هل تعلمون السر وراء خلاف الأزهر مع الإسلاميين؟

سامح عسكر في الأحد ١٠ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الأزهر الشريف منذ مئات السنين وهو يحافظ على المنهج السني الوسطي.. هذا المنهج الذي يدعو إلى التمسك بتعاليم الإسلام كما نزلت على المسلمين الأوائل..يقوم هذا المنهج على إحياء العلوم وروح التسامح والمحبة وزرع ثقافة النضال والكفاح من أجل سيادة هذه التعاليم، ويدرس في كلا الحقلين العلميين "العقدي والفقهي" مذاهب يفهم بها المنهج هي على النحو التالي:

1-في العقائد يدرس كلا المذهبين الأشعري والماتوريدي .
2-في الفقه يدرس المذاهب الإسلامية الستة "الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي والظاهري والشيعي" .

أما في الحقل السياسي فمنهج الأزهر هو وحدوي صِرف ، ويفصل فيه ما بين الممكن والواجب ، ويعتمد في فهم السياسة على فقه الأولويات ، وبالتالي فهو لا يميل لمذهب أو طائفة أو حزب، لأنه يعتقد بأن السياسة تُمارس خصيصاً للبناء وللوحدة وللمحافظة على قِيم المجتمع ووحدته وتعاليمه السمحة.. لذلك تجده لا يهتم للخلافات السياسية غالبا،وحين يدخلها فهو يدخلها من باب وذكّر، أيضاًَ هو لا يُنشئ أحزاب لأن نشر العلم والأخلاق والفضائل لديه أهم من تعقيدات السياسة التي لا تنتهي.

أما الإخوان والسلفيين فمنذ نشأتهم والسياسة هي الشاغل الأكبر لهم، فعند السلفيين الشيخ "محمد بن عبدالوهاب" الذي تحالف مع آل سعود واستطاع السيطرة على الجزيرة العربية بعد قتال وقتل كل من يخالفه في المذهب ..وعند الإخوان الشيخ "حسن البنا" والذي كان أكثر اعتدالاً من ابن عبدالوهاب فلم يحارب مخالفيه ولكنه كان حريصاً على إنشاء جماعة تستخدم الدين لنُصرة رأيها..

كلاهما قامت دعوتهم على أسس سياسية بحتة..والسبب هو مواجهة ما يعتقدونه بأنه البدعة عند السلفيين وبأنه الفساد والانحراف عن جادة الصواب وإعادة الخلافة الإسلامية عند الإخوان المسلمين... كلا الفصيلين الإسلاميين الإخواني والسلفي منقسم إلى اتجاهاتٍ عدة، يكون فيها المعيار رأي الشيخ أو الأستاذ..ففي المدرسة السلفية توجد مدارس(علمية وجهادية ودعوية..وغيرها) وعند الإخوان توجد مدارس تابعة لكبار مفكري وشيوخ الجماعة(كأتباع الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعمر التلمساني وتوفيق الشاوي..وغيرهم)

خلافهما مع الأزهر هو سياسي بحت، إضافة إلى أن مصادر العلم الشرعي لديهم تنحصر في تقديس الشيوخ أكثر من الأديان والمذاهب، فالاجتهاد الشرعي والفكري لديهم قليل عكس الأزهر الذي يعمل على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة دون الاعتبار بالإسم..

الوجه الآخر من الخلاف يكمن في أن السلفيين ينتهجون مذاهباً عقدية تحكم بالبدعة والضلال على مذاهب الأزهر.."الأشعرية والماتوريدية"..والعكس صحيح فالأزهر يعتقد في أن المدارس السلفية تتبع مذاهب.."المُجسّمة والكرامية"..في العقائد..وجميع هذه المذاهب هي عند الأزهر منحرفة عن الإسلام الصحيح وتفتح الباب للاعتقاد بتشبيه الخالق بالمخلوق والانتقاص من الله ورسوله..

بقي لنا أن نشير إلى أنه في الآونة الأخيرة خاصة في الأربعين سنة الماضية.. وكنتيجة طبيعية لشيوع المال الخليجي حدثت بعض الاختراقات للإسلاميين في قلب الأزهر، فاعتلى الإخوان والسلفيين بعض المنابر فيه ، وتم حشد براعم الإسلاميين للدراسة في الأزهر، ومن ثم خرجت لدينا في الأزهر أجيالاً ليست على المستوى المقبول علمياً وأخلاقياً وبالتالي شرعياً، ومع ذلك فالتيار الغالب داخل الأزهر لا زال يرفض الإسلاميين وعمل الأزهر في السياسة.

اجمالي القراءات 8134