فى حب مصر
وحى الشيطان والإصلاح

عابد اسير في الجمعة ٠١ - فبراير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإصلاح ووحى الشيطان

حالة التخبط والضياع الذى تعانيه بل تعانقه مصر هذه الأيام ومنذ 25 يناير 2011تؤكد أن مصر ليست بحاجة الى تغيير أشخاص أو أسماء مسؤلين فلو تم تغيير جميع الأشخاص وجميع المسؤلين فسيبقى الحال كما هو عليه طالما بقيت ميكروبات ومسببات تلك الحالة المرضية من التخبط والضياع والفساد المتعمق فى داخل الشخصية المصرية الى درجة أن تلك المسببات أصبحت من المكونات الأساسية للشخصية المصرية وأصبح الفساد ثقافة شبه عامة  ليست تلك إتهامات ظالمةأوعشوائية أو مبالغ فيها بل هى أقل من الحقيقة المرة

 وهذا الذى نراه من هذا الضياع والتخبط والفساد دليل قاطع ومقنع على وجود تلك المسببات التى نتجاهلها عمدا رغم وضوحها ووضوح نتائجها المدمرة التى نعانى منها كل لحظة من حياتنا اليومية

هذه المسببات التى تصرخ نتائجها فى وجوهنا كل لحظة بهذا الضياع والفساد الذى يصيب الوطن والمواطن ويضيع به الحاضر والمستقبل وتسيل به الدماء وتضيع به الحقوق وتتعفن به الأنفس بكل الأمراض المدمرة لكل ضمير وكل أمانة وكل خلق كريم فى داخل الشخصية المصرية

هذه المسببات التى نرى نتائجها واضحة جلية وضوح الشمس ونعانى منها الأمرين للأسف ضللنا الطريق للتصدى لها لإصلاح وطننا وإنقاذه من براثنها المدمرة والمهلكة والمفسدة لكل شئون حياتنا ومستقبلنا حتى وصلنا الى ما نحن عليه الآن من تدمير لأنفسنا ووطننا بأيدينا نيابة عن أعدائنا المتربصين بنا وبأوطاننا

هذا الضلال الذى نعانى منه والذى يأخذنا بعيدا عن الطريق الصحيح فى سبيل إصلاح ما أبتلينا به من فساد لكل شىء فى حياتنا صغيراً كان أو كبيراً هو أننا حرمنا أنفسنا وأوطاننا أكبر نعمة أنعمها الله علينا وعلى البشر جميعاً وهى هداية الله فى كتابه الحكيم الذى أنزله على خاتم المرسسلين عليهم جميعاً الصلاة والتسليم

  يقول رب العزة سبحانه وتعالى (( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )) ويقول (( إن هذا لهو الحق اليقين )) ويقول(( لقد أرسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط  )) سورة الحديد

هذا الهدى القيم السامى فوق كل سمو عرفه البشر كفيل بإصلاح كل فساد البشر مهما بلغ حجمه فهذا الحق الذى أنزله الله وهذا القسط الأكيد فى تشريعات الحكيم الخبير بخلقه وبانفسهم الأمارة بالسوء التى يصل بها الفجور فى كثير من الأحيان إلى أبشع الأفعال مما تصفعنا به وسائل الإعلام صباح مساء من فساد وجبروت طغيان النفس البشرية

(( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )) صدق الله العظيم

هذا الهدى الذى أنزله الله رحمة للعالمين حرمنا أنفسنا منه ومن نوره وهدايته الكفيلة بإصلاح ما أفسدناه وما أفسده المفسدون

والدليل على ذلك أن ما نعانيه من إضطرابات وثورات وما يسيل فيها من دماء سببها ومحركها الأساسى غياب العدل والحق والقسط الذى من أجله ومن أجل إقامته بين الناس أنزل الله سبحانه الرسالات والكتب والديانات السماوية جميعا

(( لقد أرسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) الحديد 25

 

فغياب هذا الحق والعدل دليل قاطع وساطع وواضح وضوح الشمس على أننا لم نقيم هدى الله ونورة وشريعته التى أنزلها الله سبحانه وتعالى فى تلك الرسالات السماوية رغم وجودها بين أيدينا محفوظة ومصانة عن التحريف والتأويل فى القرآن الحكيم

  (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))

والقرآن  آخر ما نزل من وحى السماء وختام الرسالات والهدى من خالق السموات والأرض سبحانه وتعالى الى البشر للهدف الأسمى

(( ليقوم الناس بالقسط ))

فلو أقيم هذا القسط المراد لنا من الله لتغيرت جميع أحوالنا السيئة الى أعظم وأسمى حياة عرفها البشرلأن نصر الحق هو (( نصر الله )) إذ يقول سبحانه وتعالى

 (( إن تنصروا الله ينصركم ))

 ويقول

 (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ))

 فنصر الله المطلوب منا هو نصرة الحق وإقامة العدل والقسط الذى أمر الله به

 (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... ))

ومما سبق يتأكد لكل ذى عقل وفطرة سليمة أننا بعيدين كل البعد عن شرع الله الحق(( القرآن الحكيم ))

 

ولو رجعنا الى هدى الله المنزل فى كتابه الحكيم وطهرنا عقيدتنا الدينية مما سواه من خرافات البشر التى ينسبونها لدين الله كذبا وبهتاناً وينسبونها لخاتم رسل الله عليهم جميعا الصلاة والتسليم  . لو تمسكنا بهدى الله لتمكنا من إصلاح أنفسنا وأوطاننا وعقيدتنا التى سنقابل بها الخالق سبحانه وتعالى يوم الحساب

 

وبهدى الله فى كتابه الحكيم سنعلم حقيقة ديننا الذى أنزله الله لنا ووصفه بأنه خلقاً عظيما إذ يقول سبحانه لخاتم النبيين عليهم جميعا الصلاة والتسليم..

 (( وإنك لعلى خلق عظيم ))

 فهذا الخلق العظيم لايمكن لمن يتخلق به أن يرتشى أو يظلم أو يستبد ويبطش بمن يخالفه رأيا أو يكفره أو حتى يسىء الظن به لأن خلق القرآن ينهاه عن كل ذلك وينذرة برقابة الله عليه فى كل ثانية من عمره

 (( إن الله كان عليكم رقيباً ))

 (( وما الله بغافل عما تعملون ))

 (( وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ))

 وسيحاسبه على كل صغيرة وكبيرة حتى مثقال الذرة ..

 (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرة ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))

 وسيعلم من كتاب الحكيم الخبير أن يوم الدين الملك فيه للواحد القهار

  (( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ))

وأن هذا اليوم ليس فيه بيع ولا خلة ولا شفاعة

  (( يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقنكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفعة والكفرون هم الظلمون ))

 أى سيكون وحده فردا أمام الله وسيلقى جزاء ما جنت يداه خيراً كان أم شراً ..

  (( ووضع الكتب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يويلتنا مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصها  ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً )) الكهف 49

أما إفتراءات البشر على دين الله التى حذرنا القرآن منها لأنها من وحى شياطين الإنس والجن  ..

 (( وكذلك جعلنا لكل عدواً شيطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون )) الأنعام 112

 هذه الإفتراءات تعدنا وتمنينا بالشفاعات الكثيرة الكاذبة التى ستدخانا الجنه رغم معصيتنا للحق سبحانه وتعالى وتعدينا لحدوده

  (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خلداً فيها وله عذاب مهين )) النساء 14

  (( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطن إلا غروراً ))النساء 120

 وهذه الوعود الشيطانية المنسوبة لخاتم النبين (ص) بأنه سيشفع للعصاة كذب وإفتراء وسوء ظن بالله وبعدله سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيرا أما الرسول (ص) سيكون شاهدا ً علينا وليس لنا يوم القيامة

   (( يوم نأتى من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ))

لأنه من البديهى لكل مؤمن بالله سبحانه وتعالى وبعدله أنه لن يجرؤ مخلوق أمام الواحد القهار يوم القيامة أن يشفع لعاصى

 (( أفمن حقت عليه كلمت العذاب أفأنت تنقذ من فى النار ))

 

ً

فلو علمنا علما ً يقينيا ً وآمنا إيماناً راسخا بأن مالك يوم الدين هو الله سبحانه وتعالى

  (( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ))

 وليس فى هذا اليوم شفيع ولا خليل لنا وان الملك فى هذا اليوم لله الواحد القهار

 فسيكون سفيهاً من يتعدى حدود الله بظلم الناس أو إيذائهم أو التعدى على    أموالهم أو حقوقهم أو حرياتهم فى العقيدة أو الفكر أو سلبهم أى من حقوقهم التى كرمهم الله بها وهى حقوق الإنسان التى سبق الدين الإسلامى كل حضارات البشر فى إقرارها فى أنقى وأسمى صورها

فلو إستوعبنا وأفقنا من غفلتنا عن كل الإنذارات فى القرآن عن يوم القيامة وما ينتظر كل متعد لحدود الله فى هذا اليوم لأنتهى كل فاسد عن فساده  وإنتهى كل مستبد عن غيه وإنتهى كل مهدر لحقوق عمله عن إهماله ولتغير حالنا إلى أحسن حال ولصلح كل فساد ..

(( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )) صدق الله العظيم

ولن يحدث ذلك إلا إذا أفقنا من غفلتنا وتعييبنا بفعل هذا الوحى الشيطانى الذى يعدنا ويمنينا بالشفاعات الكثيرة ووسائل المغفرة التافهه الكاذبة وما يعدنا الشيطان إلا غروراً

فليس هناك وسائل ولا طريق لغفران ذنوبنا أو يشفع لنا إلا ما جاء وعد الله فى القرآن الحكيم ألا وهو الإستغفار والعمل الصالح

(( وإستغفروا ربكم إنه كان غفاراً ))

 (( إن الحسنت يذهبن السيئات ))

وليس هناك شفاعة لأى من خلق الله كائنا من كان لأنه سبحانه أنذرنا بذلك وليس لنا عذر ولا حجة بعد الإنذار والبلاغ فى كتابه الحكيم الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

(( لكى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ))

ولكن للأسف جميعنا نسمع بل ونحفظ عن ظهر قلب تلك الآيات البينات التى فيها ما يكفى وأكثر من الإنذارات الساطعة البيان ومع ذلك لا نسمع ولا نعقل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى القدير

  (( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحب السعير )) 

 ودائماً صدق الله العظيم

نسأل الله الهداية لنا ولجميع المؤمنين المخلصين

زنسأله سبحانه أن يهدى كل ضال إلى صراطه المستقيم   

اجمالي القراءات 7941