أثار قرار المركز الثقافي بمدينة “كولونيا الألمانية”، بناء “مرحاض” على الطريقة الإسلامية بمقره، جدلا واسعا في ألمانيا.

وبحسب الموقع الإلكتروني لمجلة “فوكوس” الألمانية، يقول كونراد مولر، مسئول بالمركز: “نحن نريد إعطاء الناس المنحدرين من البلدان المسلمة الشعور بأنهم في بلدهم”، مؤكدًا أنه سيتم “تركيب خرطوم مياه بالمرحاض أو على الأقل وضع إبريق ماء به”.

وتابع: ” كما أنه من غير المقبول التغوط باتجاه مكة (القبلة)”، التصريح الذي وصفه الموقع الألماني بأنه “يحمل بعض الوقاحة”.

ويقول مجلس إدارة المركز في تصريح لصحيفة “بيلد” إن بناء المرحاض المذكور هو “جزء من ثقافة الترحيب”. وأردف عضو آخر من مجلس الإدارة، وهو هانس-غيورغ لوتسينكيرشن، في تصريح للصحيفة: “بهذه الطريقة سيكون بوسع الألمان تعلم بعض الشيء عن الثقافات الأخرى”.

يقول المكلف بقضايا “الحوار والكنيسة” في “المجلس المركزي للمسلمين”، أحمد عويمر، في تصريح خاص بـ”DW عربية” إن الخطوة تأتي “انسجاماً مع سياسات الكثير من المراكز الثقافية والاجتماعية، التي تضع في بالها على الدوام إعطاء الناس من مختلف الخلفيات فرصةً للتواصل واحترام خصوصياتهم وثقافاتهم”.

ويرى عويمر أن التفكير في الآخر “شيئاً إيجابياً” بحد ذاته، ويخلص إلى أن مبدأ التفكير ذلك “صائب”. غير أن المكلف بقضايا “الحوار والكنيسة” في المجلس المركزي للمسلمين يعود ويستدرك أن قضية المرحاض ليست من “الضرورات الملحة ولا من الأولويات وفيها تقزيم لقضايا المسلمين”، وبالتالي فهي “لا تستحق كل هذه الإثارة”؛ إذ إن هناك قضايا أكبر تتطلب منا جميعاً “تكاتف الجهود”.

وعن أمثلة لتلك الأولويات، أوضح: “تعليم مئات آلاف من اللاجئين اللغة الألمانية وتدريبهم وتأهيلهم مهنياً، زرع وتكريس ثقافة الاحترام المتبادل”. ويرى عويمر في تناول وسائل الإعلام الألمانية للقضية دليلاً على “عدم الاحترام، وفيه للأسف أيضاً بعض من العنصرية”. ويدعم المركز المذكور قضايا الأقليات والمهاجرين وحقوق الإنسان والتعددية الثقافية.

وكتبت صحيفة “بيلد” عنواناً يقول: “ولاية ألمانية تمول بناء مرحاض للمسلمين يراعي خصوصيتهم الثقافية”. ويستنتج عويمر من النقاش المستعر في المجال العام الألماني حول المسألة و”تحويل قضية مرحاض لا يكلف مئة يورو إلى قضية كبرى في الإعلام أن جزءً من المجتمع، وليس كل المجتمع، واقع في مرض الإسلاموفوبيا”، ويضيف مستغرباً: “مجرد مرحاض صغير يثير كل هذا الضجة. ماذا لو بني مسجدٌ أو أشياء أكبر من ذلك للمسلمين، ماذا هم صانعون!”.

والجدير ذكره أن مجلس مدينة كولونيا وافق في يوليو الماضي على تكلفة صيانة أحد صالات المركز بقيمة بلغت 1.2 مليون يورو.

وحسب الخطة تكلف عملية بناء المرحاض “الإسلامي” في الصالة 100 يورو إضافية. ويضم المركز ستة أبنية ضخمة يتوسطها فناء تبلغ مساحته 2500 متر مربع. وتقام في المركز أنشطة لدعم اللاجئين، فهو به مقهى ثقافي وينظم دورات تعليمية وأمسيات طبخ مشتركة وغيرها. وبخطوته تلك يريد المركز إظهار “انفتاحه” على المسلمين.