أصول القبائل العربية التي استطونت مدينة القصر
السكان والمكان في مدينة القصر الاسلامية (العربية)

محمد عبدالرحمن محمد في الأحد ١٤ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

  معظم علماء الآثار المصريين يؤكدون أن  مدينة (أو قرية القصر التاريخية) التي مازالت بقايا مبانيها قائمة وتجمع بين العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية قد بنيت فوق مدينة فرعونية أو رومانية قديمة.

 بدليل وجود الكثير من الأحجار المدون عليها كتابات هيروغليفية في أبنية هذه المدينة العربية (الاسلامية)  والتي بنيت مبانيها بالطوب اللبن، ووجود هذه الأحجار في بوبات وأعمدة البيوت يؤكد  أن من بنوها كانوا يأتون بهذه الأحجار من مكان قريب لتقوية بناياتهم.

  وكانت المدينة الاسلامية لا تزال مسكونة قبل عشرين سنة مضت ، ولم يتبق الآن إلا القليل من الحدادين والفخارنية يسكنون بحيهم القديم على أطراف المدينة، مما يؤكد أيضاً على أن هذه المدينة جددت مبانيها من عصر إلى عصر، في نفس المكان وأنها مبينة فوق تبة مرتفعة، كانت بالنسبة للأجداد حصن أمان ومراقبة كما موضح من وظيفة مأذنة مسجد (أيوب) الذي بني في عام 684هـ .

 وقد أقيم على أنقاض مسجد الشيخ ناصر الدين وما زالت المأذنة موجودة وبها نقط المراقبة، وقد كانت حارات المدينة العربية (الاسلامية) تقفل في العاشرة مساءاً! ولكل حارة بابين للدخول والخروج، لايفتحها بعد ذلك إلا شيخ الحارة في الصباح.

 ويذكر أن أقدم القبائل التي توطنت في هذه المدينة كانوا أربعة قبائل هم:

1ـ قبيلة (خلف الله) :

ويعود أصلهم إلى أسيوط وقد وفدوا إلى القصر منذ عام خمسين هجرية(50) .

2 ـ قبيلة الشهابية :

وموطنهم الأصلي أسيوط أيضاً  وقد استوطنوا الجزء الشرقي من المدينة.

3 ـ قبيلة أبو بكر :

 وسكانها استوطنوا حارة الشهابية. وأخيراً

4ـ قبيل الدينارية:

ويعود أصلهم إلى بني هلال  (بالحجاز)السعودية. وقد استوطنوا الجزء الشمالي الشرقي من قرية القصر، وكان الديناريون يختصون بالتعليم والمواريث والشهابية يميلون إلى الفقه والقرآن،  وعائلة خلف الله خبراء في الزراعة والعيون والآبار.

ثم جاء بعد ذلك الشرفاء واستوطنوا الجزء الجنوبي من المدينة وقد نزحوا من الحجاز (السعودية) ويرجع  نسبهم إلى الإمام على رضي الله عنه. وكانو يجاورهم عائلة حمودة المختوين بمهنة الحدادة منذ أكثر من قرن ونصف، وكانوا أيضا يحتلون مناصب كثير في الدولة في هذا الوقت، ويقال أيضاً :أن عائلة (الحداروة) التي تتولى العمودية في قرية بدخلو كان أول هبوطها  بقرية القصر، ثم انتقلوا إلى .. بدخلو منذ مائة وخمسون عاماً، وكانت العمودية متأصلة  في عائلة الشهابية و كانوا يتولون تقسيم المحاصيل وتوزيعها.

 في حين أن العمدة أو الشيخ كانوا يلجأون إليه في القضاء فيما بينهم، ومازالت المصطبة الموجودة أمام مسجد ومقام ..الشيخ نصر الدين ..في مدخل القرية قائمة، حيث كانت هذه المصطبة هى مقر الحكم وللشيخ نصر مع أهالي القصر قصص وحكايات يتحاكاها الأهالي وسنورد ذكرها بالتفصيل في مقال آخر عن الاعتقادات الشعبية. وكرامات الأولياء.

 ولكننا هنا سوف نتكلم عن بناء المسجد نفسه، حيث يذكر أن آخر من قام بتجديد المقام هو الأمير المخزومي (دويش علي أفندي) حاكم الواحات وناظر هذا الشيخ، ويوجد بالمقام صندوق نذور، كانت العائلة التي تخدم الشيخ تقوم بتجديده وصيانته، من ريع النذور. كما يوجد بالمسجد حلقة للذكر.

 أما مأذنة المسجد فهى مبينة على شكل مأذنة مسجد  الصالح نجم الدين أيوب، بشارع المعز بالقاهرة، وكانت بمثابة مأذنة وبرج للمراقبة،يجلس عليها الحارس.

 وقبل مجئ السنوسيين من ليبيا عام  1914 م كانت المماليك قد سبقتهم في الفرار إلى هذه المنطقة وما زال هناك الكثير من آثار العصر الفاطمي أيضاً وشارع الشيخ نصر الدين بالقصر العربية(الاسلامية) ويوجد به بيت العمدة، ومصطبة حكمه ،وكان عندما يدخل أي شخص عليه لابد أن  يخلع نعليه احتراماً له.

 وآخر عمدة حكم هذه القرية هو كان الشيخ / كمال أحمد عبدالحافظ ..وما زالت زنزانة الحبس (المعتر) التي كانت يؤدب بها العمدة المخالفين للقوانيبن موجودة في هذا الشارع، وعند نهاية الشارع يوجد المدخل الرئيسي للقرية، وبعده منحنى ملتوي يقصد به تأمين دخول الغرباء، حتى لا يصطدموا بتعاريجه، ويؤدي هذا الممر إلى حارة الشهابية.

 وهناك يوجد به طاحونة أبو اسماعيل، وكانت هى الطاحونة الرئيسية بالقرية، ثم حارة بشير وهناك مدخل رئيسي آخر حيث أن القرية كان يسكنها أربع عائلات، لكل عائلة بوابتين إحداهما للدخول وأخرى للخروج.

 وهناك أيضا دار مناسبات(بشير) لإقامة المناسبات المختلفة بالقرية أيضاً عدد 53 عتبة خشبية في مدخل كل منزل، ومحفور على كل عتبة كتابة بارزة بالخشب باسم صاحب الدار، وتاريخ إنشاء المنزل واسم المعلم أو الصانع الذي صنع هذه العتبة!  ويذكر أن عائلة علام النجار كانت أشهر العائلات في صناعة  العتب، وأقدم عتبة بالقرية يرجع تاريخها إلى عام 914هجرية. في منزل  م / محمد خطب .. وصنعها المعلم لطف الله، من أضخم بيوت القرية بيت القاضي عمر بن القاص سباعي العثماني الواحي القصري وعدد أدواره أربعة أدوار وقد بني في عام 1113 هجرية، وبه الكثير من فن العمارة الفاطمية.

  وتتميز شوارع القرية بأنها جميعاً مسقوفة بالأخشاب وجذوع النخل، ويوجد ملاقف هواء كثيرة في تقاطعات الشوارع.

 وفي شارع البرج بالقرية يوجد منزل وطاحونة حسانين، ومازالت الطاحونة قائمة على حالها، ويؤدي هذا الشارع إلى مدخل المحكمة، وقد كانت هذه المحكمة تستخدم كمدرسة وبهذا المبنى يوجد دورين استخدموا كسكن للطلبة، ومبنى المحكمة هو إيوان لمكان المُعلم أو القاضي..  وكان / درويش علي أفندي.. هو آخر ناظر عهدة المدرسة.

 وبعد أن نقلت المحكمة إلى مسجد نصر الدين تحولت إلى محكمة ومازال بها مكان مؤقت لحبس الرجال والسيدات، وكان يوجد طبل من الجلد يضرب عليه القاضي قبل الحكم.

 وعند البوابة الشمالية للمحكمة توجد مندرة (الفرافرة) كانت تستخدم لإستقبال التجار والقوافل القادمين من الفرافرة لاستراحتهم في السفر، وكل منهم كان يكتب اسمه وتاريخ نزوله بهذه المندرة.

  وفي الجزء الجنوبي من القرية توجد حارة (أولاد حمام) وكانوا ولازالوا يعملون بالحدادة، ولازال أحفادهم يستوطنون القرية ويعملون بالحدادة أيضاً وقد كانت هذه القرية عاصمة للواحات الداخلة في هذا الزمن..!!

 وقد ساعد لجوء بعض من طائفة السنوسية من أهل ليبيا إليها وإقامتهم بها إلى تأثر أهل القصر بعاداتهم وقيمهم الاجتماعية والدينية ومظاهر احتفالاتهم في المناسبات المختلفة.

 ويذكر أن السنوسيين كانوا يغيرون على القصر والبلاد القريبة هرباً من الاحتلال الإيطالي لليبيا، ويأتون مسلحين فيقومون بأعمال نهب وبلطجة، واستعباد لأهل البلدة،وفي إحدى المرات تصدى لهم الحاج/ مدبولي سليمان معرف.. وهو من عائلة (معرف) بالراشدة.

 وعندما أراد السنوسيين أن يأخذوا ممتلكات الفلاحين عنوة، قام بضرب أحدهم وشج رأسه، وحشاها بالليخ ، وتمرد الأهالي عليهم بعد ذلك وثاروا على بطش السنوسيين، وسلب ممتلكاتهم .

 وبهذه المناسبة أيضاً نقول أن السنوسيين توطنوا بالداخلة وتزوجوا من أهلها وأصبح اسم ولقب السنوسي منتشراً بكثرة بين العديد من السكان الآن نقلاً عن (رزق عبدالحي أحمد.. مترجم آثار بالقصر) .

     من آثار القصر أيضاً:

1ـ مقابر  المزوقة:

 وهى تبعد خمسة كيلو مترات عن قرية القصر حالياً وقد اكتشفها المرحوم الدكتور / أحمد فخري .. عالم الآثار المصرية وأطلق عليها اسم المزوقة .. لألوانها الزاهية .. وقد سبق الحديث عنها بالتفصيل في مقال الآثار بالوادي الجديد.

2ـ قرية  ( أمــهدة) : على بعد إثنين كيلو جنوب القصر وآثارها تنتشر في مساحة مائة وخمسون فداناً وقد عثر بها على لوحة منقوشة من الأسرة الثامنة عشر، ويذكر  الأستاذ/ سمير محمد بيومي .. مدير شباب القصر وهو من رجال البلدة المشهورين والذين لهم دور اجتماعي بارز في المجالات والمهن المختلفة فيقول: أن القصر طوال تاريخها كان بها عدد من الشخصيات البارزة مثل الشيخ محمد السنوسي الذي كان عضوا بالاتحاد الاشتراكي.. والأستاذ / فتحي حسين الديناري.. وهو من طلائع المدرسين بالقصر.

 وكذلك الحاج سعد أبو بكر..  واللواء / سيد محمدين.. بإدارة مصلحة السجون بمجمع التحرير ، ومن أعضاء مجلس الشعب أول عضو وهو الحاج / أحمد فراج..

 وقد نجح دورتين متتاليتين في أول إنشاء مجلس الشعب في عهد جمال عبدالناصر..

 والاستاذ / يوسف محمد سنوسي .. جاء بعده دورتين متتاليتين، ثم جاء بعد الأستاذ / يوسف كساب .. أما عن مجلس الشورى فكان الحاج / محمود شاذلي نائباً لعدة دورات ..

 والمحافظ السابق / محمد فوزي البرنس.. وهو من قرية بلاط.  

 

                      

 

            

اجمالي القراءات 25414