عمل الخير والشر ليس بحاجة للغة
عمل الخير والشر ليس بحاجة للغة

رمضان عبد الرحمن في الثلاثاء ١٨ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 عمل الخير والشر ليس بحاجة للغة

 

اعتقد ومن وجهة نظري أن عمل الخير أو الشر ليس بحاجة للغة أو دين، وأن الخير والشر داخل كل إنسان بنسب متفاوتة، نرى مثلاً الأم الطبيعية ترضع طفلها دون أي لغة، ونرى العكس هناك من تقتل طفلاً ليس له أي ذنب، ربما خوفاً من المجتمع، وبلا تشبيه، حتى نري عند الحيوانات تظل إلام تساعد شبلها إلى أن يعتمد على نفسه، ومما لا شك فيه أن وجود اللغة بين البشر أمر طبيعي من أجل معرفة الأشياء والتعبير عن الأشياء أيضاً، ولكن على سبيل المثال هل الذين يقومون اليوم بقتل الناس وإرهابهم يحتاجون للغة سليمة؟!.. أم هو الكره والحقد واليأس والفشل في الحياة عند هؤلاء المجرمين أعداء الإنسانية الذين يسعون في الأرض فساداً وخراباً، هم ليسوا بحاجة للغة، نفس الشيء الذين سرقوا ونهبوا ثروات الشعوب وحطموا أجيال وأجيال لم يكون لهؤلاء مرجعية لأي لغة غير لغة الشر داخل أنفسهم المريضة، التي تفوقت على أعمال الشياطين، وانظروا لما حدث منذ بداية القرن العشرين وانه لخير دليل، حروب عالمية وحروب إقليمية مكررة حتى هذا اليوم، لقد تم قتل الملايين وتشريد الملايين وتدمير دول بأكملها، لم تكن اللغة موضع خلاف بين المجرمين الذين دمروا العالم من قبل، واليوم المجرمين لا هم لهم بلغة ولا بغير لغة غير الهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب وعلى الشعوب أنفسهم، وكيف نقلل من سطوة هؤلاء المجرمين.

ينبغي من كل كاتب مخلص ومفكر مخلص وكل صاحب فكر حر أن يضع فما يكتب توازن من وقت لأخر، يكتب مقال أو بحث يشعر فيه الناس بحقوقهم في الوطن، يشعر فيه الناس أنهم أصحاب الوطن وما عليه من ثروات، إلى أن تعي الناس وتتثقف وتعلم أن حقوقها في الوطن ليست هبة من نظام يحكم، وأن كل مصلح يتمنى إصلاح الناس عن طريق الدين، ونحن نتمنى ذلك أيضا ولكن هذا لا يمنع أن نمنح الناس حقوقهم وحريتهم في الوطن قبل جميع الأديان، وأن الغرب الذي تقدم ونهض لم يتبني فيه العلماء والمفكرين ومعظم الكتاب غير تثقيف الناس نحو أنهم جميعاً شركاء في الوطن وما عليه من ثروات، والتركيز على أنهم وصلوا اليوم إلى أنه لا فرق بين حاكم ولا محكوم، والأغلبية هنا تردد وتقول أن السبب هو بعدنا عن الدين، ولا أعلم لماذا تحميل الدين فشل الدول التي فشلت في كل شيء، وهل يعني ذلك أن الغرب الذي نجح وتقدم بسبب أنه الأقرب إلى الدين؟!.. أم نجح الغرب في الإنسانية والشفافية وفي احترام القوانين ومحاسبة الكبار قبل الصغار، والجميع أمام القانون تقريباً واحد، والجميع يعلم ويعي أنهم هم أصحاب الوطن وما عليه من ثروات، أو على الأقل الأغلبية تعي وتفهم ذلك فتصبح نسبة الفقر أقل والفساد أقل.

 

 

اجمالي القراءات 15194