ف 17 ( قل ) فى إصلاح أهل الكتاب ..والمحمديين .!!

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٨ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الثالث  : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما

ف  17  ( قل ) فى إصلاح أهل الكتاب  ..والمحمديين .!!

أولا : الدعوة الى الاسلام :

 1 ـ : هى تعنى التساوى بين الخلق جميعا فى الانقياد لله جل وعلا وحده إلها وربّا ، فطالما يؤمن الجميع بأنه لا إله إلا الله ، فهم جميعا سواء فى العبودية لله وحده، مهما إختلفت أعراقهم وألسنتهم وأزمنتهم وأمكنتهم . هم بالتعبير القرآنى ( أمة واحدة ) تشمل كل الأنبياء وكل رسل الله وكل المؤمنين فى كل زمان ومكان . ولهذا جاء القصص القرآنى يحكى عن الأنبياء وأقوامهم ، ويؤكد بعد هذا القصص فى سورة الأنبياء أن الأنبياء مع المؤمنين فى كل زمان ومكان هم أمة واحدة لأنهم يعبدون الرب الواحد جل وعلا . يقول جل وعلا عن هذه الأمة الواحدة :( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء ). ولكن الذى يحدث أن يتفرقوا ويتقطعوا الى أحزاب ، يقدس كل حزب ألاها مصنوعا من البشر ينتمى اليه ، فتصبح هذه (أمة فلان ) وتلك ( أمة علان )، يقول جل وعلا فى الآية التالية:( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)الانبياء).

ويتكرر هذا فى سورة ( المؤمنون ) يخاطب الله جل وعلا الأنبياء حميعا بأنهم جميعا أمة واحدة ، وهو جل وعلا وحده ربهم الذى يعبدونه  وحده ويتقونه وحده: (  يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) ولكن الذى يحدث أن يتفرقوا الى أمم شتى ( أمة فلان ) و ( أمة علان ) وكل أمة وكل حزب بما لديهم فرحون : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) ( المؤمنون ).

2 ـ حدث هذا قبل نزول القرآن الكريم خاتم الرسالات السماوية ، وحدث مع أهل الكتاب ( أمة المسيح ) ، ثم حدث مع ( المحمديين ) أو ( أمة محمد ) بعد نزول القرآن الكريم .أى حدث الانتقال من عالمية ( الاسلام ) أو الانقياد لله جل وعلا وحده بكل الألسنة واللغات ومع اختلاف الزمان والمكان ـ الى التفتت والتفرق والشقاق والأديان المحلية والاقليمية الأرضية  ، ومن ثِمّ النزاع المذهبى والحروب الدينية والمذهبية ، وهى العادة السيئة لدى الأديان الأرضية ، من محمديين ومسيحيين ويهود ، وغيرهم. .3 ـ وقت نزول القرآن الكريم كان معظم أهل الكتاب قد تحولوا من ملة ابراهيم التى تعنى إخلاص القلب والعبادة لله جل وعلا وحده الى تفرق فى الدين وتكوين (أمة فلان ) و ( أمة فلان ). داخل ( امة المسيح ) وقتها كانت هناك خلافات حول طبيعة المسيح الألهية ، ومقدار الالوهية فيه ومدى ما فيه من الناسوت واللاهوت  ، واستمرت المجامع الكنسية تجتمع وتختلف ، مع وجود من يؤمن ببشرية المسيح وعدم تأليهه ( آريوس ). واستمرت هذه الخلافات المذهبية داخل الدين الأرضى لأمة المسيح ، ونشأت فرق جديدة بعد نزول القرآن ببضع قرون،أبرزها ما أفرزته حركة مارتن لوثر الاحتجاجية أو البروتستانية ، والتى تفرعت واختلفت وأنتجت مذاهب كثيرة . ونفس الحال مع اليهود ومذاهبهم ، ثم مع المحمديين ، ومذاهبهم وطوائفهم التى تعددت الى عشرات المذاهب ، إستمر منها الى الآن ( السُّنة ، والشيعة والصوفية ) مع الانقسام فى داخل السنيين والشيعة والصوفية .

فى وقت نزول القرآن رفض معظم أهل الكتاب الاسلام ، أى أن يسلموا القلب والجوارح لله جل وعلا وحده ، ولشفائهم من   هذا الرفض جاءت دعوتهم الى الاسلام باستعمال كلمة ( قل ) وبدونها .وهى نفس الدعوة للمحمديين لأن يؤمنوا بالاسلام .

  ثانيا  ـ (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )

1 ـ يتكرر كثيرا  ورود هذه العبارة : (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) فى هذا الحوار وصفة للشفاء . طبقا للبلاغة العربية فحين تقول ( نحن مسلمون له ) فهى تعنى ( نحن مسلمون له ولغيره ) أى لا تعنى الإخلاص فى الدين لله جل وعلا . أما عندما تقدم (الجار والمجرور ) هنا أى ( نحن له ) فهى تعنى القصر والحصر ، أى ( نحن له وحده مسلمون ) .

أسلوب القصر والحصر له طرق مختلفة ، منها النفى والاستثناء ( لا إله إلا الله ) والتقديم (إياك نعبد وأياك نستعين )  ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران ) أى له وحده اسلموا ، واليه وحده يرجعون . واستعمال ( إنّما ): (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ )(20) يونس). وقد تتعدد أساليب القصر فى آية وحده فى الحديث عن رب العزة وعلمه وحده بالغيب ، من التقديم والنفى والاستثناء ، كقوله جل وعلا : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الآنعام ) .

2 ـ وقد جاءت عبارة (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) فى :

2 / 1 : وصية ابراهيم ويعقوب لأبنائهم :( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة )

2 / 2 : فى النهى عن التفرق فى الدين ، لأن أول سبب له وهو التفريق بين الأنبياء وتفضيل نبى على آخر ، فالاسلام يمنع التفريق بين الرسل ، ويأمر بالايمان بهم جميعا وبكل الكتب ، وهذا يعنى(وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) . جاء هذا لأهل الكتاب مرة فى خطاب مباشر من رب العزة : (قولوا ) : (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة ) ومرة باستعمال ( قل ):( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران ) وطالما كان الشعار (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فلن يكون هناك مسيحيون او يسوعيون ( جزويت ) أو محمديون او مالكي أو شافعي أو أحناف أو حنابلة .أو وهابى!، يكفى أن الله جل وعلا هو الذى إختار لنا إسم الاسلام ، وسمانا ( مسلمين ) من أول رسالة سماوية الى القرآن الكريم : ( هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) (78) الحج ).

ونفس التحذير نزل مثله للمؤمنين (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )(285) البقرة ) ولكن المحمديين قالوا سمعنا وعصينا .

2 / 3 : فى الجدال مع أهل الكتاب بالتى هى احسن : ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46العنكبوت )، أى نؤمن بالقرآن وبما أنزل الله جل وعلا اليكم ، ونحن له وحده مسلمون .  

ثالثا : رفض معظم أهل الكتاب الاسلام لله جل وعلا وحده ، والرد عليهم :

1 ـ إنقسموا الى يهود ونصارى فى عهد نزول القرآن ، فى البداية إحتكروا لأنفسهم الجنة ، فأمر الله جل وعلا رسوله أن يطالبهم بالبرهان إن كانوا صادقين ، وأكّد رب العزة  أن الفائز بالجنة هو من أسلم لله جل وعلا وجهه وأحسن فى عمله: ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة )، ثم إحتكر كل منهم لنفسه الهداية وانكرها على الآخر مع وجود الكتاب بينهم يتلونه، وتلك عادة سيئة كانت قبلهم  ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) البقرة  ) .ولأنهم إحتكروا الهداية لأنفسهم فقد إعتقدوا الضلال فى خاتم المرسلين طالما لا يتبع ملتهم ، ولا يمكن أن يرضوا عنه إلا إذا إتبع ملتهم ، مع أن الهدى هو هدى الله جل وعلا فى أن يُسلم الفرد وجهه لله جل وعلا وحده : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(120) البقرة ). ولذلك جاءت وصفة الشفاء والهداية لهم بكلمة ( قل ) تأمر بعبادة الله جل وعلا وحده وعدم إتّخاذ شركاء معه ، وعدم أتخاذ أرباب معه ، فإن رفضوا فقد إختاروا لأنفسهم مكانهم فى الآخرة ، ويكتفى المؤمن بإعلانه أنه أسلم وجهه لله جل وعلا وحده : ( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) آل عمران ). هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران نوجهها للمحمديين فى عصرنا ، وهم ضمن ( أهل الكتاب ) .

2 ـ واليهم أيضا ولغيرهم يقول جل وعلا عن التشهد فى الصلاة : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران )، هذا التشهد أنكره المحمديون وصنعوا مكانه ( التحيات ) . حدث هذا فى العصر العباسى حين دخل أبناء أهل الكتاب فى الاسلام بكل ما يحملونه من تراث وأوزار ، فأسسوا أديانا أرضية على أنقاض الاسلام ، وصنعوا هذه التحيات بديلا عن التشهد ، وجعلوا لها صيغا مختلفة نسبوها لعمر وعائشة وابن مسعود وغيرهم ، إعترافا منهم بأنها لم تكن موجودة ولا معروفة فى عهد النبى عليه السلام ، ثم صارته هذه التحيات من المعلوم عندهم فى دينهم ( بالضرورة ) . وتبقى حجة الله جل وعلا البالغة عليهم ، فبعد هذا التشهد يقول جل وعلا عن الاسلام الذى نزلت به كل الرسالات السماوية بكل ألسنة الأنبياء : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ  ) ويقول جل وعلا عن الاختلاف الباغى  الذى يحدث بعد نزول كل رسالة سماوية وما فيها من علم :( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)آل عمران ) وأمر جل وعلا خاتم المرسلين أن يقول لهم أنه ومن يتبعه قد اسلموا لله جل وعلا وجوههم ، وما عليه سوى البلاغ : ( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)آل عمران ).

رابعا : الحوار حول ابراهيم  

 1 ـ بتحريفهم ملة ابراهيم ، وخروجهم عن الاسلام وتفرقهم الى أديان وملل ونحل مختلفة كان كل فريق يحتكر لنفسه  ( ابراهيم وذريته من الأنبياء) ، يجعلهم النصارى منهم ، ويجعلهم اليهود يهودا  ، ونزل الرد عليهم بكلمة (قل ):( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) البقرة ). ويأتى الرد بحقائق تاريخية ، أن ابراهيم أقدم من التوراة والانجيل :( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66)آل عمران )، وأن ابرهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما ، وأن أولى الناس بابراهيم هو خاتم النبيين ومن أتبعه باحسان الى يوم الدين ، من أمة الاسلام وليس أمة المسيحيين أو أمة اليهود أو أمة المحمديين ، يقول جل وعلا : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) آل عمران )

3 ـ وفى النهاية تأنى وصفة العلاج من الله جل وعلا ، باتباع ملة ابراهيم ،وصدق الله العظيم : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (95) آل عمران )

 خامسا : الرد على رفضهم القرآن

1 ـ ردا على دعوتهم للإيمان بالقرآن الذى نزل مصدقا للتوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى يأمر  رب العزة خاتم المرسلين أن يٍسألهم إذا كانوا متمسكين بالكتب السماوية التى نزلت اليهم فلماذا كانوا يقتلون الأنبياء السابقين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة )، ولماذا ينقمون على المؤمنين بالقرآن أنهم يؤمنون بالقرآن وبالتوراة والانجيل وبما أنزل الله على أهل الكتاب : ( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ ) (59)المائدة )

2 ـ وكان من حججهم أن الله جل وعلا ما أنزل كتبا على بشر ، وجاءهم الرد بكلمة ( قل ) : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) الانعام )، وانهم لا يؤمنون إلا إذا جاءهم قربان تأكله النار ، وجاء الرد بكلمة ( قل ) : ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(183)آل عمران )

3 ـ وبكلمة ( قل ) جاءهم التأنيب على كفرهم بالقرآن وصدهم عنه ؛ عن سبيل الله الصراط المستقيم يبغونها عوجا :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) آل عمران )

4 ـ وبدون ( قل ) جاءهم التهديد فى خطاب مباشر من رب العزة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)النساء ) وبدون ( قل ) جاء التأكيد بأن أغلبية أهل الكتاب لن يؤمنوا بالقرآن ، ولن يتبعوا قبلة الاسلام ولا حتى قبلة بعضهم البعض ، مع انهم يعرفون صدق القرآن ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم ولكنهم يكتمون الحق وهم يعلمون : ( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) البقرة ). هم كانوا يكتمون الحق ، وكانوا أيضا يفترون أحاديث كاذبة فخسروا أنفسهم :( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام ).

5 ـ هذا مع أنهم لو أقاموا التوراة والانجيل وما أُنزل اليهم من ربهم وآمنوا فعلا بها لكان هذا إيمانبا بالقرآن الذى ذكرته ونبّأت به تلك الكتب السماوية : (  قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) ولكن الواقع أن أغلبهم سيزداد بالقرآن كفرا وطغيانا ، وهذا الصنف لا يستحق أن نحزن من أجله :( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) المائدة ).

6 ـ وعلى هامش الحوار مع أهل الكتاب جاء التحذير (لأهل القرآن ) الذين آمنوا من التأثر بأهل الكتاب وطاعتهم، يقول جل وعلا  بكلمة ( قل ):( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)، ثم بعده التحذير لأهل القرآن من طاعة أهل الكتاب العصاة  بدون استعمال ( قل )  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وأنه لا يجدر بهم الوقوع فى الكفر ، فالرسول ـ أى الرسالة القرآنية موجودة بيننا ، ومن يعتصم بالله جل وعلا وحده من خلال كتابه فهو الذى على الصراط المستقيم : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)، وعلى ( أهل القرآن ) الذين آمنوا أن يتقوا الله جل وعلا حق تقاته الى آخر لحظة فى حياتهم ليموتوا مسلمين :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران ).

سادسا : النهى عن التزكية للنفس وللغير  

1 ـ ونزل النهى عن تزكية أنفسهم بأنهم ( شعب الله المختار ) أو أولياء الله دون غيرهم، فتحداهم رب العزة بأن يتمنوا الموت إن كانوا صادقين ، وجاء هذا بكلمة ( قل ):  ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) البقرة ) ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)  الجمعة ).وبدون (قل ) قال عنهم رب العزة : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) النساء ).

ونزل فى القرآن الكريم النهى عن تزكية النفس أو الغير بالتقوى لأن ذلك مرجعه لله جل وعلا فقط ، والذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور : (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم )، ومع هذا يتنافس المحمديون فى تزكية أنفسهم . فهم عموما يختكرون الجنة لأنفسهم بأساطير الشفاعة المزعومة ، وهم ثانيا يتنافسون فيما بينهم فى هذه التزكية ، فالصوفية يجعلون أنفسهم ( أولياء الله ) وينافسهم السنيون والشيعة .

2 ـ وزعم المحمديون أنهم لو دخلوا النار فسخرجون منها بالشفاعة ، وهذه تزكية لأنفسهم . وقد سبقهم فى هذا الزعم أهل الكتاب ، ونزل الرد عليهم فى قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران ) (  وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) البقرة ). ومع هذا الوضوح القرآنى فقد انتشرت أحاديث الخروج من النار ، وقد رددنا على هذا فى كتاب المسلم العاصى عام 1987 ، وصودر ، ودخلنا من أجله السجن . والكتاب منشور هنا .

3 ـ وزعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه ، ونزل الرد عليهم : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18) المائدة ). والصوفية المحمديون يؤمنون بما يعرف بالحقيقة المحمدية ( أو النور المحمدى الالهى ) الذى يتنقل من محمد الى الأولياء والأئمة الشيعة . أى يجعلون محمدا جزءا من رب العزة ونوره الالهى ، ثم يجعلو أنفسهم جزءا من الله ، جل وعلا , وهذا بهتان عظيم .

سابعا : فى تأليه المسيح :

1 ـ جاء التوضيح فى أن خلق عيسى بدون أب كخلق آدم بلا أب ولا أم فى خطاب مباشر بلا ( قل )  ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) آل عمران )  

2 ـ وجاء الحكم الالهى بكفر من يزعم ان المسيح هو الله جل وعلا ، وجاء الأمر بكلمة (قل ) فى نفس الآية ، أن الله جل وعلا هو الذى يملك أن يهلك المسيح وأمه ومن فى الأرض جميعا :( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)المائدة ) . وهو نفس الخطاب لمن يزعم أن محمدا مخلوق من نور الله جل وعلا .  

3 ـ ونزل التهديد بالبطش بمن يؤله المسيح ويقول بالتثليث : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة  ) ومع هذا فالتثليث ينطق به المحمديون ، حين يقسمون بالله جل وعلا أغلط الأيمان يقولون : ( والله العظيم تلاتة ) أو ( تلاتة بالله العظيم ). يقولون ( الله تلاتة ) .

 أخيرا

سؤال : لماذا كل هذا التركيز القرآنى على (اهل الكتاب ) و ( اليهود والنصارى ) ؟

الجواب : لأن الله جل وعلا يعلم أن ( المحمديين ) سيسيرون على طريق أهل الكتاب واليهود والنصارى.. إن المحمديين وجدوا آباءهم وأسلافهم  ضالين فساروا على آثارهم يهرعون : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) ( الصافات )

ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 11594