المعني المراد بالآية
الرد علي انتقاد " الكتاب وكفي"

عثمان عمران في الخميس ٣٠ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

المعني المراد بالآية

(( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يـد وهم صاغرون )) .التوبة 20
"ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله " أي ان الله ورسله قد حرموا نفس الشئ وإلا لقال سبحانه " ما حرم الله وما حرم رسوله "

أي أمران مختلفان أحدهما حرمه الله والآخر حرمه الرسول

الواو واو عطف أي لابد من تحقيق الشرطين معاً فلا بد ان يكون ما حرم الرسول هو نفس ما حرمه الله وإلا انتفي الأمر بالقتال فليس للرسول شريعة خاصة به ومخالفة للقرآن وقد كان خلقه القرآن
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(1) التحريم : إذا كان النبي نفسة صلعم يعاتب علي تحريمه علي نفسه ما أحله الله له فما بالك في ان يغيير أو يأتي بأمر ليس من القرآن في شئ !؟
" يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) المائدة : والتبليغ لا يتم إذا كان هنالك أي تعديل أو حذف أو إضافة فهذا يكون تحريف الكلم عن بعض مواضعه وينطبق عليه :
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ(162)
" وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(18) العنكبوت ألا وهو القرآن
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(12) التغابن
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْءَانُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(37) يونس : أي شرحه وتبيانه لا شك أنه من رب العالمين
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(111) يوسف - والتفصيل هو شرح التفاصيل الدقيقة

وما علي الرسول البلاغ والبلاغ هو توصيل الكلام كما هو
كيف نفهم هذه الآية فهمها الصحيح إذاً؟
(( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يـد وهم صاغرون )) .التوبة 20

ما حرم الله في كتابه الكريم ثم أمرهم الرسول به فالرسول لا يحرم ما أحل الله
الهدف من الإستدلال بهذه الآية ومثيلاتها هو تثبيب وجوب السنة النبوية لتبيان القرآن المبين ! وهل ما هو مبين في ذاته يحتاج الي ما يبينه ؟! : أمثلة أخري :
1- " مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7) الحشر : الآية تتحدث عما يجمع من خراج من أهل القري والكلام معطوف ومتواصل موضوعياً مع ما قبله فبعد تبيان مصارف هذا المال من مساكين الخ حدد للقائمين بجمع المال ما هو حقهم فيه فما سمح لهم به الرسول صلعم يأخذونه وما منعهم فينتهوا عنه ولا يأخذونه
2- " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ(32) آل عمرآن
3- " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(132) آل عمرآن
4- " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) النساء
5- "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(1) الأنفال
6- " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ(20) الأنفال
7- " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(92) " المائدة
8- " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(46) الأنفال
9- " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(54) النور
10- وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(56) النور
11- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ(33) محمد
12- ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13) المجادلة
13- وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(12) التغابن

نلاحظ ان الأمر يأتي مرة " أطيعوا الله ورسوله" وأخري " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" وتارة " أطيعوا الرسول " وهذا ليس بغرض تغيير الصيغة وكسر الرتابة ولكن لهدف موضوعي علينا ان ندركه:
- " أطيعوا الله والرسول " فيما لم يخالف القرآن من الأمر والا تعذر الجمع بين طاعة الإثنين معاً
- " أطيعوا الله وأطيعوا ألرسول " هذا يكون في أمرين مختلفين أحدهما من الله بنص قرآني والآخر من الرسول لتحقيق هذا الأمر من الله في الظروف والملابسات التي تستوجبه آنذاك و هذا رابط بين الأمرين فهو لا يأمر بشئ لا يتعلق بالنصوص القرآنية أويكون مخالف لها !ً مثال:
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(216)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(246) البقرة
وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ ءَامِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ
وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ(86) التوبة يستأذنوه لما أمرهم بالخروج وهو تحقيق لأمر الله وليس مخالف له فهنا يكون " أطيعوا الله والرسول " في أمرين مختلفين متلازمين ويحقق الأمرالثاني الأمرالأول
- هذا ينطبق علي " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) النساء
وهذا يكون فيما يتعلق بتحقيق النصوص القرآنية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فرغم ان الآية تنص علي طاعة أولي الآمر ولكن ليس في معصية :
" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(15) لقمان - ورغم وجوب طاعة أولي الأمر ولكن ليس في معصية
السنة هي سنة ولا يجوز ان يستمد منها تشريع حيث ان التشريع القرآني هو فريضة من الله لا يجوز تركها أو تعديلها كما انه لا يجوز ان نستمد التشريع من شرع من قبلنا فقد نهي الله سبحانه عن ذلك " ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" - " لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ(67) الحج
ما يخالف القرآن من السنة يكون تبديل لسنة الله (القرآن) سنة الأولين - وبنص الحديث نفسه ان الرسول نهي عن تدوين الحديث ناهيك عن العمل به حتي لو كان في ذلك مخالفة للنصوص القرآنية - إذاً لماذا لا نعمل بالسنة فقط ونترك القرآن بما ان السنة قد بينته ! قال عز من قائل : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38) الانعام

كما ان لم الرسول صلعم لم يأمر بإقمة سنته وبذلك لا يكون تركها يشكل عدم طاعة لأمره
بناء علي ما تقدم فنحن نقول " القرآن و كفى " ما لم يكن هنالك خلاف بين الكتاب والسنة وإن كان هنالك خلاف حقيقي وليس مجرد توضيح لآيات القرآن فهل يكون حينها الحديث عن دين واحد أم عن ديانتين مختلفتين إحداهما من والله والأخري من البشر - وأي عاقل هذا الذي يترك دين الله ليعتنق دين من صنع البشر !؟
عثمان عمرآن

اجمالي القراءات 13637