الشمس لم تغب عنها أبداً حتى الآن.. كل هذه الدول لا تزال تحت ظل التاج الملكي البريطاني بينها قارة بأك

في الخميس ٠٩ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الشمس لم تغب عنها أبداً حتى الآن.. كل هذه الدول لا تزال تحت ظل التاج الملكي البريطاني بينها قارة بأكملها

ربما عُرف عن بريطانيا في وقت ما أنها كانت واحدة من أكبر الدول الاستعمارية في العالم، ففي وقت من الأوقات في القرنين الأخيرين كانت رقعتها تتسع من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، وفي كل قارة تقريباً كانت هناك مستعمرة أو أكثر يرفرف فوق أرضها العلم البريطاني.

أما اليوم وبعد حقب من الحروب والدمار، وصعود قيم عالمية جديدة تمحورت حول الاستقلال والحرية، والاعتراف بالآخر، انكمشت تلك الرقعة البريطانية المتسعة، وقبلت بأدوار ملكية محدودة في بعض الدول، وركزت اهتماماتها على شؤونها الداخلية والخارجية.

ولكن ربما ما لا يعرفه الكثيرون أن بريطانيا التي لُقبت في وقت ما بـ «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس»، لاتزال بشكل أو بآخر مرتبطة برقعة متسعة من العالم، وبأدوار مختلفة، كما هو الحال في كندا، التي ربما لم يكن يعرف البعض الصلاحيات الواسعة للملكة إليزابيث عليها كرئيس رسمي للدولة.

ولكن في الحقيقة ليست كندا فقط التي ترأس السلطة فيها الملكية إليزابيث، فهناك دول أخرى منها دول كبيرة لها وزن، وثقل دولي، لا تزال تحت سلطة التاج الملكي البريطاني.

الجزر البريطانية: ما هي الأراضي البريطانية الرئيسية؟

الأرض الأم لـ «دول التاج البريطاني» هي ما يعرف بالجزر البريطانية التي تتكون منها المملكة المتحدة اليوم، وهي الدول الأربع الرئيسية: إنكلترا، اسكتلندا، ويلز، أيرلندا الشمالية.

أما الدول الثلاث الرئيسية اسكتلندا، وويلز، وإنكلترا فيكون فيما بينهم ما يعرف ببريطانيا العظمى، وتقع بين الجزر البريطانية أيضاً جمهورية أيرلندا التي نالت استقلالها عام 1922، وخرجت من الحكم الملكي البريطاني، لذلك هي ليست جزءاً من المملكة المتحدة أو التاج الملكي.

هناك أيضاً ثلاث جزر مسماة «تبعية التاج– Crown dependencies»، وهي ثلاث جزر مطلة على القناة الإنكليزية: «جيرسي» و»جورنسي» و»مان»، وتعد مناطق ذاتية الحكم، تتبع حكم الملكة مباشرة كرئيس للسلطة، مع تعيين حاكم رسمي من جانب الملكة، لكنها لا تتبع المملكة المتحدة رسمياً، ولا تتبع حتى دول «الكومنولث» المرتبطة ببريطانيا.

خارج الحدود.. تمثيل ملكي بصلاحيات محدودة

وهي تلك المناطق البعيدة عن حدود المملكة المتحدة، لكنها تتبع حكومة المملكة المتحدة نفسها وليست الملكة فقط، أغلبها من الجزر التي كانت فيما مضى جزءاً من الإمبراطورية البريطانية أثناء الاستعمار، ولم تحصل على استقلالها، أو لم تُصوت على الاستقلال التام عن الحكم البريطاني، وهي مناطق ذاتية الحكم تتبع المملكة المتحدة، لكنها ليست جزءاً من أراضيها مع احتفاظ المملكة المتحدة فيها بالتمثيل الخارجي الدبلوماسي والدفاع العسكري.

التاج البريطاني لايزال يضع تحت ظله الكثير من الدول

وتمثل الملكة إليزابيث الثانية منصب رئيس السلطة شرفياً دون صلاحياتها الكاملة، وتنوب عنها حكومة محلية لا تعينها الملكة، بل تتم بالاقتراع المباشر، وهي 14 جزيرة: أكروتيري ودكليا، وأنجويلا، وبرمودا، المنطقة القطبية البريطانية (غير مأهولة)، والمنطقة البريطانية في المحيط الهندي، وجزر فيرجين البريطانية، وجزر كايمان، وجزيرة فوكلاند، وجزيرة مونتسيرات، وجزر بيتكيرن وهندرسون، وجزر سانت هيلانة، وجزيرتا جنوب جورجيا وساندوتش، وجزر توركس وكايكوس.

جبل طارق، وهي الاستثناء الوحيد لأنها رسمياً جزء من أراضي المملكة المتحدةبتصويت رسمي، وتجري عليها كل السلطات المخوّلة للملكة إليزابيث على أراضي المملكة المتحدة.

دول الكومنولث.. مستعمرات سابقة بامتيازات حالية

تتكون الكومنولث حالياً من 53 دولة، وهي منظمة متعددة الدول، وكانت أغلبها تابعة للمستعمرات البريطانية في أوقات سابقة، وقد تكونت بعد انسحاب الاستعمار البريطاني، وكانت تسمى بدول الكومنولث البريطاني في أوائل القرن العشرين، لكن غُير اسمها إلى دول الكومنولث في إعلان لندن 1949.

 
 
مجموعة أعلام لدول الكومنولث

وتم تخصيص منصب رئيس المنظمة للملكة مباشرة، التي كانت الملكة إليزابيث الثانية، حتى تولى الأمير تشارلز رئاسته، في أبريل/نيسان 2018، خلفاً للملكة التي ظلَّت رئيسته منذ عام 1952 حتى 2018، وتناقش منظمة الكومنولث الأمور التعاونية بين تلك الدول، بعيداً عن الأمور الحكومية non-governmental relations، وأغلب تلك الأمور عبارة عن اتفاقيات تجارية، وامتيازات محلية بين الدول الأعضاء، وبعض التيسيرات في الحصول على التأشيرات لدخول المملكة المتحدة.

الجدير بالذكر أن بعض الدول التي كانت في السابق مستعمرات بريطانية لم تنضمإلى اتحاد دول الكومنولث؛ بسبب اختياراتهم أو مطالباتهم الشعبية، أو الرسمية برفع الحماية البريطانية والحصول على الاستقلال التام، ومن بين تلك الدول: بورما (ميانمار حالياً)، ومدينة عدن اليمنية، ومصر، والعراق، والأردن، وفلسطين، والسودان، والصومال، والكويت، والبحرين، وعُمان، وقطر، والإمارات.

ممالك الكومنولث: دول تقع تحت حكم الملكة إليزابيث الثانية مباشرة حالياً

من بين دول الكومنولث الـ53، هناك 16 دولة تُعرف أيضاً بممالك الكومنولث-Commonwealth realm، وهي الدول التي تمثل فيها الملكة إليزابيث منصب رأس الدولة، لكنَّها لا تزال دولاً مستقلة في المطلق ذاتية الحكم ولها حكومات منتخبة، لكن تملك الملكة صلاحياتها الرسمية عليها كرئيس الدولة؛ بدايةً من رئاسة القوات المسلحة، وتعيين رئيس للوزراء، بالإضافة إلى الامتياز الملكي «Royal Prerogative» متعدد الصلاحيات؛ من الحصانة الملكية القضائية، وإعفاء الوزراء وتعيينهم، إلى قرار إعلان الحرب، ولها حق اختيار الحاكم العام النائب لإدارة البلاد، مع وجود رئاسة مستقلة للحكومة وبرلمان للنواب.

تلك الدول هي: كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجامايكا، وغرناطة، وباربادوس، والباهاما، وأنتيجوا وباربودا، وبيليز، وبابوا نيو غينيا، وسانت كيتس، ونيفيس، وسانت لوتشيا، وسانت فينسينت، وجزر سولومون، وتوفالو.

المفارقة الطريفة.. الشمس لم تغب عنها بعد!

في حين اشتهرت سابقاً الإمبراطورية البريطانية بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ذلك القول الذي اشتُق من تعدد المستعمرات البريطانية على سطح الكرة الأرضية؛ إذ لا تمر ساعة في اليوم الكامل إلا وكانت الشمس تسطع على «أرض بريطانية» بحسب تقسيم خطوط الطول- فإنه تقنياً لم تنتهِ المقولة الشهيرة، بانتهاء عصر الاستعمار البريطاني.

بالنظر إلى المناطق السالف ذكرها والتي ما زالت تابعة بطريقة ما لاسم بريطانيا، سواء بتبعية شرفية أو بمنصب رسمي أو بصلاحيات مباشرة، سنجد مفارقة جغرافية طريفة تمت الإشارة إليها من قبل؛ إذ إن وقوع كل من جزر «بيتكيرن» و»المنطقة البريطانية في المحيط الهندي» بأحد أقاصي الكرة الأرضية -منطقة جنوب المحيط الهادئ- يجعل الشمس تمر حرفياً بجزء يرتبط باسم المملكة المتحدة على مدار 24 ساعة.

اجمالي القراءات 2655