بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة القمعية

عمرو توفيق في الجمعة ٢٧ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٥٦﴾

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿الكهف: ٢٩﴾

ومن شاء أن يكون قرآنيا فليكن ومن شاء أن يكون شيعيا فليكن ومن شاء أن يكون بهائيا فليكن ومن شاء أن يكون إخوانيا فليكن! والحساب عند الله جل وعلا فحسب.

إن فرعون أدرك أنه إذا استمر موسى عليه السلام في دعوته فسيقضي على سلطانه وربوبيته لقومه:

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿غافر: ٢٦﴾

لذلك تحاول الدول القمعية إغلاق منافذ الأفكار وحجب المفكرين أو ذوي الاتجاهات السياسية المعارضة لها عن طريق شراء الصحافة ووسائل الإعلام  ومنع وسائل الإعلام المضادة لها. كما تلجأ إلى اعتقال العديد من رؤوس التيارات المخالفة.

ولكن هيهات أن تنال بذلك غرضها في تثبيت سلطانها على الشعوب. إذ ثبت تاريخيا أن عمر الدول القمعية كان قصيرا جدا. كما حدث للاتحاد السوفيتي المنحل. والسادات عندما بدل مساره الديمقراطي إلى قمع الشعب نال جزاءه سريعا جدا. ومبارك... ماذا تساوي الثلاثين عاما التي طغى فيها في التاريخ. والآن أصبح عمر الدول الديكتاتورية أقصر، نتيجة انتشار الديش والكمبيوتر والإنترنت والموبايل. وإنه من الغباء أن يظن أحد أنه يمكنه حجب المعلومة!!! وإنه بعد ثورة 25 يناير قد قضي على الخوف وهذا من أعظم إنجازاتها، ولذلك لن يستطيع أحد أن يكمم الأفواه إن شاء الله.

إذن فما الحل؟

الحل موجود في القرآن: هو مقارعة الحجة بالحجة: كما في سورة مريم:

وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَدًۭا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّۭا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا۟ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًۭا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْدًۭا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَىٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّۭا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾

 وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴿البقرة: ١١٦﴾

اكشف عن مادة قالوا في المعجم المفهرس.... ويقول تعالى:

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿النحل: ١٢٥﴾

والمجادلة لا سبيل إليها إلا بطرح الفكر والفكر المضاد.

فالقرآن ذكر كلام المخالفين ولم يكمم الأفواه ولكن رد عليهم.

وهكذا يجب أن نفعل بأن نسمح لأصحاب الفكر المخالف بعرض آرائهم بكل حرية ونرد عليها، وليكن ذلك في مؤتمرات عامة. هذا هو الحل فقط وفقط، وغيره يؤدي إلى ازدياد قوة الخصوم. فقد حاول عبد الناصر قمع الرأسماليين والشيوعيين والإخوان، فماذا كانت النتيجة؟

مات عبد الناصر وتمكن الرأسماليون في حقبة السادات وازدادوا بشاعة أيام مبارك، وتقوى الإخوان إضافةً إلى قمع مبارك لهم أيضا، وبقي الشيوعيون، وعبد الناصر لن يعود، ولو داعبنا خياله!!

اجمالي القراءات 7842