حزب النور وفصال وكالة البلح

خالد منتصر في الأربعاء ١١ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أنا لا أعرف أين مقر حزب النور، ولكنى أستطيع أن أخمن موقعه، إنه لا بد أن يكون فى الموسكى أو فى وكالة البلح أو فى العتبة! ولو سألتنى ما العلاقة بين حزب النور وهذه الأماكن؟ وما سر هذا التخمين؟ ستكون الإجابة: لأن الموسكى أو الوكالة أو العتبة هى أكبر ساحات للفصال فى الكرة الأرضية، وحزب النور هو أكبر تجمع بشرى يمارس الفصال السياسى المغلف بسيلوفان دينى فى الزوايا الأربع لهذه الكرة الأرضية! فى الموسكى لا بد أن تفاصل السيدة البائع وهى تقلب القماش حتى ولو نطق التاجر بالسعر الذى تتمناه أو حتى بأقل من هذا السعر، ولكن الفصال عندها هواية أو بالأصح فطرة وغريزة يخرج أوتوماتيكياً من اللسان، وربما يحدث إحباط عند هذه السيدة إذا قال لها البائع خذى هذه البضاعة ببلاش! لأنه بهذه الجملة قد أحبطها وحرمها من متعة الفصال ونشوة المساومة، كذلك حزب النور فى اللجنة التأسيسية 2012 مارس الفصال، وهو الاسم المهذب والوصف الرقيق للابتزاز؛ خدوا يا إخوان اللى انتو عايزينه من تمكين وادونا (219) أما شوية الليبراليين فأنا كفيل بهم، وكلنا نتذكر فيديو ياسر برهامى الشهير الذى يحكى فيه عن صولاته وجولاته وضحكه على دقون الليبراليين المحلوقة واللف والدوران وسيب وانا اسيب، حتى مرر مادته الملغومة (219) وتسلل بها والتأسيسية تنام فجراً على هدهدة «الغريانى»: «خد المادة 219 واسكت، خد المادة ونام». ولأن الفصال عبادة وليس عادة عند «النور»، فقد ظل كامناً فى تلافيف الدماغ وظل مع عدلى منصور كما كان مع «مرسى»، وتجدد مع «موسى» بعد أن ظنناه ذبل ومات مع «الغريانى»، وكنا تخيلناه قد غرب مع غروب التأسيسية، فإذا به يشرق مع بزوغ شمس الخمسين. ولأن التأسيسية كانت تتمتع بكمية ذقون طاغية كاسحة، فلم يستطع «النور» وقتها أن يفاصل فى مسألة من هو الأكثر إسلاماً، ولكن مع قلة الذقون فى الخمسين فقد بدأ «النور» فى دخول مزاد أنا الأكثر إسلاماً «ألا أونه ألا دو ألا ترى، مين يزود؟». وحزب النور بالطبع هو الوحيد الذى يمتلك جرس المزاد وفتح المزاد وتحديد الأسعار ومتى يفتح ومتى يغلق هذا المزاد، فتح كلام بدأ «النور» بالفصال حول قلة عدد من يمثل الإسلام فى لجنة الخمسين، رغم أن معلوماتى المتواضعة تقول إن عدد المسيحيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ثم عندما وجد حزب النور أن هذه البضاعة راكدة هذه الأيام فجّر المفاجأة بأن كمال الهلباوى لا يمثل التيار الإسلامى! ومعلوماتى المتواضعة أيضاً تؤكد أن بطاقة كمال الهلباوى الشخصية تؤكد أنه مسلم لم يرتدّ بعد! وأن كل جريمته أنه لا يحمل كارنيه حزب النور، ولم يبايع ياسر برهامى على المنشط والمكره، وبهذا يكون قد خرج عن صراط الإسلام المستقيم وخرج من جنة السلفيين. ثم كانت آخر وسائل الفصال العبقرية التى تتفوق على كل غزوات زائرات الموسكى ورائدات وكالة البلح، هى عندما خرج ممثلهم فى برنامج تليفزيونى يبشرنا بأنه سيترك (219) إذا شطبنا كلمة المبادئ و«يا دار ما دخلك نور»، وما شاء الله ع المرونة النورانية! أحسست وأنا أستمع إلى هذا الجدل أننى قد دخلت خطأ على محل منجد فى الوكالة أثناء مساومة وفصال حامى الوطيس على قماش الأنتريه! يا حزب النور، أنت لا مكان لك كحزب دينى فى الحياة السياسية أصلاً، وإذا قررت مشاركتنا فى الحياة السياسية شارك بعقلية وكالة الشعب لا وكالة البلح

اجمالي القراءات 8047