فبيضي وصفري

كمال غبريال في الخميس ٢٤ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

يحدث هذا عندما يسير شعب وبعضه ينظر للخلف وبعض ينظر للسماء، والبقية لا يعلمون أن لديهم عيوناً ينظرون بها. . يحدث هذا عندما يتولى أفراد عصابة حكم دولة. . "د.محمد بديع: منصب «المرشد» أعلى من مستويات رئيس الجمهورية فى المسؤولية والأمانة". . خلا لك الجو فبيضي وصفري!!
• كل المطلوب الآن تطبيق مبدأ "الإنسان المناسب في المكان المناسب"، فهو الكفيل بإعادة كل "خريجي السجون" إلى زنازينهم. . إذا اعترضت طريقي نحو هدفي السامي حفرة، فإن لم أستطع عبورها قفزاً فلا بأس من السقوط فيها ثم معاودة القيام. . من يأمل إمكانية انتهاج الإسلاميين للديموقراطية واهم، فالفكر يأتي بالمنهج المناسب له، وبالتالي يستحيل انتهاج الديموقراطية لصاحب فكر سلطوي مهيمن يدعي لنفسه القداسة، فتحت حوافر المقدسات ينسحق الإنسان وتتنتهك الإنسانية. . النظام السياسي الذي تأسس بعد 25 يناير نظام ديموقراطي يقوم على شعارات الثورة، لكن من تولوا الحكم بناء عليه ارتكبوا من المخالفات ما يسقط شرعيتهم، وبالتالي لا يكون المطلوب الآن إسقاط النظام، ولكن إسقاط من نزعوا عن أنفسهم شرعيته، وفي هذا المطلب دعم لقوة واستمرارية النظام السياسي الحالي. . من كل قلبي أتمنى للظلاميين التوفيق، فكلما اشتد ظلامهم كلما اقترب فجر العلمانية.
• لن يقوم الشعب المصري بإنزال الذئاب والضباع من فوق ظهره إلا عندما يقتنع أن "السماء لا تمطر ذهباً وفضة"، وأننا بلد فقير الموارد يكاد لايمتلك سوى سواعد أبنائه وعقولهم، وأننا لكي نحيا بكرامة لابد وأن ننتج بأيدينا ما يقيم حياتنا، عندها فقط سيطيح بكل الجهلة والظلاميين إلى الجحيم، ليبدأ رحلته الطويلة محاولاً اللحاق بالعصر الذي فاتنا قطاره.
• كان نظام مبارك فاسداً سياسياً وإدراياً ومالياً، لكن حجم التهم التي وجهت للنظام في هذا الشأن تفوق حجمها الحقيقي بعشرات وربما مئات المرات، علاوة على اتهام ومعاداة الكثير من النقط المضيئة والحيوية في أداء ذاك النظام، وهنا الخطورة على حاضر مصر ومستقبلها.
• بعكس ما قد يتصور البعض، أنا أعتقد في "النحس"، فالمنحوس هو الإنسان ذو العقلية التي تقوده دوماً للتعثر والتخبط والعشوائية، فيحل الخراب أينما وضع يده.
• بين شعبنا وبين الحداثة كراهية الغرب وما يتبعها من عقدة نظرية المؤامرة.
• اللدد في العداء للإخوان ومعارضة حتى ما قد يُجبرون عليه من خطوات مستقيمة لن يؤدي لسقوط الإخوان، ولكن لسقوط مصر ذاتها. . من لديه ذرة ضمير فليرتدع!!. . أخاف أن نصل إلى وضع يقودني إلى أن أعتبر جهل وظلامية الإخوان أرحم من تفاهة وحماقة معارضيهم، ولماذا يحتاج الظلاميون إلى عون لتثبيت أقدامهم ولديهم مثل هذه المعارضة؟!!. . لقد أبلغنا الإنتربول للقبض على "طلعت حرب القرن الـ 21 " د. يوسف بطرس غالي، والآن الجنيه "ذهب مع الريح" و"طائر النهضة"!!
• حماقة أو مخادعة دعوة الكنائس للجان أو حوارات وطنية، فلا أعرف للأقباط مطالب غير "عيش. حرية. كرامة إنسانية".
• لو افترضنا جدلاً أن رجال الدين باختلاف انتماءاتهم الدينية تتوفر لديهم النية الصادقة والإخلاص للوطن، فإن ما يتحتم على شعبنا إدراكه أن النيات وحدها لا تكفي للعمل الوطني السياسي، فالمؤهلات لأي عمل هي المعيار الأول وربما الأخير أيضاً، فمسألة الإخلاص تتراجع أهميتها مع وجود رقابة شعبية ونظام حكم يتميز بشفافية تمكننا من محاسبة المسؤولين، لكن انعدام الكفاءة لرجال تخصصوا طوال عمرهم في دراسة النصوص المقدسة لا علاج له إذا ما تصدوا لعمل سياسي يحتاج في عصرنا إلى الخبرة الطويلة علاوة على المؤهلات العلمية، فنحن إذا أردنا تغيير سيراميك الحمام لن نبحث عن الشخص الأكثر تقوى ليقوم بعملية التغيير، ولكن سنأتي عن بالأكثر مهارة، وسنتابع نتائج عمله لنتأكد من سلامتها، وكذلك عند احتياجنا لسائق أو طيار أو طبيب. . هذا بالتحديد ما يجب على النخبة شرحه لعامة الناس ببساطة، لتتوقف كارثة الاختيار الشعبي للأسوأ والأجهل.
• يختلط الآن في الساحة المصرية الطيب بالقبيح، الثوار من أجل مستقبل أفضل، مع من يريدون توجيه القضاء وفقاً لهواهم، مع من يريدون هدمه تمهيداً لقضاء بدوي قبائلي.
• أعتقد أن آخر فصيل مصري سيستيقظ من غيبوبته هم أتقياء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. . منذ وفاة "الأم إيريني" أو "توماف إيريني" وحتى الآن والأقباط وكنيستهم يطبلون ويزمرون لقداستها، وأنا آمل أن يسد أحد هؤلاء المطبلاتية نقص معلوماتي عنها، فيخبرني عن رحلاتها إلى القرى الفقيرة في ريف مصر لتساعد المنكوبين والمرضى كما فعلت "الأم تيريز" في الهند مثلاً، فلا يمكن كل هذا الطبل والزمر لو كانت قد أنفقت عمرها تمارس مهام الرئاسة داخل ديرها، وأن هذه الزفة الغرض منها إضافة صنم جديد لأصنام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تجتذب به المزيد من المجاذيب. . أنا غير متأكد حقيقة إن كان عصر شنودة هو السبب، أم أن هذه هي طبيعة الزمن المصري الذي تم فيه تغييب عقول جميع المصريين باختلاف انتماءاتهم الدينية!!. . لن نسعى بحق للتقدم والتطور قبل أن نكره التخلف والجمود.
أرجو أن يتعلم المصريون جميعاً الفرق بين نقد الشخصية العامة سواء كانت دينية أو سياسية أو تنفيذية، وبين الإساءة للشخص في ذاته، إذ يجب احترام شخصية الإنسان وسلوكه الخاص أياً كان مركزه، لكن انتقاد السلوك والأداء العام أمر وجوبي على كل فرد وشعب يحترم نفسه، أما مسألة الرموز الوطنية والسياسية والدينية وقدسيتها فهذا ما لا أعرفه أو أعترف به. . سأواصل تقليب الأرض العفنة غير عابئ بما ينالني منها من غبار وروائح وحشرات قارصة.

اجمالي القراءات 6209