صحيفة أمريكية: المصريون مستاءون من حكومتهم الفاسدة "من القمة إلى القاع" ويعقدون آمالا على أوباما

في الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

استغربت عدم وجود تنظيمات "سرية".. صحيفة أمريكية: المصريون مستاءون من حكومتهم الفاسدة "من القمة إلى القاع" ويعقدون آمالا على أوباما


كتب نادين عبد الله (المصريون): : بتاريخ 28 - 4 - 2009
قالت صحيفة أمريكية، إن المصريين أصبحوا مستاءين من حكومتهم التي وصفتها بـ "الفاسدة من القمة إلى القاع"، لاسيما بعد أن أصبح الجميع علي قناعة تامة بأن الرئيس حسني مبارك يمهد لتوريث ابنه جمال الحكم من بعده، وهو الأمر الذي اعتبرته لا يبشر بأي تغيير حقيقي، داعية إدارة الرئيس باراك أوباما إلى العمل على تعزيز الديمقراطية والتمكين السياسي من أجل الجيل القادم من المصريين.
وأضافت صحيفة "بوست جازيت" التي تصدر في مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا، أن الشباب المصري لا يريد الكثير من الولايات المتحدة، فهو لا يتطلع سوي لأن تنتهج واشنطن سياسات عادلة في المنطقة، وتبتعد عن سياسة الكيل بمكيالين التي اعتادت على تطبيقها لسنوات طويلة، وأن لا تكتفي فقط بالدعم الاقتصادي الذي تقدمه لمصر، وإنما ينبغي أن تعمل علي دعم الديمقراطية كذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع فئات الشعب المصري من طلاب جامعات وسياسيين وسائقي تاكسي ونقابات مهنية أصبحوا يتطلعون إلى الرئيس أوباما بشيء من الأمل والترقب على عكس سلفه جورج بوش، فقد وصلت احتجاجاتهم حدا جعل ما يقومون به من تظاهرات مادة خصبة للتقارير الصحفية والتليفزيونية، نتيجة لشكواهم المستمرة من ضعف الرواتب وعدم وجود فرص عمل وتدهور مستوي الرعاية الصحية والتعليم وارتفاع مستوي المعيشة، في الوقت الذي لا تقدم فيه لهم الحكومة سوى القليل.
وأوضحت أن طلاب الجامعات المصرية أصبحوا أكثر تشاؤما من أي وقت مضي، فهم على العكس من أقرانهم بالولايات المتحدة معظمهم لا يقرؤون الصحف وإنما يعتمدون على التليفزيون والإنترنت في التزود بالأخبار، وعلى الرغم من ذلك فهم لا يهتمون بمتابعة الأحداث التي تجري حولهم، وإنما يركزون علي حياتهم الخاصة وتوقعاتهم للمستقبل التي يغلب عليها الإحباط في ظل إدراكهم أن بعد تخرجهم لن يجدوا ما يفعلونه فلا توجد فرص عمل أو زواج في ظل أسعار الشقق التي أصبحت غير معقولة، وحتى إذا رغبوا في السفر للخارج فالفرصة محدودة لعجزهم في الحصول على التأشيرات أو المال اللازم للسفر، ومن ثم فليس لديهم سوى الجلوس في البيت والانتظار.
وقالت الصحيفة إن المصريين أصبحوا مستاءين من "حكومتهم الفاسدة من القمة إلي القاع"، ولاسيما بعد أن أصبح الجميع علي قناعة تامة بأن الرئيس حسني مبارك يمهد لخلافة ابنه جمال، وهو الأمر الذي لا يبشر بأي تغيير حقيقي، لافتة في المقابل إلى المعارضة التي تواجهها من جهات عدة؛ أهمها جماعة "الإخوان المسلمين" وبعض الأحزاب العلمانية ونشطاء الإنترنت وإضرابات العمال والنقابات المهنية من أطباء ومحاميين وصحفيين وأساتذة الجامعات، احتجاجا علي ضعف الرواتب وظروف العمل.
لكن الأمر الذي أثار دهشة الصحيفة هو عدم وجود حركات تمرد أو تنظيمات سرية؛ فالأمر يبدو كما لو كانت الحكومة ومنتقديها قد اتفقوا علي عدم التغيير، وأرجعت هذه الحالة من الركود السياسي إلي انتشار قوات الأمن، وطبيعة الشعب المصري الذي يشعر بالقلق من الاضطراب السياسي، وهو الأمر الذي انعكس بشكل واضح في فشل يوم الغضب الذي دعت إليه حركات المعارضة في السادس من إبريل الجاري.
وأشارت إلى أن المتعلمين من الشباب المصريين وقعوا في فخ، فمعظم خريجي الجامعات وجدوا وظائف في القطاع العام حتى التسعينات، لكن بعد ذلك بدأت هذه الوظائف في التقلص، في الوقت الذي فشل فيه القطاع الخاص في استيعاب الخريجين، ونتيجة لذلك، أصبح خريجي الجامعات يعانون من أعلى معدلات البطالة، وأصبحت عمليات البحث عن عمل قد تستغرق عامين أو ثلاثة أعوام، وكثيرا ما تؤدي إلى وظائف أقل بكثير من التوقعات من حيث المركز والمرتب.
وأوضحت أن الشرق الأوسط الذي سيطرت عليه سلسلة من الأزمات التي يتعين حلها أو على الأقل إدارتها، والتي تتلخص في الصراع العربي الإسرائيلي والإسلام السياسي والملف النووي الإيراني والمشاحنات بين زعماء الشرق الأوسط في انتظار مشاركة الرئيس أوباما لمعالجة هذه الصراعات بشكل واقعي وغير متحيز لتحسين مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه ينبغي علي الولايات المتحدة العمل على تعزيز الديمقراطية في مصر، لأن المصريين في أمس الحاجة إلى التمكين السياسي، وأن تعمل الولايات المتحدة على وضع صياغة لسياسة واضحة ومتسقة وطويلة الأمد لدعم الديمقراطية والتنمية الاقتصادية في مصر من أجل الجيل القادم من المصريين.

اجمالي القراءات 4960