قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا و سهلا و عيد مبارك و كل عام و أنتم بخير وبعد :
سأحاول من خلال هذا المقال تفسير هذه الآية من سورة الشورى حيث أنني لم أقتنع بأي من التفاسير التي قرأتها ، فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي .
يقول جل و علا في سورة الشورى :< قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى > الآية
كل التفاسير التي قرأتها تتأرجح بين تأويلين لهذه الآية الكريمة
الأول : أن رسول الله عليه الصلاة و السلام لم يطلب على تبليغ رسالته سوى محبة آل محمد ، و هذا ما ذهبت إليه الشيعة في كون محبة آل البيت واجبة بنص القرآن .
الثاني : و هو أنه كان للنبي رحما في كل بطن من بطون مكة . ’ فبنو هاشم و بنو أمية كلهم بنو عبد مناف إلخ. و عليه فالنبي لا يسأل أجرا على تبليغ الرسالة سوى أنه يناشدهم الرحم التي بينهم .
وحسب رأيي كلا التفسيرين جانبا الصواب و تفسيرها هو الآتي :
المودة في هذه الآية هي مصدر للفعل ود - يود – ودا أو مودة و هو نفسه
رغب يرغب رغبة وليس أحب – يحب – محبة . فالمودة هنا هي الرغبة
و القربى هنا تعني التقرب وليس القرابة النسبية- من الأنساب- كما ذهب إليه المفسرون .
و على هذا الأساس يكون تفسير آية : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى هو قل لا أسألكم عليه أجرا إلا رغبة في التقرب إلى الله . لأن هذا التفسير يتناسب مع ما قاله كل الرسل الذين سبقوه . ففي سورة الشعراء كل الرسل يقولون نفس العبارة التي تتكرر : و ما أسألكم عليه من أجر ، إن أجري إلا على رب العالمين . و في سورة هود على لسان إبراهيم و هود عليهما السلام :
ويا قوم لا أسألكم عليه مالا ، إن أجري إلا على الله
ويا قوم لا أسألكم عليه أجرا ، إن أجري إلا على الذي فطرني
وعلى لسان الرسول محمد عليه الصلاة و السلام نفسه : قل ما سألتكم من أجر فهو لكم . إن أجري إلا على الله ، وهو على كل شئ شهيد .
إذن لا أجر يطلبه الرسول جزاء على دعوته ، إلا ما عند الله و لا استثناء لذلك . فلماذا إذن يطلب محمد عليه السلام أجرا على تبليغ رسالته ولو مودة قرابته أو آل بيته أو حتى مناشدة الرحم كي لا يؤذوه . ألم يقل قبله شعيب فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون .
هذا ما يتكرر في القرآن و هو منهج كل الرسالات . وعليه فلا يستقيم حسب رأيي
أي من التفسيرات التي ذكرت .
ومعنى الآية هو لا أسألكم عليه أجرا إلا رغبة في التقرب إلى الله و ابتغاء وجهه الكريم .