اتفاقية جديدة مع عُمان تعزز مواقع واشنطن العسكرية ضد إيران في مضيق هرمز

في الإثنين ٢٥ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

             وقعت الولايات المتحدة، أمس الأحد، اتفاقية مع سلطنة عمان تعزز مواقع واشنطن العسكرية في منطقة مضيق هرمز الذي هددت إيران مرارا بإغلاقه أمام الملاحة الدولية ردا على العقوبات الأمريكية.

وأفادت السفارة الأمريكية لدى مسقط بأن الاتفاقية المبرمة بين السفير الأمريكي، مارك جي سيفرز، والأمين العام لوزارة الدفاع العمانية، محمد بن ناصر الراسبي، تسمح للولايات المتحدة باستخدام "المرافق والموانئ" في مدينتي الدقم وصلالة المطلتين على الخليج العربي جنوبي مضيق هرمز، وهو الممر البحري الاستراتيجي الذي تمر عبره نحو 20% من تجارة النفط على مستوى العالم.

وتابعت السفارة على حسابها في "فيسبوك" أن هذه الاتفاقية "تجدد التزام كلا البلدين بتعزيز الأهداف الأمنية المشتركة وتسلط الضوء على ديمومة العلاقة الاستراتيجية الأمريكية العمانية القوية، الأمر الذي يعكس دعم الولايات المتحدة لسيادة سلطنة عمان والحفاظ على وحدة أراضيها".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي قوله إن مدة سريان الاتفاقية نحو ستة أعوام.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوصول إلى هذين الميناءين يزيد من حرية البحرية الأمريكية في الملاحة بالمنطقة، في حال اندلاع نزاع مسلح مع إيران، مقارنة مع ما كان لو تواجدت السفن الأمريكية داخل المضيق، حيث سبق أن وقعت حوادث بين بحريتي إيران والولايات المتحدة.

ووصف مسؤول أمريكي آخر للصحيفة، قبيل توقيع الاتفاقية، الموقع الجغرافي للميناءين، وهما يقعان على مقربة من المضيق، لكن خارجه، وصفه بأنه "جذاب"، موضحا أن تواجد السفن الحربية الأمريكية فيهما سيكون بمثابة "ثقل متوازن" في وجه نفوذ إيران البحري بالمنطقة.

واعتبرت الصحيفة أن الاتفاقية الجديدة تكثف الضغوط التي تمارسها واشنطن على طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى في عام 2015.

من جانبها، أشارت منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، كاميل لونس، إلى أن الاتفاقية تخدم هدفا آخر قد يكون أهم من مواجهة النفوذ الإيراني، وهو التصدي لنفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط.

وأوضحت الخبيرة أن تقلبات أسعار النفط في العالم حالت دون نمو عُمان وجعلت السلطنة أكثر انفتاحا أمام الاستثمارات الصينية، مشيرة إلى أن بكين استثمرت في الجهود العمانية لتحويل الدقم إلى مدينة صناعية، وتهدف الصين من ذلك إلى الربط بين قاعدتها الاستراتيجية في جيبوتي والأخرى التي يجري بناؤها في كوادر الباكستانية.

وخلصت لونس إلى أن "العامل الصيني" هو عنصر رئيسي في الاتفاقية الجديدة، لكن الأمريكيين يفضلون الاعتماد على الخطاب المعادي لإيران، لأنه أكثر فعالية في تعاونهم مع حلفائهم الإقليميين مثل إسرائيل والسعودية.

وتابعت لونس أن الاتفاقية الجديدة مؤشر على دعم الولايات المتحدة لدور الوساطة التي تلعبها سلطنة عمان في عملية تحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب.

لكن المسؤول الأمريكي قال للصحيفة إن الحكومة العمانية طمأنت واشنطن بأن علاقاتها مع الصين لا تخص المجال العسكري.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه على الرغم من المكاسب الاقتصادية التي ستحققها سلطنة عمان من بناء منشآت أمريكية في الميناءين، تهدد هذه الاتفاقية استراتيجية سياسة الحياد التي تنتهجها السلطنة تجاه نزاعات المنطقة.

اجمالي القراءات 1159