قد يكون من هنا الاصلاح

عفاف صبري في السبت ١٠ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 إن الإصلاح الديني هو مسألة حياة أو موت لأنه لو لم يتم الإصلاح الديني ستكون النتيجة كارثية..  

 بهذه الجملة أنهى الأخ عبد اللطيف مقالته وبها أبدأ لأني أعتقد أن الاصلاح يبدأ من هنا ..من منبع التجمع للفكر الذي يقتل الآلاف من الأبرياء 

لم يمر زمن بعيد منذ بدأت الكتابة في هذا الموقع الذي أعتبره بوابة النجاة لنا جميعا..تسارعنا للكتابة فيه حتى نتنفس الصعداء..بعد مرور سنين والأنفاس محبوسة في الصدر تنتظر..أعلم أنه ليس من السهل علينا أن نحطم الأصنام التي أشبهها بالأهرامات المصرية في قوتها وصمودها.. بل لعمري هي أشد قوة وبأسا.. والنقاشات الحادة والمواضيع الصعبة المطروحة هنا دليل على ذلك.. نحن في حاجة لكل هذا لأننا نعيش بفضل الله الثورة الفكربة التي طالما انتظرناها.. هذه مرحلة لابد منها رغم صعوبتها.. لذلك فإني أدعو الجميع للصبر والتحمل واعمال العقل ماستطعنا مهما اختلفنا حتى نستفيد من اجتهاداتنا.

 

موضوع اليوم هو الموضوع الأشد خطورة بالنسبة لي.. لماذا ؟ لأنه الوحيد الباقي من الأصنام وأشدها حساسية (وذلك في اعتقادي الشخصي وفي اعتقاد نخبة لا بأس بها في هذا الموقع وغيره). فلو نجحنا في القضاء على هذا الصنم المرعب.. فتأكدوا أننا سنرتقي إلى أهم مرحلة في حياتنا.. السير في الأرض لنرى من آيات الله ما يجعل لحياتنا معنى.

وأسأل نفسي وأسألكم..

 كلنا تعاهدنا على اتباع كتاب الله دون الإشراك به شيئا .. واستخرجنا منه ما يثبت ذلك آيات وآيات..أشدهم قوة هي " مافرطنا في الكتاب من شيء".. فلماذا بعد كل ما أثبتناه مصرون على ترك نافذة للتراث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 اتفقنا على أن الكتاب لا عوج فيه والله يقول" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " فلماذا تصرون على اتباع اعوجاج الموروثات البشرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أردت فقط أن أذكركم بالهدف الذي من أجله نكتب وبالحلم الذي طالما حلمنا به.. أن نرى بلادنا متقدمة بالعلم.. شامخة بالفكر المستنير.. نساءا ورجالا وأطفالا .. كلنا أحرار من قيود الجهل والرذيلة والتعصب..... والقائمة طويلة.

لا أدري إن كنت سأحيى لأعيش هذا الحلم معكم.. لكن يكفيني يوم يتحقق أن أكون قد ساهمت في تحقيقه.

 

كتب في هذا الموضوع مفكرون كثيرون ومن بينهم المفكر والأستاذ الفاضل أحمد صبحي الذي احتوانا في هذا الموقع وجمعنا على اعمال العقل ونحن نخبة من شتى بلاد العالم وهذه فرصتي لكي أشكره هوو أبناؤه وكل من ساهم في إنجاح خروج الكلمة من الصدور المكتومة إلى كل العالم.

بعد قراءة متمعنة للكتابين اللذين أصدرهما الأستاذ أحمد صبحي منصور وهما "القرآن وكفى" و"الصلاة في القرآن" أجد نفسي أمام فقرة لم أستطع أن أمر عليها مرور الكرام.

على اثرها مباشرة لي بعض الأسئلة البسيطة.. التي الغاية منها إثارة المناقشة والحوار وأرجو أن يكون حوارا ثريا إتباعا للتذكير الذي قامت به الأخت لطيفة منذ أيام.

 النص يقول:

وحتى لا تتلاعب به أهواء السوء لتقول له وأين كذا وكذا فى القرآن عليه أن يتفهم منطق القرآن   قبل أن يبادر بالاتهام..
يقول تعالى ﴿ما فرطنا فى الكتاب من شىء﴾ والتفريط هو إغفال الشىء الضرورى الهام وتركه، ونحن مثلاً لا نواجه مشكلة فى عدد ركعات الصلاة ولا فى كيفيتها.
والله تعالى ـ وهو الأعلم بالماضى والحاضر والمستقبل- لو عرفنا أننا سنواجه مشاكل فى موضوع الصلاة لأوضح لنا عددها وكيفيتها ومواقيتها بالتحديد.. ولكنه تعالى أنزل القرآن يوضح ما نحتاج إليه فعلاً فى الحاضر وفى المستقبل وأنزل القرآن بالحق والميزان ﴿الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان﴾ (الشورى 17). فلا مجال فيه لزيادة أو تزيّد لسنا فى حاجة إليه، ولو نزل القرآن يحكى لنا تفصيل الصلاة ونحن نعرفها ونمارسها منذ الصغر لكان فى ذلك شىء من الهزل، ولا مجال للهزل فى كتاب الله ﴿والسماء ذات الرجع. والأرض ذات الصدع. إنه لقول فصل. وما هو بالهزل﴾ (الطارق 11: 14).



) فكيف يمكن أن يكون للصلاة كل هذه الأهمية ( البقرة 132، إبراهيم35-40، النساء 125.........) دون أن يوجد تبيان فعلي واضح لها في كتاب الله؟

كيف يمكن أن يجعل الله الصلاة بين أيدي الموروثات العملية ؟؟ التي بدورها كالموروثات الكتابية تقبل وتحتمل التحريف من قبل الإنسان عبر العصور؟؟

والدليل على ذلك واضح وبسيط .. أليس الوضوء من الموروثات العملية ؟؟ والله لم يجعله بين أيديهم فقد ذكره في القرآن واضحا وجليا .. ورغم ذلك لانجد الناس يتوضؤون إتباعا لما في كتاب الله؟؟

لم يحدد الله في الوضوء عددا فلما تصرون على الأعداد ؟ أم أن القرآن ناقص؟

والله تعالى ـ وهو الأعلم بالماضى والحاضر والمستقبل- لو عرفنا أننا سنواجه مشاكل فى موضوع الصلاة لأوضح لنا عددها وكيفيتها ومواقيتها بالتحديد"

والذي نحن فيه اليوم أليس اختلافا على موضوع الصلاة؟؟؟ .. لا والأدهى والأمر فالصلاة موضوع اختلاف منذ قديم الأزل وكتب التراث تثبت ذلك..

ولو أن العدد والكيفية لهما أهمية  عند الله منذ البداية ألم يكن سهلا عليه توضيحها؟

وبما أن الإسلام واحد في جميع الديانات .. وجميعنا نتبع ملة إبراهيم.. فلماذا الياهود والنصارى لايصلون مثلنا ؟؟ على الأقل في عدد الصلوات أو الشكل ؟؟ أليس هذا دليلا آخر على أن الموروثات العملية هي الأخرى قابلة للتحريف والتغير؟؟؟ هم الأصح أم نحن؟ علما أننا جميعنا من ملة ابراهيم؟

أم أنهم حرفوا ونحن لم نحرف شيئا؟

 ذكرت الصلوات الثلاث( الفجر والمغرب والعشاء) واضحة في آيات عديدة، فما الحكمة من عدم ذكر الصلوات الأخرى( الظهر والعصر) ولو بالإشارة والتلميح؟

البقرة 125 والحج 26 كلمنا الحق عن حركات الصلاة، فهل هذا غير كاف؟

 وهل العدد مهم هنا؟ أم أن القرآن ناقص؟

 علما أن هناك أناسا كثيرين لأسباب مرضية (المعاق مثلا) وغيرها لا يستطيعون الإطالة ولا القيام بحركات كثيرة نزولا وطلوعا..؟.. لهذا سنجد الحلول..من أين؟ من كتب التراث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ألم تلاحظوا هنا أنه بحث لتغطية ثغرة من ثغرات التراث؟

 الله يرحمنا ونحن لا نرحم أنفسنا.

وكيف يتوفر الخشوع في الصلاة كما طالبنا به الاهنا الرحيم، والواحد منا عوض أن يركز في كلامه مع خالقه يركز أكثر في العدد خوفا من الوقوع في الغلط؟؟

إذا كانت الصلاة فعلا تصلى جماعة أي هناك إمام والباقون يصلون وراءه؟؟؟ فما قيمة هذه الآية   "قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً(110) الإسراء..

وهل تعلم شيئا عن هذا الذي تصلي وراءه اليوم ؟ وأنا لي امثلة شنيعة في هذا الموضوع ...

والرجل المسن الذي لا يستطيع الوقوف طويلا وهو ينتظر حتى يكمل الإمام قراءة نصف سورة البقرة ماذا يفعل ؟؟.. ستقولون هناك الكرسي.. ألم تلاحظوا هنا أنه بحث لتغطية ثغرة من ثغرات التراث للمرة العشرين؟

ما نراه اليوم في المساجد خصوصا في رمضان .. لا يدعوكم للتسآؤل؟؟؟  هل هذه هي الصلاة فعلا؟

وهذه التفرقة بين النساء والرجال في المساجد؟ ما محلها من الاعراب؟ لسماع الخطب؟ أي خطب؟ التي توزع فكرالتراث المتعصب  الجاهل أم التي توزع الفكر الارهابي لقتل الأبرياء؟؟؟؟؟

لنا العقول  ولنا الكتاب.....وحرية التدبر موجهة للجميع ما علينا الا الصدق والاخلاص لله ولا لنظام يخدم مصالح أناس على حساب أناس.. ولا لأفكار دخدم أهواءنا........

على حد علمي وفهمي البسيط فالمساجد مجعولة لذكر الله أي الصلاة.. نصلي لله ما شئنا في المواقيت التي أشار إليها الله وفي غيرها.. ونذهب إلى حال سبيلنا. وكيف يكون الأمر في الحج على نحو؟ وفي غيره على نحو آخر؟

إلى متى سنجتهد في ترقيع الثغرات؟

." فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ(37)" " فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ"(39) آل عمران

لا أجد فرقا في آيات الله في العبادات بين الرجل والمرأة.. وأجده عندنا.. ففي الخطب المزعومة هناك النائمون والنائمات.. وأطرف ما تجد في جمع النساء تبادل أصناف الأكل .. ويا حزني .. لقد شوهنا جميع المفاهيم.

في كتاب الله نحن أحرار في أعظم اختيار وهو الايمان فكيف تكون الصلاة وهي علاقتك المباشرة بربك مقيدة بكل هذه القيود؟ أين رحمة الخالق بعباده؟ كيف ترمون بالتراث في كل المسائل.. وتتربعون على عرشه.. في أخطر مسألة؟؟؟ مالكم كيف تحكمون؟

المناسك واضحة لمن أراد اتباع الله والكتاب.. والله الموفق

ولكل هذا أدعوكم أيها السادة والسيدات الأفاضل إلى إعادة تدبرالصلاة في كتاب الله، ولنبدأ بالآيات التالية:

هود 114، الإسراء 78-79، النور 58، والآيات عديدة .. فكما تعلمت من نصيحة الأستاذ عثمان.. التدبر من مفهوم الكتاب ككل. 

 

لا أنتظر تعليقات ولا ردود على الأسئلة بقدر ما أنتظر مقالاتكم.. حتى تعم الاستفادة والأمر موجه لي أنا أيضا.. ولنا لقاء بأذن الله

الحمد والشكر لله ..هو يهدينا سواء السبيل

 

اجمالي القراءات 23340