تحقيق كلمة تحرير في القرآن الكريم

لطفية احمد في الثلاثاء ٢٣ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تحقيق كلمة تحرير في القرآن الكريم

في الآية 92 من سورة النساء  تحدد عقوبة القتل الخطأ ، فجاء في بداية الآية نفي لكون مؤمن يقوم بقتل مؤمن آخرإلا خطأ ! وهذا يفتح تساؤلات كثيرة حول الحروب الدائرة بين بلاد تطلق على نفسها إسلامية !وهذا سيكون له موضوع مفصل . أ ما ما يخص موضوع القتل الخطأ  ، تكون الدية تحرير رقبة مؤمنة ، ونسأل هل معنى ذلك : تخليص مؤمن أو مؤمنة من الأسر أو العبودية ، مضافا إليها دية القتل "وهو مبلغ من المال متفق عليه أو ما يعادله "إلا أن يتصدق أهل القتيل ، فهل التصدق يكون بتحرير الرقبة فقط أم بالاستغناء عن الدية "المال أو ما يعادله " أم بالاثنين معا  ؟؟

وهل تحرير الرقبة يكون في حالة العبودية فقط  ،أم يمكن أن يكون في قضاء دين عن مؤمن  لا يستطيع قضاءه وحده ؟ أم بكفالة أيتام لأسرة لا عائل لها  ؟ والأمثلة كثيرة لفك الأزمات التي تقوم مقام تحرير الرقبة تقول الآية :  

           "وما كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) النساء

إذن فتحرير رقبة تدور حول فك القيود  وإعطاء الحرية ، وقد يكون ذلك التحرير ليس فقط للعبودية ـــ َولو  أنها لم تنته حتى الآن في بعض الدول العربية ــ  ففك القيد الذي يقيد الإنسان  ويجعله يشعر بالعبودية المعنوية  موجود وهذا يحدث في حالة الدين لأفراد أو دول على السواء فكثيرا ما تجد دولا ليست حرة في اتخاذ قراراتها إلا بعد أن تأذن لها الجهة المانحة !!

. أما  "محررا " في الآية 36 من آل عمران :

إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)آل عمران

أما قول امرأة عمران  يعني:  نذرا  حرا خالصا لوجه الله سبحانه  ، ليس لها أي سيطرة أو توجيه معين عليها  ، بل هي في رعاية الله سبحانه والدليل أن زكريا عندما كان يرعاها ويعتنى بها كان يجد عندها رزقا، ويسألها عن مصدره  وتكون الإجابة : "هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "

وكذلك الآية 89من سورة المائدة وهي تحدد كفارة اليمين فتعدد خيارات كفارة اليمين ، إما إطعام أو كسوة لعشرة مساكين ، أو تحرير رقبة   وآخر خيار صيام ثلاثة أيام.....

لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89المائدة

ودائما صدق الله العظيم 

اجمالي القراءات 14177