القرءان يناقض العلم المعاصر ..!!
العلم والتطور والحداثه المعاصرة في ميزان القرءان

أحمد الأمل في الأربعاء ٠٤ - ديسمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

العلم والحداثة والتطوّر العلمي في القرءان

 

القرءان يحث على العلم

يقول الحق (قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق)

فهو يريد منك صراحة إستكشاف سرّ بداية الخلق بالسفر في الأرض

والضرب فيها ويأمرك بهذا.

ثمّ إنّه يثني على الذين يسيحون في الأرض إبتغاء ذلك

حتى قرنهم بالعابدين التائبين الأمرين بالمعروف فهم في ذات المنزله والمرتبه فقال

(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعونالساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)

وقال (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

فالجاهل لا معيار له عند الله إذا ما قارنّاه بالعالم

وبالله عليك يا مسلم  كيف يقول الله لك أنّ السماوات سبع والأرضين سبع

وهناك برزخ بين البحرين لئلّا يبغيان على بعضها

وأقسم لك بمواقع النجوم ثمّ قال (وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم)

وذكر لك الطارق والنجم الثاقب

وأعطاك الطريقة التي بدأ فيها خلق الكون فقال

(أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما)

وأمر صراحة فقال (قل أنظروا ماذا في السماوات والأرض)

وأيات كثر لو عددناها لحدنا عن الهدف من هذه الدراسة تحثّك على البحث

عن هذه الأيات التي ذكرها الله أم تحسب أنّه ذكرها لك في القرءان سدى (حاشاه تعالى) .. !

فطلب العلم فريضة وليس فرض كفاية وإنما فرض عين على كل مسلم فعلاً

وللأسف فقد حرّف المسلمون هذا المعنى من صدر الإسلام

فقصروا طلب العلم على الفقه والكتب التي تمليها السياسة من أصول الفقه والخلافيات والمذاهب

ولكن وجد الكثير الكثير من المسلمين لم يأبه بما فرضته السياسة والعلماء المسلمين الأوائل الأفذاذ كثر وهذا شيء لا ينكره أحد لا غربي ولا شرقي حتى جاءت العصور المتأخرة من 650 هـ تقريباً وما بعدها وبدأت الحروب والنكسة إلى يومنا هذا.

 

العلم المعاصر في ميزان القرءان:

العلم له أهداف يحدّدها القرءان

الأول منها هو خشية الله لأنّك تتعرّف على قدرته وبديع صنيعه

وكيف بدأ خلقه وكيف سينهيه وكيف بنى هذا الكون وكيف سيفرطه كالسبحه في النهاية

فتكون عالماً بقدرته تعالى أكثر من غيرك فيثير في قلبك خشية له جل وعز

فيقول (إنما يخشى الله من عباده العلماء)

والهدف الثاني هو إذهاب المشقه عن الناس في كل المجالات بإبتكار وسائل

تخفف عنهم الأعباء الدنيويه ليتفرّغوا للفكر والذكر وعبادة الله فيقول تعالى

(وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه) 

فالكون كلّه مسخّر من الله كرماً منه للإنسان والباقي عليه التأمّل فيه

وإستخراج السنن أو القوانين التي بها يعمل فينتج.

 

وهذه الأهداف يشترط فيها شروط قرءانيه إذا ما بدأ الإنسان في إستكشافها وتوظيفها وهي:

 

الشرط الأول / أن تكون موافقه للطبيعة لا قاهره لها

فإستخراج الدواء من قتل مئات بل آلاف الحيوانات والتجريب عليهم

كما يفعل الغرب الملحد اليوم

قسر وقهر للطبيعة وفساد في الأرض كبير عريض

والأولى هو البحث في البديل كالنباتات والأعشاب

ولا يوجد أبداً داء يصيب إنسان أو حيوان إلّا خلق الله له دواء في الطبيعة

وهم يعلمون ذلك جيّداً ويبدو أنّهم لا يريدون إلّا الفساد والإفساد عن قصد

ومثال أخر وهو البترول فهو يستبدل بالماء فليس البترول

هو الذي يجعل كل شيء حي وإنما الماء

والحمد لله لقد وفّره الله بكمّيات هائله فهو أكثر من اليابسه التي نحن عليها

فالماء يؤدّي نفس مؤدّى البترول إذا ضغط وأستخرج منه الهيدروجين فقط

فتذهب المصانع والعوادم الكيميائية والأضرار البشرية التي يسببها البترول بعد ذلك إلى الجحيم

ويستطيع العيش كل الناس إذ الماء متوفّر عند الجميع وقد خرج أناس في الغرب يطالبون بهذا ولكنّهم أسكتوا وأعدموا وسجنوا وأصبحت الطاقة الهيدروجينية التي تستخرج من الماء هذه تباع سرّاً وأعرف أناس يستخدمونها سرّاً

وكل من خرج بهذه المقوله

فمصيرهم السجن بأمر عالمي لأنّ هذا يضر بالسياسات الفاسدة وإقتصادها كما تعلمون  

وإلّا نستطيع نسيّر الطيارة والسيارة والقطار وغيرها من سبل المواصلات بالماء فنتوافق مع

 الطبيعة وننسجم معها ولا نعاديها كما يفعل الغرب الملحد اليوم.

 

والشرط الثاني: وهو أن يؤدّي هذا العلم إلى الله

فكيف بالله عميت أبصار الغربيين إلى اليوم إذ هم يبحثون في الأسباب وينقّبون في السنن وغفلوا عن مسبب الأسباب وواضع السنن .. كيف بالله عليكم كيف .. عجبي .. !!

وصدق الله (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أؤلئك كالأنعام بل هم أضل)

فقد سرقوا الملكية الفكرية لله تعالى كاملة ونسبوا هذا الإبداع كله

إما للطبيعة أو المصادفة أو التطور وفسروه بذلك التهافت ثمّ يؤسّسون مؤسسات

بإسم حفظ الملكية الفكرية وهم أوّل من سرقها .. عجبي .. !!

فالعلم الغربي اليوم علم يضر الطبيعة والتوازن البيئي وكل الكائنات الأرضية

فالأرض ليست حكراً للإنسان فقط بل هناك حيوانات ونباتات تشاركه الحياة

ويحق لها أن تعيش ولا يجوز قتلها (إن كانت حيوانات) أو قطفها (إن كانت نبات) سدىً

إلّا لحاجة طعام أو دواء أو غير ذلك من الحاجيات

وليست الأفضلية للأقوى كما يقولون وعلّمونا ويطبّقون ذلك

بل حتى الإنسان هو من أكبر المتضررين بهذا الإفساد الشامل للطبيعة كما تعلمون

 

والشرط الثالث / الأخلاق قبل العلم

اليوم يوجد علم فاسد مفسد يحتاج لإصلاح وتقويم لا هدم وتقويض

ورافقه إنهيار خلقي كبير ونزول للهوّه للأسف ولا أحد ينتبه له

فالطاقة الذريّة التي إكتشفها الإنسان سوف يقتل بها نفسه لأنّه لا يوجد أخلاق ودين ولو وجدت لفتح بهذه الطاقة الكون

ووسائل الدمار سوف يوجهها إلى نفسه ولو وجدت الأخلاق والدين لوجهها إلى الوباء والأمراض وقتلها

والله يهدي هذا الإنسان للكهرباء فيصر إلّا يربط هذه عنقه بأسلاكها وينتحر وينحر غيره فلا هو إستضاء ولا أضاء لغيره وهذا هو ديدن الإنسان النزواتي

إنّ جنسنا اليوم يؤول إلى فناء

فبضغطة زر من صاحب نزوة شرير لا أخلاق له ولا دين يذهب العالم سدى

ما هذا العلم والتقدّم الذي لم ينبت إلى المخالب والأنياب

وجعل الإنسان يفترس أخيه الإنسان .. ؟

هذا العلم أعطانا بعد إذن الله الكثير من المحصولات الزراعية والنباتيه والحيوانية

ولكن لو كان فيها فائض ألقوا به في البحار ليزداد سعره ويأكل التجار وتكون الأموال دولة بينهم ويموت الفقراء ثمّ يقول عصر العلم والحضارة .. !!

هل هذا تقدّم أم رجعيه وهل لهذه الجرائم كلها سبب غير إنعدام الدين الأخلاق .. ؟

لذلك الله قال عن نبيه (وإنك لعلى خلق عظيم) ولم يقل وإنك لعلى علم عظيم

لأنّ العلم جزء يسير من الحياة ووسيلة للرفاهيه والتفرّغ لما هو أكبر منه فقط

وأما الأخلاق فهي قوام الحياة

وبقاء الأمم مرتكن إلى ركن الأخلاق الرشيد وإن فنت الأخلاق فنت الأمم

واليوم ونحن نعيش في الحضارة الملحدة المادّية اللّاأخلاقية

التي نستطيع تسميتها حضارة نفسي نفسي

وما ننظر إلّا ضغظة زر حتى يبيد وينتهي كل شيء وننفجر جميعا .. !!

فالعلم لا يعطى لسيء أخلاق أو إنسان نزواتي غير مؤمن بالله

لأنّه لا يضبط الشهوات والهوى إلا التقوى التي تنبت الضمير وتشعله

فالعلم اليوم أسس على بنيان هار وإذا ما عايرناه للقرءان

فإنّه يقول أعيدوا إصلاحه ولا تهدموه وأعطوه لمن هم أهله

وهذا هو الحل من الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم.

(إنّ هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم)

 

الفرح بالعلم والركون إليه علامة هلاك:

لا تحسب أنّ ما توصل إليه البشر اليوم هو منتهى العلم

فقد كانت الأمم السابقة ممكنه من الله فيما لم نمكّن فيه اليوم مع ما عندنا من علم وتقنيات والفراعنه خير مثال فإلى اليوم وبناء الهرم معجزة خالدة

لا يستطيع رفع حجر من حجاره مجموعة رافعات من ثقله .. كيف حملوه .. ؟

الله أعلم ولكن موضوعنا أنّ الأمم السابقه كانت أعلم منّا

ومكّنهم الله بما لم يمكنّا فيه وما بلغنا ولن نبلغ معشار ما أوتوا

فكانت لهم حضارة أكبر وأضخم من هذه التي تراها اليوم وهذا بصريح القرءان

فيقول الحق

(كالذينمن قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثرأموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئكحبطت أعمالهم)

ويقول عزّ القائل (أفلم يسيروافي الأرض فينظرواكيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)

 

فإذا ظنّ الناس أنّهم مسيطرون على الأرض بما عندهم من العلم يأتيهم بأس الله مباشرة

يقول الحق (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنتوظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً)

 

والفرح بالعلم والركون إليه (لأنّه سبب ووسلية وليس غاية)

ونسيان الخالق تعالى (كما نفعل اليوم) يوقع في الهلاك فيقول الحق

(فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهممن العلموحاق بهم ما كانوا به يستهزئون)

فيقولون عن رسلهم متخلّفين أو رجعيين كما يقال اليوم للأسف في عصر التقدم للوراء

وإنما الأصل هو الشكر على هذه النعمة وتسخيرها في المنافع

وما يحب الله ويرضى فهي مجرّد وسيلة ولكنّ الإنسان مصر على الكفر وقتل أخيه.

اجمالي القراءات 14142