الفاتحة من لقاء "الصهيوني" غولدبيرغ!

د. شاكر النابلسي في الثلاثاء ٢٦ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

دأب الإعلام الغربي – عامة - على تزوير الحقائق العربية، وعلى الافتراء على حكامنا العرب المغاوير!

 

بين الإعلام العربي والغربي

ورغم أن الإعلام العربي يخضع للحساب والعقاب – على عكس الإعلام الغربي – إلا أن حكامنا – أثابهم الله – لا يلذ، ولا يطيب لهم، إلا أن يدلوا بتصريحاتهم للإعلام الغربي مقروءاً، ومسموعاً، ومرئياً، بعيداً عن الإعلام العربي "الموتور"، و "المأجور"، و"المرتزق"، و"التافه"ـ برأي هؤلاء الحكام!

بل إن الإعلام العربي إن تجرأ، ونقل عن الإعلام الغربي، ما نُشر من آراء لحكامنا وقادتنا العظام (من عظمة، وليس من عظم)، جاء النفي، والشجب، والإنكار سريعاً من الدوائر "ذات الاختصاص"، لكل ما نشر في الإعلام الغربي، بحجة سوء الترجمة، وسوء الفهم، وتحقيق أهداف المؤامرة الصهيونية في التحوير والتبديل في الكلام!

 

لماذا الإعلام الغربي فقط

وحجة حكامنا - أدامهم الله - في أن يختصوا الإعلام الغربي بتصريحاتهم وآرائهم النافعة المباركة، أن كلامهم ليس موجهاً للشارع العربي النائم، بقدر ما هو للشارع الغربي القائم.

وأن القارئ الغربي، أقدر من العربي على الفهم، والإدراك، وقبول الرأي الآخر.

وأن القارئ العربي، في الشارع العربي المراقب، والمحاصر، والمحكوم، والمكتوم، مشغول في السعي لتوفير لقمة عيش يومه، ومشاهدة المسلسلات التركية. ولا وقت لديه لسماع كلام الحكام الكبير والصريح، والمكرور المُجتر، عن الفساد، والإصلاح، وخطط المستقبل البراقة، الكاذبة، والملفقة، في التنمية والتقدم.

 

The Atlantic Magazine

الحديث الجديد في نشره، القديم في أفكاره والطويل، هو التي أفردت له مجلة "اتلانتك" أكثر من عشر صفحات، في عدد ابريل/ نيسان 2013 . وليس كاملاً ما تمَّ نشره على الانترنت. حيث نُشر على الانترنت رؤوس أقلام فقط لا غير.

كما أن القلائل جداً في العالم العربي، أو في الغرب اطلعوا عليه، في نسخته الأصلية. ورغم هذا أثار زوبعة رعناء، محدودة جداً، لا لون، ولا طعم لها، ولم تخرج عن محيط فنجان القهوة الأردنية ليس إلا.

ونام "سيدنا" هانئاً، قرير العين.

ولا نامت أعين الجبناء في ساحات الأردن.

فلم يهتم بهذا الحديث الشريف الإعلام العربي اهتماماً كافياً. ولم يلتفت اليه المتابع الغربي. وكما قال أحد اصحاب المكتبات الكبيرة - هنا في أمريكا – من إن معظم الذين اشتروا أعداد المجلة المذكورة هذه المرة، كانوا من العرب المقيمين وبعض الإعلاميين الأمريكيين. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء لا تقرأ هذه المجلة في أعدادها السابقة.

 

جيفري الصهيوني المأفون

ويبدو أن الصحافي الأمريكي "اللامع" جيفري غولدبيرج (جبل الذهب) (الصهيوني المأفون) كان السبب في زيادة مبيعات هذا العدد من المجلة.

والسبب في ذلك، أن ما جاء في هذا الحديث الملكي الشريف، لذلك الصحافي الصهيوني المأفون، لا جديد فيه. فقد سبق أن قيل، ونُشر منه الكثير هنا في "إيلاف" وفي غيرها من الصحف الأردنية المعارضة، وفي كتب حديثة صدرت في بيروت تحت عنوان (الهاشميون والأردن)، ونُودي بها في ساحات عمان، والكرك، وإربد، والسلط، ومعان، ولكن لا حياة لمن تنادي. وتبناها "صاحب الجلالة" في الخفاء، وكررها اليوم بشجاعة متناهية، لأنه يعلم - تمام العلم - بأن لا شعب هناك، ولا حياة لمن تنادي منذ 1921 الى اليوم . ورغم النفي الرسمي لها، خوفاً من رياح الربيع القادم، الناعمة، على الخط الأسيل، إلا أن (سيدنا) قالها، ورزقه على الله سبحانه، رغم الغضب الكاذب، والعتب الحاجب، من بعض الجهات الغافلة، والدوائر النافلة.

ولولا شخصية غولدبيرج، وشهرته الصحافية، وعلاقته بسيدنا علاقة الصديق بصديقه، والأخ بأخيه، لما تمَّ حول هذا الحديث، اهتمام أو التفات، من قبل الحاقدين والموتورين، من أمثالنا.

 

دلع الملوك

دلع الملك، في نقد "عظام الرقبة"، ليس له ما يبرره، غير الاطمئنان التام، من أن لا أحد يقرأ، ولا أحد يسمع، ولا أحد يقشع.

ولقد أخطأ السيد المحترم غولدبيرغ في عنوان مقاله:

ملك في ورطة King in crisis “ A

فلا أزمة، ولا ورطة هناك، ولا هم يحزنون .

 

ومن أين ستأتي الورطات والأزمات – لا سمح الله - والشعب نائم، نوم أهل الكهف، وقواعد النظام المبارك تحرسه وتحمية البهاليل من بني هاشم، وآل البيت والزيت، و"أوباما" في الجيب؟

وكان الصواب أن يكون العنوان:

A King in play “ “ ملك في لعبة "، أو ملك في مسرحية"، أو.. أو .. ( كل قارئ يُترجم، ويقترح ما يشاء).

فقد اجتاحت الشوارع الأردنية – في القرن العاشر ق. م - موجات غضب هوجاء، غبراء، رعناء، متسارعة، ضد الفاسدين، وزيادة أسعار محروقات الفقراء، والسارقين، وسيوف الرقابة، ولكن لا جديد هناك.

فماذا تم؟!

طز!

عادت الأمور الى مجاريها، وجاء أبطال الأمس من جديد، مشمرين عن سواعدهم، لتلميع الكراسي، والقبض على المراسي.

وفي آخر النهار، وعلى مائدة العشاء، وأمام صحن شوربة العدس، راح الكل يدعو بشجاعة، وصراحة، وبسالة، وسلامة "سيدنا"، وبقاء الدوحة الهاشمية المباركة، وبركة أهل البيت، ودعم أصحاب الزيت، وإبقاء "أوباما" في الجيب.

 

كل الحياة لمن تنادي

سبق وقلنا عدة مرات - هنا في "إيلاف" - وشتمنا أقذر الشتائم، نتيجة لذلك، أن الأردن بلد النيام والصيام عن الثورة والثائرين. وأن هذا البلد له تركيبة سكانية مميزة، تحول بينه وبين الحراك السوري الحالي. فهو يتشكل من ( 1% ) أو أقل، من الفلسطينيين الخائفين من هجرة ثالثة (كانت الأولى 1948، والثانية 1967).

وتحكمه عدة أطراف منها:

الدوحة الهاشمية المباركة.

الجيش العشائري الموالي للدوحة.

المخابرات العشائرية الحامية للدوحة.

الشارع الإسلامي العريض المُختطف من قبل "الإخوان المسلمين". وهم من "عظام رقبة" الدوحة، ولا يريدون له بديلاً، ولم يسبق لهم أن نادوا بإسقاطه، حيث يمثل لهم، ظل الخلافة الإسلامية القادمة وعتبتها الأولى المباركة. وهم مغازلون له يريدون رضاه، ولينه، وقبوله بهم، وليسوا بمعارضين له، أو بغاضبين منه، أو بمحتجين عليه، وعلى مصاريفه الباهظة، وقصوره الشاهقة.

وما زال في جعبتنا الكثير من الكلام عن غولدبيرج وما فعل من سوء.

فليتمهل الشاتمون لنا قليلاً، حتى يقرأوا ما تبقى من سوء الكلام، وتفاصيل الغرام.

اجمالي القراءات 8198