لا شيء يحدث دون علم ولي العهد».. فهل سيضحي ابن سلمان بـ«كتيبة الإعدام» للخروج من أزمة خاشقجي؟

في الثلاثاء ١٦ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ا شيء يحدث في المملكة العربية السعودية من دون علم ولي العهد محمد بن سلمان. *السيناتور ليندسي غراهام

صرح السيناتور ليندسي غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كارولينا، في حوارٍ له مع راديو «Fox News» أنه لن يتعامل مع المملكة العربية السعودية طالما بقي محمد بن سلمان وليًا للعهد، مؤكدًا أن لا شيء يحدث في المملكة دون علم الأمير ابن سلمان.

وقد جاءت تصريحاته ردًا على التسريبات الأخيرة التي نشرت عبر وكالة «CNN» الإخبارية نقلًا عن مصدرين سريين، وتضمنت أن حكومة المملكة العربية السعودية تستعد لإعداد تقرير عن موت الكاتب الصحافي السعودي «جمال خاشقجي»، تقرُ فيه أن الوفاة قد حدثت بالخطأ أثناء استجوابه، إضافة إلى أن السعوديين على استعدادٍ تام لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة، مُشيرين: «التحقيق معه كان بهدف إعادته إلى المملكة السعودية، والعملية نفذت دون تصريح واتسمت بالغموض».

 

حوار ليندسي غاراهام مع فوكس نيوز

وذكر المصدر الأول أن التقرير سيخلص إلى أن العملية نفذت بطريقةٍ غامضة ودون تصريح مباشر؛ أما المصدر الآخر فأشار إلى أن التقرير ما زال تحت الإعداد، وقد يتغير مضمونه بتغير الظروف.

أسبوعان من الإنكار

«خاشقجي خرج من القنصلية بعد بضع دقائق أو ساعة. *ابن سلمان

أتت التسريبات الأخيرة والتي نشرت عبر شبكة «CNN» الإخبارية، حول نية السلطات السعودية لإعداد تقرير تقرُ فيه بقتل خاشقجي عن طريق الخطأ أثناء استجوابه بعد أسبوعين من إنكار السلطات السعودية لحادثة اختفاء الصحافي داخل القنصلية؛ إذ تغيرت الرواية السعودية لحادثة الاختفاء أكثر من مرة بدءًا من التعنت السعودي برفض الحادثة بالكامل والصمت التام، ومن ثم رواية خروج خاشقجي من القنصلية بعد دقائق.

أتى التصريح الأول لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عند سؤاله حول اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في حواره الأخير مع صحيفة «بلومبيرج»، وذلك بعد يومين فقط من اختفائه، والذي أشار فيه إلى خروج خاشقجي من القنصلية بعد بضع دقائق من دخولها، وذلك على الرغم من أن الكاميرات الخاصة بالقنصلية قد سجلت دخول خاشقجي إليها؛ ولم تسجل خروجه أبدًا منها؛ إلا أن المملكة لم تقدم حينها دليلًا واحدًا على صحة روايتها الأولى.

وفي الوقت الذي تداولت فيه وكالات الأنباء التركية أخبارًا عن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية، نفى المسؤولون السعوديون تصريحات المسؤولين الأتراك، مشيرين إلى أنها «اتهامات عارية تمامًا من الصحة»، وأكد المصدر السعودي أن المملكة تتابع عن كثب القضية لمعرفة الحقيقة الكاملة وتحرص على سلامة مواطنيها أينما كانوا.

«جريمة قطرية منظمة تحاول إلصاق تهمة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالمملكة السعودية»، هكذا أشار الكاتب سلطان بن بندر، في جريدة «عكاظ» السعودية في مقالٍ بعنوان: «بعد مسرحية اختفاء خاشقجي: هل تورطت قطر وأزلامها»، إلى أن السعودية تواجه مخططًا هدفه إشاعة الفوضى في المملكة، واصفًا الحكم المُسبق بوفاته بلا دليل يفضح تورط قطر والإخوان وتركيا في مسرحية الاختفاء.

كان الإعلام السعودي وطوال أسبوعين ينسج سيناريوهات مختلفة حول اختفاء خاشقجي، بداية من المؤامرة، وصولًا إلى التشكيك في خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، وصحة علاقتها بالمجني عليه، وذلك بعد أن قامت بتبليغ السلطات التركية بأمر اختفائه داخل القنصلية.

وصل الأمر ببعض الكتاب السعوديين إلى إدعاء توبة خاشقجي عن معارضة ابن سلمان؛ وعودته نادمًا إلى الأراضي السعودية بإرادته، فيقول عن ذلك الكاتب أحمد عجب الزهراني في مقاله «من حرر خاشقجي»، بجريدة «عكاظ» السعودية، أن هناك احتمالًا آخر لاختفاء خاشقجي، وهو شعوره بالحنين لأرض الوطن عقب دخوله مبنى القنصلية؛ ولهذا اختار الخروج متخفيًا، والعودة للسعودية وتسليم نفسه اختياريًا لتخفيف العقوبة؛ بعد أن قتله تأنيب الضمير.

«رواية ترامب».. عناصر مارقة تسببت في مقتل خاشقجي

في يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، نشرت جريدة «صباح» التركية، الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، أنباءً صادمة حول من أسمتهم «كتيبة الإعدام»، تكشف فيه عن هويات 15 مسؤولًا سعوديًا قد وصلوا إلى مطار أتاتورك يوم 2 أكتوبر (تشرين الأول)؛ وهو اليوم ذاته الذي شهد اختفاء الصحافي خاشقجي، مشيرة إلى أن هؤلاء السعوديون قد غادروا الأراضي التركية في اليوم ذاته على متن طائراتٍ خاصة، تابعة لشركة الطيران السعودية «Sky Prime Aviation»، وهي الشركة التي أفاد مسؤولون أتراك بتبعيتها إلى ولي العهد ابن سلمان؛ وبحسب الجريدة، كان وجودهم بالأراضي التركية بهدف مهمة محددة، فهل كانت المهمة هي إعادة خاشقجي للمملكة؟

بدا الأمر لي وكأن قتلة مارقين ربما كانوا خلف تنفيذ العملية. *دونالد ترامب

أثارت تصريحات الرئيس ترامب بالأمس الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أشار عقب اتصال مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أنه استنتج من حديث الملك أن قتلة مارقين ربما كانوا خلف مقتل خاشقجي؛ لافتًا أن الملك السعودي قد أنكر بشكلٍ حازم أن يكون على علم بأي شيء.

 

 

 

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع التسريبات الخاصة بالاعتراف السعودي أن مقتل خاشقجي تم بالخطأ أثناء التحقيق معه في مقر القنصلية؛ فهل تولى الوفد السعودي الذي وصل تركيا ذات اليوم على متن طائرات خاصة مسؤولية التحقيق مع خاشقجي؟

جاءت الرواية السعودية الأولى منذ بضعة أيام عبر قناة «العربية» السعودية، والتي أشارت إلى أن الصور المنشورة عبر الجريدة ومواقع التواصل الإجتماعي ما هي سوى صور سياح سعوديين نسجت حولهم القصص، إلا أن السلطات السعودية، وبعد تعرضها للضغط الدولي قد قامت بالأمس، بحسب جريدة «إيلاف»، باستدعاء الأسماء التي ورد ذكرها بالجريدة صباح التركية، وذلك للاستفسار عن سبب وجودهم في إسطنبول في التوقيت ذاته الذي يوافق آخر ظهور علني للصحافي خاشقجي.

 

(مصدر الصورة – جريدة الصباح التركية)

كان «فريق الإعدام» الذي وصل إلى الأراضي التركية، بحسب الجريدة، يتضمن ثلاثة أفراد من الحرس الملكي الخاص بالأمير محمد بن سلمان،  وآخرين من الصاعقة والدفاع المدني والمخابرات العامة السعودية، بينهم، الملازم ذعار غالب الحربي، وهو أحد رجال القوات المسلحة، والعقيد بالدفاع المدني منصور عثمان أبا حسين، والعقيد ماهر عبد العزيز مترب من جهاز الاستخبارات السعودية.

إلا أن المثير للجدل حقًا في حالة كان تواجدهم بغرض التحقيق مع خاشقجي هو تواجد العقيد دكتور صلاح الطبيقي معهم، وهو مدير الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، ورئيس الزمالة السعودية في الطب الشرعي وأستاذ التشريح المختص؛ إذ تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عما يفعله طبيب تشريح مع فريق تحقيقات.

 

قُتل بعد دقائق من دخوله القنصلية

كشفت قناة «الجزيرة» أمس الإثنين تفاصيلًا جديدة بشأن قضية اختفاء خاشقجي؛ إذ تشير التسريبات الصوتية التي حصلت عليها أجهزة الأمن التركية بعد الاختفاء بيومين إلى أن خاشقجي قتل فقط بعد مرور أربع دقائق من دخوله مقر قنصلية بلاده؛ مؤكًدا: «جلس خاشقجي مع القنصل السعودي، محمد العتيبي، وفي الوقت ذاته دخل مجموعة من الأشخاص، سحبوا خاشقجي للخارج إلى غرفة مجاورة، وحاولوا قتله بالإبر، وهم يسبونه بأبشع الألفاظ، وكان آخر ما قاله خاشقجي أنهم يحاولون قتله بالإبر»؛ وقد جاء ذلك في التسجيل الصوتي الأخير الذي تم الكشف عن وجوده، وهو ما يشير إلى أن جمال خاشقجي قد قُتل مباشرةً بعد دخوله إلى مقر القنصلية؛ بحسب «الجزيرة».

هذا ولم تتم الإشارة إلى وجود أي تحقيق مع الصحافي خاشقجي داخل مقر القنصلية قد تم رصده من خلال التسجيلات الصوتية حتى الآن؛ وتؤكد «الجزيرة»، على أن أحد السيارات السوداء التي غادرت مقر القنصلية بعد ساعتين بالضبط من اختفاء خاشقجي والتي كانت تقل جزءًا من الأفراد الذين عرفوا بفريق الاغتيال، قد توجهت مباشرةً إلى بيت القنصل السعودي؛ إذ مكثت هناك أربع ساعات كاملة ومن ثم توجهت إلى مطار أتاتورك.

 

ما كشفه مصدر من مكتب المدعي العام التركي للجزيرة بالأمس أن الفحص الأولي للقنصلية السعودية قد أظهر أدلة جديدة بارزة تؤكد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية على الرغم من محاولات طمسها؛ وهو ما قد يتم الكشف عنه بالتفصيل خلال الأيام القادمة.

وفي سياق متصل ارتفعت الأصوات التي تنادي بضرورة رحيل ولي العهد السعودي؛ إذ أكد السيناتور الأمريكي ديك دوربين في تصريحات أدلى بها أمس الموافق 15 أكتوبر (تشرين الأول) لشبكة «CNN» الأمريكية، تفيد أنه تحدث هاتفيًا مع السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان؛ وأن الأخير أخبره عن عدم رغبة المملكة السعودية بمشاركة الولايات المتحدة في تحقيقات اختفاء خاشقجي؛ وهو الأمر الذي استنكره السيناتور دوربين، مؤكدًا على ضرورة رفع الدعم الأمريكي للإدارة السعودية وفرض عقوبات اقتصادية، واصفًا حادثة اختفاء خاشقجي كمثال على «تطرف الإدارة السعودية»، أما السيناتور ليندسي جراهام فقد أكد في حواره مع شبكة فوكس نيوز؛ أن ولي العهد السعودي لا يمكنه أن يكون قائدًا وعليه الرحيل

اجمالي القراءات 2624