احتجاجات مالي.. الرئيس يعطّل المحكمة الدستورية والمعارضة تتهمه باعتقال المزيد من عناصرها

في الأحد ١٢ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أعلن الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا تعطيل عمل أعضاء المحكمة الدستورية في محاولة لخفض التوتر، بينما اتهمت المعارضة السلطات باعتقال المزيد من عناصرها، وذلك عقب احتجاجات عنيفة هزت العاصمة باماكو.

وتشهد مالي احتجاجات واسعة عقب إجراء انتخابات تشريعية اختلفت الأطراف المشاركة على نتيجتها، وتطالب هذه الاحتجاجات باستقالة الرئيس كيتا.

وفي خطاب مقتضب هو الرابع خلال شهر واحد، أعلن كيتا -الذي يطالب المحتجون باستقالته- إلغاء مراسيم تعيين قضاة المحكمة الدستورية التسعة، موضحا أن هذا الإجراء يعني "حل المحكمة فعليا".

كيتا اعتبر أن المعارضة تجاوزت كل الحدود (رويترز)

ويعدّ إعلان كيتا تنازلا جديدا للمعارضة، مؤكدا أنه لا يزال منفتحا على الحوار.

وقال متحدثا عن المحتجين في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي "لقد وصلوا إلى أقصى الحدود المسموح بها وتجاوزوها".

ويطالب تحالف متنوع يضم رجال دين وشخصيات سياسية ومن المجتمع المدني، بإقالة القضاة التسعة بعدما ألغت المحكمة الدستورية نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس/آذار وأبريل/نيسان في نحو 30 دائرة.

المحتجون يطالبون باستقالة الرئيس كيتا (رويترز)

اعتقال واستنكار

يأتي ذلك بينما أكدت حركة "5 يونيو" المعارضة في مالي اعتقال السلطات الأمنية 3 من أفرادها، ومطاردة آخرين في العاصمة باماكو.

وأضافت الحركة في بيان أن مقرها في العاصمة تعرّض لعمليات تخريب على أيدي القوات الأمنية.

وتشير الاعتقالات إلى تدهور العلاقات بين المعارضة والسلطات التي لم تتخذ أي إجراء في وجه احتجاجين كبيرين سلميين ضد الرئيس في يونيو/حزيران الماضيين.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من احتجاجات صاحبها اقتحام متظاهرين من أنصار الحركة مبانيَ حكومية، بينها مبنى البرلمان ومبنى الإذاعة والتلفزيون في باماكو.

أزمة وقلق

وتثير الأزمة قلقا متناميا لدى دول الجوار والقوى العالمية، إذ يُخشى أن تزيد من الاضطرابات في البلاد وتعرض للخطر حملة عسكرية مشتركة ضد من تصفهم بـ"متشددين إسلاميين" في منطقة الساحل غرب أفريقيا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما) -التي كان قسم حقوق الإنسان فيها يراقب الاحتجاجات- إن 3 محتجين قُتلوا يوم الجمعة وأصيب عدد آخر بجروح بالغة.

من جهته، وعد رئيس الوزراء بوبو سيسيه أمس السبت بتشكيل حكومة انفتاح "سريعا جدا".

وقال خلال زيارة أحد المستشفيات "هناك اليوم 4 قتلى وجرحى"، مضيفا أن "الرئيس وأنا نبقى منفتحين للحوار. سريعا جدا، سأشكل حكومة مع نية إبداء انفتاح لمواجهة التحديات الراهنة".

ويعبّر المحتجون عن استيائهم من أمور عديدة في واحدة من أفقر دول العالم، كتدهور الوضع الأمني وعجز السلطات عن وقف العنف في البلاد والركود الاقتصادي وفشل خدمات الدولة والفساد في عدد من المؤسسات.

اجمالي القراءات 195