كما أن لدى الدول المجاورة للسعودية قواعد مريحة للمستثمرين الدوليين لتعزيز النمو الاقتصادي، فقد خففت قطر من متطلبات الإقامة الأجنبية، ووافقت الكويت والبحرين في العام الماضي على قانون يسمح بملكية أجنبية بنسبة 100% لبعض الشركات.
في الماضي افتُتِح عدد قليل من المقاهي والمطاعم في وضح النهار خلال شهر رمضان في دبي، أما الآن لم يعد للسائحين والمغتربين الحاجة إلى الانتظار حتى غروب الشمس للحصول على مشروب كحولي في حانة أو مطعم، تتنافس العديد من المطاعم والحانات –إذ يوجد أكثر من 80% من السكان المولودين في الخارج– على العملاء غير المسلمين الذين يتعاملون مع عروض الطعام والكحول والترفيه.
أقامت إحدى أشهر الحانات في دبي حفلة على الشاطئ، للاحتفال بالزفاف الملكي في بريطانيا الشهر الماضي، إذ بث الحفل على شاشات التلفزيون العملاقة، وكان بعض المشاركين العراة يشربون الكحول في بركة السباحة، وهو مشهد لم يكن من الممكن تصوره في السابق خلال شهر رمضان المقدس.
في مايو (أيار)، مددت الإمارات الوقت الذي يستطيع فيه بعض المهنيين الأجانب العمل في البلاد مدة 10 سنوات، وقيل إنها ستسمح لبعض الشركات الأجنبية بامتلاك الإدراة بشكل كامل، كما تنازلت الحكومة عن غرامات الشركات التي لم تجدد تراخيصها في الوقت المحدد.
قال جوناثان دافيدسون، مؤسس شركة «ديفيدسون أند كو»، وهي شركة محاماة في دبي: إن التغييرات في التأشيرات والملكية الأجنبية والقواعد الرمضانية ستجذب المزيد من العمال والشركات الأجنبية إلى دبي وأبوظبي، ويضيف: «إنه تطور طبيعي، تريد دبي وأبوظبي أن تجعل المنطقة ملائمة أكثر لراحة الناس مع أساليب مختلفة لأنماط الحياة، بدلًا من الانغماس في العمل مدة سنة أو سنتين».
يكمل الكاتبان بأنها مسألة بقاء، فالمملكة العربية السعودية تخطط لإقامة حدائق ترفيهية، وفتح دور سينما، ورفع الحظر عن قيادة المرأة هذا الشهر، كما أنها تبني منطقة مالية في الرياض للتنافس مع مركز دبي المصرفي.
وقال جيسون تواي، محلل شؤون الشرق الأوسط في كابيتال إيكونوميكس بلندن: «بينما يبدو أن السعودية تتحرك نحو الإصلاح الاجتماعي، تؤمن دبي أنها بحاجة إلى الحفاظ على ميزة الحركة الأولى التي كانت تمتلكها دائمًا بوصفها مكانًا أكثر ليبرالية».
ويستشهد الكاتبان بأن الاستثمار الأجنبي المباشر في دول الخليج انخفض منذ أكثر من عقد من الزمان، بحسب ما أظهرته أرقام الأمم المتحدة، وواجه صعوبات في الانتعاش، وفي المملكة العربية السعودية، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أدنى مستوى له منذ 14 عامًا عند 1.4 مليار دولار في 2017 من متوسط 18.2 مليار دولار في السنوات من 2005 إلى 2007، وتأكد الأمم المتحدة كلامها من خلال قرارات الشركات الأجنبية لبيع الممتلكات السعودية، وأيضًا الاقتصاد الذي ما زال خاضعًا لانهيار أسعار النفط في عام 2014.
لقد أدّت التغييرات الرمضانية إلى إثارة غضب بعض المسلمين المحليين، فالإعلانات الأخيرة التي تظهر ملابس الفتيات الداخلية على «سوق.كوم»، وهي الشركة التابعة لموقع «أمازون»، قد أثارت شكاوى العملاء حول توقيت تلك الإعلانات خلال شهر رمضان، وتمت إزالة الإعلانات منذ ذلك الحين، لكن رفض المتحدث باسم أمازون التعليق على الحادثة.
دولارًا في شهر رمضان، مع تقديم الكحوليات ولحم الخنزير، وهو لحم محظور في الإسلام، وقال موقع «لوف إن دبي» الذي يهتم بأخبار دبي إن إساءة استخدام قواعد الشهر الفضيل أظهرت تدني المستوى العام، وعدم وجود احترام للفئات الأخرى.