بشرى لمنطقتنا العربية

احمد شعبان في الخميس ٠٤ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

تعيش امتنا الاسلامية أجل مراحل حياتها واسماها بعد فترة رسولنا عظيم الخلق .

لقد عانينا من البغي فيما بين كبراءنا ، والذي تمثل في الحكم " السياسة "

وأدت قوة البغي بالشعوب للخنوع ، وكانت الدكتاتورية للأسف تحت لواء الدين ، مما أدى  بهم وبنا الى الانشقاقات والتشظي ومنه الى التخلف والجمود

 

ووجدنا انفسنا غرقى مصيبة الفكر الاسلامي الذي أدى إلى فرقتنا واختلافنا بتوظيفه للدين سياسيا

كما حدث في الغرب المسيحي

والذي مازال يعصف بمنطقتنا العربية

وتمثلت التناقضات فيما تعرضه وتحاول فرضه الطوائف والتيارات الاسلامية من افكار أدت إلى ارباكنا

 

بل يمكنني القول وأنا مرتاح الضمير اننا نعيش حالة كفر بالحقيقة التي نؤمن بها " رسالة الإسلام " الذي ارسل لكى يقود كامل البشر " رحمة للعالمين " ولم نعمل لتحقيقها

 

ثم كانت ثورات الربيع العربي التي أخرجت مافي البطون

قامت بجيل شاب انفتحت امامه سبل المعرفة ، ورأى التناقض الواضح بين ما يعيشه ، وما كان يجب ان يعيشه كاقرانه في العالم المتقدم

 

ثم كان التعهد من الجميع باعتماد الديمقراطية كآلية لنظام الحكم

 

والغريب لم نرى أحدا يلفت النظر إلى بديهية :

أن كل التيارات الإسلامية لا تقبل معارضة ، فهو مسلم الى الجنة ومعارضه الى النار ، كما هو واضح الآن أمام الكافة

 

لذا اعتبر عدم الاستقرار الحاصل الآن في مواجهة الاسلاميين دليل الخير لأمتنا الإسلامية .

سواء كان مصنوعا أو عن مؤامرة ، رغم أن الجميع يعلم أنه عفوي

والسبب :

حتى لا يأخذنا هؤلاء الاسلاميين إلى طريق ترفضه الفطرة الانسانية " طريق الطائفية التي تأكل نفسها  "

 

ومن فضل الله علينا ان دفعنا دفعا وتلقائيا للتفكير برؤية نقدية كضرورة افترضها هذا الواقع الذي نعيشه من اضطرابات والغير محسوبة نتائجه ، والخاسر المأكد هو الشعب

 

وما ننتظره من خلال هذه الرؤية النقدية انتاج العلم ، والتي هى شرط انتاج كافة العلوم

 

ولأننا نعيش في ظل مناخ غاية في السوء

لذا نجد العلم المنتج الآن مرتبط بكيفية الخروج من ازماتنا التي نعيشها " مبادرات " ، للوصول الى مجرد نقطة البداية الصحيحة " الإفاقة "

والتي يبدا منها الانطلاق ، حيث يجعل الانتاج العلمي في متوالية هندسية ، بدلا من المتوالية العددية التي كان عليها في وجود الارتباك ، الممثل في وجود محاولات لسحبنا الى ما وراء العصور السحيقة التي عفى عليها الزمن من تدين مختلف مفرق  ، كما لو كان الأمر قفز في الظلام ، في مقابل الالتزام العلمي في حياتنا وعلى رأسها الجانب الديني والذي هو طريق النور بحق

 

لذا من الواجب على الجميع في ظل الانفتاح الفكري الذي نعيشه ان نبصر أنفسنا والكافة لكشف عوار هذا الفكر المتردي حتى ننسلخ منه إلى آفاق العلم الرحبة من تقدم ورقي بل وتطوير أيضا بجعل الإسلام طفرة لحضارتنا الإنسانية

 

ويطالبوا بكل جدية شيوخهم وائمتهم بان يبينوا لنا الاسلام الصحيح ا لذي هو رحمة للعالمين ، والذي يجعلنا موحدين كما اراد الله تعالى

 

وهذا لن يتاتي الا باتباع المنهجية العلمية التي بنيت عليها حضارتنا الانسانية ، والتي فصل بها القران الكريم

 

لقد سعدت كثيرا لوجود امثال الدكتور عدنان الرفاعي بوضعه فرضية منطقية في مجال الإعجاز العددي ، وقام بتجربتها وقدم نماذج توحى بالجدية

مأكدا صحة القرآن الكريم هندسيا 

والوصول إلى القراءة الصحيحة للقرآن الكريم

والواجب أن يكتمل هذا المشروع بمجموعة من الباحثين الأكفاء

 

هذا رغما عن اني لم اكن اثق في ما يطلق عليه الاعجاز العددي للقرآن الكريم ، لانه كما علمت بنى على ما لا اعرف له مصدرا في تحديد القيم العددية للحروف

ولكن فرضية الدكتور عدنان موضوعية

 

ومن جانبي فقد وضعت فرضية باعتبار الحرف والكلمة القرانية كل منهما له معنى واحد لا يختلف في اي سياق كما الالفاظ العلمية

وقد قمت بتجربتها ايضا وتوصلت الى نتائج غير مسبوقة في الفكر الاسلامي لحل مشكلات عديدة

علاوة على تطبيق تكنولوجي غير مسبوق حتى وقت قريب جدا

مع تقديم اضافة علمية

 

وبالبحث يمكننا مصادفة الكثيرين ممن أنعم الله عليهم أمثال الدكتور عدنان

لأن القران الكريم هو مجموعة غير متناهية من العلاقات المتداخلة " شبكة معلوماتية "

لذا نحن في اشد الحاجة لمن يضعوا فرضيات من زوايا اخرى ويحققوها ، حتى نقترب من معرفة الكيان المنظومي للقران الكريم .

والذي يوصلنا الى معرفة كيفية تحقيق رسالة ربنا للبشرية والتي هى رحمة للعالمين لنحققها

وَمَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

 

هذه اخواني نماذج في اطار اصلاح الفكر الديني الذي يجعل الانسانية في تكامل مستمر ، وليس شقاق وتناحر .

 

ومن الجدير بالذكر والهام :

اثناء الاحتفالية الأولى بإعادة افتتاح مركز ابن خلدون  عام 2003 .

قدم لنا كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة من خلال مندوبه رؤيتة للتاريخ في إصلاح أحوالنا

وفيما قال :

 

" ... التاريخ يخبرنا بأنه في بعض الأحيان يمكن فقط للرؤى الراديكالية جدا أن تتخطى العقبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...... .

 

وأفاد في النهاية :

بأنه قد آن الأوان للمنطقة العربية أن تمتلك مثل هذه الرؤية

 

بل ووعد :

بأن الأمم المتحدة ستظل شريكا لصيقا لتحقيق هذه الرؤية "

 

والرؤي الراديكالية حسب ما جاء بالقواميس تعني :  الجذرية / الأصلية / الفطرية / الثورية

 

واصلاح الفكر الديني يمثل بحق حياتنا " الجذرية ، والأصلية ، الفطرية ، الثورية "

 

لذا اطالب الأمم المتحدة أن تفي بالتزامها

فقد آن الأوان نحو الشراكة اللصيقة لمشروع اصلاح الفكر الديني الذي يعبر عن الرؤية الراديكالية جدا التي بشرنا بها الأمين السابق

وذلك حفاظا على السلم والأمن العالمي

احمد شعبان محمد

اجمالي القراءات 9212