ابراهيم عيسى وقانون التظاهر..

سامح عسكر في الثلاثاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

كتب الأستاذ إبراهيم عيسى مقالاً يستهجن فيه مواقف بعض الكتل السياسية في رفضها لقانون التظاهر، ويبدو أن آراءه بها مسحة من المنطق في بعض النواحي..

ولكن هذا لا يكفي..

من المرات القليلة التي أختلف فيها مع عيسى، فالرافضين لقانون التظاهر بصيغته القديمة -والتي كان مرسي هو من سيُمررها-يرفضونه لأسباب منهجية نسقية ولا شأن لهم بطريقة أو دواعي استعماله ...نعم هناك بعض الديمقراطيات في العالم تستخدم مثل هذا القانون ولكن لكل مجتمع طريقته الخاصة في التعاطي مع القوانين..

قد أوافق على قانون التظاهر في حال الاستقرار وانتخاب مؤسسات الدولة، أما الآن فحركة المجتمع وديناميكيته هي التي ستضغط على السلطات الانتقالية لتحسين آدائها ولتماسك أجهزتها الإدارية، ولا ننسى أنه لولا الضغط على الببلاوي إعلامياً وشعبياً ما كان له أن يتخذ قراراً بفض اعتصام رابعة أو الحد الأدنى للأجور..

علاوة على أن التشدد في قوانين التظاهر يُعطي مساحة تعاطف مع خصوم الوطن من الإخوان وحلفائهم، ولو كان هناك ثمة خوف من أن تظاهرات الإخوان سترفع من شعبيتهم.. فمظاهراتهم مستمرة حتى الآن وللشهر الرابع على التوالي ولم ترتفع شعبيتهم .. بل انخفضت ونالوا من استهجان الشعب ما فيه كفاية..وهي معرضة للانخفاض بمرور الأيام وبقاء الحال كما هو عليه.

نفس الكتلة التي كانت تتحدث عن خرافة حكم العسكر وتتبنى الأناركية والفوضى كخيار للتغيير ..بعضها هو الذي تحالف مع الإخوان، سوى ذلك فالشعب يكره المظاهرات أصلاً، وهو لا يلجأ إليها إلا إذا تعطلت مؤسسات الدولة عن العمل.

شئ آخر وهو في منتهى الأهمية وربما لم ينتبه إليه عيسى، هو أن أفعال الإخوان ومظاهراتهم كانت سبباً أصيلاً في ترسيخ سلطة الحكم الحالية، وامتداد جذورها إلى القواعد الدنيا من المؤسسات..

وما أحوجنا إلى ترسيخ هذا السلطة بعد ثورة يونيو..وقد حدث..

ففي تقديري وعلى خلاف كثيرٍ من المثقفين -وقد قلت هذا من قبل- أن استمرار مظاهرات الإخوان هو الذي سيضمن نجاح السلطة الانتقالية وتسليم مفاتيح القصر إلى القيادة المنتخبة، وهي التي تضغط لتماسك الإدارة والمؤسسات المصرية بالكامل ، أي أن الإخوان يضغطون لتحقيق نتائج عكسية على خلاف ما يرغبون، وقد رأينا قوة السلطة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية بل والفكرية أيضاً..

أزمة الإخوان مع مصر هي أزمة هوية وهذه لن يحلها المظاهرات بل المراجعات والغرف المغلقة والندوات..كثير من المتظاهرين مع الإخوان لا يطمئنون إليهم، أي أنه مهما تظاهر الإخوان فأعمالهم كسراب لن تؤثر على المستويين السياسي والاجتماعي، فضلاً عن تخلي بعض الجماعات عن الإخوان بفعل الضربات الأمنية المركزة..

عندما نفكر في تأسيس مرحلة جديدة فلابد وأن نفكر بالمنهج، ونحن قد تبنينا بعد ثورتي يناير ويونيو مناهج وبرامج عمل ثورية تضمن العدالة والحرية...فلا مجال هنا لكسر هذه البرامج تحت أي حجة ولو كانت سداً للذريعة.

اجمالي القراءات 9752