دموع ودماء قبطية

كمال غبريال في الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

يدور فيلم "أفريكانو" بطولة الفنان "أحمد السقا" حول العصابة التي كانت تحقن حيوانات الحديقة المفتوحة بعقار يحولها إلى الشراسة والتوحش فتقتل بعضها البعض، وينتهي الفيلم بفضح العصابة وتوقف الحقن بهذا العقار، لتعود الحيوانات إلى سلوكها الحيواني الطبيعي!!. . نحتاج يقيناً لمن هو في مثل قدرات "أحمد السقا"، فيكشف طبيعة "عقار الجنون" هذا، ويتمكن من وقف حقن الملايين به!!
يبدو أن الجهاد ضد النصارى أعداء الله بدأ جدياً اليوم 7 أبريل 2013 من أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. . هو بصراحة مش كتير التضحية بعشرة اتناشر مليون قبطي، عشان مرسي ومكتب الإرشاد يعيش!!. . بس عشان يكون الكلام واضح دون تدليس وتعريص: مصر لا تحدث فيها فتن طائفية، فيها فقط اعتداءات بربرية متوحشة من طرف متهوس دينياً على طرف آخر مسالم مرعوب. . الداخلية تصمت والغوغاء يجاهدون ضد النصارى أعداء الله. . نهضة يا دنيا نهضة!!

يحدث هذا عندما يخرج الإرهابيون من السجون ليجلسوا على كراس الحكم!!. . لن أخبركم عن ضغط الدم في نافوخي عندما يخرج علينا في فضائية نطع "يناشد جميع الأطراف ضبط النفس". . "جميع الأطراف" هذا ما يقوله النطع إياه، الذي يأبى ويستكبر مناشدة الغوغاء التوقف عن القتل والحرق والتخريب!!. . هل سنرى موقفاً مناسباً من "جبهة الإنقاذ" و"6 أبريل" وسائر التيارات والأحزاب السياسية تجاه ما يحدث للأقباط، وليس مجرد بيانات باهتة لإبراء الذمة؟!!. . إذا كان هناك شاب قبطي ينتظر مني نصيحة كما والده، فنصيحتي له هي الهجرة من مصر ما استطاع إليها سبيلاً، وإن كنت أنا شخصياً سأمضى ما تبقى لي من العمر في المخاضة المصرية هذه.


إلى الإعلامي الخرتيت الذي يطلق فحيحه بهدووووووء: أين هي الآن أسلحة الكنائس التي ادعيتها يا كتلة اللحم والدهن؟!!. . صوت طلقات الرصاص بمحيط الكاتدرائية يخترق القلب، يمزقه. . ها هم المصريون يقتلون مصريين يشيعون قتلاهم جراء الهجمات الغوغائية، وها هي قنابل الغاز تلقى داخل سور الكاتدرائية وعلى المقر البابوي ذاته. . هل قررت الداخلية الجهاد ضد النصارى الملاعين؟!!
لكن لكي يكون تشخيص الحالة المصرية هذه دقيقاً، علينا أن نتذكر أن ليس نظام الإخوان وحده هو ما يرتكب هذه البشاعات والجرائم ضد الإنسانية، تذكروا أربعة شباب أقباط شهداء العمرانية على يد داخلية حبيب العادلي قبيل ثورة 25 يناير. . إضافة بالطبع إلى 28 شهيداً قبطياً في مذبحة ماسبيرو على يد المجلس العسكري، حين دهست مدرعات الجيش المصري أجساد الشباب. . ما نشهده من مهازل ومجازر صار سلوكاً مصرياً معتاداً، يتحمل مسئوليته الشعب المصري كله باختلاف مكوناته ومسئولياته.
العجيب أن الأقباط يبكون دماً بدلاً من الدموع على ما يحدث لهم من اعتداءات وحشية، ومع ذلك لا يكفون عن ترديد مقولات الكنيسة التغيبية من أن "لهم وطن تاني سماوي" و"أنهم ليسوا من هذا العالم الذي وضع في الشرير". . مأساة الأقباط ونكبتهم مزدوجة، أحد شقيها الغوغاء والإرهابيين، والشق الثاني المخادعين المرتزقة من أصحاب العظمة والقداسة والنيافة!!. . "البابا تواضروس يتغيب عن جنازة ضحايا "الخصوص". . ليس هذا غريباً ولا جديداً، فمعلم الأجيال و"بابا العرب" صاحب العظمة والقداسة الراحل كانت مواقفه في مثل هذه الحالات أسوأ من ذلك!!
اجمالي القراءات 6830