تـــعــــلــــــيــــق عائشة حســــيـن
* محاولة تبيــين ءايتــين في القرءان II*

عبد الرحمان حواش في الإثنين ١٤ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

*  محاولة  تبيــين  ءايتــين  في  القرءان II*

 

ــ الأستاذة  الفاضلة،  عائشة حسين: سلام ، تحية  من  عند الله  مباركة  طيبة.

ــ أشكركم،  على  تعليقكم  في الموضوع. زادكم  الله إهتماما، وعلماً بكلامه، ءامين. وغفر الله  لنا أجمعين .

ــ أما  بالنسبة لإطنابكم  في  حق العبد  الضعيف !  أسئل  المولى الكريم  الرحيم، أن يجعلني  وإياكم  فوق ما يظنون !  ويغفر لي  ولكم،  في ما  لا  يعلمون !وخاصة، أن لا يحاسبنا  بما يقولون !.

ــ أما السؤالان  اللذان  طرحتموهما :

 

في  الجمعة  14 ديسمبر 2012  عائشة حسين   تعليق  بواسطة ( 70575 )

لـدي سؤال عن ما يحدث من إخراج الأرض لما فيها من أثقال يوم القيامة، كما في الآية هذه : ( إذا زلزلت  الأرض  زلزالها  وأخرجت الأرض أثقالها ... بأن ربك أوحى لها ...) 1-5. و ، أليس من هذه الأثقال ما تحمله الأرض من بشر في داخلها ،  فمن الثقلان  أليس هما  الجن  والإنس :  " ( سنفرغ  لكم  أيها  الثَّقلان ) الرحمن 31.

ــ تبيـين  ءاية  الزلزلة 2  ( وأخرجت الأرض أثقالها ) .

ــ وتبيـين  ءاية الرحمان 31:(سنفرغ  لكم  أيها  الثقلان ).

ــ إرتـأيت  أن أجعلهما موضوعاً  بذاته،  تحت عنوان: " تبيـين ءايتين  في  القرءان II"حتى نستفيد جميعا.  وفقنا  الله. ءامين.

 

ــ  وأخرجت  الأرض  أثقالها  ــ

ــ تساؤلكم عن قوله  تعالى ، في  الزلزلة، ( ... وأخرجت الأرض  أثقالها )?جاء  معنى ذلك في  ءاية  الإنشقاق 3-4 : . ( وإذا الأرض  مدّت  وألقت  ما  فيها  وتخـلـّـت ). أذنت لربها، وتخـلـّـت عن المسؤولية  العظيمة التي  أناطها  الله  العليم  الخبير  بها،  فخلـّـصها اللهمن ذلك العبء وأراحها منه. وهو حمل أثقال بني ءادم وذنوبهم أحقاباً... وأحقابا... وأحقابا...

ــ ملاحظة:يبدو  أن التعبير بـ : " أثقالها " عوضاً  من "  ثِقلها " ، إنما جاء  ذلك  للتهويل  والترويع !?...

ــ يبـين معنىالأثفال  التي سوف تخرجها  الأرض، يوم يأذن لها ربّها، يوم تحقّ الساعة، يبيّـن ذلكم  المعنى ، قوله بعد ذلك مباشرة : ( يومئذ  يصدُر  الناس  أشتاتاً  لـيُـروا  أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة  خيراً  يـره ومن يعمل  مثقال  ذرة  شرا يـره ).

ــ يخرج الناسُ من الأرض، مع ما  يحملون  من أثقال، وأثقال مع أثقالهم، فيخففون عن الأرض ، ما كانت تحمل ــ ( ألم نجعل  الأرض  كفاتا أحياء وأمواتاً ) 25-26  المرسلات.

ــ كفاتاً : مهداً  للأحياء : ( ألم نجعل الأرض مهاداَ ).النبأ 6.

ــ كفاتاً: قبوراً للأموات: ( ثم أماته  فأقبره ).عبس21. ( ... وأن الله يبعث من في  القبور ).  الحج 7.( يوم يخرجون من الأجداث ...) المعارج 43.  وما جاء  في  سورة  يـس:51. وما جاء  في  سورة القمر 7.

ــ المثقال في تلكم الآية،  معيارُ الوزن، لتلكم الأثقال  التي  سوف  تلفظها  الأرض  مضنية، ومنهكة ،  بأثقال  العباد !

ــ  إذن  فالثقل الذي سوف  تلفظه وتقذف  به  الأرض،  هو ذلكم  الإنسان، مع ما يحمل من أثقال ، وأثقال مع أثقال ( وليحملن  أثقالهم  وأثقالا  مع أثقالهم ...) .العنكبوت 13. ( وإن كانت معنوية ) ولكنها  جسيمة إذا ما قيست بالمثقال ( وزن الذرة ). وإذا ما قيست بملايير الملايير، من البشر الذين سبقونا  منذ  ءادم، ونوح  (عليهما السلام ) مصداقا  لقوله تعالى:

( ... الذين من قبلهم كانوا  أكثر منهم وأشـد  قوة  وءاثاراً  في  الأرض ...). غافر 82. وما جاء  في  التوبة 69 ، وغافر 21 ، والقصص 78 ، والروم 9 ، وفــاطر 44 ، ومــحمد 13. مــصداقاً  - كذلك-  لقوله تعالى ، في سورة الحجر23 – 25 : ( ولقد  علمنا  المستقدمين  منكم ولقد علمنا  المستأخرين  وإن  ربك  هو  يحشرهم  إنه  حكيم عليم ) . رغم   خفـّـة موازين ذنوب الكفار، والمشركين، فإن كثرتهم يُُـضاعِف  ثقلهم، كثيرا، وكثيرا ، ... على الأرض !

ــ كما جاء كذلك، أن المؤمنين، والشاكرين قليل ( ...  إلا  الذين  ءامنوا  وعملوا  الصالحات  وقليل  ما  هم ...).ص 24.  وما جاء في سبأ 13. ( ... وقليل  من  عبادي  الشكور ).

ــ تلكم  الأثقالالتي حملها الإنسان معه يوم موته، لتشهد عليه يوم الحساب ( فمن ثقلت موازينه ...  ومن خفـّـت  موازينه ...) المومنون 102-103.

ــ (... والوزن  بومئذ  الحق ...) .الأعراف 8-9 .  وما جاء  في سورة القارعة 7-9-

ــ ( ونضع الموازين القسط  ليوم القيامة ...) 47  الأنبياء.

ــ ملاحظـة :جاء  في  القرءان  " خفة  الموازين " بالنسبة للكفار والمشركين إنما ذلك بالنسبة لأعمالهم الصالحة، أما ذنوبهم فثقيلة !وثقيلة !  حتى أن الأرض  لا  طاقة  لها بها لولا أمر الله  لها.

ــ  ليس معنى قوله تعالى: ( ... وأخرجت  الأرض أثقالها ...) أنها المياه، والمعادن،

و...  التي  أودعها الله  في جوفها -  كما سبق  أن قالوا، ويقولون !?-  لا  يصح هذا المعنى  أبداً  ولا  يُعقل . وما  فائدة  تلكم  العملية !?  بالنسبة للإنسان،  يــــوم  القيامة ،  يوم  الحشر !ولا نجد تبيين ذلك وتفسيره، في كتاب الله المبين.لأن القرءان يبـين بعضُه  بعضاً.

( ... تبيانا  لكل  شئ ...) . ( ... ثم  إن  علينا  بيانه ...) . والله  أعلـم -

 

ــ  ( ...  أيها  الثقـــلان  )  ــ

ــ أما  تسميته  سبحانه وتعالى : "  الثقـلان  "  فتبينه  بعد ذلك،  مباشرة ،  الآية  33  من سورة الرحمان ( يا معشر  الجن والإنس ...) .

ــ إذن  فالثقلان هما  الجن والإنس  لا غير.

ــ الإنسفنحن - بنو ءادم - وسكان الأراضي  الستـّة  التي في  السماوات كما جاء ي الآيــة 29  من سورة الشورى : ( ومن ءاياته  خلقُ  السماوات  والأرض  وما  بـثّ  فيهما  من  دابة  وهو  على  جمعهم  إذا  يشاء  قدير ) .

ــ أما الجن  فكل ما جن علينا، وخفي عنا، ولا  نراه، وهو ما بثّ  الله  في  السماوات من دابة  كما جاء ي الآية  السابقة.

ــ يبدو أن ما جاء  في  سورة الرحمان بالتثنية 31 مرة، ( فبأي  ءالاء  ربكما  تكذبان )  إنما هو خطاب  لنا ولهم ،  وإشعار  لنا  بوجودهم.

ــ جاء  الجن  في  القرءان على نوعين :

ـ أ – الجـن :إبليس والشياطين  فهم يعيشون معنا ولا نراهم، بحيث  أنهم  يروننا  ( يا بني ءادم لا  يفتننكم  الشيطان  كما  أخرج  أبويكم  من الجنة ...  إنه  يراكم  هو  وقبيله  من حيث  لا  ترونهم ...) .الأعراف 27. جاء  ذكرهم  في  القرءان  في  ءايات كثيرة ، خاصة ، 

أن النبي سليمان (عليه السلام )  إستخدمهم  فخدموه .  ما جاء في 128 الأنعام، وما جاء  في  سورة  فصلت 29.  وما جاء في سورة الجن 6. وما جاء  بالنسبة  لسليمان ( عليــــه السلام )

النمل 17 و39 . و14 سبأ.

ــ يبدو أن  الجن إسم  الجنس.  والجان  جمع ?  ما جاء  في  سورة  الرحمان  وسورة  الحجر.

ـ ب – الجـن  - كذلك -  أناسي يسكنون  أراضي أخرى – مثل أرضنا -  في السماوات السبع الطباق - وهي جملة: سبع أراضي، إذ في كل سماء أرض مثل  أرضنا  يسكنها  أناسي  مثلنا ?(- لا  ندري !- ) ?( الله  سبحانه وتعالى العليم  الخبير، أعلم !) مصداقا لما  جاء  في  سورة الطلاق 12  ( الله  الذي  خلق  سبع  سماوات  ومن الأرض مثلهن  يتنزل الأمر  بينهن لتعلموا  أن  الله  على  كل  شئ  قدير  وأن الله قد  أحاط  بكل  شئ  علماً ) . هذه الآية  دليل قاطع على وجود أرض مثل أرضنا في  كل السماوات السبع.

ــ إن الله  سبحانه وتعالى، أمر  المؤمنين  أن  ينظروا  في السماوات، وذلك  بئايات كثيرة، منها - على الأقل-  ما جاء  في سورة ءال عمران: الآيات 191- 195 الموجّـهة -  بخاصة -  إلى الذين يذكرون الله، الذين يخافون عذابه. ربنا استجب  لنا !

ــ ولكن  ويا للأسف !  فالذين اشتغلوا بذلك إنما هم الكفار والمشركون.

ــ ما كادوا  ينتهوا  من تنقيب  السماء الدنيا : السماء  الأولى، بالنسبة  لأرضنا حتى شرعوا في تنقيب واستكشاف ما في السماء الثانية وذلك بمجاهر ومراصد عظيمة، وجسيمة  جداً جداً !فتحققوا أن فيها أرضا- على الأقل -  فيها  الحياة !كأرضنا  ما يسمونــــــــــــــــه

بـ : exoplanète  ou  extra- terrestre  وهم  ساكنو  كوكب ،  خارج  سمائنا.

ــ والدليل القاطع (الآخر)هو قوله  في  ءايات  الرحمان 29-33. قبل  ذكر " الثقلان ":( يسئله من  في  السماوات والأرض  كل يوم  هو  في  شأن... سنفرغ  لكم  أيها  الثقلان ...  يا  معشر الجن والإنس ... إن  إستطعتم  أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ..).

ــ  سنفرغ  لكم : سوف  نشتغل  بــكم !( ...  ألا  له  الحكم  وهو أسرع  الحاسبين ) الأنعام52وما جاء  في ءاية النحل49 : ( ولله  يسجـُدُ  ما  في  السماءوات  وما في  الأرض  من  دابة  والملائكة ...).

ــ نلاحـظ: أن ذكر الدابـة ، في السماوات هو غير الملائكة ، إذ فـَصل اللهبينهما  بقولـــه:

(... من دابة  والملائكة ...) وليست الشياطين، لأن الشيطان، لا يسجد لله !( ولله يسجد...). وما  جاء  في سورة الشورى 29 :(... وما  بـثّ  فيهما  من  دابة ...  وهو  على  جمعهم  إذا  يشاء  قدير) .

ــ لفتـة: أناسي السماوات " جن " بالنسبة إلينا، لأننا لا  نراهم .  ونحن: أناسي  الأرض: " جن " بالنسبة إلى أناسي السماوات،  لأنهم  لا  يروننا. والدليل الأقوى على ذلك، هو ما جاء  في  ءايات أخرى، منها ءاية الشورى 29  التي تنص  على أكثر من ذلك، وهو أنــه سبحانه العليم  القدير، سوف  يجمعهم !  في الدنيا !أم  في الآخرة !?قــبل البعث أم  بعده ?أما بعده، يوم  القيامة،  فلا  شكّ  في جمعهم،  لأن الحساب واحــد والجنة  واحدة !  والنار واحدة ! 

( يوم  يجمعكم  ليوم  الجمع ... ) التغابن 9 .  فلا يعلم  ذلكم  اليوم ، إلا  الله  اللطيف الخبير!

( ومن ءاياته خلق  السماوات والأرض وما بث  فيهما من دابة  وهو على جمعهم  إذا يشاء  قدير ) . كما  تقدم .

ــ نلاحـظ : وجود  الدابة  في  السماوات ( ... وما بـثّ  فيهما  من دابة ...) . ثم  ما جاء في سورة الأنعام 130 :يوم الحشر. ( يا معشر  الجن  والإنس ألم  ياتكم رسل  منكم يقصون

عليكم  ءاياتي  وينذرونكم  لقاء  يومكم  هذا ...).

ــ نلاحـظ- كذلك -  ذكر الرسل التي بعثها الله  إلى الجن !( سكان السماوات ) وهل يبعث الله الرسل،  إلى الشياطين، على  أرضنا !?  أو للملائكة  في  السماء!

ــ وهذا الجمع ، جاء  -  صراحة – في الآخرة : يوم  " الجمع "في سورة الأنعام 130: ( يا معشر الجن  والإنس ... رسل منكم ...وينذرونكم  لقاء  يومكم هذا...). يوم" الجمع "

ــ  لا ننسىكذلك ما جاء  في ءاية  الذاريات 56: ( وما خلقت الجن والإنس  إلا  ليعبدون).

ــ وما جاء  كذلك  في سورة الإسراء 88:( قل لئن  اجتمعت الإنس والجن  على أن يأتوا  بمثل  هذا القرءان ...) .

ــ نلاحـظ:أنه جاء  النداء ، لـ : " يا معشر الجن  والإنس " ، مرتين ،  في سورة  الأنعام :

ـ أ-  في الآية 128، جاء : ( يا معشر الجن  قد  استكثرتم  من  الإنس ... ). في هذه  الآية  جاء  الخطاب  إلى  " الجن " :  الشياطين  و" للإنس"  بني ءادم. في أرضنا  -  خاصة - .

ـ ب -  في الآية 130 جاء -  كما  تقدم -  : ( يا معشر الجن والإنس  ألم يأتكم  رسل منكم  يقصون عليكم ءاياتي وينذرونكم  لقاء  يومكم هذا ..). في هذه الآية: الخطاب  إلى  الإنس

( بني ءادم  في أرضنا )  وإلى الجن : ( الأناسي ?الذين  في  الأراضي  السبع ) في السماوات والأرض :   ( ... وما بث  فيهما  من  دابة ...) .

ــ ونلاحظ ، أن الله أرسل نفراً منهم، يستمعون القرءان في  أرضنا ،  ثم ولوا  إلى  أهلهم  منذرين، ما جاء  في سورة الجن من 1 إلى15. ( قل أوحي إلي  أنه استمع  نفر من الجن  فقالوا  إنا  سمعنا  قرءانا  عجباً  يهدي  إلى الرشد  فـئامنا  به ... وإنا  ظننا  أن لـن  تقول

الإنس والجن على الله  كذباً  ... وإنا ...وإنا... وإنا... وإنا... .  وما جاءفي سورة الأحقاف 29: ( وإذ  صرفنا إليك  نفراً  من  الجن ...  فلما  قُضـي  ولوا  إلى قومهم  منذرين ).

ــ أخيرا،أرجو، أيتها الأستاذة، ويأيها القراء الفضلاء، أنني اهتديت  شيئا ما !في محاولتي  تبيين الآيتيـن، جعلني  الله  وإياكم  من:  ( والذين  جاهدوا  فينا  لنهدينهم  سبلنا ... ).

 

ــ  والله  أعلــــم  ــ

اجمالي القراءات 10528