الحيض يخيف الرجال.. عادات هندوسية لعزل النساء حتى يتطهرن

في الثلاثاء ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تتضمن كثير من الثقافات القديمة عادات تبدو غير مألوفة، ولكن يظل حيض النساء من أكثر الأمور التي نسجت حولها الأساطير والعادات الغريبة، والتي ربما تكون قهرية وتودي بحياة النساء، وهو ما حدث في نيبال عندما لقت امرأة حتفها عقب إصرار صهرها على حبسها في كوخ الحيض.

حبس النساء في كوخ الحيض عادة نيبالية من قديم الأزل، وأقر البرلمان النيبالي قانونا للحد من تلك الممارسات ضد المرأة عام 2017، لكن يبدو أنه لم يكن كافيا ليردع الرجال من الهندوس الذين يرون في عادة "شوبادي" (طقوس كاملة لعزل المرأة أثناء فترة الحيض) معتقدا يجب تنفيذه بغض النظر عن النتيجة، حيث يبدأ بالعزل وينتهي بطقوس محددة لتطهير المرأة قبل اندماجها مرة أخرى في المجتمع.

شوبادي تقتل النساء
ألقت الشرطة ف يالسابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري القبض في نيبال على شهارترا راوت (25 عاما)، المتهم بإجبار زوجة شقيقه على الإقامة في ما يعرف بكوخ الحيض، ورغم أنه لم يتضح إذا كانت الاتهامات التي وُجهت له رسمية أم لا، فإنه يعد أول رجل يلقى القبض عليه بسبب الشوبادي، وذلك عقب العثور على بارباتي بودا راوت وقد فارقت الحياة بسبب الاختناق من الدخان، إذ يبدو من المعاينة الأولية لمكان الحادث أنها أضرمت النيران في بعض القش للتدفئة في كوخ منعزل شديد البرودة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري.


الشوبادي ممارسة هندوسية لعزل النساء في فترة الحيض (مواقع التواصل )
الشوبادي ممارسة هندوسية لعزل النساء في فترة الحيض (مواقع التواصل )

يعرض القانون النيبالي شهارترا راوت لعقوبة تصل إلى السجن ثلاثة أشهر وغرامة تصل إلى ثلاثة آلاف روبية نيبالية (26 دولارا) أو بالعقوبتين معا في حال ثبوت التهمة عليه.

ورغم ما تبدو عليه الغرامة المالية من رقم صغير فإنها إذا قورنت بمتوسط الدخل اليومي للفرد في ريف نيبال، الذي لا يتجاوز 1.25 دولار أمريكي، بجانب تسجيل العديد من السكان الريفيين في نيبال تحت خط الفقر؛ الأمر الذي يجعل العقوبة ليست هينة، في مجتمع يعتمد أكثر من 80% منه على الزراعة، حسب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة.

وأقر البرلمان النيبالي قانونا يحمي النساء من تقليد "شوبادي" عام 2017، بعد أن فارقت شابة (18 عاما) الحياة في كوخ الحيض بسبب لدغة ثعبان، وقبلها عثر على امرأتين فارقتا الحياة في الكوخ؛ مما دفع البرلمانيين والقانونيين في البلاد لوضع حد لممارسة "شوبادي".

التطهر ببول الأبقار
يطلق على ممارسات عزل ونفي النساء أثناء الحيض اسم "شوبادي" وهو اسم يعني "الحيض"، لكنه يوحي -محليا- بنجاسة المرأة عندما تنزف شهريا، ويشمل أيضا فترة النفاس بعد الولادة، ويعتبر هذا التقليد الهندوسي المرأة نجسة خلال فترة النزيف، ويلزمها أن تبقى خارج المنزل، في أكواخ صغيرة نائية تكون أشبه بالسراديب.وبناء على هذه المعتقدات، يتم منع المرأة الحائض من لمس الطعام الذي يأكله الآخرون، ولمس الرجال أو الماشية، لا سيما البقر، وذلك لاعتقادهم أن المرأة الحائض إذا لامست البقرة سيصيبها ذلك بلعنة تمنعها من إدرار اللبن لاحقا.

كما يحظر على النساء دخول المراحيض العامة التي يستخدمها الآخرون، ويفرض ذلك عليهن السير مسافات طويلة لقضاء حاجتهن وسط البراري بعيدا عن أعين الناس، بجانب بقائهن في كوخ الحيض المعزول الذي لا يحتوي على أي أثاث للنوم أو الجلوس أو حتى مرحاض.

وبعد انتهاء النزيف تقوم النساء بالاستحمام في نهر صغير بعيد عن القرى، ويتطهرن باستخدام بول الأبقار حتى يتمكن لاحقا من الاندماج مرة أخرى في قريتهن.


تتطهر النساء ببول البقر حسب المعتقد الهندوسي (مواقع التواصل)
تتطهر النساء ببول البقر حسب المعتقد الهندوسي (مواقع التواصل)

احتفال رتشي بانشامي
تراجعت ممارسة "تشوبادي" في السنوات القليلة الماضية، ولم يحد إصدار القانون ذي الصلة من اعتقاد بعض الرجال النيباليين حتى يومنا هذا.

ورغم القوانين التي أصدرها البرلمان فإن العديد من الرجال حتى ولو لم يعاقب المرأة بالعزل فإنهم يخشون من لمس المرأة الحائض خوفا من المرض الذي قد يصيبهم، وتعتبر المرأة وفقا لهذا المعتقد آثمة إن لامست الرجال، وتنتظر احتفالات تعرف باسم ريشي بانشامي حتى يكفرن عن لمس الرجال والنباتات والماشية من خلال الصوم ثم الاستحمام في المياه المقدسة، وذلك وفقا للتقويم القمري الهندوسي.

إقرار القانون عقوبة على من يجبر النساء على العزل لم يحميهن من ثقافة أهلهن الذين ما زالوا يرون في الحيض سما قاتلا يجب إقصاؤه؛ فما زالت العديد من النساء يضفن لقوائم الراحلات بسبب تلك الممارسة التي لا تضع معايير للحفاظ على حياة النساء في أكواخ العزلة، كما تتزايد على استحياء نسب الرافضين لتلك الممارسات الدينية.

اجمالي القراءات 1739