الصلاة على النبي

عفاف صبري في السبت ٠٣ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

p>

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(57) الأحزاب

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(156)

أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157) البقرة

 

ما معنى أن يصلي الله وملائكته علينا؟

وهل هي نفسها صلاته على النبي؟

وكيف يصلي الله على النبي ؟ هل هي تلك الكلمات التي نحن بصدد ترديدها ( صلى الله عليه وسلم)

يعني هل الله يردد تلك الكلمات أيضا ؟

وبترديد تلك الكلمات ماهو النفع الذي سيعود على خاتم الأنبياء وعلى المؤمنين ؟

 

حتى نفهم معنى صلاة الله والملائكة على المؤمنين يجب أن نجيب على الأسئلة التالية:

 

1)ما هي الغاية من هذه الصلاة؟

2)وهل هي صلاة على الأحياء والأموات أم على الأحياء فقط؟

4)لو بدلنا يصلي بالعبارات التالية: يهدي، يرحم، يغفر كما قال المفسرون الأجلاء من الخلف هل سيصح المعنى؟

1) من الواضح هنا أن هذه الصلاة غايتها هو إخراج المؤمنين من الظلمات إلى النور.

2)وهذه الغاية لا تصح إلا للأحياء لأن الأموات قضوا المدة الزمنية التي أتيحت لهم من الله وهم ينتظرون في قبورهم اليوم الموعود. فليس من المعقول أن يصلي الله على أموات حتى يخرجهم من الظلمات إلى النور.     

3) أجمع أهل التراث على أن معنى فعل "صلى على" أنه هو نفسه "يرحم" و"يهدي" و"يغفر"

تعالوا إذا نستبدل هذا الفعل بتلك الأفعال فنقول

 

"هُوَ الَّذِي يرحمكم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

"هُوَ الَّذِي يهديكم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

"هُوَ الَّذِي يغفر لكم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

 

" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يرحمون النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارحموه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يهدون النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اهدوه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يغفرون النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اغفروا له وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

 

أول سؤال يتبادر للذهن في قراءتنا بعد استبدال الأفعال هوهل الملائكة تهدي وترحم وتغفر؟؟؟؟

وهل المؤمنون يهدون ويرحمون ويغفرون؟؟؟؟

 

طبعا ليس معقولا.. فما هوهذا الفعل إذا الذي يشترك فيه الله والملائكة والمؤمنون؟؟؟؟

 

علما بما استنتجناه سابقا فإن"صلى على" لا تجوز للأموات فالأمر الرباني يخص المؤمنين المعاصرين للنبي لأنه بعد وفاته لن تنفعهم صلواتهم عليه..

 

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(57)

 

تعالوا نقرأ الآيتان معا.. الله أمر المؤمنين بالصلاة على الرسول وبأن يسلموا له أي يخضعوا له خضوعا تاما..وتسليم الشخص للشخص يجب أن يكون لشخص حي ثم قال مباشرة بعدها: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ....

وهنا يجب أن نلتفت إلى فعل "يؤذون " لأنه هو الحل لهذا اللغز.. فهو المضاد لكلمة "صلى على "  ونفهم ذلك من سياق الآيتان فمن لم يصلي على الرسول ويسلم له الأمر فهو يؤذيه

 

 وحتى لا يؤذي المؤمنون الرسول يجب أن يساعدوه أو ينصروه أو يعينوه على تبليغ رسالة ربه

ويكون المعنى كالتالي:

 

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ينصرون النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أنصروه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(57)

 

تعالوا نستبدل هذه الأفعال في الآية الأولى

 

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)

"هُوَ الَّذِي ينصركم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

"هُوَ الَّذِي يعينكم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

"هُوَ الَّذِي يساعدكم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور"

 

 وبالتالي فإن ذكرنا لله وصلاتنا له وتسبيحنا هو طلب للمساعدة والمعونة والنصرة من أجل الخروج من الظلمات إلى النور ويتحقق ذلك بمعونة من الله وملائكته.

 والمعنى الذي ذكره الخلف لا يصح الا بانفراد الله دون سواه بالصلاة كما جاء في  قوله تعالى:

 

 أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

وباستبدال الأفعال يصح المعنى أيضا:

أُولَـئِكَ لهم مغفرة مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

أُولَـئِكَ لهم هدى مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

وعلى هذا أكون قد قدمت لكم اجتهادي المتواضع هذا..

الحمد والشكر لله..وحده يهدينا سواء السبيل.. 

 

 

 

اجمالي القراءات 36563