ياسمين النقري: حيرتنا يا بابا!

رائق النقرى في الإثنين ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

في لقاء مع أصدقاء افاضل , حدث من يومين في نيويورك . حدث معي ماهو عادي , ولكن غير متوقع , فعدا عن كون المسافة التي قطعتها مع عائلني للسفر ولقائهم من واشنطن زادت على خمس ساعات .. فإننا ومنذ الدقائق الأولى أصبنا بشظايا المأساة السورية

فالفاضلة ربة المنزل لم تتحمل تعليقا سليا بعض الشيئ – مني – حول النظام السوري .. فإذا بها تهب واقفة وهي أكبر من الخمسين عمرا وأما اسرتها المحترمة قائلة وبانفعال كأنه التقليع ..
أنا لااسمح بأي نقد .. على الإطلاق
وتكهرب الجو .. وعبثا حاول وزجها وأولادها الكرام التهدئة !
وقد كان في نيتنا المبيت في نيورك .. فعدنا أدراجنا .. وخمس ساعات أخرى على الطريق
ليس هذا ماهو مؤلم وماهو غير متوقع .. 

ففي حياتي الكثير من المحظات العاصفة تراني كما يقولون أدافع عن الشيطان في وجه ما اراه ظلما ..
ولكن الجديد هو كون ابنتي وزوجني .. بلغ الغضب منهما تجاهي ماهو غير متوقع

تناولتي ابنتي ياسمين بالنقد اللاذع والمرير , والمحق قائلة :
انت يابابا متعب, وتخرب علاقاتنا الاجتماعية .. فأنت دائما معكس ومشاكس , مع اصدقاء النظام تنتقد النظام , ومع اصدقاء المعارضة تنتقد المعارضة .. يعني انت تحير الناس فيك , وفينا .. ولم تترك لنا صديق .. فالناس تحسب مواقفنا بشكل اتوماتيك بوصفها نسخة عنك , ونحن لسنا كذلك..
فرجاء , رجاء
اثبت على جهة رجاءا , وأرحنا ..وارحمنا ..
أنت مثالك المفضل هو : كن مفهوما ولا تكن محبوبا .. أنت غير مفهوم أبدا ..
كيف أرد على ابنتي؟ وكثير من الأصدقاء الذين لم يعودا يحتملون الحوار ..
هل أقول لها معيد كون المنطق الحيوي ليس منطق ابيض واسود؟
هل اذكرها بكون المنطق الحيوي متعدد المستويات .. وبالتالي لايوجد ماهو سيئ كله وصالح كله ؟
أم اقول لها :
ما لايدرك كله, لاترك كله ..
ألاف الأمثلة تعرفها ابنتي ومن حولي ممن احاورهم .. ولكن لا احد يبدو في سوريا يريد الحوار إلا مع نفسه
فماهو العمل ؟

 
اجمالي القراءات 8960