، لم  تنجوا  من ذلك !  يلبس أحدهم، حزاما ناسفا،  فيفجّر نفسه/ ليقتل معه، عشرات المسلمين، وهم  يذكرون الله  في بــيتــه، ويعطب  المئـات  منهم  باسم المذهب !و باسم الــديــن !

ــ ثم يأتي ءاخر  من  ذلكم  المسجد،  فينتحر !  في مسجد المنتحر الأول !لأنه يخالف مذهبه !!أخذاً  بالثأر !!ثأر من؟  ومــمّـن ؟ !وكذا استعمالهم  للزجاجة " مولوتوف "  وللعبوة  الناسفة،  لقتل ولإبادة  بعضهم  للبعض !

ــ ( إن الذين لا  يومنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون )النمل4.

ــ ( تالله لقد  أرسلنا  إلى أمـم  من  قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم

ولهم عذاب أليم ). النحل 63. وما جاء  في  سورة  الأنعام 40-45. ( ...بغيــاًً  بينهم ... ).

ــ ( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء  لما  في  الصدور وهدى  ورحمة  للمؤمنين ). يونس 57.

ــ فأينالهـدى  والرحمة للمؤمنين؟؟ كفى !بالعبث وبالإستهزاء،  بدين الله  القويم !وبكتابــه المبين!  أيها  المسلمون !!

ــ وكــذلك يفعلونبإلغام  سياراتهم  فيقتلون  باسم  الدين الحنيف من الأبرياء !مـــا لا يُعـدّ  ولا  يُحصى !  على مرأى من العالم : رُضـّــع ، وأطفال ، وأبرياء !  ما ذنبُهُم؟ !

ــ ( ... إن الله  لا  يغيّــر ما بقوم  حتى  يغيّــروا  ما  بأنفسهم ...).الرعد 11. وما جاء  في  سورة الأنفال 53. ( واتقوا فتنة لا  تصيبنّ  الذين  ظلموا  منكم  خاصة  واعلموا أن الله شديد العقاب).الأنفال 25.

ـ ( وإذا قيل  لهم  لا  تفسدوا  في  الأرض قالوا إنما نحن مصلحون  ألا إنهم  هم  المفسدون  ولكن  لا  يشعرون ).البقرة 11-12.

ــ ( إنما جزاء الذين  يحاربون الله  ورسوله ويسعون  في  الأرض  فساداً  أن  يـُقـتـّـلوا أو  يُـصلبوا  أو  تـُــقطــّــع أيديهم  وأرجلهم من خلاف أو  ينفوا من الأرض  ذلك  لهــم خزي  في  الدنيا  ولهم  في  الآخرة  عذاب  عظيم...).المائدة 33-34 .                                                                ــ وصدق  الله  العلي العظيم : ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون). ( وما كان ربك ليهلك  القرى  بظلم  وأهلها  مصلحون ...).الآية 117 إلى الآية 119 من سورة هود. ( قل هو القادر على أن يبعث  عليكم عذابا... أو  يلبسكم شيعاً ويذيق  بعضكم  بأس  بعض  أنظر  كيف  نصرف الآيات  لعلهم  يفقهون ). ( وتركنا بعضهم  يومئذ يموج  في  بعض ...) .الكهف 99 .

ــ (... ومن يـُــعرض عن ذكر  ربه  نَـسلـُــكه عذاباً  صعـداً ).الجن 17.

ــ ( ولنــذيقنـّــهم  من العذاب الأدنى  دون العذاب  الأكبر  لعلهم  يرجعون ).السجدة 21.

ــ ( كذلك العذاب ولعــذاب الآخرة  أكبر  لـــو  كانـوا  يعلمون ).القلم 33. وجـــــــــــــــــاء.

ــ ( ... أشــد ...) و ( ... أشـق ّ ...)  و ( ... أخزى ...).

ــ الإسلام -  الدين  الخالص -  بالنسبة  للمسلمين وللمؤمنين ،  هُـدى  ورحمة:

ــ ( ... ونزلنا عليك الكتاب  تبياناً  لكل شئ  وهدى ورحمة  وبشرى للمسلمين ).النحل 89.

ــ ( إن هذا القرءان... وإنه  لهـدى ورحمة للمؤمنين ).76-77.وما جاء في سورة الأنعام 157، والأعراف 52، ويونس 57، ويوسف 111 ،  إلى غيرها...

ــ كما جاء الإسلام  رحمة  -  كذلك -  بالنسبة للكفار  والمشركين  والملاحدة.

ــ ( وما أرسلناك  إلا  رحمة  للعالمين ).الأنبياء 107. أين الرحمة  للعالمين ؟ !في سلوكنا !

ــ ثم  لنتدبر كتاب الله المبين،  ولنتصفحـه، نجد أن اللهالعزيز الحكيم،لم  يكلـّـفنا أن نُشهر له،  ولا  لنُــحشر له، من دبّ  وهبّ !ليؤمن به، وليعبده !  بل  نجد  في  كتاب الله المبين،عكس ذلك -  على الأقل -  ما جاء  فيه،  في ما يلي:

ــ بعد أن توطـّــدت شوكة الإسلام، وأظهر اللهدينه، على الدّين كله، لم يبق  هنالك  إكراه  في  الدين !  -  أبــــدا

ــ (...اليومأكملت لكم  دينكم وأتممت عليكم  نعمتي ورضيت  لكم الإسلام دينا...).المائدة 3.

ــ جاء  بعد  ذلك : (  لا  إكراه  في  الدين  قد  تبين  الرشد  من  الغــيّ...).البقرة 266.

ــ ( وقـل الحق  من ربكم  فمـن  شاء  فليومن  ومن  شاء  فليكفر...).الكهف 29.

ــ (ليس  لك  من  الأمر  شئ ...).ءال  عمران 128.

ــ (ليس عليك  هداهم ولكن الله  يهدي  من يشاء...).البقرة 272.

ــ يهدي  من يشاء  الهدى والهداية( إن الإنسان، هو الذي يهتدي إن شاء الإهتداء).

ــ ( إنك لا تهدي من أحبـبت ولكن الله يهدي  ما يشاء  وهو أعلم بالمهتدين).القصص 56.

ــ ( ولو شاء  ربك  لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفــأنت  تكره  الناس  حتى يكونوا  مؤمنين).يونس 99.

ــ ( ...فما أرسلناك  عليهم  حفيظا  إن  عليك  إلا  البلاغ ... ).الشورى 48. وما جاء  في  سورة الأنعام 107. وما جاء في سورة النساء 80.

ــ ( لسـتَ  عليهم  بمصيطر ).الغاشية 22. إلى غير ذلك، من الآيات  البينات المبينات،  في  كتاب الله  المبين  الذي  جاء: تبيانا  لكل  شئ: ( ... ونزلنا  عليك  الكتاب  تبيانا لكل  شئ  وهـدى  ورحمة  وبـُشرى  للمسلمين ).

ــ بعد  سرد، بل ،  بعد  تدبّـر،  تلكم الآيات، كيف  يتسنّى لنا ؟  أن  نقتل  المرتـدّ؟ !!

ــ فقاتل المرتد !قاتل للنفس التي حرم الله،وجزاؤه جهنم - خالدا فيها-  وبئس  المهاد: (... مــــن قــتل  نفسا  بغير  نفس  أو  فســـاد  في  الأرض  فكأنــما  قتل  الناس  جميعا ...) المائدة 32.

ــ لنتدبّــر هذه  الآيات في الموضوع -  على الأقل -  :

ــ ( إن الذين ءامنوا  ثــم  كفروا  ثــم  ءامنوا  ثــم  كفروا  ثم  ازدادوا  كفرا لم يكن الله ليغفر لهم  ولا  ليهديهم سبيلا ). النساء  137. هذا هو حكم  الله على المرتــدّ.

ــ شرَعنا  من  الدين  ما  لم  يأذن  به  الله !                                                   

ــ كان من المفروض، أن يقول الله سبحانه وتعالى بعد  قوله  في  الآية البيـنة، المحكمة، من سورة النساء، بعد  قوله تعالى: ( إن الذين ءامنوا  ثـــم  كفروا...). كفروا  بعد مدة،  وبعد  تريث، وتفكير، التعبير بــ: (... ثــم ... ). كان من المعقول حسب ما  أضلنا الشيطان، بقتل  المرتد !( ولأضلنهم...) كان أن يقول  بعد ( ... ثــم  كفـــــروا...) "  فاقتلوهم!الأمر  بقتلهم !

ــ لم يقل  سبحانه  وتعالى، ذلك !ثــم،  بعد أن رجعوا إلى الإيمان ثم  كفروا  ثانية،  لـــم يحـــكم الله بعده، بــقتلهم، فأمـــرنا أن  نقتلهم من باب :  معاودة  الخطيئة، والعودة  إلى  الجـُرم.

ــ وأكثر من ذلك، بـيّــن لنا  الله أنهم  بعد  إيمانهم  ثـــم  كفرهم -  مرتين -  أخبرنا وأنهــم  ازدادوا  كفراً . ( ... ثــم ازدادوا  كفرا...) بلغ  السيل  الزبا !  هنا كان من المفروض، الأمر بقتلهم  شرّ قتلة !وإبادتهم،  ولكن لا !فقال لنا -  صراحة -  إنه  لا  شأن  لكم  عليهم !وليس لكم -  فيهم -  من الأمر شئٌ. الله سبحانه وتعالى، هو الحاكـــم، وهو المـــشرع  للحكم.

ــ حُكم العليم  الخبير  فيهم، هو : ( ...لم  يكن الله  ليغفر لهم ..).فـــــــي الآخرة، ( ... ولا ليهديهم  سبيلا ) في الدنيا. - لا غيـــرمن أين لكم  قتل المرتد؟ إذن !

ــ فلنــتب إلى الله،  الشديد  العقابأيها  المؤمنون -  ولنعـد  إلى الرشد  في  الحكم على المرتد من كتاب  الله  المبين  الذي ( ... ونزلنا  عليك  الكتابتبيانا  لكل شئ    وهدى  ورحمة  وبشرى  للمسلمين ). والذي ( لا  يأتيه  الباطل  من بين  يديه  ولا  من  خلفه  تنزيل  من  حكيم  حميد ).

ــ جاء  كذلك -  في  ءاية  النساء 80 ( ... ومن تولـّـى  فما أرسلناك  عليهم  حفيظاً ).

ــ وجاء  في  سورة  الفتح17 . ( ... ومن يتولّ  نعذبه  عذابا  أليما ). وما جاء  في  سورة الغاشية 21-26: ( فذكـّـر إنما أنت مذكر  لست  عليهم  بمصيطر إلا من تولى  وكفر  فيعذبه  الله  العذاب  الأكبر إن  إلينا  إيابهم  ثم  إن  علينا  حسابهم ).إلى غير ذلك من الآيات  البينات،  في  كتاب  الله  المبين.

ــ جاء معنى ذلك في ءايات  كثيرة، وصريحة، في تركهم ( المرتــدين ) بين يدي خالقهم  منها ما جاء في سورة ءال عمران 90 ( إن الذين كفروا  بعد  إيمانهم ثم ازدادوا كفرا  لـن  تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون). ليس لكم في الأمر شئ !الحكمُ  عليهم ، من لدن العزيز  الحكيم، هو أنـه : ( ... لـن  تُــقبل  توبتهم أولئك  هم  الضالون). -  لا  غيـر - !وما جاء في الآية 25من سورة محمد. وما جاء في أمر المتولـي  - على الأقل -  في سورة البقرة 137 – وءال عمران 63  و82 –  والمائدة 49 و54 – و38 محمد - و16 الفتح ، إلى غير ذلك، من الآيات البينات  الكثيرة.

ــ ألا  نعود، أيها المؤمنون المتحـزّبون !المتشـيّـعون !  ألا  نعودُ  إلى رشدنا ؟ حالة أننا، نقرأ،  في  أدنى مناسبة ، وفي كل ركعة،  نقرأ  سورة  الفاتحة (سبعاً من المثاني)  ونـدعو فيهـا أن: ( ...إهدنا  الصراط  المستقيم ...) ثــم  نوضّـح له سبحانه وتعالى ذلك،

ونـــبيّـنـــه كـــما علــّمنا: (... صراط الذين أنعمت  عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).

ــ نقرأ ذلك بين  يـدي اللهونردّده، مرات  في  اليوم !ولا يتجاوز  حناجـِـرَنا !ومن غير خشوع !ولا  تركـّـز !(... وإذا  قاموا  إلى  الصلاة قاموا كسالى  يراءون الناس ولا  يذكرون الله إلا  قليلا ).النساء 142. مع ذلك ،  نجهر  بطلبنا  الإستجابة،  من اللــه ،بقولنا : " ءاميــن " التي  بمعنى:  "  إستجب  يا  الله"مـُـدوّيـّـين بها بيت الله !

ــ أما تديّــننا، وسلوكنا  مع الله !ومع  عباده !فمخالف،  ومُـغايـِـر -  تماما -  لـِـما نتوسّل به  إليه، ولـِـما ندعوه  به !

ــ فمن جهة،  نسئل المولى الكريم، أن يهدينا صراطه المستقيم ، ونسئله أن يُـجنـّـبنا غضبه علينا، والضلال ! ومن جهة أخرى، نفسدفي الأرض باسمه،ونتمادى في غـيّـنا !وفي انحرافنا عن  صراطه المستقيم ، وعن دينه  القويم .

ــ لا بـد  من تبيــين معنى  الصفات  الثلاثة، التي جاءت  في  دعائنا الله،أن يجعلنا من الذين أنعم  الله  عليهم، ويـُــجنـبنا : المغضوب عليهم ، والضالين.

ــ الذين أنعمت  عليهم :

ــ فاتباع الدين الخالصوالكامل، بالدرجة الأولى - نــعـمــة- ، ما جاء  في  قوله تعالى في سورة المائدة3. ( ... اليوم أكملت  لكم  دينكم  وأتممتُ  عليكم  نعمتي  ورضيت  لكم الإسلام  دينــــــا...). -  خاصة -  ما جاء  في  تبيـين  الذين أنعم  الله  عليهم  في  سورة النساء 69 : ( ومن يطع  الله  والرسول  فأولئك  مع الذين  أنعم  الله  عليهم من النبيئين والصديقين  والشهداء والصالحين  وحسُـن أولئك  رفيقا ).

ــ فلا  نقل  بغير ما  أنزل الله  أيها المؤمنون !  فالشهداء  في هذه الآية البيـّــنة  وما جاء من ذكر الشهداء  في  كتابه  المبين  ليسوا  بأولئك  الذين ينتحرون  ليقتلوا  النفوس التي حرّم الله !  فهؤلاء  لم  يأت ذكرهم، في كتاب الله المبين  - ولا مرة  واحدة !-  فهم  إلى النار وبئس القرار !ولسوف  أتطرّق  لتبيــين هذا الموضوع، إن شاء الله ، من كتابه  المبين.

ــ وفي الذين أنعم  الله عليهم ما جاء  بيانه -  كذلك -  في  سورة مريم 58 وما قبلها.

ــ أما المغضوب  عليهم :

ــ جاء ذكرهم، وتبيــينهم،في ءايات  كثيرة، حاولت التعرّف عليهم  في كتابه المبين فوجدتُ:

ــ ما جاء  بالنسبة  لعاد قوم  هـود ( عليه السلام ) ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ...).الأعراف 71.

ــ وما جاء  بالنسبة لليهود  بخاصة :

ــ أ ــ كفرهم بئايات الله، وقتلهم الأنبياء بغيرحق: (.. وباءوا بغضب من الله ...).البقرة 61. وما جاء  في  سورة ءال عمران 112، وما جاء في سورة البقرة 61.

ــ ب ــ اتخاذهم  العجل ( ... سينالهم غضب  من ربهم ...).الأعراف 152.

ــ ج ــ  اعتداؤهم  في  السبت :( ...  وغضب  عليه ...).المائدة 60.

ــ وما جاء  بالنسبة : للمنافقين والكفار  والمشركين: ما جاء  في  سورة البقرة: 61 و90 ، وسورة  الفتح  6 . و106 النحل – وءال عمران 112.

ــ وما جاء  بالنسبة :لقاتل المؤمن  عمداً.(... وغضب الله عليه ...).النساء 93.  فلا ديّـة  عليه ! ولا تقبل توبته !  وإنما هي حالة خاصة !إذ لا يمكن أن يكون فرق بين قتل الكافر - بغيرحق- وقتل المؤمن  - بغير حق - . فحكم قتلهما سيان. الرجاء، الإطلاع  على ما جاء في تبيــين هذه الآية البينة من كتاب اللهالمبين،بعنوان: " هـل في  القرءان اختلاف " ؟في صفحتي ، من "  أهل  القرءان " .

ــ وما جاء  بالنسبة للزوجة  في اللعان :( ... أن غضب الله عليها...). النور9.

ــ وما جاء  بالنسبة للفار من الزحف: ( ... فقد  باء بغضب من الله ...).الأنفال 16.  إلى غير ذلك،  مما  جاء  في  المغضوب  عليهم  مما  قد غفلت  عنه !...

ــ أما  "  الضاليــن "

ــ أما ماهية الضلال،فجاء -  كذلك -  في ءايات كثيرة من كتاب الله المبين.

ــ فعدم الإهتداء  إلى دين الله، والكفر به : ضـلال !ما جاء  -  على الأقل -  في سورة البقرة 198 .( ... واذكروه  كما  هداكم وإن كنتم  من  قبله لمن الضالين ).

ــ ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً... وأولئك  هم الضالون ).90 ءال عمران.

ــ (... قال  لئن  لم  يهدني  ربي  لأكونـن من القوم الضالين ).الأنعام 77.

ــ ( واغفر  لأبي  إنه  كان من الضالين ).   الشعراء 86. إلى غير ذلك من البيانات...

ــ  الشــرك  بالله : ضــلال :

ــ ( يدعو  من دون الله ما  لا  يضره  وما لا  ينفعه  ذلك  هو  الضلال  البعيد).الحج 12.

ــ عـدم الإيمان بالآخرة : ضــلال . ( ... بل  الذين  لا  يومنون  بالآخرة  في  العذاب  والضلال  البعيد ).سبا 8. وما جاء  في  سورة  الواقعة 92.

ــ القنوط  من رحمة  الله :  ضــلال.

ــ ( قال  ومن  يقنط  من رحمة ربه  إلا  الضالون ).الحجر 56.

ــ قساوة  القلب  من  ذكر  الله :  ضــلال .

ــ ( ... فويل  للقاسية  قلوبهم من ذكر الله أولئك  في  ضـلال  مبين ).الزمر 22.

ــ عكـس الحـق: الضــلال. (... فماذا بعد الحق  إلا الضلال ...).يونس 32. إلى غير ذلك .

ــ خــلاصــة القــول: في  دعائنا الله بسورة الفاتحة، مرات  في  اليوم : أن يهدينا صراطه  المستقيم  صراط  الذين  أنعم  عليهم ،  غير المغضوب  عليهم، ولا  الضالين ، ونؤمّّـن بعدها بــ : ءامــين !

( إستجب  يا  اللــه !)

ــ نقرأها ، وقلوبنا لاهية !قد  لا  نعلم  ما  نقول !وقد لا نريد أن نعلم !مثلـُــنا  حينئذ  كالسكران المعربد !جاء ذلك، صريحا عند  تدريج  الحكم  على الخمر، في قوله  تعالى، في سورة النساء43: ( يا أيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى  حتى  تعلموا ما  تقولون ...). العلــة، هـي: أن نعلم  ما  نقوله.

ــ إذا كنا  لا  نعلم  ما نقوله،  في صلاتنا -  وخاصة -  في دعائنا،  أو  نحن  لاهون عما  نقول، أو عما  ندعو  به ،  فلا  صلاة  لنا  ولا  إجابة  لدعائنا.

ــ هــدانا  الله  جميعا : إلى  صراطه المستقيم ،  صراط  الذين  أنعم اللهعليهم غيــر

المغضوب  عليهم  ولا  الضالين.  ءاميــن !

ــ وأخيراُ، لنعلــم ، ولنتيقـّــن أن الله (.. لا  يـُــغــيّر ما  بقــوم حتى  يغيروا  ما  بأنفسهم ..).الرعد 11.

 

*  واللــه  أعلــــم  *

 

اجمالي القراءات 19503