داعش يظهر مجدداً في جنوب ليبيا.. لماذا الآن؟

في الإثنين ٢٥ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تزامنا مع الترسانة العسكرية التي يحشدها الجنرال الليبي خليفة حفتر في الجنوب الليبي منذ أشهر، ورغم قيامه قواته بعمليات عسكرية ضد قبائل التبو، عاد تنظيم الدولة للظهور مجدداً في ليبيا؛ من خلال هجوم على بلدة غدوة جنوبي مدينة سبها، فجر اليوم الاثنين، ما أدى إلى مقتل شاب وخطف 3 أشخاص آخرين.

وقالت مصادر محلية إن المجموعة المهاجمة كانت تستقل 10 سيارات دفع رباعي أغلبها مصفحة، واشتبكت مع الأهالي، ما أدى إلى مقتل الشاب محمد عبد الله همقام.

وأضافت المصادر أن القوة المهاجمة داهمت منزلين لشخصين مطلوبين بالاسم لديها واحتجزتهما، إضافة إلى احتجاز شاب ينتمي للتيار السلفي، وقطع الاتصالات عن المنطقة.

يشار إلى أن بلدة "غدوة" (60 كم جنوب) تعرضت لعدة هجمات مسلحة من قبل عناصر داعش وعصابات تشادية، كان آخرها الأسبوع الماضي.

وأمس، حذر كل من بريطانيا والولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى ليبيا، بسبب "هجوم إرهابي" وشيك قد يستهدف مؤسسات حكومية في طرابلس.

وغاب الحديث عن داعش خلال الفترة الماضية إعلامياً، في ظل التركيز على نشاطه بكل من سوريا والعراق، إذ أعلنت واشنطن القضاء عليه بشكل عام في هذين البلدين.

وخلال النصف الأول من 2017، تم القضاء على العشرات من عناصر "داعش" في ليبيا، خاصة في المنطقة الممتدة من جنوب سرت إلى الجنوب الشرقي لمدينة بني وليد (170 كم جنوب شرق طرابلس).

إلا أنه مع بداية النصف الثاني من 2017، بدأ ينشط في وسط الصحراء الليبية، خاصة بعد انسحاب القوة الثالثة (المنحدرة من مصراتة) من الجفرة، في مايو 2017، إثر تعرضها لقصف جوي شديد.

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من القبائل الإفريقية بعد سقوط نظام القذافي، تمكنت من الهجرة إلى الجنوب الليبي، وتمكن الكثير من أبناء تلك القبائل من تزوير الهويات الليبية والانخراط في الصراع الأهلي في البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ 7 سنوات. بحسب تقارير إعلامية.

جبهة الجنوب الليبي، تعد من أكثر الجبهات تأثرا بحالة الفوضى السياسية والأمنية الليبية، حيث ظلت هذه المنطقة تعاني من انعدام الاستقرار.

فمدن الجنوب الليبي بمساحة تتجاوز 500 ألف كيلو متر مربع، تعتبر من أهم مصادر النفط والغاز والحديد والرمال في البلاد، ورغم ذلك تقع فريسة للأوضاع المعيشية الصعبة، فهي منطقة منسية. بحسب تقارير إعلامية.

ومن أهم الجماعات والحركات المسلحة في الجنوب الليبي، حركة العدل والمساواة السودانية وهي أشهر حركة تمرد في السودان، وأيضا حركات المعارضة المالية والنيجرية وتنتمي إلى قبائل الطوارق، وكذلك المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية والذي يعد من أبرز حركات المعارضة التشادية، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد،..

وكذلك تجمع القوى من أجل التغيير في تشاد، والحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، والقوات الثورية المسلحة من أجل الصحراء وهي حركة تمرد مكونة بالكامل من التبو وموجهة ضد حكومة النيجر.

يُشار إلى أن ليبيا تعيش فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، معمر القذافي، ما أدّى إلى وجود حكومتين: الأولى في العاصمة طرابلس والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والثانية في طبرق شرقي ليبيا، وقد أدّت هذه الفوضى إلى تصاعد نفوذ المليشيات المسلّحة وتزايد سطوتها في البلاد.

وينتشر أفراد القبائل، بالمناطق الحدودية التي تجمع ليبيا مع دول أفريقية عدة كالنيجر وتشاد والسودان ومالي، منذ أن اندلع الصراع فيما بينهم.

اجمالي القراءات 1375